فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء الـسادس عشر.

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : نخيل زيتاوي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـسادس عشر.

الأمثال الشعبية :-
"الضيف والضيافة "

نستطيع ان نستشف الكثير من الأمثال الشعبية في التصاق الشعب الفلسطيني بالقيم العربية الأصيلة وفي تسجيل استمرارية التاريخ على أرضه ثم في مدى ارتباطه مع الشعوب العربية المحيطة به حتى تكاد أمثاله الشعبية أن تصبح صورة طبق الأصل من الأمثال في مصر وسوريا بوجه خاص .
أن الفلسطيني من خلال ترحيبه بالضيف مثلا يرى ان الضيف (ضيف الله) وان مجيء الضيوف لن يرهقه ماديا لأنه يعتقد أنه (يجي الضيف ويجي رزقه معه) وأن مشاركة الضيف له في أكله لأنه لن يضر شيئا لأن (أكل الأثنين يكفي ثلاثة) وأن بيته يتسع للضيوف مهما كان ضيقا إذ (بيت الصديق يتسع لألف صديق) وكما كان العربي لا يسأل ضيفه عن اسمه أو حاجته قبل مرور ثلاثة أيام فالعربي يرى أن (ضيافة الضيف ثلاث أيام وثلث) وانها سبة ووصمة عار أن يوصف أحدهم بأنه (يكره الضيف وزوادته معه) وانه مهما كان وضعه الاجتماعي والمالي فالتقاليد تقول له (أظهر عذرك ولا تظهر بخلك) وذلك لأن (البخيل عدو الله) ومهما قدمت للضيف من زاد قليل فأنه سوف يعذر موقفك (لا جود إلا من الموجود) وإذا كانت التقاليد تتطلب من المضيف أن يكرم ضيفه فأنه على الضيف أن يعلم أن (الضيف أسير المحلي) فلا يتصرف إلا إذا سمح له صاحب البيت بذلك لأن (الدخول بالخاطر والخروج بالدستور) ومن الضوابط التي تضعها التقاليد أن لا يدخل البيوت من غير عزومة لأنه (يا رايح من غير عزومة يا قليل القيمة) و(يا رايح من غير عزومة يا قاعد على غير فراش ) وان لا يكون نهما إذا قدم الطعام لأنه (إذا كان الأكل ببلاش بطنك عليك مش ببلاش ) وان لا يحضر بالقوة ( لا تحمله غصبا على الحضور ) إلى اللأكل فإذا أكل انصرف (الضيف المشوم بياكل ويقوم) وإذا حل أمرو ضيفا على قوم وقدم الطعام فعليه ان يأكل و لا يتعلل بالشبع لأن (عيار الشبعان أربعين لقمة) .
الأمثال الشعبية "الأهل "
في الشخصية الفلسطينية من سمات الشخصية العربية العصبية للأهل والعشيرة والارتباط بهم فالفلسطيني يرى أن رابطة الدم أبدية (لأن عمر الدم ما يصير ميه) وأن ارتباطه بأهله وذويه هي كارتباط أعضاء الجسم بالجسم لا تنفصل عنه (الظفر ما بيطع من اللحم) كما يرى أن البر بالأهل هو دليل كون المرء عضوا صالحا في المحتمع (الي مافيهوش خير لأهله ما فيهوش خير للناس) وأن المرء الذي لا يمد العون لذويه في حال استطاعته لذلك يفقد مبرر وجوده في المجتمع (الشجرة اللي ما بتظلل أهلها حل الله قطعها) وإذا كان الأقربون أولى بالمعروف فيجب أن يراعي الأقرب فالأقرب منهم وتقف بجانبه ولوعلى حساب أقرباؤه الأخرين كما يجب أن يقف مع ذويه ضد الغرباء فالتقاليد تطلب منه (أنا وأخوي على أبن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب) وهو يرى أن عشيرته أرأف به ممن سواهم (أهلك أم مضغوك ما بيبلعوك) كما قال الشاعر :
بلادي وإن جارت علي عزيزة واهلي وان ضنوا علي كرام
ودائما (الدم يحن) وهو أمان له من العاديات والأيام وكهف يأوي له حين الخطر (ما يحمل همك إلا اللي من دمك) وكذلك (ما يحن على العود إلا قشره) وكذلك (اللحمة أن نتنت ما بحملها إلا صاحبها) وأهل المرء سند له في النوائب وعون له على الشدائد (اللي مالوش ظهر بموت قهر) وكذلك (اللي مالوش ظهر بينضرب على بطنه) ويحب المرء أن يعتز بأسرته بالانتماء إليها مهما كان وضعها الاجتماعي (ما ينكر أصله إلا اللئيم) ويكون افتخاره بأسرة الأب لأنهم أهل عصبته دون أهل الأم (سالوا البغل مين أبوك قال الحصان خالي )

الأمثال الشعبية "الجيران"
الفلسطيني والعربي والمسلم يرى لجاره حقوق ترفقه إلى منزلة الأخ (مين أحسن لك جارك القريب والا أخوك البعيد قال النافع فيهم) ويرى أن رعاية الجار هي واجب ديني لأن (النبي وصى على سابع جار) وإذا كان هناك خير يجتبى فالجار اولى به من الاخرين وذلك لأن (الجار اولى بالشفعة) ويجب على المرء أن يطلب الخير لجاره لأنه (جارك بخير أنت بخير) ولا تقابل اساءته بالاساءه (الجار اللى بدك تصابحه كيف تعالجه) وإذا بيلت بجار لا تنفع معه الحسنى عليك بالحد من علاقتك به مكتفيا بالتحية العابرة قائلا له (صباح الخير يا جاري أنت بحالك وأنا بحالي) أما إذا تمادي في أذاه فيجب الاتبعاد عنه ما وسعك ذلك لأنه (ان جار عليك جارك حول باب دارك) وأن تصبر على أذاه (أصبر على جارك الشؤم يا بيرحل يا بيقوم) ولعل من الأمور التي تصور مدى ارتياح المرء لجيرانه أنه يتمنى أن لا يقتصر علاقتها على الطيبين منهم على الدنيا بل تتعدى إلى الآخرة فنراه يقول معتزا بجيرانه (اللي جاورناهم في الدنيا يجاورنا في الآخرة) وعندما يريد أحدهم أن يشتري منزلا أو أرضا يبحث أولا عن نوعية الجار معبرا عن ذلك بالمثل القائل (ابحث عن الجار قبل الدار) .


من الأمثال الشعبية "الثأر والحمار"
إذا كان الفلسطيني يظهر جانب اللين والسماحة إلى أهله وجيرانه ويحتمل آذاهم ويوسع لهم صدره فإنه يبدي جانب الخشونة والانفة إلى كل من يحاول هضم حقه أو الحط من شأنه وهو وأن كان يكافيء على الحسنة بأحسن منها (اللي بيطلع علي بعين بطلع عليه بعينتين) فهو يكافيء على الحسنة بأحسن منها والسيئة بالسيئة مثلها فنراهم يقولون (اللي باعك بيعه وأن طلب الجفا زيده) أاو (اللي باعك بالبصل بيعه بقشره) وقد لا يكتفي بمعاملة الاساءة بمثلها بل أكثر منها (الي سب أبوك الخشب سب أبوه الذهب) وهو حريص على أن لا يجعل الاخرين يأنسون منه ضعفا يطمعهم فيه (لأن الحيطة الواطية مرمي حجار الناس) كما أن (اللي بيعمل ظهره قنطرة للناس بدوسه)وكذلك (اللي يعمل نفسه حمار الناس بتركبه) ويجب أن لا يسمح للأخرين أن يوقعوا به (إللي ذاق لحمك كل ما شافك بتلمظ) كما يجب مقابله جبروت المعتدي بجبروت أشد وأنكي لأن (ما يجيب الرطل إلا الرطلين) وإذا كان هذا الظالم العاتي قد أوقع الكثيرين فيجب أن يفهم أن (مش كل طير بتاكل لحمه) بل هناك طيور مستعصية على الصيد مرة المذاق فهو يرى وجوب التصدي للظالم والضرب على يده حتى لا يستفحل أمره ويزداد ظلمه (فقد سألوا فرعون من فرعنك قال من قلة حدا يردني) وأنه في سبيل الحياة الكريمة على المرء أن لا يخشي الموت أو يهابه (لأنه لا يقطع الراس إلا إللي ركبه ) كما يجب أن لا يخشى السجن في سبيل مبادئه (السجن ملح الرجال) فالفلسطيني حريص على أخذ الثأر ممن ظلمه وهو لا ينام على ضيم لأن (اللي ما بياخذ الثار بيكون حمار ) وأشد سكان فلسطين بالثأر هم البدو فالبدوي لا ينسى ثأره بعد أربعين سنة ويقول استعجلت .

تأثير البيئة في الأمثال الشعبية:-
المثل الشعبي وليد البيئة يأتي معبرا عن احاسيس سكانها ومقتضيات حياتهم لذا نجد سكان المدن الفلسطينية أمثالا لا مجال لاستعمالها قي القرى والبوادي وكذلك توجد أمثال مقصورة على كل من البيئة البدوية أو المجتمع القروي فحين نسمع (سبع صناعات في ايدي والبين جاير علي ) وكذلك المثل (مش كل من صف الصواني حلواني) نعرف فيهما مثلين من أمثال أهل المدن حيث تكثر الصناعات والمهن ويقوم التنافس بين أربابها أما إذا سمعت المثل (إذا مطرت بلاد بشر بلاد) فنعرف أنه من أمثال الفلاحين الذي تقوم زراعاتهم على الأمطار والذين ينتظرون هطوله بفارغ الصبرإذا تأخر كما هو الحال عند فلاحي فلسطين وعندما تسمع المثل (كل واحد بقطينه بتقطن) يتبادر لذهنك منظر الفلاحين وكل منهم مشغول بتجفيف التين في كرمه وإذا كان سكان المدن يقولون (حاميه حراميها) فأهل القرية يقولون (لو سلم المارس من الحارس الدنيا بخير)
ومن أمثال بدو فلسطين مقابل قول أهل المدن لمن يريد أن يقوم بالعمل بعد انتهاء الأخرين منه (الناس راجعون وهم حاجون) فالمثل البدوي المقابل في هذا الموقف (روحت الرعيان ومقيدح سرح) وإذا كان الحضر يقولون (لا تقول فول حتى يصير المكيول) فالبدو يقولون ( لاتعد بقرك قبل فوات الزعقوق) والزعقوق حشرة تصيب البقر في فصل الخريف فتجعلها تهجم على وجوها ومن أمثلة البدو (البوص ما بندق أوتاد) ومقابله عند الفلاحين (ما بصير النتش بواصيل) والمثل العربي والشعبي (حبل الليف بيرخي) يضربونه على عدم الاعتماد على ذوي الأصل الوضيع ومن أمثالهم (مين شاف سليمة في سوق الغزل) وكذلك (إللي بربط أيده على السيف ما يضرب) وهي صورة حيه عن البيئة البدوية بما فيها من رعاه وخيام وكذلك يكثر أهل الساحل من ذكر البحر والسفن وصيد السمك حيث يقولون (المركب إللي فيها رسن ما بتغرق)

الأمثال الشعبية "البيت"
البيت هو الوطن الصغير وهو الدفء والأمان والاستقرار وهو المملكة الصغيرة التي تسترعينا وتجمع شملنا بعد ساعات عمل طويلة خارج البيت وهو المكان الذي نستقبل فيه ضيوفنا ؟به نولد ويه نموت ؟وبين هذا وذاك لنا أن نعيش حياتنا كما نراها ونريدها بعيدا عن العيون والآذان .. البيت هو نفسه سواء كان قصرا أو خصا (عشة) في القرية أو المدينة وفي الجبل أو الوادي وقد تعامل المثل الشعبي مع البيت منطلقا من كل هذه الاعتبارات متعاملا مع البيت بصيغته المعنوية أولا من دون أن يفضل الاعتبارات المادية لهذا البيت
فقد قرن المثل الشعبي بالنسبة لرجل في ثلاث ركائز اساسية وهي : الدار والواسعة والمرأة المطيعة والفرس السريعة فإذا توفرت هذه التطبيقات الثلاثة فإن الرجل سيكون في غاية السعادة ويبدوا أن الرجل المعني هنا هو الرجل الذي يتمتع بشيء من سعة الرزق وليس الفلاح الكادح وربما يكون الاقطاعي او التاجر أو شيخ العشيرة أو ما شبه هذه الحالات فالدار الواسعة هنا تبعد الضيق عن نفس صاحبها وتمنحه حرية أكبر من الحرية بالنسبة لعائلته أو ضيوفه ومن يريد أن يكون مثل هؤلاء عليه ان يوسع باب داره (لأن إللي بعمل جمال بوسع باب داره ) فالدار الواسعة والدار التي تملك بابا واسعا تدل على الوهلة الأولى على طبيعة عمل صاحبها أو مكانته الاجتماعية فلم يقبل المثل الشعبي من صاحب الدار الصغيرة أو الفقيرة أن يكون قائدا اجتماعيا مما يؤكد طبيعة الفئة أو الشريحة التي وقفت وراء اطلاق مثل هذه الأمثال ويعمل الناس بها لتكون بشكل أو بآخر فلسفة اجتماعية لآولئك المكتفين اقتصاديا واجتماعيا .
والدار والبيت هو المكان الذي يعكس صورة صاحبة وهو المكان الذي له أن يفعل بداخله ما يريد بعيدا عن العيون لذالك حرص المثل الشعبي على نظافة البيت وترتيبه بغض النظر عن طبيعته العمرانية حيث قال (اغسل وجهك ما تدري مين ينظره ورتب بيتك ما تدري مين يعبره ) فالبيت النظيف يعكس وعي أصحابه في ما كان للمثل رأي أخر في البيت من وجهة نظر الفلاح أو العامل الكادح الذي ينطلق من ضمير مرتاح في علاقته مع الأخرين حيث أن (بيت الضيق تتسع لمية صديق) إذ كانوا متكافئين في الموقف والموقع ومتجانسين في علاقاتهم الاجتماعية وللبيت حرمته ومكانته الاجتماعية التي لا يجوز تجاوزها والقفز عليها بل يجب احترام البيت وأصحابه مهما كان البيت متواضعا أو أصحابه فقراء إلى درجة أن المثل قال (اللي بدخل بيت العوران بتعور عنيه) وقوله أيضا (دارهم ما دمت في دارهم) وأكد المثل الشعبي على الاهتمام بالبيت والحرص على سمعته وضرورة الدفاع عنه باعتباره المملكة الصغيرة لكل واحد فينا مؤكدا أن من يتهاون في علاقته مع بيته سيجني عواقب وخيمة ترتد عليه ويكون من الصعب معالجتها أو الحد منها وفي هذا يقول المثل (الدار بلا باب مأوى للكلاب) والباب هنا يمكن أن يدل على نوع الحماية التي يجب توفرها للدار وأصحابها وقوله (مين يجيب الذيب على باب داره) أي لا أحد يمكن أن يفرط في حرمة بيته والدفاع عنه وقريبا من هذا يؤكد المثل قائلا (نوري اندل على باب دراك غيره) كناية عن وقت وطبيعة الضيوف الذي يمكن استقبالهم في البيوت حتى لا يضيع حرمتها وللبيت أسراره ايضا لا يجوز اشهارها والتي يجب المحافظة عليها مهما كانت صغيرة حيث يمكن لأي منا أن يتعامل مع المثل القائل (اطحن على سبع طواحين واخبز على جدران بيتك لكي بيقى وضعك الاقتصادي والمعاشي مستورا وغير مكشوف للآخرين)
لأن البيت هو المكان اللائق للحياة الحرة الكريمة فإنه (مافي حدا بيعرفش باب داره) ويجب التمسك بالبيوت وعدم التنازل عنها لأنها تحس وتشعر مثل أي مكان أخر (المنازل أن أعطوها لغير أهلها ذلت) فهي تفرح لأهلها وتبادلهم السعادة والولاء والانتماء أيضا ولن العلاقة مع البيت علاقة دائمة وليست عابرة أو مؤقته فقد أكد المثل على ضرورة التعامل الحسن مع الجيران لكي تبقى علاقتك ببيتك ومحيطه علاقة طبيعية بعيدة عن التوتر والدخول في المشاكل والمهاترات كذلك أكد (على البحث عن الجار قبل الدار) في الوقت الذي نبه إلى نوع العلاقات الواعية في التعامل مع الجيران (سكر بيتك وامن جارك) وقوله (فتش بيتك سبع مرات قبل ما تخون جارك) لأن (جارك القريب ولا أخوك البعيد) فهو هنا يؤكد على ضرورة تنمية العلاقات الاجتماعية بين الجيران بما لا يعمل كيدا الاتهامات الباطلة أو التي تحدث حرجا وخدشا في النفوس ونبه المثل الشعبي إلى دور المراة في البيت وأهميتها في إدارة شؤونه وحذرها من وقوع المكروة بقوله (خراف اثنتين خرب بيتهن) في الوقت الذي انحاز فيه المثل إلى الدور الرجالي في البيت على حساب المراة حيث قال (بيت الشاب عذاب وبيت البنات خراب) وكذلك (بيت رجال ولا بيت مال) لأن الرجال هم الأكثر خلودا من المال وهم القادرون على الاتيان بالمال وانعاش البيت على اعتبار انهم مسؤولين عن الصرف على البيت ومن اختصاصهم الرئيس ولأن البيوت أسرار فيجب المحافظة عليها ولا يجوز اجتماعيا واخلاقيا أن نتحدث بما نراه في بيوت الاخرين كما جاء في المثل (دخلنا داركم وشفنا منشاركم وعرفنا عشاكم من عشا حماركم) فهذا الذي رأيناه والذي عرفناه وسمعناه يجب أن يبقى سرا ولا يجوز نقله أو اشهاره بين الاخرين .
وكان للمثل الشعبي دوره في التوعيه الصحية لطريقة بناء البيت (لأن البيت اللي بتدخله الشمس بدخلوش طبيب) وهذا وعي صحي لأن الشمس تسهم في نظافة البيوت وتحارب الرطوبة والحشرات والبرد وقد تهكم المثل علي الذين يسمحون لأنفسهم بالتصرف نيابة عن أهل البيت بقوله (الدار دار أبونا وأجو الغرب يطحونا) مؤكدا في الوقت نفسه على التقوى والتعامل بالاخلاق كي تدوم البيوت على أصحابها لأنه لا بد أن يكون (بيت الظالم خراب) و (إذا كان بيتك من قزاز فلا تضرب الناس بالحجارة) ولأن (كل بيت إله مصرف وكل عليه وإلها مزبله) فيحب على الجميع أن يكونوا متحابين متعاونين لأن العيوب فينا جميعا .. محذرا من الغفلة والسذاجة التي تنطبق على (اللي غاب يوم قال فين باب الدار) والبين هنا ممثلا لمجموع البيوت هو الوطن الروحي الذي ننتمي إليه ونحس بالحنين والاتباط الروحي والمعنوي في كل ما يمثله البيت من قيم ومثل وانتماء فمن منا يستطيع أن يقيم خارج بيته بارداته ؟ ومن منا لا يجرفه الحنين إلى بيته ووطنه .؟


نـهاية الـجزء الـسادس عشر.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع