فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء الـثـامن.

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : زيتا أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـثـامن.

التجارة والاقتصاد:-

اعتمد أهل القرية في حياتهم اليومية على الزراعة والتربية الحيوانية والصيد وعلى التجارة والصناعة وكانوا في سباق يعتمدون في معاشهم إلى حد كبير على خيرات أرضهم من كروم وحقول وعلى حيواناتهم التي توفر لهم اللحوم والألبان وعلى العسل ولكنهم ظلوا بحاجة إلى التبادل التجاري مع قرى أخرى ليحصلوا على تشكيلة واسعة من المنتجات وعلى المدينة التي تزودهم بالضرورات المصنعة مثل الكتب والورق للمدارس وخضار مثل القرنبيط والباذنجان وبعض الفاكهة التي لا ينتجونها وكذلك إلى اللحوم الطازجة وقماش وملابس وزينة وضباغ وحلي وكاز واسرجة وقناديل وحلويات وأدوات الزراعة وكذلك من أطباء ومستشفيات مما لم يتوفر بالقرية
لذلك قامت في البلدة والقرى المجاورة والمدينة (نابلس) المجاورة حركة تبادل تجاري غير متكافئة طبعا فالقرية تقدم منتجاتها للمدينة وغلات أرضها ومنتجاتها وحيواناتها للمدينة وكذلك القرى المجاورة وهي في نفس الوقت تكتمل ما ينتقصها من لوازم المعيشة والأطعمة والكماليات من تلك القرى ومن المدينة وأحيانا من قرى ليست لها علاقة بتلك المبادلات .

أولا : التجارة
اعتمد أهل القرية في تصريف منتجاتهم الزراعية والحيوانية على المدينة وخاصة مدينة نابلس.أن لقربهم من المدينة فتح لهم بابا واسعا ليصرفوا كل ما ينقصهم من حاجاتهم وهذا ما يجعل البلدة تزدهر وتستثمر أموالها في زيادة أملاكها وعقاراتها وثروتها النقدية والذهبية وتحسين أوضاع أهلها المعيشية ويمكن أن نفصل علاقاتها ومبادلاتها التجارية على النحو التالي :
1. الأسواق : سوق الجمعة في المدينة وكانوا يذهبون إلى هذا السوق ويتاجرون ويبيعون ويشترون المواشي من أبقار ودواب بالبيع والشراء وأسواق القرى الكبيرة الأخرى ويتبادلون ماشيتهم ودوابهم يبيعون ويشترون .
2. أسواق المدينة : وكانت معاملاتهم اليومية وشبة اليومية من تلك المدينة حيث الدوائر الحكومية والمستشفيات والمحاكم وكافة الخدمات الاساسية والرسمية والثانوية ، وكان الأهالي يذهبون إليها سابقا مشيا على الأقدام قبل استعمال السيارات في البلدة في طرق جبلية وعرة اختصارا (مقاطعة) ويخرجون من عدة قرى مجاورة حتى يصلوا إلى المدينة سواء مشيا على الأقدام أو على الدواب وكانوا يبيعون الزيت والزيتون الأخضر والأسود إلى الصبانات (التي تصنع الصابون النابلسي المشهور) ومنتوجات التين الطازج والتين الجاف واللوز الأخضر والبيض والزعتر الخضر والميرمية وشعر وصوف الماعز والغنم وجلود الحيوانات والمكانس والقمح والشعير والذرة والسمسم والعدس والحمص ألخ وكذلك كان يحضر تجار الحلال ليشتروا من القرية ما يلزمهم من الخراف والعجول والجديان وخاصة في موسم الربيع .
وكانوا بدورهم (أهل القرية) يشترون ما يلزمهم من الملابس والقرطاسية والاحذية ولوازم العرس والحدادين والنجارين والصباغين والصاغة والبياطرة لخدمة مواشيهم ودوابهم والحلوس والبرادع لدوابهم وزربو دوابهم في خاناتهم وناموا في فنادقها عند الضرورة ودفعوا للبلدية رسوم وضريبة عن منتجاتهم واشتروا السكاكين والادوات المنزلية والنحاسية ودفاتر السجائر والبهارات واللحوم والسلال والخيش والبراميل والزنابيل والصناديق الخشبية للخضار والمشاتيل والقوادم للمواشي وكذلك صناديق العرايس سابقا وغرف النوم حاليا والمهد والاسرة والقهوة وادوات القهوة والخرطوش والحصير والحلويات المتنوعة والمسامير والخرز وادوات الزينة للنساء .
وكانوا يعالجون مرضاهم في مستشفيات المدينة ويأخذون أدواتهم من صيدلياتها ويتحاكمون ويتقاضون في محاكمها ويوكلون محاميها ، وكان معظم أصحاب المهن الرئيسية منها كالبنائين والحدادين والنجارين وكافة أصحاب المهن منها .
وكان طلاب المدارس حينما ينتهون من مدارس القرية والقرى المجاورة يدرسون في مدارسها الثانوية سابقا وجامعاتها لاحقا وكذلك يصلون في مساجدها ويذهبون إلى التكايا (الزاويا) وخاصة زوايا سعد الدين والرفاعية الحنبلية والطرق الصوفية وغير ذلك وكان المبيضون يأتون منها لتبيض أواني النحاس من المدينة وخاصة المداست والطناجر والغلايات والحلل الكبيرة وكذلك يأتي المجلخون ليجلخوا السكاكين والسواطير وغيرها ، وكذلك تأتي أهالي القرية المجاورة ويشترون الزيت بالظروف جمع الظرف وهو من جلد الأبقار وتحملها الدواب ويشترون ما يحتاجونه من فائض انتاج القرية من السمسم والقمح والذرة وغير ذلك .
كان بعض التجار الصغار يأتون لشراء البيض في سلال (الستة بشلن) وبعضهم يبيع على بغلته القماش والملابس لأهل القرية ويبيعون بالدين والموسم (البيدر أو قطف الزيتون) أو لأجل غير مسمى ووفرت العلاقات التجارية مناخا ايجابيا للتعامل والسيولة النقدية والادخار ولم يتعاملوا مع المصاريف والبنوك ادخارا ولا استقراضا ولكنهم اشتروا الليرات الذهبية العصملية والانجليزية والرشادية ويؤمنون بالمثل القائل "خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود" واشتروا بما وفروه العقار وبنوا البيوت الحديثة من الباطون المسلح ووسعوا بيوتهم القديمة بإضافة أجزاء جديدة وبنوا الطوابق على ظهور بيوتهم وسوروا منازلهم بالحجار المذهبة (المقصبة) وخاصة بعد اغتراب أبناءهم إلى إلى المهاجر وبدأوا يرسلون لهم النقود وما يسر الله لهم فانتعشوا وازدهرت أمورهم .

ثانيا : الصناعة
1. صناعة الجير الحي (الكبارة أو الشيد): كان يجتمع بعض شباب القرية ويقررون العمل على صناعة الجير الحي فيحفرون حفرة بالأرض ويبنون عليها من الحجر الكلسي بشكل غرفة لها باب في أحد كروم القرية البور والوعر ويضعون بداخلها الحطب وأغصان الشجر والنتش والأعشاب اليابسة في وسط هذه الغرفة عن طريق الباب وهم في الخارج يزودونها بالحطب لمدة خمسة عشر يوما ليلا ونهارا إلى ان تصبح الحجارة وتتحول إلى جير حي أي بمجرد لمسة يتفتت بين أايديهم شبيه بالبودرة الناعمة ويشتعمل هذا الجير في تبيض المنازل من الداخل ويستعملونها بين المداميك في البناء القديم قبل استعمال الباطون والاسمنت .
2. صناعة المداور (الأكاليل) : لوضعها تحت جرار الزيت خوفا من الرطوبة في أيام الشتاء وهو من القماش أو النتش (البلان) أو من أحدى الأعشاب وكذلك عملوا المدورة من القماش لتوضع على رؤوس النساء الحاملات الجرار وهي على شكل قرص لحماية رؤوسهن من الفخار .
3. التطريز : كانت بعض الفتيات وربات البيوت يطرزن المناديل والمحارم بالخيوط الحريرية وخاصة أيام الشتاء الطويلة حول الموقد .
4. صناعة القطين أو التين الجاف : صنعوا من التين المجفف الشريحة وهو تشريح الحبة ووضعها فوق بعضها (القصعة أو الدحموس) إلى أن تصبح بحجم كرة القدم الصغيرة والتالي وهو القطين أو الدحروج وهو رص حبة التين رصا معقولا ثم يرش عليها الطحين الناعم .
5. صناعة الجبن : صنعوا الأجبان من الحليب جبنا وأحضروا المساه من معدة الجدي الرضيع أو من لبن غصن التين .
6. صناعة الحلويات : مثل الزلابية والمسغن (الملتوت) والفرايك والفطائر والبسيسة للقطين والعوامة
7. الحياكة : حاكت بعض الفتيات الكنزات الصوفية بواسطة السنارة من صوف الغنم أو الصوف الملون .
8. صناعة الخبز : صنعت المرأة الخبز في الطابون أو بواسطة الصاج على المواقد .
9. الخميرة : وقد استعملت المرأة الخميرة محليا من العجينة السابقة حيث تحتفظ بقطعة منها في الدقيق
10.الصابون : كان يصنع محليا من الزيت بعد طبخه مع الصودا الكاوية على النار أو في أوعية كبيرة ثم يصبونه بين أربع خشبات وبعد جفافه يقطع إلى قطع حسب الضرورة مناسبة من الصابون لاستعماله في الحمام والغسيل (غسل الثياب)
11.الخياطة اليدوية : لقد خاطت المرأة القروية ملابس أطفالها وملابسها وملابس زوجها ونجدت فراش بيتها وإذا عجزت عن تفصيل بعض الملابس لجات إلى الخياطة الرسمية في البلدة والتي تعلمتها بالممارسة والخبرة الطويلة وحيث عندها الماكنة اليدوية
12.صنع مربي البندورة : كثيرا ما صنعت المرأة القروية مربي البندورة والتي زرعوها بكثرة في الحقول والموارس وكذلك عملت من البندورة شرائح تنشر للتجفيف واستعمالها في الطبخ .
13.صناعة الأدوية المستخرجة من بعض الأعشاب وكانت توزع مجانا لعلاج بعض الأمراض في البلدة مثل البابونج والحلبة والميرمية والزعتر وغيرها بعد تجفيفها للاستعمال في الايام البادرة .
14.صناعة الزبدة والسمنة : استخرجت المرأة الزبدة والسمن بعد خض اللبن بالماعون الجلدي (السقا) واستخرجت السمنه بعد أذابتها على النار مع القليل من البرغل فحصلت على السمنة البلدية الأصلية وكلك استخرجت القشطة على وجة وعاء الحليب ووضعت عليها السكر وأطعمت اولادها وكذلك صنعت اللبأ من الحيوانات الوالدة حديثا .
15.صناعة زيت الطفاح : حيث حصلت على الزيتون الجاف من تحت الشجر وهرسته وصنعت منه الزيت الطازج وكذلك صنعت الزيتون الأسود الكامر وهو الزيتون الذي ينضج ويختمر بين أكوام الحب قبل شحنه للمعصرة والكثير من الصناعات اليدوية التي انبثق عنها فكرها وخبرتها .
16.صناعة الزيتون الخضر : صنعت المرأة مخلل الزيتون الأخضر سواء كانت برصع الحب أو رصه أو تشطيبه بالسكين عدة شطبات وكذلك البندورة الخضراء وبعض الخضار الأخرى ومكدوس البيجان (الباذنجان) وحشته باللوز وغيره .
17.غزل الصوف : قامت النساء بهذا العمل خاصة العجائز وكبار السن وأحيانا بعض الشيوخ الطاعنين في السن ليضيعوا وقتهم بشيء مفيد وكذلك عمل القروي في صناعة الفريكة وهو شواء القمح مع سنبله قبل يباسه وكذلك عمل المزيطة وهو شواء الفول والحمص على النار وكذلك حمصوا القضامة (الحمص مع الملح) وصنعوا اللبنه للاستهلاك المحلي .
وقد برع الرجال في تفتيت الصخور وقلعها بواسطة المنخل والمعدات الأخرى واستعملوا البارود أحيانا في تفتيت وقلع الصخور وساتعملوها في تبليط ساحات البيوت وافنيتها واستعملت النساء أيضا القش ولوية (البداية) بعد تلوين بعض سيقان القش بألوان مختلفة وكن يقششن قش القمح أما في الحصاد أو البيدر وذلك بنزع القشرة الخارجية عنه ويحتفظن به باقات (شملات) لأيام الشتاء الباردة والطويلة حيث يبل هذا القش لفترة معينة ويستعملون حشو من نوع أخر من القش من النوع الأردء ويستعملن المخرزة لثقب الطوق الخارجي وهي من الحديد أو الفولاذ بطول 10سم مدببة الرأس وفد لف عليها من الطرف الأخر قطعة قماش سميكة لتحمي كف اليد عند الضغط عليها وكن يضعن الأطباق (صينية القش) من القش وكذلك أنواع أخرى من المواعين والنية مثل القرطل والجونة والسلال والقبعة لقطف التين وجمع الحبوب ونقل الخضروات وكن يضعن القش بألوان مختلفة ويشكلن منها أضلاعا ورسوما هندسية بديعة تلفت النظر وتدل على حذق وبراعة المرأة القروية وكذلك صنعن الأكلة الشعبية في فلسطين وهو المفتول ويعمل من الطحين والزيت والبرغل يطبخ على بخار الماء حيث يوضع في وعاء مثقوب ثقوبا متوسطة (المصفاية) ثم يضعونه فوق القدر الفخارية التي يطبخ فيها اللحم والمرق ويضعون على جانب المصفاية وحولهعا قطع من العجين (الكور) شرائح العجين لعدم خروج البخار من القدرة لينضج المفتول على البخار فقط .
وكذلك جففن العنب (الزبيب) والباميا والبندورة والملوخية فيما بعد وكذلك الميرمية والزعتر لأيام الشتاء وكذلك من صناعتهن معقود العنب وبعض الفواكه وعملن المكانس العادية والطويلة من الذرة البيضاء او النتش (البلان)لتنظيف أفنية الدور الواسعة ، كما صنعت الطوابين والمواقد من الطين الأصفر (الحوار) وعملت النساء في صناعة النشا من لب القمح واستعملنه في صناعة الحلويات وكذلك صنع الفلاح المحاريث والنير والمساس وصنع عند النور السكك و غيرها كما وقام الرجل بتحميص القهوة ودقها بالمهباش .
18.صنع القهوة : تحمص القهوة أولا بواسطة المحماس ذو اليد الطويلة على نار الكانون أو المدفأة ويضعونها داخل جرن خشبي ويستعملون المهباش لدق القهوة داخل الجرن بحركات ودقات معينة موسيقية جميلة ويجتمع شباب القرية وشيوخها لسماع ورؤية المهباش ويشربون القهوة العربية الأصيلة والذيذة وقد اشتهر عدد من شيوخ القرية الذين يجيدون هذه المهنة الرحومين عبد الرحمن الجاموس وأبو رمضان وداوود الحايك .

نـهاية الـجزء الـثـامن.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع