بـسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء السادس وعشرون.
تابع للتقاليد و الـمناسبات:
الشتائم : كانت شبة لغو على ألسنتهم أو ألسنة بعضهم وبالمقابل كان بعضهم الاخر يتحرج من الشتائم سواء للانسان أو الحيوان ولكن البعض الاخر مولع بالشتائم
الشرف : كانوا يعتزون بالشرف كبيرهم أو صغيرهم ذكرهم أو انثاهم وهو أغلى ما يملكون وأحيانا يتم القسم بالشرف ونادرا ما حصلت حوادث مخلة بالشرف .
الشهامة : يتميز أهالي القرية بالشهامة فيندفعون ليحافظوا على هذه الصفة التي يعتزون بها .
الصفير : كان الصفير على عدة أنواع بعضه للتسلية كالموسيقى وبعضها الاخر للعصافير والطير والدواب والثالث كاللغة تخاطب من بعيد وخاصة في حال الخطر حيث يستنجد البعيد عن القرية بأهل القرية فيساعدونه ويسارعون الى نجدته اينما كان وكان يتم بطريقة الأصابع والفم .
الصلح : يدخل المصلحون حسب طبيعة المصالح فهناك الصلح الأول بين الأهل وبين الزوجين ثانيا وبين عامة الناس ثالثا وكانت معظم القضايا تحل حبيا حيث يتدخل اهل الخير من رجال ونساء ويقومون بعملية مصالحة وأحيانا يلحق الضرر بالمصلحين وخاصة إذا كان هناك عصي أو تراشق بالحجارة (ثلثي القتلة للمصلح) .
صنة الأذن : أحيانا تصن الأذن فيعتقدون أن أحدهم يتحدث عنه أو عن من صنت أذنه .
صناعة النحاس : في أواخر الثلاثينيات كانوا يستعملون النحاس من طنجرة وصحن وطاسة وقد يذهبون إلى المدينة عند صانع النحاس ويكتبون اسمائهم على أوعية النحاس ذكرى لهم ولأولادهم .
الضيف : كان المارة أحيانا يبيتون في القرية إذا كانت بلدتهم بعيدة وإذا كان الضيف قاصدا شخص تقام وليمة يدعوا إليها المضيف بعض وجوه القرية والأقارب وإذا كان ضيفا عاديا تقدم له الأطعمة الخاصة وتظل الدعوة في اطار ونطاق ضيق .والمضافة الاساسية الموجودة في وسط القرية هي المكان المخصص للضيافة وإذا كان ضيفا لا يعرف أحد من أهل القرية يتوجة إلى المضافة ويبدا أهل القرية يخرجون الطعام من بيوتهم كل بما قسم الله له من طعام ويجتمعون بالمضافة ويتناولون الطعام بمعية الضيف بسعادة واخاء حيث أنهم يكرمون بذلك الضيف ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
الطحن : كان القروي يقسم غلته عدة أقسام يجعل أحدها خاص بالطحين (الدقيق) حيث يضعه في الخابية ويطحن مونة الشهر في القرية المجاورة القريبة أو أحدى القرى المجاورة تحملها الدواب ويعودون أخر النهار (يوم الطحنة).وأحيانا يترافق بعض القرويون في الطريق إلى البابور (المطحنة) وربما ليساعد بعضهم البعض في التحميل وكذلك للونس
الطلاق : احيانا يحصل خلاف بين الزوجين فيتم الطلاق دون تعقيدات ونادرا ما يحدث لك وهو أبغض الحلال عند الله ولم نبرز مشاكل اجتماعية كردة فعل سلبية .
العطسة : إذا صدف أن تحدث أحدهم وعطس شخص أخر يقولون بعطسة أبن حلال أو بعطسه طفل اعتقادا منهم أن تلك العطسة تصديق للقول وتأكيد له .
العيب : كما أن هناك الحرام فهناك العيب وهو اصطلاح شائع على ألسنة أهل القرية جميعهم وهم يقصدون بالعيب كل ما يشين الانسان من قريب أو بعيد وبطبيعة الحال هو اصطلاح مزاجي نسبي .
العيدية والعيد : مناسبة هامة حيث كان الناس يتوقفون عن العمل والنساء يجهزن الكعك والحلوى ويوزعونه عند القبور صباح يوم العيد ويبكين على أمواتهن ويتبرع بعض الطلاب والمتعلمين بقراءة سورة ياسين والفاتحة وينقد القاريء شلن وحلوى عن روح المرحوم وتوزع الحلوى والملبس والقضامة والبيض المسلوق والعجوة والكعك والمعمول على القبر ثم يعود الجميع عن المقبرة ويكون الرجال قد صلوا صلاة العيد جماعة في الجامع فيعودون بعضهم البعض وخلال اليوم يتفقد الأقارب بعضهم والرجل يزور رحمه من بنات وأخوات وأم ولكل منها عيديتها أما الأولاد فكانوا يلبسون الملابس الجديدة ويحصلون على بعض الحلوى والنقود ليشتروا الفلين ومسدساته والبالونات وغيرها وقليل ما يعطل أهل القرية يوم أخر بعد العيد وكان يوم الوقفة يوم استعداد للعيدين حيث يتم غسل الملابس للصغير والكبير وتجهيز وتنظيف البيوت وكانت هناك عيدية للعروس التي لم تدخل بيت الزوجية فقد كان على العريس أن يقدم لها هدمة معتبرة في الأعياد والمناسبات .
الغناء : وكان شائعا في الأعراس وبعدة الحان أهما الجفرا / يا ظريف الطول وكان يغني في الدبكة وأثناء الرقص على أنغام الشبابة والمجوز والدربكة وأحيانا يغني البعض في الحقول أو يلحن صفيرا وأكثر الناس غناء هم الرعاة ونادرا ما تفارقهم الشبابة اينما توجهوا .
الفزعة : تعني الهجوم الحاشد لانجاز أمر ما فيقال فزع الناس على الحصيدة أو قطاف الزيتون وقد يكون هذا الجمع أو بعضه لمساعدة أناس غلبوا على أمرهم .
الفزيعة : أحيانا تحدث أمور تحتاج لعمل جماعي فيهرع أهل القرية للمشاركة وخاصة في حالات الخطر الداهم فتسمى الفزيعة .
الفطام : بعد حوالي العامين من عمر الطفل كان يفطم عن الرضاعة فيطعمونه ويدللونه وكان الأمر صعبا في الأيام الأولى ثم يسير طبيعيا .
القتل : كانت حوادث القتل قليلة جدا .
قراءة المولد : ينذر بعضهم قراءة مولد لبرء مريض أو عودة غائب أو نجاة من مهلكة وكانوا لا يجرأون على تأخير الوفاء بالنذر (يوفون بالنذر) قول رب العالمين وإلا حلت بهم المصائب وتتم قراءة المولد مساءا بعد دعوة الأقارب والجيران ويحضرون الملح والشعير للبركة وعند انتهاء المولد توزع الحلويات وبعضهم يأخذ قليل من الملح والشعير لبيته ويباركون بالمولد والوفاء بالنذر
القسم : ويستعمل لرد تهمه أو يمين في محكمة قانونية أو محلية أو لغوا وله صيغ متعددة قسم بالأولياء الصالحين والأنبياء والقرآن وبما أنزل الله وبالأولاد والأحباء والمقامات والقبور والغائبين والشهود وبالله تعالى
قص ظفر الدجاجة : كانوا يضعون علامات لحيواناتهم الاليفة حيث يقصون أحد أظفار الدجاج وتصبح بهذا الظفر علامة لصيصان خاصة والدجاجات بشكل عام كي يميزوا بين مالهم وما لغيرهم .
قصاص الآثر : إذا سرق حيوان يحضرون قصاص الأثر ليفتش عنه وكذلك إذا شك أهل القرية في غريب اعتدى عليهم .
الكدة (الجاهه): وهي خاصة بخطبة العرايس حيث يكلفون من قبل أهل العريس بمخاطبة أهل العروس والاتفاق معهم وتضم الجاهه بضعوة أشخاص من وجهاء القرية أو ممن يطلبهم أهل العروس .
الكرم: اتصف أهل بالكرم بشكل عام وهذه الخصلة نسبية وليس معيار دقيق للكرم
اللباس : لبس أهل القرية اللباس المحتشم رجالا ونساءا .
اللعب : لعب أهل القرية ألعابا تناسب أعمارهم وأجسامهم عدا النساء .
ليلة القدر كانت هاجس الجميع وكانوا يعتقدون أنها قد تظهر على وجه انسان ما على شكل قمر ولكن في أيام المحاق ونادرا ما ينتبهون لها وكل الدعوات المستجابة فيها وعندما يعود الظلام تكون فرصة العمر قد افلتت ممن طلعت على وجهه وهناك رويات كثيرة عنها تناقلها الخلف عن السلف .
المأكولات : تعددت المأكولات في القرية فهي خضار وفواكه وحبوب ولحوم وهي تؤكل نيئة أو مطبوخة أوعلى الوجهين وقد بينا ذلك في مكان اخر (باب المأكل والمشرب) وقد تعود الكثير من الناس أن يفطروا صباحا على فاكهة التين والصبر في الموسم صيفا .
المثل : وهو يجرى على ألسنة الناس ويكاد لا يخلو حديث أو خطاب بدونه وبينا ذلك في حينه .
المجاملات: يتودد الناس لبعضهم صغارا وكبارا ذكورا واناثا أقارب أو أباعد أصهار أو انسباء ويستعملون عدة اصطلاحات حسنة حسب المناسبات ولا يكاد يخلو خطاب من المجاملات وبينا ذلك في حينه أيضا .
المسحر : أحد ابناء القرية يتبرع بإيقاظ الناس في شهر رمضان بواسطة تنكة صفيح وعصا يضربها ويمر على كل بيت من البيوت يوقظهم ويدق على بيوتهم وهو يصيح يا صايم حي الدائم مقابل أجر أخر الشهر .
المروءة : صفة تميز بها أهل القرية وهي تلازم صفات أخرى كثيرة وتتشابك معها .
مرور الأرملة تحت النعش : عندما يموت الزوج ويكون حمل الزوجة غير واضح تمر الزوجة تحت النعش عندما يرفع على أكتاف المشيعين فيعرف الجميع انها حامل .
مراضاة الزوجة : يحدث أحيانا خلاف بين الزوجين فتزعل الزوجة من زوجها وتترك البيت وتذهب لبيت أهلها عادة او لبيت أحد أخواتها أو اخوانها أو أعمامها وكان شعار أهل القرية (قبرك بيتك) وأحيانا تترك الأولاد الصغار وقد تصحبهم معها وبعد يومين أو ثلاثة يذهب بعض الأقارب من الرجال لمراجعتها واعادتها إلى زوجها وبيتها وقد تعقد الأمور فلا تعود ويرسلون لها من يمون وله كرامه ومعزه وقد يشترط على الزوج شروطا تعجيزية مادية ومعنوية واحيانا تتعقد الأمور أكثر فأكثر وقلما تنتهي بالطلاق وفي الغالب كانت تعود اكراما لمن حاول الاصلاح أو اكراما وعطفا على الأطفال وهناك بعض الأهل الذين لم يقبلوا ان تزعل فيردونها بأنفسهم أو ترجع لوحدها قبل هبوط الظلام ويفهـم الزوج معنى ذلك فهو درس في المروءة والاحسان والحلم وأحيانا يتمادي الزوج بغيه .
المسبات : وكانت جزء من حياة القرية وقد فصلناه في مكان اخر .
المساطيح : هو المكان الذي يشرح فيه أو يشق التين (قطين) وعادة ما يضعونه تحت عروق الشومر أو النتش (البلان) وعند النضوج ينقل الى البيت ويوضع في قفير من القش .
مساعدة المحتاج : كان التعاون قائما بين أهل القرية بعضهم البعض وبينهم وبين غيرهم من عابري السبيل وللمساعدة وجوه كثيرة فقد تكون معنوية أو مادية وقد تكون طارئة أو دورية أو موسمية ولكنها لم تكن منظمة أو محددة بل كانت مزاجية حسب الموقف والظروف .
المشروبات : المشروب الاساسي هو الماء الصافي يليه الحليب ثم سائر المشوربات هي أصلا من منتوجات القرية وقد فصل ذلك في باب خاص .
المصحف والمشاء الله : هي قطع فضية أو ذهبية لها أشكال متعددة كتب عليها على المصحف قرآن كريم وعلى الماشاء الله كتب ماشاء الله ، وعلى الماسكة آية الكرسي أو أي آية أخرى من القرآن الكريم وتتقلدها النساء للزينة والبركة .
المضافة : غير مضافة القرية أو الديوان أو غرفة الجلوس أو الديوانية وهي مكان الذي خصصه صاحب المنزل لاستقبال لسائر أهل القرية في كل الأوقات أو لاستقبال الضيوف والاغراب فيطعمون ويبتون فيها حتى يرحلوا وأما مضافة المختار فهي التي تستقبل فيها الرسميون من رجال الدولة كمدير الناحية أو الفرسان أو غيرهم وهناك مضافات أخرى ثانوية
المعاقبة (العقاب): كان العقاب يتم على يد صاحب العلاقة فورا أو المعتدي عليه أو الأهل أو في المدرسة فهو ينهر ويصرخ ويهدد ويتوعد وقد يقوم بالضرب وخاصة للصغار وقد ينزع بعض ملابس المعتدين كالحطة والعقال وخاصة اشباه الرعاة وهذه حالة شاذة .أما العقاب في البيت متعدد الأشكال من تهديد ووعيد إلى ضرب وأحيانا يصل إلى الربط بالحبل حيث يوثق الولد ويترك فترة على هذا الحال أو يضرب بعد وثاقه وتعاقب البنت بشد شعرها وقد تعاقب بعض النسوة بالضرب أيضا ولكنها حالات محدودة والعقاب في المدرسة قد يكون حبسا عن الفرصة أو عن الغذاء أو ضربا بالعصاأو الفلقة على القدمين أو فرضا بيتيا أو جميعها معا ، وكان عقاب الحيوانات المعتدية على الحقول بالحبس والضرب وقد تشرم أذانها ولكن العقاب الأخير كان محدودا .
المقبرة وزيارة القبور : كانت تتم بشكل عام في يومي عيد الفطر وعيد الاضحي وقد تتم في أيام اخرى قليلة وقد تتم بعد الدفن مباشرة وفي الايام التالية .النساء عادة يقمن بذلك ويبكين وينحن على القبر أما الرجال فيقرأون سورة ياسين أو الفاتحة ويدعوا للميت .
الممالحة : عندما يطرق البيت طارق أثناء وجبات الطعام يقدمون عله أن ياكل أو يشاركهم في المأكل وإذا امتنع يلحون عليه أن ياكل ولو لقمة واحدة أي يشاركهم الطعام والملح ويقولون له مالحنا ويعتبرون أن الذي يمالح لا يمكن ان يخون ذلك البيت فهو قد مالح (أكل وشرب) وإن خان فهو (رديء الأصل) أو رديء الخال وهذا معيار صعب وقاسي .
الموت : أن كان الموت عاديا والمتوفي كان مريضا فهم ينادون من على أحد السطوح أو مكان عالي بأن فلان قد مات ودون تحديد الدفن فالمتعارف عليه ان الدفن سيتم في نفس اليوم حسب الانتهاء من الاجراءات الضرورية .
نـهـاية الجزء السادس و عشرون
شارك بتعليقك