الكاتب الاديب المناضل د.سامي الكيلاني من مواليد بلدة يعبد سنة 1952، الاديب من قيادات العمل الوطني اعتقل عدة مرات وفرضت عليه الاقامه الجبريه ، شغل الكاتب الاديب عدة مناصب اكاديميه وادارية منها :
1- مدير دائرة العلاقات العامه في جامعة النجاح الوطنية
2- مدير مركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة النجاح الوطنيه
3- محاضر ومدرس في جامعة النجاح الوطنية
4- عضو الوفد الفلسطيني المفاوض في مدريد
5- عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين
6- عضو المجلس الوطني الفلسطيني
للكاتب الاديب العديد من المؤلفات القصصية والشعريه منها :
من أعماله الشعرية:
1. وعد جديد لعز الدين القسام (1982م).
2. قبّل الأرض واستراح (1989م).
من أعماله القصصية:
1. اخضر يا زعتر (1981م).
2. الفارعة والبحر والشمس (مشترك، منشورات اليسار المثلث، 1986م).
3. ثلاثة ناقص واحد (1991م).
مختارات من كتابات الاديب المناضل د.سامي الكيلاني:
تعويذة الأفعى
ثقل هائل يقحم نفسه داخل رأسك، رأسك، جمجمتك، دماغك، هذه الكرة التي تعلو كتفيك، ما الذي يجعلها تستمر في الصمود أمام هذه الضغوط الهائلة التي يحدثها الثقل الهائل الذي يقتحمها، الذي يستوطنها بأسلوب الاستيطان الوقح الذي يجري حولك في أرض تعرفها وتعرف مسمياتها
لماذا التشبيه؟ ألا يمكنك القول أن هذا الاستيطان المقتحم للأرض التي تعرفها مسميات وشجراً وحجراً ونباتات موسمية، أنه لا غيره هو الأصل في الاقتحام والثقل والوطأة الضاغطة المدمرة؟ ألا يمكنك قول ذلك؟ ربما يعترض نصفك الآخر الذي لا زال يمسك بتلابيب العقل والمنطق، النصف الذي يلوذ بنفسه داخل الجمجمة ذاتها من وجه الثقل الضاغط المقتحم ليكون إنسانياً في وجه كل صنوف الاعتداءات والمحاولات التي تستهدف إنسانيتك، آدميتك. ها أنت، حتى حين الدخول في هذه السطور تحت ضغط الجزء الذي يكاد ينفجر، تستدعي لاإرادياً ذلك الجزء المسعف الذي لاذ بنفسه غريقاً في الطوفان، لكنه غريقاً يحسن العوم أو يحسن تمالك النفس أملاً في الانتصار على طاغي الموج.
السرطان الاستيطاني يصل تخوم الصخرات وشجرات الخروب، أو ما بقي منها على الأغلب، حيث كانت طفولتك تطلق لنفسها العنان مع الأفق المفتوح والهواء النقي والظل الذي تقدمه الخروبات، وحيث البقع الخضراء تنتشر بعشوائية فاتنة بين الصخور والسلاسل الحجرية، وحيث كان ملجأك في أوقات الإقامة الجبرية التي دخلت بين فترات السجن، فوصفتها بأنها شكلت معاً ساندوشاً احتلالياً من نوع خاص، وسجلت ذلك ببراءة اختراع للاحتلال، كل شيء بحساب، فاعتبر صديقك ذلك رشة بهار تقطر سخرية على هذا الساندويش اللئيم. كان ذلك كله، والآن أصبح ذكرى، أهكذا يمكن للأمور أن تتغير، يا عالم، أيها المحافظون على البيئة والثقافة والفن والمحميات الطبيعية، ألا هبوا بقوانينكم وحملاتكم التضامنية، أعرني يا صاحب المعلّقة فماً معبراً يستحق من مستمعيّ تصفيقاً و"لا فض فوك"، أعرني يا عمرو بن كلثوم شيئاً بجمال "ألا هبي بصحنك واصبحينا" وابق لنفسك يا صاح خمور الأندرينا، فالمسكرات ومطيرات العقول تملأ حولنا الجو، تماماً كما ملأتم البر فضاق عنكم فملأتم ماء البحر سفيناً.
الثقل الهائل ينزاح قليلاً.
تحاول أن تتفحص الأمور التي علقت بذاكرتك عساك تجد مسعفاً آخر يجعلك تواصل الانعتاق من إسار الثقل الهائل الذي كان يحتلك، عساك تصبح أقوى في مواجهته.
الذاكرة المسكينة لا ترسل إلاّ ما تختزن، الذاكرة الرقيقة تعمل أسرع من الذاكرة العميقة.
تكر حبات السبحة، حبات "المسبحة"
ما الذي يحدث، حبات المسبحة سوداء قطرانية، تبعث الألم بشدة
تعيدك إلى نداء استغاثة آخر من هذا العالم الذي يضيق ويمتلئ بالغاز الخانق
الحبة الأولى دمعة بلورية يتلألأ فيها وجه الطفلة روان أبو زيد التي خرجت من بيتها في رفح تحمل نصف شيكل لشراء قطعة حلوى أو شيئاً من هذا القبيل، خرجت روحاً تشع براءة وحيوية رغم الطير الأسود الذي يحوم في سماء المدينة زاعقاً بالخراب والثكل واليتم وكل أشكال الآلام مسلاً إياها عبر صفقة جناحه أو انقضاضه الملوّن بالموت، كانت روحها أجمل من أن تستسلم للنعيق، لكنها سقطت في فخ نصبه الطائر الوحش لروحها البريئة، هل رغب الوحش في تنويع ضحاياه حتى هذا الاتقان المتقدم في الجريمة، إن كانت المفردة قادرة على حمل ما هو مطلوب منها، هل كان المجرم يسعى لذاك؟
تتدحرج الحبة الثانية منفرطة، تحمل ذلك الوجه، مزيج من الرغبة في مصادرة الفرح، على حاجز في عرض الطريق، يوقف الحافلة يدقق البطاقات الشخصية، يعود الركاب إلى الحافلة استعداداً للانطلاق، يندم أنه لم يكن مؤذياً إلى الحد المطلوب، ينزل شاباً وثلاث فتيات بحجة الفحص المعمق لبطاقاتهم، يقرر ركاب الحافلة الانتظار حتى ولو تأخروا أكثر وأكثر كما هدد، يتنقل الوجه بين ألوان الصراخ والشتائم والوداعة التي يمكن أن تعلو وجه بهلوان مراهق أعطي الحق في أن يقرر مصائر الناس على حاجز لا يعترف لهم بأنهم أناساً.
تتدحرج الحبة الثالثة، تحمل صورة شجرة التين التي تنزرع قرب الباب الغربي للبيت، منذ كانت بحجم البيت بأجزائها الثلاث، ثم صورتها بجزأين، وصورتها الآن بثلثها الآخير يتشبث بالحياة، أوراق صغير من غير الخضرة اليانعة ومن غير الظل الواسع، وجذع قد سقطت قشرته فبدا عارياً مليئاً بالثقوب التي تخرج منها نشارة معلقة يخرجها حفار معتدٍ أثيم يعيث دماراً في الساق الذي حمل سنوات طويلة نسغ الحياة ليتحول حبات تين شهية تقطفها منداة بقطرات الندى عندما لم تكن هناك حواجز تمنعك من الوصول إليها حين ترغب الوصول.
تتدحرج حبات أخرى
خيط السبحة يظهر حبلاً طويلاً يحاول خنقك، ترده عن عنقك وتطلق حنجرتك بغناء يرد الأفعى إلى جحرها، تماماً كالتعويذة التي أوصتك بها الجدة حين كنت ترافقها أيام الحصاد.
شارك بتعليقك
شاكرا لك ملاحظتك
احمد عطاطره
Sami is one of the most Honesty among the people