فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء الـسابع عشر.

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : اسكادنيا أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الـسابع عشر.

الطب الشعبي في الامثال الشعبية:-

عرف المجتمع مثل غيره من المجتمعات استعمال الأعشاب لعلاج العديد من الأمراض فكانت الميرمية والبابونج والزعتر كما كان الكي واستعمال الملح علاجا لعدد من الأمراض أيضا وفي فترة ليست بعيدة كان الحلاق يقوم بوظيفة الطبيب في المجتمعات التي يسودها الجهل وتحديدا في الأواسط البدوية والقروية ولأن الصحة والقوة والعافية هي الأساس في مجتمع يعتمد كليا على القوة العضلية في أعماله واحتياجاته فقد ركز المثل الشعبي على هذا الجانب منتجا الكثير من الأمثال التي تدعوا إلى الوقاية من الأمراض وتوضح بعض طرق العلاج لها معتمدة على القول الشائع العقل السليم في الجسم السليم ، والمجتمع القروي مؤمن بطبيعته ومقتنع بأن (ما حدا بموت إلا تتجي ساعته) رافضا بفطرته موضوع الانتحار والاستسلام للموت معبرا عنها بسخرية وتهكم (يلعن أبو اللي بموت من خاطره) وعليه فقد شخص أسباب المرض واستطاع بتجربته اكتشاف أسباب علاجها لأن (الله خلق اللي وخلق الطب والدوا) لذلك يكون منطقيا القول (درهم وقاية خير من قنطار علاج) وللوقاية من الأمراض مجموعة من الطرق والاسباب التي انتبه لها المثل الشعبي ودعا الى الاعتماد عليها لعل في مقدمتها نوعيه الطعام وجودته من أجل بناء الجسم وصحته فالطعام الجيد هو الذي يبني جسما صحيحا قويا يساعد صاحبه في أدار دوره ووظيفته على أحسن وجه فإن الذي (يوكل على ضرسه بينفع نفسه) والمثل الشعبي لم يخترع أنواعا من الطعام غريبة عن طبيعة المجتمع بل مما هو متوفر في أرضه وبين يديه مكتشفا ذلك بالخبرة والتجربة الطويلة فكثيرا من القرى تشتهر بزراعة الزيتون ولهذا فقد حظي زيت الزيتون بالكثير من الاعتبارات الطبية ودخل في علاج العديد من الأمراض فمن تؤلمه أذنه يعالجها بالزيت ومن تتشنج عضلاته (يمرجها) بالزيت الفاتر وهكذا حتى توارث الجميع هذه العادات إلى يومنا هذا ومنها أن يدهنوا جلد الطفل الحديث الولادة بزيت الزيتون طمعا في تقوية عظام جسمه ومن هنا عرف المجتمع قيمة الزيت الغذائية فقالوا عنه (الزيت مسامير الركب) وقالوا لأبنائهم منذ وقت مبكر (كل زيت وانطح الحيط) لما يمكن أن يمنحة الزيت من قوة عضلية للجسم اكتشف الناس ما يحتاجه الجسم من الغذاء مؤكدين ذلك بالقول (وأن قل الضاني فعليك بالقطاني) صحيح انهم أعطوا الأولوية للحم الضأن لما فيه من بروتينات ومواد غذائية أخرى لكن من يستطيع شراء اللحم فيمكن تعويض ذلك بالبقوليات التي تملك البروتين وهي متوفرة بكثرة ويزرعها الفلاح في أرضه وطريقة تناول الطعام لم يغفلها المثل الشعبي لترابطها أيضا مع الطعام وفائدته الغذائية فهو في الوقت الذي يقول فيه (غب غب الجمال وقوم قبل الرجال) فإنه حذر من الشريك في الأكل ممن لا تتوفر فيه شروط النظافة فقال (كل مع الكافر ولا تأكل مع طويل الأظافر) لما في ذلك من شبهات قد تسهم في نقل الأمراض عبر الجراثيم التي تختفي تحت الأظافر الملوثة والطعام الذي دعا إليه المثل الشعبي ليس في كميته فقط بل في نوعيته لأن هذه النوعية هي التي تقهر الأمراض وتحافظ على سلامة الجسم وإلا فإن الذي يأكل الطعام لا فائدة فيه يجعل صاحبة (دايخ مثل اللي ماكل نخالة) فالنخالة لا تسمن لا تغني من جوع ويكون البديل حاضرا وهو متوفر في البيت ولا يحتاج إلى كثير عناء للحصول عليه حيث أن (الرز واللبن عافية ع البدن) هذه العافية التي ستنعكس بالضرورة على نوعيه وانتاجية الفلاح ولم يكن الطعام ونوعيته فقط هو ما نبه إليه المثل الشعبي واعتبر اتنقاءه سببا للأصابة بالأمراض وجودته سببا في الابتعاد عنها فقد أكد المثل أيضا في أكثر من مثل شعبي (فلان زي البرد سبب كل عله) وأيضا (برد الصيف أحد من السيف) وانطلاقا من هذا فقد رضي المثل بكل الأسباب رافضا البرد باعتباره أخطرها ويظهر ذلك في القول (دخان يعمي ولا برد يقتل) ولأنه أدرك بطبيعته أن (الدفا عفا) فقد نصح المريض الذي داهمه المرض بالطريقة التي يتنصر فيها عليه (نام دافي بتصبح متعافي) وقد نبه المثل الشعبي أيضا الى مجموعة الاحتياجات التي تسهم في بناء الجسم السليم بعيدا عن الأمراض والأوجاع ففي الوقت الذي قال فيه (السهر سوس العظام) لما فيه من التعب والأرهاق للجسد فقد اعطى النقيض الأفضل بقوله (نام بكير وفيق بكير وشوف الصحة كيف بتصير) ولم يكن الطعام أو البرد أو السهر هي فقط أسباب المرض كما اعتقد الفلاح فهناك أسباب أخرى تكمن في طبيعة البيت والسكن فقال (البيت اللي بتدخوا الشمس بدخلوش طبيب) لأن الشمس تقتل الرطوبة والجراثيم وتعمل على تنقية أجواء البيت الذي يقضي فيه الفلاح جزءا مهما من يومه فإذا ما توفرت الشروط الصحية في البيت ومن أهمها دخول الشمس فيه فإن المرض سيغادره ولن يجد له مكانا هناك وإذا كان المثل الشعبي قد حذر من الأمراض قبل وقوعها ونبه إلى طرق الوقاية منها فإنه لم يقف متفرجا عند وقوع
الأمراض فعلا وانطلق في قوله (اسال مجرب ولا تسال طبيب) فإن الحكمة أكدت (الوجع ما بيوجع إلا صاحبه) لذلك حرصت على توجيه المريض نحو الأساليب المجربة في العلاج والشفاء من هذا المرض أو ذاك إلا أنه في بعض الأحيان يكون من الضروري التضحية بالجزء من أجل السلامة للكل والتغاضي عن بعض المعتقدات أو المحرمات انطلاقا من الحديث الشريف (الضرورات تبيح المحظورات) وعليه فإن (الداء الخبيث مالوش إلا الدوا النجس) وهناك ايضا (أقلع السن وأقلع وجعه) اعتمادا على تجربة تقول (وجع ساعة ولا وجع كل ساعة) فبعض الأمراض لا ينفع فيها الدواء العادي بل يجب اجتثاث المرض من جذوره والجو الذي يعيش فيه الانسان له علاقة بطبيعة مرضه فالهواء النقي وأشعة الشمس سببان هامان في العلاج حيث أن (تغير الهوا أحسن من تغير الدوا) صحيح أن المثل الشعبي قد تعامل في الغالب مع الأمراض الخفيفة التي تصيب معظم الناس محاولا عدم الخوض في طرق علاج الأمراض التي تتطلب جهدا طبيا أعلى لأن التجربة في مثل هذه الحالة قد يكون لها ثمنها باهظا خاصة وأنها تتعلق بحياة الانسان ومصيرة وقد اكتفى المثل بالقول في مثل هذه الحالات (الكي أخر الدوا) معتبرا أنه يصلح لعلاج كل الأمراض لكن في الوقت نفسه حاول المثل التقليل من أهمية المرض مؤكدا أنه (ان سال دمك أنفرج همك) داعيا بالعلاج بالرقي البسيطة لأوجاع الرأس والمعدة بقوله (إن وجعك بطنك احرمه وان وجعك راسك أكرمه) مشيرا في جانب أخر الى نوع مختلف من العلاج بقوله (كاسات الهوا بتقييم عله بلا دوا) ولأن مثل هذا المثل ينطلق من حكمة وتجربة فلا بد من الاستماع له وتطبيق نصائحه حيث يصف حالات الزكام بقوله (أول الرشح أفرش ونام واخرته روح ع الحمام) كل هذا دون أن يبدي المثل أي تهاون في المرض أو عدم الاهتمام بطرق وأساليب علاجه فقد قال (اربط اصبعك بملح لا بدمي ولا بقيح) لأن العلاج يكون قد أخذ فيه طريق الشفاء
وقد أخذ المثل الشعبي وأشار الى بعض الأمراض التي قد تكون طارئة بل إنها يمكن أن تكون متوارثة أيضا حيث أشار الى حاله يمكن أن تنعكس على بعض الحالات الأخرى بقوله (اللي بطلع في قفا أبوه دمل بطلع في قفاه) وهنا لم يتطرق الى بعض العلاج النفسي التي تعامل بها المثل الشعبي لأن هذا سيكون له معالجة خاصة ومع ذلك يظل للطبيب الدور الأساسي الذي لا يمكن اغفاله أبدا وقد أكد على ذلك المثل الشعبي بقوله (لولا المداوي ما عرفت أنا اداوي).
وهكذا يؤكد لنا أن المثل (ما خلى شي ما قاله)

الحيونات في الأمثال الشعبية الفلسطينية:-
أن الحيوانات الأليفة هي أكثر حضورا في الأمثال (الحمار ورد اسم الحمار والحمارة والجحش والقر (أبن الحمار)) في عدد كبير من الأمثال الشعبية ويمكن أن نرد ذلك إلى أعتبار أن هذا الحمار هو رفيق رحلة الفلاح الفلسطيني في علاقته اليومية مع أرضه وأعماله فهو يستعمل كمطية للركوب ويمكن الاستعانه به للحراثة ونقل الحاجيات وتسلق الطرق الوعرة واحتماله للأذى وصبره على التعب ورخص ثمنه مقارنه بالخيل والبغال ولا نبالغ إذا قلنا ان الحمار قد وجد في أرض وبيوت الفلاحين جميعا ومن هنا اكتسب كل هذه الأمثال ويمكن تقسيم نظرة المثل للحمار إلى عدة أسباب :
1. فهو أولا مثال للحقارة والدونية والاستصغار حيث لم تشفع له كل تلك الخدمات التي قدمها لأصحابه وقد عبر ذلك مجموعة من الأمثال هي (القر أول يجرب سمه في أمه) وكذلك (زي اللي بتعلم البيطرة في حمير النور) وكذلك (إذا انا أمير واننت امير مين يسوق الحمير) وكذلك (شو عرف الحمير بأكل الزنجبيل) وكذلك (لو كان في الشعر خير ما طلع على ذناب الحمير) وكذلك (المديون حمار الداين ) وكذلك (لما يطلع الحمار على المأذنه) .
2. هو مثال للغباء والبلاهة وقد عبرت عن ذلك مجموعة من الأمثال (التكرار بعلم الحمار) وأيضا (العلم في الكبير مثل الدب في الحمير) وأيضا (عمر العدو ما يصير حبيب إلا لما يصير الحمار طبيب) وكذلك (راح الحمار يطلب قرنين رجع بلا أذنين) وكذلك (اللي بعمل حالة حمار الكل بيركب عليه) .
3. هو مثال للصبر والتحمل وعدم الشكوى وقد عبرت الأمثال عن ذلك (زي الحمار شهوته بتظل في ظهره) وكذلك (دخلنا داركم وشفنا فشاركم وعرفنا عشاكم من عشا حماركم) وكذلك (اربط الحمار محل ما بده صاحبه) .
4. هو وسيلة لمآرب أخرى يمكن استعماله للحصول على منافع خارج دائرة قدرته معبرا عنها بالأمثال (لولا ركبت ع جحش ما دريت شو بخرجي) وأيضا (ركبناه ع الحمار مد يده ع الخرج) وكذلك (اللي بقدرش ع الجحش بقدر ع البردعة) .
5. هو نزق لا يمكن الاعتماد عليه أو الثقة فيه لمجموعة من الاعتبارات (قر فارق أمه) وأيضا (لا توخذ رأي مره ولا تتبع الحمار من ورا) وكذلك (البيت ضيق والحمار رفاص) وكذلك (ترميش من ورا حمارتك قر) وأيضا (لا تشتري الحمارة وامها بالحارة)
واعتمادا على ما سبق قد يكون الحمار هو أكثر الحيوانات التي ظلمها المثل الشعبي حيث لم نجد صفة ايجابية واحده له مع الاعتراف بدورة المهم في حياة الفلاح سواء داخل القرية أو في الأرض والعمل والزراعة .

الخروف:
لقد وردت اسماء الخروف والنعجة والعنزة والتيس والشاه والضاني والسخلة في عدد من الأمثال الشعبية وقد أردنا ضمها في مجموعة واحدة لأنها من أسرة واحدة وتكاد تتفق في الكثير من الصفات والمزايا والأغراض ايضا فالمثل قد أعتبر لحم الخروف في أول درجات سلم الطعام الجيد بإعتبار ان تربية الخراف في الدرجة الأولى للحصول على لحمها ومع ذلك فقد قال المثل (أن قل الضاني عليك بالقطاني) وكذلك (بصلة المحب خروف) انطلاقا من وجود النية الحسنة التي يعتبرها ضيق ذات اليد ولأن لحوم الخراف هي المطلوبة دائما فلا مانع والحالة هذه إلا يتم الالتزام بالسن أو الاقدمية (يا ما خروف سبق امه على المسلخ) ولم يقتصر فهم المثل الشعبي على اللحوم فقط بل نظر إلى الماعز نظرة فيها الكثير من الاستخفاف والتندر (عنزة لو طارت) وهي أيضا (الطول طول نخلة والعقل عقل سخلة) ولكن ليس كل الماعز فشاة الفلاح لا تتساوى بشاة من هو في مرتبة اجتماعيى أعلى حيث أن (شاه القاضي ما بتأذى) وقد نظر المثل الشعبي الفلسطيني إلى الماعز والخروف بطريقة أخرى مؤكدا أن (كل عنزة معلقة بعرقوبها) اعتمادا على قوله تعالى (ولا تزر وازرة وزرة اخرى) وكذلك فإن (الذيب ما بيوكل إلا الغنمة الشاردة) وكذلك (من صار نعجة أكله الذيب) لكن ذلك لم يمنع المثل من توجيه الفلاح بقوله (لما تدر عنزتك احلبها) في الوقت الذي استفزت فيه المثل اقدام المرء على الإدعاء بما ليس له أو ما ليس فيه قائلا (جدي بدو يلعب براس تيس) وان تعبير مثل (الغنم ع الخروبة) يكاد يتردد في معظم الجلسات التي تضم الفلسطينين كتحذير لمن يتكلم إذا حاول التحدث عن شخص موجود في الجلسة فيكون هذا التعبير كنوع من الردع الفوري له يدعوه إلى قطع الحديث أو تغير اتجاه رأسا وأن المثل الشعبي الذي رفع من قيمة لحم الضان الغذائية معتبرا أياهه في أعلى درجة من اللحوم ولم يرفع الخيول والماعز .

البغل:
هو الحيوان الوحيد الناتج عن تزاوج نوعين مختلفين فأبوه الحمار وأمه الفرس وهو عاجز عن التناسل فيما بين أفراده نتيجة ارادة إلهية وربما ارتبطت هذه الحالة بوعي الفلسطيني الذي هو صاحب المثل ليعبر عنها بطريقة فيها أكثر من الاحتقار لهذا الحيوان الذي يعترف الجميع بأنه الأكثر قدره على ممارسة الأشغال الشاقة كحمل الأثقال والحراثة وغيرها وقد تدخل المثل الشعبي في صلب نسب البغل حين قال (سألوا البغل مين أبوك فال الحصان خالي) ولا يخفي مقدار التهكم في هذا المثل وقد ورد أسم القديش الذي يعني عند الفلاحين تسمية مرادفة للبغل في العديد من الأمثال التي اعترفت ضمنيا بقوة البغل ومقدار الحاجة له في شبابه حيث يقول (مثل البغل كل ما كبرت بقل سعرها)مما يعني أن سعرها كان مرتفعا قبل أن يصيبها العجز والهرم ولكن يظل مظلوما ومغبونا في نظرة الفلاح له اطلاقا من الأمثال القائلة (بغال الحزين بتحمل ذهب وبتوكل نخالة)وكذلك فلان (مثل البرسيم ما يرعاه إلا القديش) وكذلك (اصبر يا قديش تيجيك الحشيش) إلا أن هذا البغل الذي بيدوا مظلوما يحاول ما وسعه ذلك أن يعبر عن رفضه لواقعه بالفعل لا بالصمت معبرا عنه بالمثل القائل (مثل البغل بتناوله المخلاه وبناولك الجوز) كدليل على عدم الوفاء أيضا

الثور والبقرة:
ربما تميزت البقرة عن غيرها من الحيوانات الأكثر وظيفة تؤديها في الحياة وقد استغل الفلاح هذه الوظائف جيدا فهي تستعمل للحراثة وللحصول على الحليب واللحم والتناسل والتكاثر مما يعني منذ البداية تنوع الأمثال ونتاقضها كذلك في وصف البقرة والثيران وفي العلاقة معهما
فالحراثة وحدها كانت حصتها عدد من الأمثال الشعبية وهي (عمر النسوان ما ربين ثور يحرث) ولن الثور بحاجة في بداية عمره العملي إلى تدريب وترويض قد لاتستطيع النساء اتقانه وكذلك (اللي ثورة أبن بقرته وحراثه ابن مرته فلاحته كلها ربح) ليصل الى واحد من أكثر الأمثال الشعبية عمقا ووعيا وطنيا (ما يحرث الأرض إلا عجولها) لكن الثور بكل وظائفه التي أشرنا إليها لم ينج من طائلة لسان المثل الشعبي المتهكم والذي قال (بتقول ثور بتقول أحلبوه) وكذلك فلان (مثل الثور الأبرق) وكذلك (ثور الله في برسيمه) ليكون الثور أو العجل وسيلة انتهازية دعا من خلالها المثل الشعبي ومن يقف وراءه أو من له مصلحة في انتشاره الى التسليم بالأمر الواقع والإذعان لما هو سائر من نظم وتقاليد بقوله (ان جيت ع ناس بيعبدوا العجل حش واطعمه) وكانه يريد الفلاح أن ينسجم رغم إرادته ورغم تقاطعه مع قيمة ومعتقداته مع ما يحاول الأقطاعيون والسماسرة من تكريسه في المجتمع لكن (هو كل عجل كيكب بدو رباط) مما يعني أن ليس الكل سواء والقابلون بالأمر هم (مثل الثور اللي ميكل صندوق) يشعرون بالدوخة ويميلون الىالكسل والتراخي دائما وهكذا فإن الأمثال الشعبية التي تناولت البقرة والثور او العجل كانت تدعوا في بعض جوانبها إلى الأهمية التي ينتظرها الفلاح منها وأن اعتمدت في الجانب الأخر لهجة التهكم والتندر .


نـهاية الـجزء الـسابع عشر.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع