فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء 27

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : 'طريق زيتة جماعين وقت الزفتة تصوير ناصر شحاده أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء السابع وعشرون.
تابع للتقاليد و الـمناسبات:

 دبة الصوت : إن كان الموت مفاجئا يعلوا الصراخ العفوي والبكاء فيقوم أحد أقاربه بعد فترة ويعلن الوفاه من على أحد سطوح القرية ليحضر الناس من الحقول ان تم ذلك اثناء العمل وتسير الأمور بعد ذلك في خطوط متوازية حيث يقوم الرجال بالحفر وتجهيز القبر بينما يحضر اخرون لوازم الكفن وتقوم النساء بخياطته أو يكون مخاطا في المدينة ثم يغسله أحدهم ويجهزوه بالكفن والحنوط ثم يودعه الأقارب والأهل ويقبلونه ويحمل على محمل (النعش) للمقبرة حيث يصلي عليه ويوارى في الثرى ثم يعود الجميع إلى بيت المتوفي وقد تذبح ذبيحه عند اخراج الميت من بيته ويوزع لحمها على الفقراء وتسمى (ونسة او ونيسة) أي مؤنسة له في القبر ، بعد العودة إلى البيت يحضر اهل القرية ويأخذون بالخاطر ويقولون عظم الله اجركم فيرد أهل الميت شكر الله سعيكم وقد تستعمل عبارات المجاملة الخرى ولا يتركون أهله حتى اليوم الثالث ويقدم البعض طعاما للنساء حيث يحضر أليهن في بيت المأتم في أوقات الوجبات الثلاثة أما الرجال فيأخذون إلى بيت صاحب الدعوة ثم يعودون للمجلس بعد الوجبات لاستقبال المعزين .
في فجر اليوم الثالث للوفاه يذهب بعض الأقارب وأهل المتوفي إلى المقبرة حيث يقرأون القرآن (سورة ياسين وبعض السور الصغيرة مع الفاتحة) ثم يدعون له بالرحمة والمغفرة ويسمى ذلك العمل (فك الوحدة) وفي اليوم الثالث من الوفاه تتم الختمة بعد الظهر (ختم القرآن) كل واحد يقرأ جزء أو أكثر حتى يتم ختم القرآن وبعد ذلك يتغدى الرجال في بيت المتوفي أو تتم بعد العصر بدون غذاء حيث يقرأون القرآن أجزاء أو يقرأون ما تيسر أن كان القراء قلائل ويدعوا أحدهم للميت ويترحم عليه ثم يستودعون أهله وعادة (لا عزاء بعد ثلاث) حيث يذهب كل إلى عمله في اليوم الرابع وكانوا يوم الختمة يفرقون بعض القروش على الأولاد صدقة وترحما على الميت
وقد تميز في الشتات السيد صدقي عزت والسيد حسني علي طه بحضور كل مأتم ليقدموا تعازيهم لأهل الميت ولم يتخلفوا عن أي عزاء إلا كانوا مضطرين لظروف خاصة حالت دون ذلك .
 الحداد : كانت بعض النسوة يلبسن ملابس الحداد السوداء أن لم يكن المتوفي عجوزا ويدوم لبسها سنة على الأقل وكان بعضهم يحد عن الاغتسال وحلاقة اللحية فكان بعض الجيران والاصدقاء والأقارب يحلقون لحيته بعد اسبوع على الأقل ليفك الحداد وعادة ما كانت تبرز هذه الظاهرة الحداد لدى النساء سيما في الملابس على الأقل وفي الزينة والظهور بالزينة والتبرج يعتبر تشفيا .
 النخوة : هي أحدى الخصال التي يتميز بها أهل القرية ويضرب بها المثل (فلان عنده نخوة) زيقصد بها الاندفاع الذاتي للمساعدة والمساهمة في أعمال الخير .
 نداء الصوت : إذا ضاع أو فقد شيء ما بدءا من الطنجرة حتى المال والماشية يرقى أحدهم سطحا عاليا وينادي بالشكل التالي :
يا سامعين الصوت يا اللي تصلوا على النبي .
أولكم محمد وثانيكم علي وثالثكم فاطمة بنت النبي .
يامن شاف ويا من سمع ويا من لقي (المفقود ووصفه وصاحبة ) وإله الحلاوة كذا وكذا ريته (ليته)اللي شاف والي سمع اولقي وانكر ينكر شهاته عند الموت (عند طلوع الروح) ، وكان له اثره الكبير في نفوس السامعين فمن أصعب الأمور الأنكار لأن المصائب ستحل به وبأسرته أن عاجلا أو آجلا وأحيانا يكون نداء الصوت لاعلان أمر رسمي كلف به المختار ويكون التعقيب بعد النداء (الحاضر يعلم الغائب) بالامر ويتم ذلك في أيام الازمات والثورات ومنع التجول
 النذر كانوا ينذرون لعودة غائب أو شفاء مريض بأن يفرقوا شيئا أو يقيموا مولد ولا يتجرأون على التسويف في الوفاء بالنذر بعد حصول المراد
 نظارة المساطيح والأملاك والبيادر : حيث أن المساطيح في الكروم في العراء فقد كانت الوحوش تقصدها خاصة الثعالب والفرريون كانوا يتفقدونها ليلا وكانوا ينامون على البيدر فوق القش وهم يراقبون بيادرهم ومساطيحهم ومقاثيهم وخضارهم وتظل اعينهم مفتحة على أرزاقهم لأن سويعات قليلة من النوم تكفيهم فالطقس معتدل والصحة مثل الحديد والحمد لله على نعمه .
 نكت وملح : كانوا يتناقلون بعض النكت والملح مما يتعلق بالبيئة وهي في كل الحالات بريئة ومحتشمة وسوف يرد ذلك في بابه .
 نوم العتمة : كانوا ينامون بشكل عام على العتمة توفيرا للكاز ولتعدد العائلات في مجتمع واحد وقد يكون للهدوء والراحة .
 الندب (النواح) كان النواح شائعا على الأموات قبل الدفن ويكون جماعيا أحيانا وتنوح بعض النسوة على القبور أو كانت وحيدة بالبيت وتذكر الأحبة الذين طواهم الثرى ويكون بصوت خافت إذا كانت منفردة .
 الندابات : من محترفي البكاء الندابات ففي التقاليد القديمة أوكل إلى النساء لعب دور الندبات في المأثم ثم طلب من المحترفات لقاء أجر ندب الميت من أجل تشجيع الأخرين على بكاء الفقيد وحتى اليوم لا تزال تقاليد الندبات المحترفات سائدة في أرياف اليونان وايطاليا ودول البحر المتوسط وفي هذه المجتمعات لا تعتبر الندابة بلباسها الأسود (طير شؤم) بل على العكس فالبكاء على الفقيد حال دفنه يعتبر من طقوس الخصوبة والتجدد فقد كان من تقاليد الموت والعزاء استدعاء الندابة التي تأتي خصيصا وبعد أن تقبض الثمن لتبكي وتصرخ وتقطع من شعرها حزنا ونكدا على الفقيد الذي دفع لها أهله ثمن الحزن عليه والطريف أن الندابة تلك كانت موجودة في بدايات هذا القرن حتى في الشعوب المتقدمة مثل فرنسا وايطاليا لكنها كانت تظهر في المناطق الساحلية في هذه البلاد فهي تقاليد بحرية أكثر منها جبلية .
ومن اخطار الأفراط بالدموع : حيث أنه متنفس لبعض الناس ولكن كثرة البكاء مترافق مع كثير من الأمور السلبية التي يقع فيها الناس عند شعورهم بالاكتئاب كالإنعزال عن الناس والامتناع عن اتخاذ التدابير الضرورية وعدم البوح للأصدقاء بحقيقة مشاعرهم وان تجاهل بعض الناس الدموع فإنه يمكن أن يصاب نتيجة التوتر الإنفعال مثل القرحة الهضمية والتهاب القولون اوالقيء المتكرر وإذا كان الاقلال من ذرف الدموع أمر حالا للمشاكل فإن الافراط فيه مضر أيضا ومن حسن الطالع مقابل الأخطار في زيادة الدموع فإن للبكاء فوائد مثل أن الدموع تزيد من تدفق الاوكسجين على دماغ الانسان وتخفيف الضغط العالي ويجلق في الإنسان إحساسا بالعافية ويخفف الغضب والعداء والميل للعدوان وأخيرا فإن انسكاب الدموع هو مدعاه للعزاء والفرح وباعث على الانبساط والراحة ودافع للعمل والنشاط فالبكاء مفيد أحيانا إذا احسن الانسان استخدامه
 الهدايا : المناسبات متعددة وكانوا يتهادون فيها بالهدايا المتنوعة فعند زيارة المريض أو في الأعياد وفي الولادة والطهور أو في الزواج أو عند زيارة قريب أو ذوي رحم في قرية اخرى كان يتم حمل الهدايا إليهم فهدية المريض الفواكه والحلوى وهدية العيد ملابس وحلوى وفي الولادة تكون حلوى وديك محمر أو 15-20 بيضة وزلابية أو قراقيش أو مسفن (مطبق) وبعض الفواكه والخضار وفي الزواج يتم النقوط نقدا أو شوال رز او سكر وفي الموت والزواج تقدم اكياس الرز أو السكر او الذيائح والهدية كما يقولون سداد دين والهدية على مقدار مهديها .والبعض يقول (هذه مش قيمتكم أو هذه قيمتنا مش قيمتكم) .
 الوحام(الوحم) : عندما تبدا المراة بالوحم يقدمون لها ما تطلب حتى لا يأتي كعلامة على جسم المولود (وحمه) .
 وسم الحيوان : كانوا يضعون علامات معينة ليتعرفوا على مواشيهم وخاصة إذا كانت قد اشتريت حديثا وبعدد كبير كان ذلك يتم على الماعز والغنم فالغنم يوضع على صوفها (الداغ) وهو صبغة طبيعية صفراء تميل الى الحمرة توضع فوق الظهر أما الحمير والخيل كانت توسم قائمتها الأمامية من الداخل ومن الأعلى بوسام أو كي جلد بمسمار أو سلك .
 الوشم : كان يتم على جلد الانسان وخاصة النساء وعند الرجال كان علامة للرجولة وعادة ما يكون على الزند وكان سابقا على الوجة وقد يكون نوعا من الدواء والعلاج ، أما النساء فيتم الوشم على ظاهر اليدين أو على الوجوههن أو على جباههن وخط على الشفة السفلى قائما ولكن هذه العادة اندثرت بالسنوات القليلة الماضية وهناك اناس متخصصون بالوشم وخاصة النور حيث كانوا يستعملون الأبرة للوخز ويذرون الفحم الناعم فيعطي اللون الأزرق الجميل .
 الوقف : كان البعض يقدم وقفه لله تعالى وفي الغالب تكون شيئا ذا قيمة مثل كرم تين او زيتون أو قطعة أرض لتكون مشاعا للجميع واحيانا إذا سرق مال او ماشية ذو أهمية وصاحبه غير متاكد من السارق يقول أمام الناس (موقوفه ليوم القيامة الله لا يسامح اللي أخذها أو سرقها) وكان لهذا اثره في نفوس السامعين ورهبه .
 ولادة مولود : هذه مناسبة عظيمة فهي بهجة للبيت وللأقارب والجيران وخاصة إذا كان المولود ذكرا ويكون أشد بهجة إذا جاء بعد انتظار سنين أو ولد بعد عدة بنات ،
كانت الوالدة تتدلل كثيرا على زوجها وعلى اهل بيتها فقد انجبت ذكرا يحيى الاسم والذكر هو سند للوالدين والحمولة ودعامة اقتصادية مستقبلية وهو مدد وقوة للعائلة فهو سيشد أزرها وهو معها على الخصوم (بيت رجال ولا بيت مال) والداية (القابلة) لها مكافئة سخية إذا كان المولود ذكرا وهي التي تساعد في الولادة وتغسل الصبي وتملحه وتلفه وتستمر على هذه الحال بضعة أيام وتطمئن على امه ثم تنال اجرها وعادة يهتمون أهتماما كبيرا بالوالدة ويقدمون احسن الطعام وتتولى امها العناية بها لمدة اسبوع ويقدمون لها القرفة والحلبة واليانسون ومكافئتها من الأم والأب واحيانا من الجدين إذا طال اتنظار المولود وكان المولود يلف بشكل جيد بل وقاسي أحيانا ويستمر ذلك لبضعة شهور وقد استعملت التربة الحمراء (السمكة الحمرا) في السماط ولا متصاص البول بدلا من البودرة الآن وتقدم في الولادة الحلوى للجميع حيث يحضرها الأب من المدينة وتوزع على الأطفال دون استثناء بعد الولادة مباشرة او في اليوم الثاني
أما الكبار فكانوا يشربون القرفة والشاي والقهوة وبعض الحلوى وتتم المباركة على الماشي احيانا وخاصة من الأولاد والأقارب ولكن لا بد من تقديم الهدايا للوالدة والتسمية لم تكن تتاخر كثيرا وكان الذكر الأول يسمى بأسم جده لأبيه والأنثى مزاجا والأسامي محبة وخير الأسماء ما حمد وما عبد وكانوا يكثرون من اسم محمد واحمد ومحمود ونادرا ما يخلوا بيت من هذه الأسماء واحيانا يسمون بأسماء الحيوانات إذا لم يعش لهم أولاد مثل ذيب / فهد / نمر وغير ذلك .
 اليمين (القسم) : كان يتم لغوا أو لرد الشبهة أو للتبرئة وهو على عدة أنواع واشكال واشده تاثيرا ما يتم أمام ولي أو المقامات
 وكانت هناك علاقات وطيدة مع القرى المجاورة واشتركت معها في بعض العادات والتقاليد السعيدة والحزينة والأمثال والمصاهرة والتدخل عند الخلافات عند الشجار وفك الاشتباكات والصلح وأحيانا في المواسم وكذلك في رد الاعتداءات وخاصة أيام الحكم البريطاني في فلسطين وأحيانا يتندرون فيما بينهم بكلمات بريئة ولطيفة ويتضاحكون على بعض الكلمات التي تختلف بين كل قرية واخرى خاصة بين قرية زيتا وقرية جماعين حيث ان أهالي جماعين يقولون عن المفتول (بعو) وعن الزيتون الأخضر المهروس (شالق نيعه) فيتمازحون بكل رحابة صدر فيما بينهم وخاصة طلاب المدارس حيث كانت مدرسة جماعين مشتركة لأهالي زيتا وجماعين ومردة وهي القرى المجاورة للقرية

نـهـاية الجزء السابع و عشرون



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

رحم الله مؤلف الكتاب محمود عبد الحفيظ وادخله فسيح جناته
الموضوع جميل وارجو المتابعة عن اخبار القرية
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع