فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء الـسادس.

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : زيتا في خلفية الصورة-المنظر من ارئيل أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـسادس.

الحياة الاقتصادية:-
اعتمد اقتصاد القرية على ثلاث مرافق اساسية وهي:
1. الزراعة 2. الثروة الحيوانية 3. التجارة والصناعة .
أولا : الزراعة
استغل أهل القرية أرضهم بشكل مميز فقد زرعوا كل الأراضي الصالحة للزراعة واستصلحوا ما امكنهم استصلاحه من أرض كثر فيها رجوم الحجارة ، وزرع أهل القرية أراضيهم بشجر الزيتون تلك الشجرة المباركة بشكل بارز ثم زرعوا اشجار التين والعنب لتوفر لهم هذه المزروعات مؤونة صيفية وشتوية وزرعوا كافة أنواع الأشجار والفواكه والخضار وزرعوا الحبوب بكافة أنواعها الضرورية لهم ولمواشيهم ودوابهم ومواشيهم وقد زرعوا كل ذلك زراعة بعليه حيث لا يوجد عيون ماء وقد اتجهوا ونظموا زراعتهم في اتجاهين صيفي وشتوي.
وقد أوجدوا معادلة بسيطة تربطهم بمدينة نابلس القريبة منهم فهم بحاجة لأسواقها ودكاكينها واستثمروا المشوار في بيع الحطب والجبان والعكوب والزعتر والميرمية والتين الطازج والقطين فيضعونها في صناديق ويجملونها على ظهور الدواب متجهين إلى سوق المدينة (سوق الخضار) .

الزراعة الدائمة:
اكثر الأهالي من زراعة الزيتون والتين فزرعوا الزيتون في التربة الكلسية والمرتفعات الجبلية وزرعوا بين اشجارها التين والعنب .
وهناك طريقتان للحصول على شتلة الزيتون :
1. الحصول على الشجرة البرية ونقلها للتربة الدائمة .
2. يتم أطعام الماعز زيتون أسود وعند الاجترار تلفظ الماعز البذرة وبالتالي تزرع الحبة في الأرض
ويطعم الزيتون البري عندما يبدأ بالنمو الطبيعي .

المزروعات الصيفية:
زرعت الخضراوات البعلية في مناطق معينة حسب التربة وصلاحياتها وقد كانوا يعملون المشاتل في البيوت مثل شتل البندورة والفلفل والكوسا والبصل والثوم ثم ينقلوها إلى الأرض الدائمة وقد غلبت زراعة البندورة أكثر من غيرها .

المزروعات الشتوية:
1. الشعير : وهو الغلة الرئيسية الثانية بعد القمح وقد زرع في الأرض الخفيفة والتي تتجمع فيها الأمطار لفترة طويلة .
2. القمح : وهو الغلة الرئيسية الأولى وقد زرع في سائر الأراضي الصالحة للزراعة .
3. القطاني :وهي العدس والحمص والفول والكرسنة هذا ولقد خصص أهالي القرية مراقبين أو نواطير للمزروعات والمحاصيل الموسمية بأجر محدد يدفع في البيدر وقد عرف منهم محمد ناجي ـ أبو داوود .

