فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء الـعـاشر.

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : زيتا من الشمال الغربي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـعـاشر.

الحياة الاجتماعية في القرية:-
عاشت القرية كسائر القرى المجاورة وتأثرت بالبيئة المحيطة بها والمجتمع المحلي الفلسطيني وكان للبيئة أثر مهم في تشكيل الحياة تميزها وتأثيرها بالمطر والثلج والمرج والحقل والوادي والجبل والسهل والبركة والآبار والحيوان البري والاليف والنبات والشجر والحرث والرعي والصيد والاتصال بالقرى الأخرى المجاورة الصغيرة منها والكبيرة والسلطة المحلية كالمختار وبالدولة العثمانية ثم الانتداب البريطاني ووعد بلفور وما خلفه من مآسي وثورات واضطربات وقد استقر الوضع قليلا بعد الوحدة الأردنية مع الضفة الغربية ولكنها عادت الاضطربات بعد نكبة عام 67 واحتلال جميع فلسطين من قبل الصهاينة .
كانت هذه الأمور عاملا مهما في عدم الاستقرار وأثرت في النتمية والاعمار والأوضاع العلمية والصحية والاقتصادية وقد تركت تلك الظروف بصماتها وآثارها على حياة القروي في جميع نواحيها وعلى تفكيره ونمط معيشته وتعامله للمستقبل وانعكس ذلك على ثقافته وأمثاله وحياته في أدق جزئياتها وفي اواخر القرن التاسع عشر عاش الأجداد حياة قلقة جدا فالدولة العثمانية تطاردهم على جميع الأصعدة فشبابهم يجرون جرا للخدمة العسكرية القسرية (الرديف) والتي لم يكن لها نظام وضوابط محددة ولم يكن لهم مصلحة فيها ولا معارك وحروب على أطراف السلطنة فربما لا يعودون إلى القرية بدأ بالإضافة للمهانة والإذلال والجوع والعري والغربة الطويلة وإذا عادوا يعودون شيبا إلى القرية (الفررين ) وكان شبح الظلم والاستعباد يلاحقم والضرائب الباهظة والولاة والحكام وجشعهم اللامحدود جعل السكان يتهربون من استثمار أرضهم وزرعها وضرائب المسقفات كانت عبئا لا يحمل وتخمينات الأرض والمحصول وعد المواشي واحصائها والضريبة عليها كانت تفوق طاقتهم والضرائب الدورية والمستجدة والتصاعدية بدون مبرر .
وحتى مع حلول الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا والطاعون وغيرها والسخرة والكوارث الطبيعية من جراد والزلازل لم ترحم الفلاح فهو ملزم بدفع كل ما يفرض عليه من ضرائب شاء أم أبى والعداد في كل وقت وخيالة الدولة كذلك .
وزاد الطين بلة قدوم أسراب الجراد والاجهاز على الأخضر واليابس والحرب الضـروس القت بظلالها القاتمة على القـرى التي افرغت شبابها بين 16-60عاما .
انقشعت غيمة الحرب السوداء فظن الناس انهم ارتاحوا من الويلات والمصائب ولكن الانتداب البريطاني ووعد بلفور جعلهم يترحمون على أيام عبد الحميد الثاني والخلافة العثمانية وبدأت الاضطربات مع بداية الانتداب البريطاني ولم يهدأ للناس بال وتأثيرت سيرة حياتهم بالاوضاع القلقة ولم يكن لهم مخطط واضح لتركيز حياتهم وأوضاعهم على أساس ثابت وظلت أمورهم متقلبة فلم يفكروا جيدا في مستقبلهم البعيد بل كان هاجسهم أن يعيشوا حياتهم ويتكيفوا حسب تقلباتها .
فمنذ ثورة البراق إلى ثورة 1936 والحرب العالمية الثانية إلى قرار التقسيم 1947 والمناوشات إلى النكبة قلما ارتاحوا يوما أوشهرا أوموسما أو فكروا بروية ومنطق في استقرار أو تنمية أو ازدهار أو اعمار بل كان تفكيرهم منصبا على الظروف الآنية المتغيرة دوما والتي تلت بمفاجأت التي لم تخطر على بال ،كل تلك المتغيرات أثرت في حياة اهل القرية في جميع مناحيها وانعكست على تصرفاتهم في العطاء والاستملاك والعمل والأحلام والكوابيس الثقيلة بل حتى على أمثـالهم (ما حدى يجي من الغرب يسر القلب ) حاربتهم دولة الانتداب في اقتصادهم ولقمة عيشهم فأفقرتهم وجعلتهم لا يفكرون إلا في رغيف الخبز (يشوف البزقة (البصقة) يخمنها قرش ) أو (يركض والبين يركض وراه ) جاءت بريطانيا كدولة منتدبة على فلسطين لتخلصهم من ظلم العثمانين ولكنها جاءت بوعد بلفور وكان كل همها أن تنفذ هذا الوعد وتسرق خيرات فلسطين فتجاهلت حقوق أصحاب الأرض الأصليين (عرب فلسطين) بل عملت ما بوسعها لتزيد من فقرهم وشقائهم وكان من المفروض أن تكون منتدبة لتأخذ بيد شعب فلسطين فتدربه ليصل إلى الاستقلال ويؤسس مجتمعا يتمتع بالرفاهية والازدهار والديمقراطية .
قبل الانتداب لم تكن الناس حساسيات وكان الاحترام متبادلا ولم يكن تدخل في الطقوس الدينية والعبادات عاشوا بكل طوائفهم بمحبة واحترام وتعاملوا على أفضل المستويات ولم يكن هناك تمييز ولا عنصرية وعاش اليهود والنصارى مع المسلين معززين مكرمين فكان منهم البناء والنجار والحداد والصباغ والحائك والصائغ والتاجر ومن المسلين الفلاح والراعي والحطاب ومع ذلك كان المسلين راضون بهذا الوضع الغير متكافيء والذي يرجح في كفة اليهودي والنصراني .
لو فكر المنتدب في مصلحة الشعب الأخر وقوى أواصر العلاقات الطيبة بين كل الطوائف لخلق أجيال وأوطانا وأوضاعا مستقرة ومميزة ولظل الجميع يترحمون عليه ولتعاملوا معه على طريقة الكومنولث بل وأفضل أضاعوا أثمن الفرص ومزقوا الشعوب وغرزوا الأسافين في علاقاتها وشرطوا حياتها ومستقبلها واغتالوها وهم اليوم يتباكون على الصلح والتوفيق بين الفرقاء وكلها دموع التماسيح ؟
مظاهر من الحياة الاجتماعية
الولادة : في المجتمعات الزراعية نجد التفاخر بعدد الأولاد الذكور وهذا الأمر موروث وملموس في البلدة وكانت الأساليب الشائعة في الولاده حيث كانت النساء المسنات التي حصلت حرفتها من خلال التجربة وهي من الشخصيات الاجتماعية في القرية وكانت صعوبة الولادة حين تتم في الشتاء لأن من عليه أن يأتي بالداية (القابلة) عليه أن يحمل فانوس أو مصباح لانعدام الكهرباء في القرية ومن أبرز الدايات (القابلات) أم حماد وآمنة الحايك وغيرها وكانت الفرحة تكبر وتنطلق الزغاريد حين يكون المولود ذكرا وعلى العكس كان يصيب الجميع وجوم حين يكون المولود أنثى على رغم عبارات ا لتخفيف والتعزية ! وتبدأ زيارة المولود الجديد من الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء ويكون اليوم الثالث على الأغلب موعد للنقوط والهدايا ويقدم اهل الوليد الحلاوة والقرفة المغلية
وكان يفضل أن يكنى الوليد باسم جده حفاظا على استمرار سلالة الأسرة وكان يدعى وهو طفل بلقب أبو فلان أي بأسم ابيه كما تجري تقاليد احتفالية في الأسبوع الأول بما يسمى (يوم الكحل) وكذلك احتفال أكبر بالطهور إذا تم في اليوم الأول أو الايام الأولى من الولادة وبعض الأسر تؤجل المناسبة حتى يكون الحفل مهيبا أو للجمع بين أخوين او ابناء العم أو جيران أو اقارب وكان يلبس الطفل رداء ابيض وتجري قراءة (المولد) أي بعض الآيات القرآنية والأشعار في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ويتم توزيع الحلوى على الحضور والاعتقاد بالكتابة جلبا للحظ أو دفعا للشر كانت مورد رزق لبعض العاطلين من العجائز وكبار السن (كالحجاب او الحرز) والقاء بعض الكتابات في القبور على ماء يسقى الزوج طلبا للوئام والمحبة أو للمرأة أملا في الحمل إذا تأخر .
أما التشاؤم فكان ينبعث عن معتقدات كثيرة مثل رؤية البوم أو الغراب ونعيقه أو عواء الكلب البطيء ليلا وكان يسمى (يجوح) وحين يفقد طائرا او حيوانا كان يلجأ أصحابه إلى استئجار فتى يصرخ بصوت عالي بحثا عنه ودعاء على من يخفيه .
ومن مظاهر التفاؤل بداية نزول المطر المبكر أو اصوات العصافير أو رؤية الهلال أو القمر أو بواكير نضج القمح واخضرار الزرع وكذلك حكة اليد والتي تبشر بقدوم الخير وكذلك صن الأذن (طنين الأذن) بأن احد معينا يأتي على الذكر وكذلك (رفة العين أو حكة الجفن) تبشر بلقاء قريب أو صديق وقراءة الفنجان تسلية أو ارتزاقا كانت وسيلة لقضاء وقت الفراغ والاهتمام بالمستقبل الغامض وبالقدر

المهن والحرف
المهن الأساسية والمهن الثانوية
المهن الأساسية : الرعي والزراعة والوظيفة الرسمية .
المهن الثانوية : وكانت رادفا للمهن الاساسية وكانت طارئة بعضها بأجر والأخر مجانا .
من النوع الأول : بأجر الحصاد والحلاقة .
من النوع الثاني : تطعيم الشجار والرقية .
كان قسم منها هواية وقسم أخر لخدمة الناس ومن الهوايات التطريز والصيد وما كان لخدمة الناس مثل العلاج وقلع الأضراس وقد امتهن الأهالي أحيانا كثيرة من مهنة حسب أوقات الفراغ وحسب الهواية : تجارة المواشي (التجارة بشكل عام ) التطريز ، تطعيم الأشجار ، الرعي ، الحصاد ، حفر الآبار والحياكة والحلاقة ، الرقية ، الزراعة ، صيد الطيوروالوحوش ، الطبابة البدائية (علاج كاسات الهواء ، كي ، قلع الأضراس ) ، عسال (أي يقطع ويربي النحل ويقطع العسل) ، عزف الشبابة ، أو إرغول أو الربابة .
أما الوظيفة الحكومية : شرطي أو جندي أو موظف دولة .

نـهاية الـجزء الـعـاشر.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع