إلى روح ابي
تلك الفلاحة
تلك الفلاحةُ ..
لم تفلَحْ في أرضِ ذويها ...
لم يَصبَغْ وجنتَها قيظُ الشمس ...
لم َتتشقَقْ يدُها في زَرعِ البيدَرْ
لم تتصبَبْ عرقا في جَنيِ البَقلَةِ والزَعتَرْ
لم تعصُرْ زيتوناً ...
لم تجرُشْ عَدَساً ...وفَريكاً
لم تَعجِنْ خُبزَ الطابون
لم تَذْبَحْ ديكاً رومياً ... كي تُكرِمْ ضيفاً
تلكَ الفلاحةُ لمْ تَلبَسْ ثَوبَ الصاية
كالجَدةِ /كنساءِ الحَيّ
لم تَنسِجْ أَحلاماً ...بِخُيوطِ الَقصَبِ
لم تعشَقْ ..وَلَداً مرَّ بِشُرفَتِها
لم تَطرَِِفْ فَرَحاً عيناها
لم تنقُش حناءَ العُرْسِ على كَفّيها
لم تُنجِبْ عشرَةَ أطفالٍ
لم تملأ ضِحكَتُهُم جرَّتَها ..وزوايا البيت
تلك الفلاحةُ ..
لم تفلَحْ في أرضِ ذَويها
لم تُفلِح في الغربة..
أن تُصبِحْ شيئاً
شارك بتعليقك