رغم قلة عدد سكان قرية عربونة في عهد الاحتلال البريطاني الا أن مساهمتها في ثورة فلسطين كانت كبيرة وبارزة، بل كانت تعتبر مكانا امنا لايواء الثوار وتنقلاتهم نظرا لموقعها في سفوح جبال جلبون الغربية وسهوله التخفي والانتقال منها الى الاردن وسوريا. وقد كان هناك ممن كانت لهم مشاركة واسعة في الثورة من رجالاتها مثل يوسف الحاج اسعدابوحسن، والذي سقط ابنه كامل شهيدا خلال الثورة، ثم اصبح هو نفسه مطاردا ومطلوبا للاحتلال الانجليزي ولجأ الى سوريا حيث كان يقوم بعمليات شراء الاسلحة وتزويدالثوار بها. وكذلك سعيد عيسى ابو حسن الذي اعتقل وطورد من الاحتلال وكان من رفاق يوسف أبو درة وفرحان السعدي وشارك في الكثير من المعارك التي دارت في مناطق فلسطين الشمالية ومنطقة جنين ضد جنود الاحتلال والمستوطنين اليهود. وكذلك محمود عبدالله عليان (القبلاوي) والذي كان ايضا رفيق سعيد العيسى، حيث سجن معه في فلسطين وفي امارة الاردن مع زميلهم داوود الحوراني ( من اصل اردني) اثناء تنقلهم من والى سوريا لجلب السلاح للثوار. كما اعتقل الكثير من رجالات القرية في سجن عكاخلال الثورة وخاصة اشقاء يوسف الحاج اسعد أمين ومصطفى وعباس، وابنه عبداللطيف يوسف، وغيرهم من رجال القرية الذين طالهم تنكيل وملاحقة الاحتلال البريطاني، لما كانت تقوم به قرية عربونة من دور كبير في تلك الثورة.وهناك الكثير من الحكايات والقصص الشفوية التي كنا نسمعها من كبار السن ومن اولئك الرجال حول الثورة ومعاركها وحول دورهم وما قاموا به خلال الثورة، ولكنهاللاسف قصص بقيت شفوية ومروية دون تدوين وتوثيق واصبح قسما كبيرا منها في طي النسيان نظرا لوفاة اولئك الرجال حيث بقي منها اجزاء وبقاياقصص مما نتذكره نحن الذين سمعناها منهم.
شارك بتعليقك