مواسم القرية:
القرية تعيش في حركة دائمة فهي كخلية النحل لا تهدأ أبدا ومواسمها كثيرة وأحيانا متداخلة بعضها مع البعض فهي دائما في أعراس العطاء والخير ويكفيها أنها تنام أمنة قريرة العين بعد يوم مضني وشاق لتفيق قيبل الفجر للصلاة والتوجه للعمل بعيدا عن القرية في أغلب الأمر
ومواسمها بذار وحرث وكدح وحصاد وقطاف ومونة لأيام الشتاء البادرة وتدور الأيام وتتجدد السنوان والمواسم تدور دورتها الطبيعية وأيام القروين كلها عمل ونشاط وحيوية وتفاؤل بغد مشرق ومحصول وفير ومستقبل أمن ومستقر وشيخوخة آمنة و مطمئنة راضية قانعة بما قسم الله لها من أرزاق وأعمار ، ونبدأ في مواسمنا التي ليس لها بداية ولا نهاية كالدولاب وهو موسم الاستعداد للزراعة والتحضير لها .
أولا : الفلاحة الشتوية (حراثة الأرض)
وتبدأ حراثة الأرض من تشرين الثاني وحتى نهاية شهر كانون الثاني وأحيانا البعض منهم يحرثون الأرض في شهر تشرين أول قبل الموسم ويسمى (عفيرة) أي قبل سقوط الأمطار ، وكان الفلاح يستعد لهذا الموسم بتجهيز البذار والفدان (رؤوس البقر) والعدة الضرورية للحراث والبذار موجود ومخزن على السدة في البيت أو الخابية سواء أكان قمح أو شعير أو قطاني (عدس ، حمص ، فول) والعدة هي العود (المحراث) والسكة والمساس والنير وغيرها .
الفدان : هي الحيوانات التي سوف تقوم بشق الأرض سواء الدواب (كالخيل والبغال والحمير) أو الأبقار أو كلاهما معا .
وكان الفلاح يحمل عدته إلى الأرض المحددة للحرث ويعود بها إلى البيت مساءا وقد يتركها بالأرض إذا تمكن من اخفائها عن الأنظار خوفا من التطفل

البـذار:
اولا :يبذر البذار على جزء من الأرض جيئة وذهابا ثم يحرثها طوليا ليقلب التراب على البذار ثم يعيد الكرة بعد الانتهاء من قلب الجزء المبذور وهكذا دواليك ، وكانت العصافير تلاحق الفلاح لتنال حصتها من خيراته بل وتتجاوز حدودها احيانا ، ولم يكن هناك اتفاق بين الفلاحين على البدء بها الموسم بل لكل منهم الحرية في الزمان والمكان دون قيد او شرط ولكن هذا أوان البذار والجميع مستعدون .
يقوم الرجل وحده بالعمل وقد يساعده أحد ابنائه أو اخوانه في يوم العطلة المدرسية وتنبت حبة القمح في حدود اسبوعين من بداية زرعها .
ثانيا : شقاق كروم الزيتون
تحرث شقاقا الأرض المزروعة بعد هطول الأمطار لأول مرة أتلاما عريضة جدا ثم تترك لمدة ثلاثة اشهر حيث تشق ثانية عكس اتجاة الشق الأول وبعد شهر يحرث الأرض للمرة الثالثة عكس الثانية وقد يزرع بعد الموسم (ري الأرض) إذا كانت أشجارها صغيره

ثالثا : المشاتي
كان بعض أصحاب قطعان المواشي والطرش ينتقلون بها إلى المشاتي أو الأماكن المنخفضة الدافئة نوعا حيث يتوفر الغذاء بين الأحراش وفي سفوح الجبال وتنبت في المغاور والكهوف وكانت تتوالد في المشاتي ويعودون بها في بدايات فصل الربيع وكثيرا ما تأتي قطعان الأغنام للتعامرة من قضاء بيت لحم ويشتون في أراضي القرية ويبيعون الجبنة لأهل القرية وهم لا يدفعون شيئا مقابل الرعي بل يعتبرون ضيوفا على أهل القرية والقرى المجاورة وقد تميزوا بالكرم والضيافة العربية الأصيلة.
رابعا:حراثة أرض الذرة والحمص
يقوم أهل القرية بالحرث لزراعة الذرة البيضاء والحمص في أواسط شهر شباط وبزرعها تساعده زوجته أو أحد أقارباؤه حيث تبذر الحب وراء الفدان مباشرة وليس بطريقة البذار كما هي العادة في القمح والشعير .
خامسا : تعشيب الزرع
بعد ان تنبت الزرع ويصبح بعلو أصبع أو بضعة سنتمترات تظهر أعشاب برية بكثرة بيت الزرع ينتهز الفلاح وزوجته الفرصة لتعشيب ما يمكن تعشيبه ويستعملون آلة التعشيب (العشابة) وفي كثير من الأحيان تقوم الزوجة بالتعشيب وتأخذ معها بعض الجارات أو الصديقات لمساعدتها على ان ترد لها هذا الجميل في وقت لاحق وقلما تسمح الظروف تعشيب كل المزروعات حيث أن أعمالا أخرى تنتظرهم لينجزوها، والتعشيب عادة يبدأ في بدايات شهر آذار من كل عام .
سادسا : شقاق الأرض
وهو نوع أخر من الحراثة يقوم به الفلاح في فصل الربيع وحدة ليشق الأرض بالعرض ليقلب باطنها لتتشمس وعادة يتم شقاق الأرض في الأشجار المغروسة أو الأرض المعدة لزراعة الخضار.
سابعا: جز الصوف
يتم جز الصوف عن الغنم في شهر نيسان وعادة يغسلون الغنم قبل القص على البركة مما علق بصوفها من أوساخ وغبار ثم يجزون هذا الصوف على شكل كتلة بواسطة مقص خاص لجز الصوف (الحلة).
ثامنا : المقبابة (المزبلة) السماد الطبيعي
كانت فضلات الدواب والمواشي تكنس وتنقل إلى مكان خاص خارج الدار في ظاهر القرية وتكوم يوميا وتتراكم على بعضها حتى بدايات شهر نيسان حيث تكون قد تخمرت بعد انقطاع المطر فينقولها إلى الحقول وتحت أشجار الزيتون .
تاسعا : التنوة
وهي حراثة الأرض التي شقت بالعرض كما مر سابقا وتتم هذه الحراثة بعد منتصف نيسان لزراعة الخضار والمقاثي .
عاشرا : زراعة الذرة والحمص
يبدأ هذا الموسم في شهر نيسان بعد حراثة الأرض ثلاثا (الشقاق والتنوة) ثم الكراب بعد أيام فقط وتشترك العائلة كلها إذ يستحيل على شخص بمفرده أن يقوم به إلا اضطرارا وليس هناك اتفاق لزرع الخضار ، أما الحمص والذرة اللذان يزرعان في هذه الفترة فيتم الاتفاق بشأن زراعتها وتساعد النسوة في زراعة الحمص والفول فهن يزرعن خلف الحراث مباشرة دون إبطاء تلم ؟ تلم .
الحادي عشر : الفريكة
كان القرويون يقصون سنابل القمح وقسما من الساق وهو أخضر (مفرك) أي ليس لينا ولا يابسا ويربطون ربطات منظمة ثم يضعونها على النتش (البلان) اليابس وأغصان الشجر ويشعلون تحتها النار حتى تنضج ثم يفركونها بأيديهم ويستخلصون حباتها ويأكلونها ويحتفظون بها للمؤونة تستعمل في الطبخ بعد تجفيفها تحت أشعة الشمس .

الثاني عشر : حصاد القطاني .
هي نوع من أنواع الحصاد وتبدأ من أول حزيران ويبدأ الفلاح حصاد القطاني (العدس ، الحمص) وكذلك الشعير حيث لا يستعملون المنجل (الحاشوشة) وهي أدوات الحصاد المعروفة ويتحينون فرصة وجود الندى على هذه الغلال فيحلشونها (يقلعونها) من الأرض كي لا تتساقط الحبوب على الأرض إذا كانت جافة جدا وعادة يتوقفون عن الحصاد قبيل الظهر أي قبل تطاير الندى عن هذه الغلال ثم يحملونها على ظهور الدواب بالقوادم إلى بيادر القرية دون اتفاق عام بل بشكل مزاجي حسب ما يراه الفلاح حسب ظروفه .
الثالث عشر : الحصاد (الحصيدة)
يبدأ الفلاحون هذا الموسم بعد تحديد الزمان والمكان ويكون عادة في أواسط شهر حزيران حيث يحصدون في مكان واحد أو جهة واحدة متجاورة وقطعان الغنام والماعز تلاحق الحصادين كلما انتهى الحصادون من بقعة ينتقلون إلى أخرى وهم يستعملون المنجل آلة الحصاد أو القلع أن شاءوا وقد يتعاون الناس فيما بينهم والذي ينتهي من الحصاد مبكرا يعاون القرية أو جاره وتسمى هذه العودة (عونة الحصادين ) وعندما ينتهون من الحصاد يقيم الفلاح وليمة لعائلته وأصدقائه شكر لله على النعمة والتوفيق وتشترك العائلة كلها في هذا الموسم ويستمر حتى منتصف تموز .
هذا وقد أشتهر عدد من الأهالي بالحصاد وهم رمضان وعبد السلام الحايك وفي بعض سنين المحل يذهب الحصادون إلى حوران ليكسبوا رزقهم ثم يعودون إلى القرية محملين بالغلة اللازمة لمعيشتهم .
الرابع عشر: (العجال) أو (قطيع الأبقار)
يتفق أهل القرية مع أحد شباب القرية ليرعى أبقارهم التي لا تعمل والعجول الصغيرة مقابل أجر له شهريا أو موسميا ويتم جمع الأبقار في ساحة (الحرجة) صباحا حتى يكتمل القطيع ويسرح بها راعي العجال في هذا القطيع الكبير إلى مكان الرعي في الجبال والسفوح والوديان والأراضي الوعرة ويبقى إلى غروب الشمس حيث يعود مع قطيعه حيث ينتظره أصحاب المواشي ليأخذ كل صاحب ماشية ماشيته بعد أن تكون قد شبعت من الأعشاب الطرية أو في مواسم الحصاد حيث تأكل بواقي الحصاد من حبوب وقش وقد رعى العجال العديد من شباب القرية مثل رمضان ـ فتح الله المصطفى ـ عبد الهادي أبو زيد ـ الصيفي ـ جمعة القولاوي .
الخامس عشر : (البيدر)
يبدأ موسم البيدر في أواسط تموز وحتى أواسط آب وتنقل المحاصيل إلى البيدر بواسطة القوادم على الدواب وتكوم كومات كبيرة جدا حسب غلال كل فلاح ثم تفرش على الأرض دفعة واحدة لدرسها ويكون أما على حصان وخلفه (النورج) أو لوح الدراس أو على رؤوس الأبقار وتبقى الحيوانات تلف داخل كومة المحاصيل حتى تنعم وبعد ذلك تذرى بواسطة المذراية لرفع القصل إلى الأعلى لفصل التبن عن الحبوب ثم نقل الحبوب إلى البيت على رؤوس النساء أو على الدواب ويفرغ التبن في غرفة التبن (التبانة) وكانت الغلال تكال بواسطة الصاع وهو نصف مد وقد صنع من الحديد الرقيق على شكل اسطوانه واسعة ثم ينقل الحب إلى مخزنه في البيت أو في الخابية .
وتعتمد التذرية على هبوب الريح وقد يساعده أخرون من الرجال وعادة ينام الفلاح على البيدر طيلة موسم الدرس ليبقى حارسا على رزقه وفي نهاية البيدر ليقيم الفلاح وليمة لتكريم من ساعدوه في هذا الموسم الخير المعطاء والوفير .
السادس عشر : أثناء موسم البيادر يبدأ موسم أخر وهو موسم قطف التين ويتداخل الموسمان وتقوم النساء والأولاد بهذا العمل حيث تكون العطلة الصيفية قد بدأت في المدارس ويشرح التين في مساطيح فرشت بعيدا حيث يجفف جيدا جنبا إلى جنب الدحروج (التين الذي لم يشرح) والذي ترص رصا فقط وعلى شكل أقراص مستديره صغيرة وعادة يبدأ قطاف التين وتشريحه عند الصباح الباكر وحتى الظهر ليعمل قطين وفي بعض الحالات يقطف التين مساءا ويحمله الفلاح على الدواب في صناديق خشبية لبيعه طازجا في أسواق المدينة ويشتري الفلاح ما يلزمه ويعود على دابته إلى القرية شاكرا الله تعالى على نعمه وعطائه .
أما التين المشرح فيعمل فيه قصعات والدحروج يعمل منه قطين ويخزن في البيت إلى أيام الشتاء البادرة فيأكل منه وأحيانا يخلط قليل من الطحين وقليل من الزيت وقليل من السكر ويغمس بالقطين وتسمى هذه الأكلة (بسيسة) بقطين يأكلها قرب المدفأة أو يضعه في جيبه ويأكله اثناء عمله ليعود عليه بالنشاط والهمة ، وبعد الظهر ينتقل القرويون إلى قطف الخضار وعادة ما تكون في عدة أماكن ويتأخر الفلاح في مكان العمل فيعود بعد الغروب إلى البيت .
ومشاركة الرجل في قطف التين معدومة تقريبا أما في قطافه الخضار فهي محدودة أيضا حيث أن العائلة بأكملها تكون منهمكة في هذا الموسم والمواسم الأخرى المتداخلة ويستمر هذا الموسم حتى منتصف أيلول .
السابع عشر : التعزيل
بعد الانتهاء من البيادر وجمع الحبوب وقطف التين والخضار وخزنه في مكان أمين استعدادا لفصل الشتاء البادر يحاول الفلاح أن يملأ وقت فراغه بعمل مفيد فيقصد حقوله ليعزلها من الحجارة الصغيرة والكبيرة ويكومها فوق بعضها في سلسلة تحيط بحقله أو بفاصل بينه وبين جيرانه وترتفع السلسلة أحيانا إلى ما يزيد عن المتر فيزيد من مساحة أرضه الصالحة للزراعة ويسهل العمل في الحرث والبذار
وكذلك يقوم بهذا العمل كل العاطلين عن العمل في الأسرة بما فيهم الأولاد وطلاب المدارس وخاصة أيام العطل المدرسية الأسبوعية والصيفية .
الثامن عشر : الغربلة والصوالة والسليقة .
بعد درس القمح ونقله إلى البيت من البيدر تتم عملية فصل جديدة للتراب والحصى عنه وخاصة ما أعد للطحين والسلق .
تقوم الفلاحات بتنسيف القمح والعدس ثم غربلته بالغربال لفصل الزوان والقش وبعض الحجارة الصغيرة والتراب وتحديد نوعيات الحب حسب حجمه وأفضله ما تبقى فوق الغربال وهو ما يسمى بالقمح الصليبي وهو مخصص للبذار والطحن والبرغل وأما ما ينزل من الغربال فهو للدجاج والحمام وهو ما يسمى بالرداة واما الزوان فهو يسبب الدوران والدوخة إذا اختلط بالقمح الخاص بالطحين وهم لا يتساهلون أبدا في فصله وإبعادة عن القمح الجيد وبعد الغربلة تأتى المرحلة التالية لتنقية العدس والقمح المخصص للبرغل وذلك بنقعه في الماء وهو ما يسمى بالصواله حيث يتم النقع في اوعية كبيرة (الدست) ثم تفرك الحبوب ليذوب التراب ويطفوا ما علق من بقايا التبن والقش والسفير فينفصل ثم بعد ذلك يفصلون القمح عن الماء أولا بأول وينشرونه على اوعية خاصة ليجف وكانت هذه العملية تتم على البركة أو البيوت قرب الآبار حيث الماء متوفر والشمس ساطعة والمكان واسع
وبعد الصواله وخلال اليوم نفسه يتم نقل الحبوب إلى البيت وقد تستمر الصواله بضع أيام وتقوم بها عادة ربة البيت تساعدها بعض الجارات والصديقات في رفع الغلال أو تنزيلها عن ظهر الدابة فقط وليس الصواله فلكل واحدة منهن تصول ما يخصها وحدها .
الخطوة التالية بعد التصويل هي السليقة (سلق القمح) للحصول على البرغل الذي يعتبر مادة تمونية أساسية في حياة القرية وتتم السليقة في القرية ويقوم بها الرجال حيث يشرفون على ايقاد النار المستمرة تحت الوعاء النحاس الكبير بالوقود تحته وتتسع بعض الأوعية الكبيرة إلى 100كغم من القمح وتغمر بالماء وتبقى النار موقده تحتها حتى ينضج القمح فيسارع الأطفال لإحضار آنية ليزودهم صاحب القمح بما تجود به نفسه من سليقة يتلذذون بها وبأكلها حيث يشاركون عائلاتهم أيضا ، ويتم السلق عادة في حاكورة قريبة من البيت وبعد سلق القمح ينقل إلى البيوت بعد نضجه تنقله النساء وصديقاتهن ثم يفردنه على السطح طبقة رقيقة ثم يقلب كل بضع ساعات حتى يجف ويوضع في الخابية وأكياس الخيش استعدادا لجرشه بالجاروشة المنزلية وكان وعاء النحاس الكبير مشاعا للبلدة بأكملها ويستعمله الأهالي حسب الدور المحدد لكل منهم والمتفق صباحا أو ظهرا أو مساءا وقد يتنازل بعضهم عن دورة للأخرين حسب الضرورة وأما الطحين يتفق القروي مع اصحابه أو جيرانه وينقلون القمح على الدواب إلى الطاحونة في القرية المجاورة جماعين لعدم وجود مطحنة في القرية ويقفون بالدور حتى إذا انتهوا من الطحين عادوا ظهرا إلى القرية أو عصرا

التاسع عشر : طين الحيطان والسطوح
بعد فراغ النسوة من السليقة يتهيأن لتطيين السطوح الترابية دوريا كل عام ويسبق الطين تجهيز التراب الأصفر (الحور) وغربلته بالكربال (غربال مثقوب ثقوب واسعة)لفصل الحجارة والشوائب عنه ثم ينقع في الماء ليلتين ويجهز الماء والتبن لليوم الموعود ،حيث تقوم ربة البيت وبناتها بخلط التراب وجبلهما على دفعات ويصبح طينا وتضع هذه العجينة على وعاء في الأصل غطاء برميل ثم تنقله إلى المكان المحدد بين يديها وتبدأ بالطين بيديها بعد تلبيخه على الحيطان أو السقف أو السطوح أسهل للطين فهو أفقي بينما الحيطان عامودية وتضطر أن تبقى واقفة في حالة الحيطان أما السقوف فتعمل وهي شبة جالسة والمحظوظة من كانت تحصل على مالج معدني لتمليس الطين وإلا فيديها كل شيء .
العشرون : قطاف الزيتون وعصره
في أواخر تشرين أول يبدأ الفلاحون بقطاف الزيتون وتشترك العائلة كبيرها وصغيرها في هذه المهمة المباركة منذ الصباح الباكر وحتى المساء وحتى المواليد الجدد كانوا يحملون إلى كروم الزيتون وهم في المهد المتنقل أو يضعون في مراجيح خاصة تعلق بين الأشجار وتحرك جيئة وذهابا عند بكاء الطفل ، وكانوا يقطفون الزيتون بالأيادي مباشرة (فرط) ويضعونه في أوعية حملت بأيديهم أو يلقون به على الأرض بعد فرشها بشراشف أو ملاية أو مشمع حسب علو الشجرة التي يتسلقونها أو يضعون على جوانبها السلالم أو يستعملون العصي الطويلة وينقلون حب الزيتون يوميا إلى البيت في أكياس الخيش حيث يضعونها على أرض أحد الغرف حتى يحين دورهم في المعصرة حيث ينقلونه إليها ليتم عصره وتعبئته في أوعية خاصة كالبراميل والجرار ثم ينقل للبيت في براميل كبيرة وبعد انتهاء العصر يوزعون قسما من الزيت على الفقراء والمحتاجين والأصدقاء والأقارب وقد يبيعون قسم من الفائض والباقي يخزنونه لعامين حيث المواسم سمينه وغثه على التوالي .
الواحد والعشرون : البعارة (تصف)
يقوم بعض الأهالي والصبية بجمع ما تبقى من الزيتون على الأشجار بعد القطاف أو على الأرض أو ما لم يراه صاحب الكرم على الأرض فيلتقطونه ويجمعونه فإما أن يبيعوه للدكان في البلدة ويأخذون الثمن نقدا أو يجمعونه ويرسلونه للمعصرة ويأخذون زيتا وكان الزيت يستعمل وحده في الطبخ والقلي والحلوى بالاضافة الى السمنة البلدية الخالصة .

نـهاية الـجزء الـسادس.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع