إضاءة على تجربة سامي الكيلاني القصصية
*شاكر فريد حسن *
السبت 22/1/2005
سامي الكيلاني قاصّ فلسطيني سُجن وعُذب في المعتقلات بسبب كتاباته وآرائه المناهضة للاحتلال. عرفته المنابر الثقافية في المناطق الفلسطينية حيث نشر الكثير من القصص القصيرة وصدرت له مجموعة قصصية بعنوان "اخضر يا زعتر".
وما يميز قصص سامي الكيلاني اقترابها من واقع الناس البسطاء والمهمشين والفقراء وتصويرها لحالات البؤس والقهر والتعب النفسي وللظواهر الاجتماعية في الحياة الفلسطينية، فنجده يكتب عن القرية والمخيم والازقة ومعاناة الانسان الفلسطيني وهمومه واوضاعه في ظل الاحتلال البغيض ويرسم ملامحه بوضوح رؤية.
وهو يختار شخصيات وابطال قصصه من الشرائح والطبقات المسحوقة والضعيفة التي تعيش معاناة مزدوجة، اولا كونها فقيرة، وثانيا ان ارضها محتلة.
ويتعامل سامي الكيلاني كغيره من كتاب القصة في الضفة والقطاع مع الواقع المعاش انطلاقا من الدعوة الى تغييره وانهاء الاحتلال وعسفه، ويركز في قصصه على البعد المكاني، المخيمات والارياف الفلسطينية.
وفي قصة "اخضر يا زعتر" يسجل معاناة خديجة التي تعمل وتكد من اجل الانفاق على نفسها واعالة ابنها بعد طلاقها من زوجها، ورغم اضطرارها للعمل الا ان ألسن الناس تلاحقها وتطاردها حتى الراعي يونس الذي يهزأ ويسخر منها ويتساءل: لماذا طلقها زوجها حسين؟؟
اما في قصة "لا لمخترة الحاج عبد" فتبرز نزعة تعليمية واضحة تصل الى حد المثالية.
ويلجأ سامي الكيلاني الى اسلوب السرد الجميل في رصد وتسجيل الاحداث والتفاصيل اليومية ويوفق في الحوار الذي يأتي متمما لاسلوب السرد نفسه وينجح في تطوير ادواته الفنية بهدوء وصمت. اما لغته فبسيطة وصوره واضحة لا لبس فيها.
سامي الكيلاني قاص منحاز الى قضايا الجماهير وهمومها، قريب من الحياة الشعبية الواقعية، واضح في التزامه الفكري يطرح في قصصه قضايا مأساوية وانسانية يعاني منها شعبنا الفلسطيني المحاصر ويرسم صورة للاحزان والهموم التي يحياها المعتقلون خلف القضبان وفي الزنازين، وقصصه ذات دفء انساني حميمي وبعد اجتماعي ورؤية مستقبلية واضحة.
شارك بتعليقك