فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

عرابه: فصائل السلام والثورة المضادة : ثورة 1936 -1939 والذاكرة الشعبية الفلسطينية(الحلقة 32)/ د.مصطفى كبها

النسخة الأصلية كتبت في تاريخ 7 آب، 2009

صورة لمدينة عرابه - فلسطين: : منظر ليلي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
كانت نشأة فصائل السلام تجسيداً لاتفاق تم بين الانجليز وفخري النشاشيبي (الذي كان أحد القادة البارزين المنظمين للإضراب في المدن الفلسطينية عام 1936) وفخري عبد الهادي (الذي كان،كما أسلفنا سابقاً، نائباً لفوزي القاوقجي في بداية الثورة وقائد الفصيل الفلسطيني في قوات المتطوعين) على أن يقوم فخري عبد الهادي بموجب هذا الاتفاق بمحاربة فصائل الثورة والتعاون مع البريطانيين على قمعها، في حين يقوم فخري النشاشيبي بالتعبئة الشعبية لهذه الفصائل.

انضم لهذه الحركة العديد من أبناء العائلات التي قتل أحد أبنائها في موجة الاغتيالات والتجاوزات، من قبل فصائل الثورة، أو اختلفت مع فصائل الثورة لأي سبب كان. على ضوء هذه المستجدات، سرعان ما تحولت الثورة الفلسطينية، التي وجهت أصلاً ضد البريطانيين والحركة الصهيونية، إلى حرب أهلية حقيقية دفع ثمنها العديد من الأبرياء والعزل، وأن هذا الاحتراب الداخلي أثخن المجتمع الفلسطيني بجراح غائرة لا نبالغ إن قلنا بأنه لما يتعاف من انعكاساتها حتى يومنا هذا، وذلك بسبب حالة الوهن والتمزق التي نتجت بسبب هذا الاحتراب وانعكست على أداء الشعب الفلسطيني كله في ساعة الحسم عام 1948.

وقد وصفت المعلمة البريطانية في كلية بير زيت آنذاك، مس ويلسون، هذه الحرب الأهلية قائلة:" الثورة الفلسطينية آخذة بالتآكل خطوة بعد خطوة. لقد تحولت من حركة ثورة وطنية إلى مجموعة من الخصومات، وفي ظل ذلك تحولت قرية بير زيت، كغيرها من القرى، إلى عش دبابير، تثيره رواسب من الخصومات العائلية القديمة التي التهبت نيرانها من جديد".

لم تبالغ مس ويلسون في وصفها بل إن الروايات الشفوية التي جمعناها عن هذه الفترة المظلمة في التاريخ الفلسطيني تعرض صورة حالكة (بل قاتمة إلى درجة كبيرة) تبدو فيها صور جدلية لثوار بل قادة فصائل بارزين يتقدمون، بعد تركهم صفوف الثوار، القوات البريطانية المطاردة للثوار بل ويعتلون مدرعاتها المقتحمة لحرمات قراهم يعتمرون على رؤوسهم أكياساً من الخيش، لا تبدو منها إلا عيونهم يتأملون طابوراً من الموقوفين الشباب الذين اتهمتهم القوات البريطانية بالنشاط الثوري ويشيرون على الشباب المقصودين. وكثيراً ما كانت الإشارة لا تعدو كونها تصفية لحسابات شخصية أو عائلية ضيقة.

وقد أدى ذلك في بعض الحالات إلى إعدام المشار إليهم بسبب تلك الإيماءات لأولئك المتعاونين. وفي حالات كثيرة، خاصة عندما قويت شوكة أولئك المتعاونين وبدأوا يخرجون جهاراً في دوريات المطاردة، كان هؤلاء أكثر قسوة وتنكيلاً تجاه أبناء شعبهم حيث وصلت الأمور في بعض الحالات إلى القتل بدم بارد أو السلب والنهب والاعتداء على الممتلكات.

قام فخري النشاشيبي بتنظيم اجتماعات شعبية عامة تدعم"فصائل السلام" وتناوئ الثورة وتطارد فلول قواتها. وقد كان أهم هذه الاجتماعات ذلك الاجتماع الذي نظمه في بيته في أيلول 1938 واجتماع آخر نظمه في قرية يطا في قضاء الخليل في كانون الأول عام 1938 بحضور الجنرال البريطاني أوكونور القائد العسكري العام لمنطقة المركز.

امتدت ظاهرة "فصائل السلام" لتشمل مناطق نابلس والخليل وجنين والروحة ومرج ابن عامر ومنطقة عكا والجليل الغربي. علماً أنها وصلت إلى ذروتها من خلال مساعدة أحد هذه الفصائل للبريطانيين بالظفر من القائد العسكري العام للثورة، عبد الرحيم الحاج محمد، حيث قام أحد أفرادها بتعقبه أثناء عودته من دمشق يوم السادس والعشرين من آذار 1939، وحين بلوغه قرية صانور (قضاء جنين) وقضائه الليل هناك في ضيافة زميله فوزي جرار (أحد قادة الفصائل البارزين في منطقته) قام ذلك الشخص المتعقب بإبلاغ البريطانيين الذين بادروا لإحكام الحصار على صانور وتصفية القائد أبي كمال وأحد حراسه الشخصيين (سليمان أبو خليفة) بعد معركة قصيرة دارت في صبيحة يوم السابع والعشرين من آذار من السنة ذاتها(عن هذا الحادث سنفصل في حلقة تالية).

والغريب في الأمر أن بريطانيا، التي كانت وراء إقامة وتسليح هذه الفصائل واستطاعت من خلالها تصفية قائد الثورة ومن ثم إجهاض الثورة وقمعها، سارعت في منتصف عام 1939 إلى حلها وقطع علاقاتها مع قادة هذه الفصائل خاصة فخري النشاشيبي وفخري عبد الهادي الذين طالبتهما بجمع الأسلحة التي تسلماها منها وتجميد كل نشاط لهما في هذا المجال.

وقد عبر المندوب السامي مكمايكل عن هذا الانعطاف بالسياسة البريطانية، في رسالة بعثها لوزير المستعمرات في لندن جاء فيها:" في هذه الأيام هناك مصالحة بيننا وبين قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسف أن تشوش هذه العملية الصحية من قبل حملة غير مسؤولة يثيرها رجال حزب الدفاع وعلى رأسهم فخري النشاشيبي. مما لا شك فيه أن" الجنتلمان" ساعدنا بشكل معين وذلك عندما شجع تسليم المعلومات والسلاح للسلطات. ولكن هذا جعل النشاشيبيين يبتلعون اليد كلها بعد أن أعطتهم السلطات إصبعاً واحداً، وذلك عندما استغلوا أفضلية وضعهم لخدمة مصالحهم الشخصية أكثر من خدمة مصالح الحكومة، وبذلك أصابوا بالضرر سمعتهم وشعبيتهم كزعماء وطنيين وسمعة الحكومة التي اعتبرت المسؤولة الوحيدة عن أعمالهم".

تركت هذه المرحلة رواسب وجروحاً غائرة في جسم المجتمع الفلسطيني لم يلتئم قسم منها بعد، حيث أنها مزقت هذا المجتمع، قطعت أوصاله وأغرقته في بحر من دماء، وذلك بعد أن تقابلت الحراب الفلسطينية وجهاً لوجه وغلبت المصالح العائلية والانتهازية على المصالح الوطنية العامة، فأفشلت بذلك ثورة دامت ثلاث سنوات بذل فيها المجتمع الفلسطيني الغالي والنفيس وعانى أبناؤه القمع والتنكيل البريطاني الذين قل أن يكون لهما سابقة أو مثيل.


http://www.arabs48.com/display.x?cid=5&sid=84&id=38906



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

اضافة الى سردك اخي ايوب موسى الشقران فأن الأنجليز هم من جندوا القاتل الآثم لاغتيال القائد والزعيم الشقراني الكبير فخري بيك عبدالهادي. وأنا أذكر يوم اغتياله بحفل زفاف ولده البطل شوقي أن دعى فخري بيك كل وجهاء الضفتين خصوما ومؤيدين ولم يتخلف أحد منهم حيث حضر أعداؤه قبل مؤيديه. وأذكر أن المفاجأة كانت كبير وكانت الطامة الكبرى بالنسبة للمدعوين خوفا من أن يتهموا بقتله خاصة من خصومه الموجودون وقتذاك. فالتجأوا فرادا وجماعات لبيوت عرابه طلبا للحماية الى ان اكتشف القاتل فانطلق المنادون في شوارع وحارات وازقة "عرابه" يطمئنون الجميع بأعلى أصواتهم أن لا خوف عليكم فقد تم القبض على القاتل. وفعلا تنفس الجميع الصعداء.
تحية طيبة..الا تتمنى القيادات الحالية والقيادات العربية السلام مع بني صهيون..لو ان السلام تحقق يذاك الوقت لكان اضمن واقوى واذا كان ثمة من يخون هذه القيادات فأن اوسلو وما قبله وبعده ينطبق عليه المثل..انما اعتقد بأنه لفترة تصاعدت فيها الخلافات بين القيادات الثورية وصار لزاما الحزم وايجاد حلول تعطي اهل الارض بعض حقوقهم التي يراد لها المصادرة.وفي الواقع بأن هناك افترأأت على الزعيم فخري عبدالهادي تصوروا هناك من قال انه كان من قطاع الطرق وحرامي ولا ادري ما هي حاجة فخري ليقطع طريق وهو ابن عشيرة تحترم نفسها ومن فخد عبدالهادي الاكثر ثراء على ضفتي النهر.والبعض يقول اتو الى عرابه وحاصروها ولا اعلم من ذا الذي كان يجرؤ على عرابة لحصار عرين فخري..للعلم انا لست من شقران عرابه.لألا يقال تعصب العشيرة لولدها ولكني اقرأ كل شيئ لعرابه لأن بها احبابنا.ثم الحقيقة فخري هو من لاحق الذين فكروا بمحاصرة عرابه.واما استشهاده فهو مدون ومعروف لأبناء العشيرة ومن قتله معتوه لامر شخصي ومن اقربائه وجدي كان بزيارة لعرابه لمشاركة ابناء عمومته الافراح بزواج الشيل شوقي بن فخري وكان يمسك بيده اليمنى ابن خالته الحاج ابوغالب الموسى الشقران وهو صديق لجدي وقد نظر الى قاتله بغضب حتى خر ارضا قبل ان يحاول الهرب وليس كما جيئ في رواية انه اغتيل.والله اعلم
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع