فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زيتا جماعين: تاريخ قـريـة زيــتا جـماعـين. الجزء 28

مشاركة Raea في تاريخ 3 تموز، 2007

صورة لقرية زيتا جماعين - فلسطين: : زيتا من أرئيل-1 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بـسم الله الرحمن الرحيم

أعزائي ابناء فـلسطين الحبيبة في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد سمحت لنفسي بأن استعير مقتطفات من (كتاب فـلسطين) لأبن ألوطن
السيد. محمود عبد الحفيظ الزيتاوي جزاه الله كل خير وثواب على مجهوده وغيرتة
وحبه لهذا الوطن.
وهو كتاب غني بالمعلومات القيمة التي توثق الكثير من عادات وتقاليد اهل قرى فلسطين وبالأخص قرية زيتا جماعين. وشكراَ
أبن زيتا. رائع شفيع عبدالرحيم عبدالجبار المـشني
[email protected]
--------------------------------------------------------------------------
الـجزء الثامن وعشرون.

الزواج:

كان الزواج يبدأ مبكرا بين الفتيات والشبان وغالبا ما يبدأ عند الفتيان من سن البلوغ مباشرة وعند الشباب بعد السابعة عشر حيث أن البيت بحاجة ليد عاملة دائمه والأباء يحبون أن يخلدوا ذكرهم بتزويج أبناؤهم (جوز الولد يجيه ولد) وكذلك تكبر الحمولة أو العائلة والمصاهرة تلعب دور كبير هام في العلاقات العامة .

الزواج المبكر:

قبل التعرف على ظاهرة الزواج المبكر يجب ان نحدد ما هو الزواج ؟
يتفق علماء النفس أن مرحلة المراهقة تبدأ عند الجنسين بعد 12 عاما حتى 21 سنة وقد تبدأ قبل ذلك في البلاد الحارة وقد تستمر اكثر من ذلك وان كلمة المراهقة تعني التدرج نحو النضوج الجنسي والجسدي والعاطفي والعقلي وعلى ضـوء هذا نستطيع القول أن انسب سن لزواج الفتى بين 25-30 عام وبين 20-25 للفتاة ومن هذا التحديد العمري الأنسب للزواج تبرز لنا ظاهرة الزواج المبكر في المجتمع العربي في المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص .

فما العوامل المؤدية للزواج المبكر ؟
تعود هذه الظاهرة لزمن بعيد منذ أن كانت تخطب الفتاة وهي في المهد وكانت تدعى هذه الزيجة بـ (عطية الصرة) أو (عطية الجورة) فيقولون عندما تولد البنت مبروك عروس وعندما يولد الصبي مبروك عريس وقد كان يحدث أن يقول والد الطفلة لأخيه (عجين أيدك) أي هي لك فيجيب العم وأنا قبلتها فتكون البنت قد خطبت عند مولدها ويقول الوالد لأخيه ما في وراها جزا فيجيب الأخ قابلها بالجزا فيقول الحضور (مبروك ونحن الشهود) فينزل عم الطفلة إلى السوق ويشترى ما قدره الله عليه مثل قطعة قماش أو حلي ويضيف لها قطعة نقود ويقدمها لأخيه بحضور الشهود وتتم الخطبة وإذا صدف ان طلب هذه البنت عندما تكبر خاطب اخر يقول أبوها أعوذ بالله بنتي عطية صرة .
ويفضل زواج ابنة العم على الغريبة وذلك لسببين أولهما اجتماعي كون الفتاة لا تجرؤ على مخالفة بيت زوجها لأنهم أهلها والثاني اقتصادي كون مهر بنت العم أقل من الغريبة ويقولون في تلك التي تتزوج من الغريب (بنت عمه ما حملت همه أخذت الغريب جكارة عينه) .

العامل الاقتصادي:
أدت الظروف الاقتصادية إلى تكريس هذه الظاهرة ولذلك فإن المجتمع الفلسطيني مجتمع زراعي وان كانت هدفها الاكتفاء الذاتي فالارض بالنسبة للمزارع كل شيء في حياته مرتبط بها يعشقها ويعرف عنها كل شيء كما يعرف جسده أنها وطنه وتراثه والأمثل الشعبية تعبر عن هذا الارتباط كقولهم (اللي ماله جذور يموت قهر ) بمعنى أن من ليس له اربتاط بالارض يموت قهرا والأرض بحاجة لمن يرعاه ويعتني بها ويزرعها والفلاح الفقير لا يملك المال الكافي لاستئجار عمال يساعدونه في عمله لذلك كان الأولاد هم قوة العمل الوحيد بدون أجر فكانت ضرورة العمل تقتضي انجاب عدد كبير من الاولاد لسد هذه الحاجة وهناك مثل يؤكد اعتماد الفلاح الصغير على نظام الأسرة في مجمل حياته (اللي ثورة من بقرته وحراثه أبن مرته تجارته كلها ربح) ويتعتبر الزواج المبكر أحد مفرزات فلسفـته في الحياة حيث يـتراوح سن الزواج للانثى بين 12-14 سنة والذكور بين 14-16 سنة ويستحسن ان لا يتاخر عن ذلك .

العامل الاجتماعي:

كان الأباء يقدمون على تزويج أبنائهم في مراحل مبكرة رغبة في انجاب الذكور حيث كان للذكور منزلة مختلفة عن الانثى باعتباره أنه يسند اهله ويقف معهم حتى النهاية بينما الانثى مصيرها للزواج ويتجلى عن ذلك من خلال قولهم (لما قالولي غلام أنسند ظهري وقام) وقولهم عند انجاب الانثى (لما قالولي بنيه أنهد الحيط علي) وهناك اعتبارات اجتماعية اخرى للعائلة او الحمولة الكبيرة كالعزوه والمفخرة فالفرد الذي ينتمي إلى العائلة الكبيرة يشعر بالكفاية والأمن ولا يسمح من خلال هذا الترابط لأي غريب أن يتسلل إلى حياته أو بيئته محترما كل الشعائر والتقاليد في عدم السماح بتسريب الأرض خارج الاسرة أو الحامولة على الأقل بالوراثه أو البيع والزواج قسرا من بنات الأعمام والأخوال لذلك عندما نعرض زواج الفلاحين يجب أن تعمق في واقع هذا الفلاح البسيط الواقع الذي يعكس مدى تمسكه بأرضه وخوفه عليها من الضياع وغياب النسل هو ضياع الأرض عن الفلاح في المحصلة أضافة إلى ذلك هناك أسباب أخرى للزواج المبكر يكمن في الطبيعة المحافظة للفلاحين فيما يتعلق بمسائل العرض والشرف والحلال والحرام لذلك فعندما يصل كل من الفتى والفتاة سن البلوغ يسرع الأهل في تزويجهم وطبعا يعود ذلك لحماية ابنائهم من الزلل فالولد في هذا السن يري أن يكشف الغموض الذي يحيط بعالم الجنس والذي يحيطه مجتمعنا بها بهالة من السرية والتكتم والخوف فليس هنالك أي منفذ للخروج والتنفيس عن هذا الكبت إلا الزواج وكذلك الحال بالنسبة للفتاة فزواجها مبكرا يضمن عدم زللها والحفاظ على شرفها فيقولون (سترة البنت جيزتها) وخوفا من أن تبقى عانس حيث ينظر للفتاة العانس نظرة سخرية واحتقار إذ من النادر ان تبقي القروية بدون زواج وهذا يتضح من أغاني النساء عند الزفاف (الله يجيره فلان اطلب عروس وما استحى) فزواج الأبن مطلب غالي ومجلبه للفرح عند الجميع .

دور الدين:
يلعب الدين دور بارز في ظاهرة الزواج المبكر اذ كلما اقترب الانسان من البداهة والعمل بالارض كلما زاد اعتماده على الله وتمسكه بدينة وهناك دعوة في الدين الاسلامي في الكتاب والسنة تشجع على الزواج ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام(تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) وقد اعتبره المجتمع المتدين حضا على الزواج المبكر كما حدد الدين الاسلامي السن الأنسب لزواج الفتى 18 عام والفتاة 16 عاما.

الزواج المبكر في المجتمع الفلسطيني:

يتميز المجتمع الفلسطيني في كل مكان سواء داخل الأرض المحتلة او خارجها بتعرضه باستمرار لعمليات التصفية والأبادة والطرد والنفي والاعتقال فهناك مجازر دموية التي تهدف الى ابادة الانسان الفلسطيني إضافة الى ما تحمله هذه المجازر والحروب من ويلات التشريد والتهجير والجوع .
ان شعبا كالشعب الفلسطيني يواجه كل يوم هذه المحن وهذه المجازر بلا شك انه معرض للابادة والانقراض ولكن طبيعة شعبنا الولود هي المميزة التي تحفضه وتنفذه من الهلاك فمقابل كل شهيد يخرج للدنيا طفل يسير على نفس الطريق ليكمل مسيرة التحرير والنصر
ومن هنا فإن ضرورة التوالد والتكاثر لدى الشعب الفلسطيني هي ضرورة ملحة وتقتضيها غريزة البقاء والكينونة وبالتالي يصبح الزواج المبكر ذات أهمية كبيرة في تحقيق هذه الضرورة وتلبية الحاجة .
وهناك ضرورة اخرى للزواج المبكر وخاصة داخل الأرض المحتلة فالمحتل الصهيوني يعمل جاهدا وبكل السبل على زيادة عدد السكان من اليهود بواسطة الهجرات المتزايدة من كل انحاء العالم وتقليص عدد سكان العرب متبعين اساليب مختلفة وغير قانونية فمنذ وجوده على ارض فلسطين يتابع عمليات التصفية وارتكاب المجازر بالخفاء والعلانية اضافة الى عمليات الاعتقال المستمر ومصادرة الاراضي والطرد من البلاد والتضيق على ابناء شعبنا كي يرحلوا ليس هذا فحسب بل أنهم يبتكرون الوسائل المتعددة للقضاء على شعبنا وفتياتنا فهذا ان دل على شيء فإنما يدل على حقدهم وخوفهم ورعبهم من التزايد السكاني للعرب ورغبتهم في التخلص منهم بأي وسيلة فوجود الفلسطيني مصدر قلق للمستوطن وقد عبر جولد فئير صراحة في مذكراتها عن هذا الخوف إذ قالت (انني اشعر بالقلق والخوف لولادة كل طفل فلسطيني جديد فالطفل الفلسطيني هو ايضا خطر على الصهيونية منذ ولادته ومصدر خوف هو ان معدل المواليد العرب في الأرض المحتلة يعد من أعلى معدلات اللمواليد في العالم إذا ان الشعب العربي في الداخل شعر بالخطر الداهم عليهم من تدفق الهجرات اليهودية فاتجهوا لا شعوريا إلى الانجاب الزائد ولا زالت هذه الظاهرة تميز الفلسطينين حتى اليوم وتكاثرهم وزيادة عددهم يرهق اسرائيل ويضع العراقيل امامها في عملية التخلص منهم بشكل سريع) .
لذلك عملية الانجاب والتكاثر السريع يجب ان تصبح وسيلة من وسائل النضال والمجابه والصمود في وجهة العدو واستغلال هذا السلاح للصهاينة وافشال مخططاتهم الاستيطانية ومن ناحية اخرى يعمل الزواج المبكر على الحد من هجرة الشباب الى الخارج أي خارج الأرض المحتلة فوجود الزوجة والأطفال يزيل أي فكرة تراود الشباب في الهجرة لما للمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه اسرهم واطفالهم من أثر .
هذا باختصار بعض مزايا الزواج المبكر واثره على المجتمع الفلسطيني فهو برغم من سلبياته الا انه في ظروف خاصة يصبح نعمة وجزءا من حل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي تتميز بظرف خاص في كافة مجتمعات العالم ولولا وجود هذه الميزة في الشعب الفلسطيني أي التكاثر السريع لكان الآن معرضا للفناء والانقراض نتيجة لعمليات الابادة والتصفية والهجرة التي ارتكبت وترتكب بحقه في كل مكان وزمان .


نـهـاية الجزء الثامن و عشرون



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع