فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

عاره: قراءة في سيرة المناضل الحاج دوّاس حسن ضعيف../ د.محمد عقل

مشاركة د.محمد عقل في تاريخ 24 كانون ثاني، 2014

صورة لقرية عاره - فلسطين: : منظر عام أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
نشرت هذه المقالة في موقع وادينا(عرعره) في تاريخ 22/1/2014

قراءة في سيرة المناضل الحاج دَوّاس حسن ضعيف.../ د.محمد عقل

تعود أصول الحاج دَوّاس حسن محمد عبد الله إلى عشيرة ضعيف وهي من الجزيرة العربية، هاجرت إلى مدينة الخليل، ومنها رحلت إلى قرية دير أبو ضعيّف، التابعة لقضاء جنين، حيث استقرت بها مُدّة طويلة مبقية على القرية اسمها الحالي، ومن هناك هاجر قسم من العشيرة إلى قرية أم القطف، ولكنهم اختلفوا مع مختار قفين ما اضطرهم إلى النزوح في بداية القرن التاسع عشر إلى عرعره وعاره، وهم يشكلون، اليوم، حوالي 8% من سكان البلدين.

كان والده حسن محمد عبد الله ضعيف، الملقب بالجِرْمة، من أوائل الذين انضموا إلى الثورة الفلسطينية عام 1936 حيث اشترى من ماله الخاص بندقية وأخذ يجتمع في بيته في قرية عاره مع الثوار، وقد شارك في 28/7/1936 مع ثوار عاره وعرعره في معركة نور شمس بالقرب من مدينة طولكرم، وهي المعركة التي أُصيب بها المجاهد حسن رزق من قرية عاره ثم أُسر.

شارك المجاهد حسن محمد عبد الله ضعيف مع ثوار عاره وعرعره وقرى الروحا في معركة وادي عاره الكبرى التي جرت في 20/8/1936 وأبلى فيها بلاءً حسناً.

شارك المجاهد حسن محمد عبد الله ضعيف مع ثوار عاره وعرعره في معركة إجزم المشهورة. حدثنا عدد من الرواة قالوا: جاءت الأخبار بأن معارك تجري بين الإنجليز والثوار جهة جبال الكرمل فهب النشامى من عاره وعرعره وذهبوا إلى هناك لتقديم الفَزْعَة. أثناء القتال حاول الإنجليز تطويق قرية إجزم، فانسحب الثوار إلى خربة قُمْبازة الواقعة إلى الجنوب الشرقي منها، لكونها تقع في منطقة وعرة، فاستدعى الإنجليز طائراتهم التي استمرت في قصفها للثوار حتى حلول الظلام. استشهد في المعركة أكثر من 25 مجاهداً، ومن ثوار عاره وعرعره: المجاهد حسن محمد عبد الله ضعيف الملقب بالجرمة، والمجاهد إبراهيم أبو شحادة والمجاهد عبد الجبار عبد الله عبادية وهم من قرية عاره. فيما بعد قام أهل قرية إجزم بدفن جميع الشهداء في مقبرة سُمّيت بمقبرة الشهداء، وقد روى لي المرحوم دوّاس حسن ضعيف أنه كان يذهب مع والدته لزيارة المقبرة وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وقد أكد لي أن المعركة المذكورة وقعت في عام 1938. تشير الأدبيات الفلسطينية إلى أن المعركة المذكورة وقعت في 11/9/1938 وتعرف باسم معركة أم الدرج وهي خربة مأهولة تقع إلى الشرق من إجزم.

سار المرحوم دوّاس حسن ضعيف على نهج والده في النضال، إذ تجند في جيش الإنقاذ للدفاع عن عاره وعرعره، وفي 3/6/1948 كان من بين من أرسلهم الرئيس خليل جاسم للدفاع عن مدينة جنين، فلما وصل الجيش العراقي إلى عاره وعرعره واتخذ من المدرسة المشتركة مقراً له أخذ يدرب شباباً من عاره وعرعره على القتال، فكان المناضل دوّاس من أوائل الذين انخرطوا في سلك الجندية، فأصبح نائب عريف في سرية الخطاف التابعة إلى فوج الكرمل. ألقى العراقيون على أفراد سرية الخطاف مهام في غاية الخطورة منها نقل ذخيرة إلى قرى مثلث الكرمل: إجزم- جبع- عين غزال. في إحدى المرات استغاث أهل مثلث الكرمل بالجيش العراقي ليرسل لهم ذخائر، فانتدب الرئيس خليل جاسم العراقي ممدوح الحاج سعيد يونس وهو قائد فصيل، ونائب العريف دوّاس حسن ضعيف الذي كان قائداً لعشرة مقاتلين، وأحمد سالم عقل الذي كان قائداً لمجموعة المغاوير ولفيف من مناضلي عاره وعرعره وأصحاب ثمانية جمال، وقد تسسللت هذه القوة عبر الخطوط اليهودية ونجحت في إيصال الذخائر إلى إجزم وعين غزال، وعادت سالمة إلى عاره، وهو عمل بطولي خاصة أن قرى الروحا كانت في شهر حزيران عام 1948 قد سقطت.

في شهر نيسان 1949 انسحب الجيش العراقي من المثلث فدخل الجيش الأردني إلى منطقة وادي عاره الذي أبقى على سرية الخطاف ولم يحلها ودفع لجنودها رواتبهم، في 22/5/1949 دخل الجيش الإسرائيلي إلى عاره وعرعره وفقاً لاتفاقية رودس الموقعة بين المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة إسرائيل في 3 نيسان 1949. قرر مناضلو عاره تسليم أسلحتهم والبقاء في بلدهم بينما قرر مناضلو عرعره الرحيل، كان اتخاذ القرار صعباً، لقد آثر محمود عبد القادر يونس ودوّاس حسن ضعيف وكثيرون التشبث بأرضهم والبقاء في أرضهم.

عرف عن المرحوم دوّاس دماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، وقد كان ملماً بتاريخ منطقة وادي عاره حيث عاصر الأحداث والوقائع وشارك فيها، فلا عجب أن كان راوياً أساسياً عند جمعي لمواد لكتابي المفصل في تاريخ وادي عاره، كان من وجهاء عاره وعرعره وعمل على إصلاح ذات البين بين الناس، ونشر الخير والمحبة. انتقل إلى رحمة الله تعالى في 16/12/2008 عن عمر يناهز ال 86 عاماً، قضاها في الكفاح والنضال وعمل الخير والإصلاح، ترك المرحوم أربعة أبناء وست بنات وأحفاد، إذا كان في الدنيا حسن فأنت أبو الحسن، فراقك لا يعوضه إنسان. أنت المصلح، أنت المجاهد، أنت الوطني، أنت الخير كله، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع