بـسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـحـادي عشر.
التعليم في القرية:-
حرمت القرية في البداية حتى من الكتاتيب والمدارس في زمن الدولة العثمانية وكذلك في زمن الانتداب البريطاني فتوجة أبناؤها لكتاتيب في القرى المجاورة وقد بدأ التعليم الرسمي في عهد الوحدة الاردنية الفلسطينة (المملكة الاردنية الهاشمية) فقد بنيت أول مدرسة في هذا العهد حيث بدأت من غرفة بها أربعة صفوف (للرابع الابتدائي) ثم ينتقلون إلى مدرسة جماعين المشتركة بين قرى زيتا ومردة وجماعين إلى صفوف الاعدادية ثم ينتقلون بعدها للمدرسة في حواره او نابلس أو القدس .
1. الجيل الأول : عرف القليل ممن كانوا يقرأون القرآن الكريم دون سواه ولا يستطيعون كتابة أسمائهم .
2. الجيل الثاني : من الذين حصلوا على غيض من الفيض حيث تعلموا في كتاتيب جيافوط وعصيرة القبلية ودير استيا .
3. الجيل الثالث : وقد تعلموا القرآن الكريم والحساب ومباديء اللغة العربية والأملاء وقد احتفلوا بختم القرآن الكريم وذبحت لهم ذبيحة مشتركة .
4. الجيل الرابع : وهو أول جيل في كتاب القرية في مكان الفرن والمضافة وغيرها .
5. الجيل الخامس : الطلاب الذين درسوا في المدرسة الحكومية المكونة من غرفة واحدة وانهوا الصف الرابع الابتدائي وأكملوا دراستهم في مدرسة جماعين الأعدادية وبعد ذلك الثانوية .
أما البنات فلم يكن لهن حظ في التعليم إلا بعض البنات المعدودات في صفوف الأولاد إلى أن بنيت لهن مدرسة قرب المقبرة مكونة من غرفتين ينتقلن بعدها للمدرسة المشتركة مع البنين ويكملن دراستهن في مدرسة جماعين للبنات وبعد أن أكتمل بناء المدارس بنبن وبنات وأصبح التعليم الآن كاملا إلى الصفوف الثانوية أو التوجيهية لكلا الجنسين وأصبحت هذه المدارس تخرج المثقفين والمتعلمين وفي الجامعات والمعاهد من شباب القرية وفتياتها وفتيانها فمنهم المدرسون والأطباء ورجال الأعمال والمحامون وأساتذة الجامعات والمحاسبون والمهنيون والتجار .
وبعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية تفتحت عيون الأباء واولياء امور الطلاب فاهتموا بتعليم ابناؤهم في المعاهد والجامعات والبعض الاخر وجهوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم فانخرطوا في العمل الجهاد والنضال في سبيل وطنهم واسترجاع حقوقهم في دولة مستقله على ثرى فلسطين الطاهر وقد اعتقلت السلطات الاسرائيلية الكثير من شباب القرية وأدخلوا السجون والمعتقلات ومنهم :
محمد سليم ابراهيم رمضان 20 عاما
رائد عبد الغني سليمان 20 عاما .
فراس نواف محفوظ 7 سنوات .
ضرار جمال جاموس 20 عاما
جمعة محمود رمضان خروج ودخول وغيرهم.
الطبابة والاستشفاء
كانت الرعاية الصحية معدومة في نهاية القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين فلم تكن هناك مؤسسات صحية ولا أطباء ولا مستشفيات وبعد الانتداب البريطاني على فلسطين بدأت تظهر مستشفيات اجنبية في المدن وعدد قليل من العيادات الطبية أما القرية فكانت محرومة من الأطباء والعيادات الصحية وأحيانا يذهب بعض أطباء الصحة من المدن إلى القرى للأشراف على عملية التطعيم للجدري أو التفوئيد أو لفحص مدارس محددة مرة في السنة أو لتطعيم المواشي ضد بعض الأمراض ، وكان بعض الأهالي لا يلجأون إلى أطباء المستشفيات في المدن إلا عند اشتداد المرض والأشراف على الهلاك أو في الحالات الطارئة (كالحرق الكبير) أو أصابه خطيرة في العين أو العجز المفاجئ للنطق أو حادثة معينة كلدغ الحية أو لإجراء عملية لا بد منها
الاستشفاء وطرقه
أولا : العلاج البدائي
1. التهاب اللوزتين كان يعالج برفعهما من وراء الحنكين وبفتح الفم إلى أوسع مدى وتمليسها بزيت الزيتون .
2. الأمراض الجلدية: كانت تعالج بالثوم (دهن) والمراهم المحلية المكونة من عصارات الأشجار .
3. الإمساك الشديد : يسقى المصاب بالحليب بكثرة فيسهل أو يعطى شربة خروع
4. آلام الساقين : عند الإحساس بآلام عصيبة في الساقين كانوا يشطبون بطة او كرشة الساق .
5. الملاريا (البردية):شربوا مغلي الكينا .
6. الحصبة : كانوا يدفونه ويطعمونه الحلوى خاصة ويمنعونه عن المنتجات الحيوانية من لبن ولبنة وزبدة ويقطرون عينيه قطرات من بوله .
7. الجروح : كانت تعالج بقليل من البن أو القهوة الناعمة أو يرشون جلد الحزام (السير) وفي أحسن الحالات يضعون قطرات من صبغة اليود على الجرح فيبرأ
8. الخراج والدمامل والطلع والداحوسه :استعملت لها لصقات من العجين والسكر أو يلفون عليها ورق البصل اليابس (القشرة) المشوي وتغير هذه اللصقات مرتين باليوم حتى ينفجر الدمل او الخرج فيعصرونه وهكذا يندمل الجرح .
9. الدوزنتاريا : استعملوا ورق العوج (محيوس مع البيض) أو شرب الشاي الأسود بدون سكر (الثقيل).
10.الرمد / الرماد: كان يصيب الأطفال كثيرا وخاصة في موسم التين والذباب والعلاج ماء الشاي صباحا وتغسل به العين ونادرا ما تستعمل القطرة الحمراء .
11.السن : ليست بحاجة إلى شيء سوى خيط أو زرادية أو يده في قلع السن .
12.الضرس : كانت الضروس تحتاج إلى كلبه المرحوم (المدني) لتقوم بواجبها وهو الذي يقرر الخلع وينفذ بدون بخ أو مطهر سوى الماء والملح .
13.الكسور : كان للكسور طبيبها الخاص وعادة ما يكون في الأصل راعي أو من له علم او خبرة في ذلك من كبار السن المخضرمين .
14.اللدغة : اللدغات العادية للحشرات والعقارب كانت تعالج محليا أو تشفى من غير علاج وأما لدغة الحية فكانوا يقومون بالإسعافات الأولية من ربط وتشطيب ويسقونه حليبا نيئا ليتقيأ منه السم ثم ينقلون الملدوغ إلى المدينة هذا أن بيقى على قيد الحياة .
15.المصدور (الشهقة): هو الذي أصابه سعلة شديدة متواصله فكانوا يضعون له حليب حمارة ليشربه
16.المغص : كان دوائه الشافي مغلي الميرمية التي خزنت في كل بيت .
17.النزف : كانوا يضعون التبغ (الدخان) فوق الجرح ليتوقف النزيف .
ثانيا : الوصفات الطبية
كانت تطبق على المرضـى المحتاجيـن (اسال مجـرب ولا تسال طبيـب او حكـيم )واستعملوا الأعشاب بأنواعها والخل والخروع والسرو (العفص) والبلوط والنعنع والبقدونس والصبرة مرة والبصل والثوم وكذلك استعملوا الاتي :
1. البابونج : استعملوه كمهديء .
2. التراب الأحمر (السمكة) : لعلاج السماط في الأطفال الحديثي الولادة .
3. الحزازة أو الاكزيما : استعمل لها عصارة الجميز بعد دق اللحاء ودهنها به .
4. الحمى : يسقون المحموم الحلبة المنقوعة .
5. الجبيزة : تستعمل مع الماء المغلي (تهباية) للأمراض العصبية .
6. زيت الزيتون : للتدليك والتمسيد .
7. القطرة : استعلمت قطرة الزنك الحارقة والقطرة الحمراء حسب تواجدها .
8. الكحل : ويستعمل عند الاحساس بحرقة في العين وجاء في المثل (الكحل ولا العمى).
9. كاسات الهوا : تستعمل لآلام الظهر والأمراض العصبية وكان معظم الناس يمارسونها بإشعال قصاصة ورق داخل كوب زجاجي يلصقونه على كتف أو ظهر المتدواي فيشفط الحم بعد انطفاء القصاصة فيحس المريض بتحسن وكانت بعض النسوة يرقين المريض (يخرجن عنه ) وخاصة صيبة العين حيث يقرأ الفاتحة وشيء من القرآن الكريم ويمسك بمنديل وتقيس بالشبار ويخرج عنه .
10. الكي : وأخر دواء الكي وهو دواء يؤمن بفعاليته ونتائجه الباهرة فقد كانوا يمارسونه في القرية سواء بمسمار أو قطعة حديدية معينة ويقصدون خبيرا متمرسا في الكي من خارج القرية أو من داخل القرية له شهرة وصيت وكانوا يضعون على الجزء المكوي حبة حمص أو ورقة توت أو خروع أو ما شابه ذلك ويلفونه بقطعة قماش عادية
الأمراض:
شاعت بعض أسماء الأمراض التي سمعها أهل القرية أو خبروها منها الأسماء التالية :
أبو خافور للأسنان ، أبو هرة (الكوليرا أو الهواء الأصفر)، الأجرب للجرب ، الاستفراغ القيء ، الاسهال : الهرار، التهاب اللوزتين : بنات الذنين ، البرص : بياض في الجلد ، البردية : الملاريا ، التيفوئيد : التفوئيل ، الجدري :حبوب على الوجهة والجسم وحمى ، الهرش : الحكاك ، حب الشباب حب الشام، الحمى : السخونة ، الصداع : وجع الراس ، الصفيرة : اليرقان ، الطلع : الدمل ، الطاعون : الطفش ، العطاس : كثرة العطس ، المبرغث : عليه البراغيث ، المدوحس : فيه داحوس أو خراج ، المغص : الم بالبطن ، المقمل : عليه قمل ، النزل : رشح ووجع الراس ، النزلة الصدرية : ألم بالصدر ، النفخة : مفاخ بالبطن .وجع البطن : المغص وحصر البول ، وجع المعدة : الام وحموضة في المعدة .
العلاج النفسي:
كان للعلاج النفسي دور كبير في القرية يوازي العلاج الطبي بل ويفوقه حيث هو أسهل وأقرب وبالمجان في أغلب الأحيان وكانت تقوم به النساء وخاصة المجربات اللواتي لهن صيت وشهرة وكذلك التقيات والمتعبدات :
1. صيبة العين : تستعمل المرأة منديلها الطويل فترقي المريض وتقرأ القرآن ثم تبدا بقياس المنديل شبرا شبرا في كل مرة وتقييس المنديل أو قد تجد فراغ بالمنديل حدود الكف وتبقى ترتل القرآن حتى يذهب هذه الفراغ بعد ان تضع القليل من الميرمية الجافة والقليل من الملح في وعاء بالقرب منها .
2. الثآليل : كانت تزول عن طريق قرأة القرآن على قطعة من اللحم أو غصن أخضر وتختفي هذه المواد بعيدة عن الأنظار حتى يجف أو تيبس فيزول الثآليل ولا يعرف المصاب كيف اختفت هذه الثآليل .
3. الجن ورفة الملك واللمسة : وكانوا يقصدون شيخا معروفا أو مقاما مشهودا له ويتم العلاج هناك وعادة يقوم به شيوخ الطرق الصوفية حيث يقرءون القرآن على المريض فيشفى بإذن الله .
4. الحجاب : يقوم بعض الشيوخ بكتابة الحجابات ويعلق على الرقبة أو الكتف وفيه بعض الآيات القرآنية
5. الحزوقة وايقافها : يتهم المحزوق بتهمة كاذبة تهيج أعصابه فيشفى لتوه أو يضربوه على ظهره فجأة أو بغتة .
6. الخرز : لكل خرزة تخصص في العلاج فالصفراء والزرقاء للدم والدمامل والذيبة للأطفال والطحال تعلق فوق كتف المريض .
7. الدعاء : الدعاء على المعتدي والظالم ويأخذ عدة أشكال عند الرجال أو النساء والدعاء عليه في كل وقت أو بعد الصلاة أو في مكان مقدس والنساء يحللن شعورهن ويبرزهن أثدائهن أو يقفن على عتبة الباب وتدعي على الظالم أو المعتدي سواء كان بالاسم أو بشكل عام .
8. الصداع : كان العلاج يتم عن طريق ربط الرأس للمصدوع بشده وقفله بالقفل أو المفتاح العادي
9. الضفدع : يقال عن الطفل الذي يخرج لسانه من فمه بشكل ملحوظ (مضفدع) فيربط في عنقه ضفدع معدني صغير فيشفى بعد عدة أيام
10. الملابس : خاصة لفورة الكبد حيث تلبس الملابس الحمراء والملابس الصفراء.
نـهاية الـجزء الـحتادي عشر.
شارك بتعليقك