بـسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الأول.
قصيدة مهداه لزيتا
زيتا الكرام
أطل الشـعر من تحـت الركام فجـودي يا قريـحة بالكـلام
لقد نضـبت عيـون الشعر مني لغيـر إبــاء زيتـا الكــرام
على جبـل النـار تشـع نورا تفـجر في سـما بصرى والشام
سليـلة الـدس أقصـانا هواها تغلـغـل في فـؤادي والعظـام
متى يا فجر تـولـد في سماها فتمـحو بالضيـاء مدى الظلام
لقد سئمـت ليـالي الدهر دمعي على هجرهـا والقلـب دامـي
وسـال دمي سخـيا يشتهـيها وروحـي رفـرفت فوق الحسام
وذللـت القـوافي في رضـاها فأسكرت الجبـال بـلا قـدام
أحـن إلى روابيـها حـنيـنـا ينـوء بحمـله بـحر الغــرام
أحـن إلى الـمروج إلى الدوالي إلى شجـيرات بطـم كالغمـام
تغمـرني طريق الحـوش شوقا إلى قطـف كأسـراب اليمـام
يـلا عن القلـوب كما تناغـي صغـار النحل تيجـان الخـزام
وللشـعب أيــام وذكــرى حكـايات الرضيـع مع الفطام
يناديـني فيطـربني حنيــني وتمنعني الحواجـز من طعـامي
وليــس الأم تمنـعني ولكـن عـدوى طبـعه طبـع اللئـام
وزرعـنا أرضهـا حبـا فكانت بها الأغصـان رمـزا للسـلام
ويـا صبحـا بزيتـا يغـنـي نشيـد فـوق مئـذنة الأمـام
ينــادي الم قـومـي أم صلي ولوحي الخبـز اقمـار التمـام
فزوجـك سـن منجلـه ونادى أريـد الـزاد زيتـا مع طلامي
سنابلـنـا لموسمـها تحـلـت ومالـت قبلـت أرض العظـام
وزغـردت الطيـور بكـل ربع أفيـقي يا فـراخـي لا تنـامي
لقد حـط الربيـع على الروابي وصفق ضاحكـا بيـن الأكـام
وغـازل رمشة زغبـا شـذاها دبيـب البـرء يفتـك بالسقام
لنا دالـت بها الأيـام ملـكـا توراثنـاه عـاما اثــر عـام
بها كانـت صـروح الحب تبنى وشيـدنـا جسـورا للوئــام
سنـا شمس المحبـة قد نسجنا دروعا حطمت كيـد الخصـام
وعند جـوار بـركتـها اقمنا لنا اعـراس أنـس وانسجـام
للفتيـان في مـاهـا فتــون كما الأقمار في جنـح الظـلام
هي الدنيــا بها الأمجاد صلت فلـذ بعـزهـا طيـب المقـام
لكـم طمـع العادي في صباها فنـامـوا بين احضـان الزؤام
سلـوا عنـا خيـول الله تروي لكـم عن بـاسنا يـوم الصدام
ينادي يا صـلاح الديـن اقبـل لقـد نـال الأرذال من لثـامي
فعـجل أيهـا الحـامي لتسقى عـدو الله مـن كـاس الحمام
وصن عرضي فأهل الدار ناموا وصـرت إلى فـراش بالـحرام
صرخت فما معت صدي لصوتي فكن يا مصـرخي مسك الختـام
"مناجاة " إلى قريتي
قريتي العزيزة زيتا
انت في القلب والقلب ينبض بكلمة واحدة أننا قادمون ؟. طال الزمن أم قصر ؟ قادمون ؟ الأولاد ؟ الأحفاد أو أحفاد الأحفاد .
لا أنساك يا بلدي ؟ لا أغمض عيني لحظة عن حقك في أن تحضني ابنائك وتباركية بطبيعتك وموقعك . الكروم والحقول ومجاري الوديان والسيول ما زالت تعبق برائحة الميرمية والزعتر في النفوس ألف قبلة على جبين الوطن ؟ والأرض والعودة إليك ؟ نارك يا زيتا جبت قليلا ـ بالقهر ـ لتعود تشتعل من جديد رجالا عاهدوا تاريخهم وكرومهم وتلالهم أن يأتوك حاملين راية النصر وراية الالتزام بالعهد والوطن إن شاء الله ؟ إن شاء الله.
الكروم والحقول:
لم الحديث عنك يا سنديانة الجبل ؟ جبل النار ، إنه قدرنا أن نواجه العالم ؟ نواجه واقعا لم توجهه أمة أو شعب عبر التاريخ.
أنها مواجهة الغربة عن ارض الوطن ؟ رحيل لن يطول ؟ بل سنعود بعون الله
الحديث عنك رسالة من الأجداد للأباء ؟ للأبناء ؟ للأحفاد ؟ لأحفاد الأحفاد .
خصصتك يا بلدتي ؟ يا حبيبتي بهذا الكتاب وبذكر الموقع والكروم والحقول والحارات هو تحقيق لكل الأجيال الأجيال القادمة ؟ مهما بعدت بنا الأحداث والأزمان سيقرأ الأحفاد وأحفاد الأحفاد عن جده وأبيه سيقرأ كل منهم الموقع والدور ؟ الكروم والأشجار والأغاني والأمثال ؟ سيقرأ زيتا بيتا ودربا وموقعا .
ستبقى زيتا ماثلة في الأذهان ؟ ماثلة حتى نعود إليك ؟ في زمن ولا أحدد ذلك ؟ ولكني أراه قريبا لأن صولجان الحق سينتصر .
هذه زيتا القرية الحالمة ؟ وهذا إنسانها وبعد وبعد فراق خمسة واربعون عاما .
يقف الإنسان ويقرأ التاريخ ؟ ويحلل ؟ ويبحث في الأمثال ويستدل من الورود والأزهار ؟ ومن سنابل القمح على زيتا التاريخ ؟ زيتا الأهل والصدى .
أردت أن تكون الأماني اختراقا لكل الاحتقانات القاهرة وأردت أن تكون الإرادة والجهد أن يبقى التراث عبور الأجيال وبوابة عبور الوطن ، وريادة .وقمة ريادته أبناء برره ، ورسالة حب في هذا الكتاب أهديها إليك ما غبت عن عيني ؟كنت معك في الحلم واليقظة ليل ونهار ؟ عشقتك أيها الغالية وزاد عشقي إليك وازداد حبك في قلبي يوما بعد يوم وأنا الطاهر من العشق الإنساني كترابك الطاهره النظيف الثوب والشراب كنظافة ترابك وماؤك العذب الرقراق .
كنت دائما في حقولك وفي كرومك أداعب الحجارة والتراب والعشب والنبت والشجر والثمر ، كنت أركض في أزقتك وحاراتك وطرقاتك ، في سهولك وتلالك صبيا يافعا
أقسمت أن اظل وفيا مدى العمر وقد أوصيت أن تعاد رفاتي إلى تربتك الطاهرة المرابطة إلى يوم الدين لأجل عينيك قضيت عمري كله على ذكراك .
تذكرتك في حلي وترحالي وفي مرضي وعافيتي وفي سعادتي وشقائي ، في شبابي وكهولتي .
حاولت أن اترجم عواطفي إلى كلمات وأفكار وسطور تتحدث عن قريتي ؟ حبيبتي زيتا ، وحتى لا أحتكر حبها فتضيع معلومات كثيرة بموت الأجيال واصبحث بعد نصف قرن من الزمان ضبابية تزيد وتنقص تضخم وتضعف وقد تصبح بعد زمن نسيا منسيا ، أردت ان اسجل وأوثق أغلى مكان في الوجود إلى قلبي وأن أكون موضوعيا ودقيقا غاية الدقة مع عواطفي الجياشة وحبي الكبير الذي لا حدود له ، فالحب شيء والحقيقة شيء أخر .
استعنت بالمصادر والمراجع وجبت الآفاق لأحصل على معلومات أوفى ولكنها ظلت قليلة واستعنت بجيل فلسطين الصغير والكبير وبالرجال والنساء والشيوخ والشباب ففتحوا لي قلوبهم وما بخلوا بسعي أو جهد أو حقائق أو ذكريات بكوا وغنوا وناحوا خفت أصواتهم وعلت وتباطأت وتسارعت وتسارعت استفدت كثيرا منهم ومن اخبارهم وقصصهم ونواحهم وغنائهم ومن تجاربهم وسير حياتهم ومن مخزون أفكارهم و شعورهم .
حاولت أن اثير كوامن صدورهم فأبكيتهم وافرحتهم ، أحزنتهم ، وأسعدتهم كنت همزة الوصل بينهم وبين الوطن في الشتات والبلد ، جعلت الصحن اليومي فلسطين وزيتا .
كانت فلسطين والقرية كل شيء في حياتي وحياة أبناء بلدتي في الغربة سواء بالكويت أو الأردن في الكتابة والقراءة في العمل والشارع في المنتدى والجامع في الأفراح والأتراح ، في ذكر الموت والحياة .
مع الربيع والخريف وفي الصيف والشتاء ، كانت باختصار وحضور دائما : ماؤها وآبارها وبركتها ، مسارها ، ودروبها ، تينها وزيتونها ، عشبها ونبتها ، زرعها وغلالها ، تلالها ومروجها ترابها وصحاريها طيرها ووحشها ، قطعانها وعجالها سهولها وجبالها ، سيولها ووديانها ، أمثالها وحكاياتها ، خرافاتها ومعتقداتها طبها وأمثالها وأحاديث اهلها ولهجتهم الفلاحية المحببة سابقت عمري وخفت أن اموت قبل أن تكتمل الرسالة وتؤدى الأمانة ، كنت في شغل شاغل وعمل دائب حتى أرى حبيبتي زيتا وقد اكتلمت ونضجت وبرزت عروسا يتمناها الخيال وتتسابق إليها الأحلام وعرائس المروج وقد تمخضت بعطر وشذى البابونج والورود .
أية يا قريتي نذرت لك حياتي ، أحببتك الحب كله وعملت لك طوال عمري فاعذريني إذا شعرت أنني قصرت أو سهوت عن فك الرصد عن كنز من كنوزك التي رغبت أن تكون للجميع فيزدادوا للقائك شوقا وللتعرف إليك اقبالا ولا متلاكك عشقا وجنونا وللإنتماء لك فخرا وعزا وتيها .
قضيت الأيام والشهور اتقصى وأتحرى ولو معلومة صغيرة وسعت نقاطا عديدة واطنبت في قضايا متنوعة ، وخفت أن تضيع أمور بسيطة فيضيع الكثير فيظلمني آخرون وبعد أجيال فتشت في الموسوعات والمراجع فكانت معلوماتها قليلة نسبيا وبكيت على تعبي وشقائي والذي أخذمني ظلما لهواني على الأهل والأقربين فاستغلوا ضعفي نتيجة مرضي وبعدي عن وطني طيبة قلبي وصفاء سريرتي
ولم اترك شاردة وواردة إلا استعنت بها في تحقيق الهدف الاسمى وهو إبراز هذه القرية في ثوب يليق بها وجلوتها عروسا بهية .
تمسك العرب بأراضيهم وما تملكه اليهود منها:-
وبرغم من التحيز التي انتهجتها حكومة الانتداب البريطاني ضد الفلسطينين العرب لصالح اليهود والقوانين الجائرة الني كان الهدف منها ايقاع المزارعين العرب تحت ضائقة مالية لاجبارهم وترغيبهم ببيع قسم من أراضيهم والتخلي عنها إلى المزارعين الجدد اليهود الا أن العرب أدركوا الغايات الخبيثة التي تبنتها لهم حكومة الانتداب فتمسكوا باراضيهم برغم التضييق والمغريات الكبيرة التي تعرضوا لها ومع ذلك فلم يتملك اليهود وحتى عام النكبة سوى اقل من مليوني دونم فقط من أراضي فلسطين والبالغة 26 مليون دونم أو ما نسبته 7% فقط من أراضي فلسطين هذه النسبة الضئيلة لم يتملكوا الا حوالي ربعها من عرب فلسطين أما بقية ما تملكوه فقد كان معظمه من الأراضي التي كانوا يملكونه قبل الحرب العالمية الأولى وقبل صدور وعد بلفور ومما أقتطعتهم أياه حكومة الانتداب البريطاني ومما اشتروه من الكنائس والأديرة المختلفة في فلسطين وأكثر من ثلث هذه المساحة تملكوها من العرب غير الفلسطينين الذين وجدوا أنفسهم فجأة أجانب بعد تقسيم البلاد السورية (بلاد الشام) إلى أربعة اقطار (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) وكانوا معظم عائلاتهم لبنانية مثل عائلة سرسق والثويني والطبان والعمري وبعض العائلات السورية مثل عائلات ناصيف والقباني وغيرهم من الذين وجدوا أنفسهم بعيدين عن أراضيهم ويعتبرون أجانب في فلسطين فانساقوا مع المغريات المادية وباعوا أراضيهم لليهود وليس أصدق من لغة الأرقام لبيان هذه الحقيقة :
340.000 دونم ما كان يملكه اليهود من أراضي فلسطين قبل الحرب العالمية الأولى وقبل صدور وعد بلفور من هذه المساحات ما اقتطعتهم أياها الحكومة التركية على سبيل الهبه لاقامة مدارس أطفال اليهود الايتام مثل مدرسة نبتر وغيرها.
30.000 دونم ما اقتطعتهم أياه حكومة الانتداب البريطاني على سبيل الهبة وبايجارات رمزية لمدة طويلة (99) عاما وعلى سبيل تجفيف المستنقعات واستصلاح الأراضي البور لزراعتها وغير ذلك من الذرائع المختلفة .
20.000 دونم اشتراه اليهود والجمعيات الصهيونية من الكنائس والأديرة المختلفة في فلسطين .
600.00 دونم ما اشتراه اليهود من العرب غير الفلسطينين الذين أصبحوا أجانب وبعيدين عن اراضيهم في فلسطين .
490.000 دونم هي كل ما أمكنهم شراؤه من عرب فلسطين طيلة مدة الانتداب على فلسطين منذ عام 1918 وحتى عام 1948 وهي لا تزيد عن 1.8% من مجموع أراضي فلسطين .
1.850000 دونم مجموع ما يملكه اليهود وما استطاعوا أن يملكه في أراضي فلسطين حتى عام 1948 .
ومن دراسة الأرقام والقاء نظرة فاحصة عليها يتبين مدى عدم صحة الانطباع الخاطيء الذي كونه البعض ظلما بأن عرب فلسطين فرطوا في أراضيهم وباعوا معظمها لليهود مع أنهم تمسكوا بأراضيهم رغم التضييق الشديد والمغريات التي تعرضوا لها .
زيتــا:-
الأرض والموقع:
الموقع : تقع زيتا ضمن لواء نابلس وسط فلسطين وتبتعد عن مدينة نابلس 16-18كم إلى الجنوب الغربي منها الذي كان يدعى لواء جبل النار حيث استبسل هذا اللواء في قتال نابليون بونابرت حينما أراد غزو بلاد الشام عام 1799 وحاصر عكا وانهزم عن بلاد الشام وفر عائدا لبلاده فرنسا .
تقع زيتا بالقرب من سفح تل إلى الشرق منها حيث أصبحت هذه التلة الآن إحدى ضواحي القرى الجديدة والعامرة ببيوتها الجميلة على طريق قرية جماعين المجاورة والتي أصبحت متشابكة معها تماما حيث البيوت الزيتاوية بقرب البيوت الجماعينية لا بل تداخلت البيوت في كل من هما اذ تزينها فيلا جميلة وعالية للسيد فتح الله خضير أحد أبناء القرية المغتربين وقد سميت زيتا ـ جماعين بإضافة جماعين لها للتميز بينها وبين زيتات أخرى في فلسطين منها زيتا الشعراوية بالقرب من طولكرم وزيتا الخليل في منطقة الخليل .
التسمية:
أما أسمها "زيتا" نسبة إلى ما تشتهر به من كروم الزيتون وزيتها الوفير وهي على صغرها فإن مساحة أرضها واسعة وان 90% من أراضيها مزروعة بأشجار الزيتون وتعتبر من اكثر القرى المجاورة تمتلك من هذه الشجرة المباركة والأشجار الأخرى .
مساحة القرية:
بلغت مساحة القرية وأراضيها عام 1944 حسب المصادر حوالي 5451دونما منها حوالي 15دونم مشاع للقرية وحوالي 75دونما مساكن لأهل القرية وحوالي 80دونما طرقات ودروب ووديان .
نـهايـة الـجزءالأول.
شارك بتعليقك
الفاتحة الى روح المرحوم كاتب المقالة
مع فائق الاحترام والتقدير
ولنا لقاء مع كل الاحبة داخل وطننا الحبيب ان شاء الله
تقبل مروري
مع الاحترام
ابو ايهاب الزيتاوي
بارك اللة فيك يا اخي يا ابن زيتا الحبيبة
انا مشتاق لرؤيتك يا ابن زيتا -فلسطين
اخوكم ابن زيتا
حسين محمد حسين عبدالباقي -ابو محمد
سلمت يمينك يا أخي محمود عبد الحفيظ الزيتاوي
كم أشكر أخانا أبن زيتا رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
فأنتما والله رائعين
هل يمكن لنا التواصل معا
أخوكم ابن زيتا جميل فرج
عمان الأردن
نتمنى ان نلتقي بك قريبا على ارض الوطن انشاءالله
-------------------------------------------------- جبر-جمّاعين
.........(((عشتم وعاشت فلسطسن)))......... شكرا جزيلا مع تمنياتي لكم بالتوفيق و النجاح و لغد مشرق لفلسطين الأبية