فلسطين في الذاكرة | من نحن | تاريخ شفوي | نهب فلسطين | English |
![]() |
الصراع للمبتدئين | دليل العودة | صور | خرائط |
فلسطين في الذاكرة | سجل | تبرع | أفلام | نهب فلسطين | إبحث | بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت | English | |
من نحن | الصراع للمبتدئين | صور | خرائط | دليل حق العودة | تاريخ شفوي | نظرة القمر الصناعي | أعضاء الموقع | إتصل بنا |
إبحث |
أريحا |
بئر السبع |
بيت لحم |
بيسان |
جنين |
حيفا |
الخليل |
رام الله |
الرملة |
صفد |
طبريا |
طولكرم |
عكا |
غزة |
القدس |
نابلس |
الناصرة |
يافا |
تبرع |
سجل |
إتصل بنا |
فديوهات |
شارك بتعليقك
يشكل قصر المشاقي مجمعاً سكنياً متكاملاً من البيوت وملحاقتها والتي تتمثل في «مدرسة ومسجد واسطبلات للخيل وآبار للشرب وبساتين وسجن» ويقع القصر في الجهة الغربية من القرية في أعلى نقطة من الجبل الى الشمال الشرقي من المسجد وقد اختار لبنائه موقعاً تتوفر فيه كثير من المميزات من بينها أن يكون قريبا لآبار الشرب كيلا يتعرض السكان لنقص المياه في الأزمات وبأسلوب معماري رصين تتوفر فيه كل سبل السلامة في حالة تعرضه لأي خطر. وقد أقيم القصر على مساحة من الأرض الزراعية بطول 78متراً وعرض 33 متراً تقريباً بما في ذلك السور الخارجي. ويقع القصر في الجهة الشمالية للمسجد ويرتفع لدورين من الجهة الغربية ولثلاثة ادوار من الجهة الشرقية وقد بني من الحجارة المحلية الضخمة وبطريقة معمارية جميلة احترفها بنّاءون مهرة، ولكن ما يؤخذ على هذا الاسلوب نفقته العاليه في البناء اذ وصلت سماكة الحائط الى نحو المترين في الدور الاول وتنخفض هذه السماكه كلما ارتفع البناء دورا آخر حتى يتم الوصول الى السقف النهائي للقصر.
ويشمل القصر المجلس القديم لأسرة المشاقي ، ويتكون من المجلس الرئيسي الذي تتم فيه الاجتماعات الخاصه في ذلك الوقت، وكانت تثبت على أحد الجدران ساعة حائط كبيرة أهديت للمشاقي من والي دمشق. وملحق بهذا المجلس مكان لإعداد الشاي والقهوة للضيوف.. ويوجد في القصر مستودع للاسلحة وهو غرفه محكمة الاغلاق لا توجد فيها نوافذ، ذات باب حصين تخزن فيها الاسحلة وذخائرها وادوات تنظيفها ويحمل مفاتيح هذا المستودع المسؤول عنها من ابناء الاسرة الذي كان يكلف بها سلفاً من قبل هذا الشخص محدداً بهذا التكليف مسؤولية الخازن.وتوجد في القصر غرفة شيدت فيها بعض الخزائن والارفف تحتوي على عدد من الآثار القيمة وكان يوجد بها خاتم (الختم) المشاقي وسجلاته الخاصه وكذلك ما يودع لديه من امانات وسجلات تخص ابناء القبيلة. وفي القصر مخزن للتموين، وهو عبارة عن مستودع جيد التهوية وتدخله الشمس من جهات عدة يتم فيه تخزين جميع انواع الحبوب والبقول المعدّه للاستخدام البشري والمواد التموينيه الاخرى مثل العسل والسمن والقديد والعجوة والزيت والقمح والتين المجفف.. وغيرها مما تنتجه الارض المباركة.
توجد في القصر مهاجع للنوم ومجالس العائلة الخاصه وغرف للطعام وهذه تحتل الدور الثاني من الجزء الغربي للقصر والدور الثالث من الجزء الشرقي للقصر.وقد بنيت بهذا القصر في حائطه الغربي نافذة عريضة مخصصة للإنارة وللجلوس فيها لأنها تطل على البساتين والمزارع والطرق الرئيسية بالاضافة الى ان بإمكان من ينظر من خلالها رؤية كل الساحل الفلسطيني والبحر المتوسط غربا.. وتتسع لجلوس عدد من الأشخاص. وقد خصص الدور الارضي منه لاسطبل الخيل بينما خصص الدور الأول منه لإقامه الضيوف وغيرهم او للمناسبات الاجتماعية،وتم تجهيزه وامداده بالماء من خلال بئر حفرت داخل مرافق المسجد وذلك ضماناً لاستمرار تواجد المياه دون انقطاع .اما المدرسة فقد بنيت خارج الفناء الرئيسي للقصر وذلك لتسهيل مهمة ارتيادها وتوفير حرية الدخول والخروج منها من قبل الدارسين الساكنين بها وهي مكونة من دور ارضي خصصت منها للإقامة المجانيه للدارسين الذين يفدون اليها من اماكن بعيدة كذلك استراحة للمعلمين .وكانت الدراسه فيها قد بدأت بالطرق التقليدية (الكتاتيب) تمثلت بصنع الواح من الخشب طول الواحدة منها 70 سم،وعرضها لا يتجاوز 30سم، وطلائها بالأسود ومن ثم الكتابة عليها باستخدام الطبشور المستخرج من الارض في ذات المنطقة، اما المطبخ فيقع في داخل الفناء الرئيسي للقصر من الجهه الغربية وكان مجهزاً لإعداد الولائم في المناسبات الكبيرة .
وتوجد في القصر بئـر للماء تم حفرها خصيصا لسكانه، تقع في الجهه الغربية وكان يتم رفع الماء منها بواسطة الدلو من الدور الثاني من القصر وكان الدلو يستخدم من خلال نافذه خصصت لهذا الغرض تطل على البئر مباشرة وتقع ضمن المطبخ وذلك لتوفير المياه مباشرة في حالة الحاجة الطارئة لها او نضوب آبار المياه الداخلية او في حالة تعذر الشرب لأي سبب كان.وقد بني السور الخارجي للقصر من الحجارة الضخمة بارتفاع خمسة امتار من الجهه الشرقية وثمانية امتار من الجهه الغربية وله بوابتان احداهما رئيسية: وتقع في الجهه الشرقية للسور بعرض ثلاثة أمتار وارتفاع مترين ونصف المتر ويتم التحكم في غلقها وفتحتها بناءاً على توجيهات شيخ القبيلة او من يقوم مقامه. والبوابة الثانية: وهي بوابة اصغر من الأولى وعرضها متر ونصف وارتفاعها متران تقريباً، وتقع في السور من الجهه الغربية وتستخدم في تسهيل حركة الدخول والخروج الى المزارع والبساتين الخاصة بالقصر ويتم النزول منها والصعود إليها بواسطة درج من الصخر انشئ في بناء السور, ويتم التحكم في غلقها وفتحها بناء على نظام البوابة الرئيسية.
ونظراً لعدم وجود مكان لاحتجاز الجناة وقطاع الطرق في ذلك الوقت فقد تم بناء سجن تحت البهو الرئيسي للقصر من الجهه الشمالية وقد أسهم هذا السجن في الحصول على أمن واستقرار نادرين.
ونظرا لحاجة القصر الى المواد التموينية مما تنتجه المزارع من الحبوب والبقول فقد تم بناؤه وسط الحقول التي تشكل مصدرا اساسيا للتموين الغذائي لسكانه ورواده كما تمت زراعة عدد من البساتين التي تحيط بالقصر من جهتيه الغربيه والجنوبية ليكون متنفسا للقصر، حيث زرعت فيها جميع انواع الفواكهه والخضراوات التي تتلائم وطبيعة المنطقة وتربتها، كما تم حفر عدد من الآبار التي توفر المياة المناسبة للمزارع والبساتين المجاورة دون الحاجه الى استخدام الآبار التي خصصت للقصر والمسجد. وتم تشييد أماكن دراسة الحبوب وهي تشكل ثلاث خطوات كل منها مكمل للآخر علي النحو التالي:
1- المصطبة: وهي عبارة عن فناء تم رصف ارضيتة بالحجارة الملساء لضمان سحق المنتج الزراعي اثناء دراسته وتستخدم لهذا الغرض صخره كروية الشكل يزيد وزنها على ثمانين كيلوجراماً.
2- البيدر: وهي مكان مسطح مخصص لجمع المحصول وتجفيفه جيدا لتخليصه من الرطوبه قبل دراسته وكان يستخدم (اللوح) وهو عبارة عن مصفوفة من قطع الخشب المستطيلة تجرها الدواب(اما حمار او حصان او زوج من البقر) مثبت في اسفلها حجارة خشنة حجمها اكبر قليلا من حجم حبة الجوز تساعد في عملية سحق المحصول سواء كان قمحا ام شعيرا ام بقوليات.
3- الخابية: وهو سرادق ملحق بالمصطبة لحماية المحصول من المطر قبل واثناء الدراسة وكذلك لكيل المحصول قبل نقلة وترحيلة الى المستودعات الرئيسية للحبوب داخل القصر.
4- المذرى: وهو المكان الذي يتم فيه فصل الحبوب عن بقية اجزاء السنابل بعد درسها وتكون هذه المرحله النهائيه قبل كيل المحصول وتخزينه. وكان القصر يحتوي على بعض تلك الادوات - (المذراة، الشاعوب، والكربالة، والغربال والنسافة... وغيرها) - التي كانت تستخدم في الزراعه والدراسه وتخزين المحاصيل الزراعيه والمكاييل والموازين .
ومع تقادم الزمن وعوامل التعرية تم تدمير أجزاء كثيرة من القصر واختفى السور نهائيا حيث لم يعد له وجود الأمر الذي يصعب على اي من كان أن يعيده الى حالتة السابقه ويجعل منه رمزاً وشاهداً على ثقافة وتراث نادر لجزء عزيز من حضارة وطننا فلسطين.
المصدر : القبائل العربية في فلسطين وبلاد الشام