وهنا نرجع قليلاً للحديث عن الثائرين فارس العزوني الذي ذكرناه سابقاً لما قدم من أعمال كثيرة وبطولية ضد العدو في تلك الفترة.
سجن فارس في بداية حياته في معتقل المسكوبية في مدينة القدس, وانتقل إلى سجن عكا, بعد أن قضى بضعة أعوام في المعتقلات والسجون, سمع أخبار الثورة الفلسطينية التي اندلعت عام 1936, فقرر الهرب من سجنه وفي صيف عام 1938 نجح فارس في الهرب من سجنه, وكون ما يسمى ( فصيل الموت) حيث بلغ عدد الثوار المنتسبون له حوالي خمس وسبعون رجلاً.
ولقد كان من ثوار عزون الذين التحقوا بهذا الفصل كل من محمود أبو الغزال ابن الشهيدة فاطمة غزال التي استشهدت في معركة عزون 1936, وعبد الله القنبر, ونمر القنبر, وكامل الحواري, وزعل بدران, وإبراهيم الكيوتي, . . . وغيرهم
ومن أعمال هذا الفصيل, اعترض فارس وعدد من رفاقه دورية الإنجليز مرت بالقرب من رأس العين, وقتل فيها من 8-12 إنجليزياً, ومن أعمال الثوار أيضاً الهجوم على بنك باركليز البريطاني في مدينة يافا وحرقه.
كان للثائر فارس العزوني الكثير من الأعمال البطولية حيث شارك في معركة الهجوم على القدس لتحريرها برفقة الثوار وقادتهم.
كما ساهم فارس بالتخطيط وسعى جاهداً لاغتيال قائد الجيش الأردني البريطاني كلوب باشا الذي أشرف على تدريب الجيش الأردني بتكليف من بريطانيا وكان يتعارض وجوده مع الطموحات القومية العربية, تضايق الاحتلال من أعمال الثوار, وقرر القضاء عليهم بأي ثمن, فماذا نعمل من المضايقات للسكان والأعمال التعسفية, فتارة يقذفون المناشير من الطائرات, التي كانت فرض الأهالي ضد الثورة, وتارة يقومون بفرض منع التجول على السكان ولمرات عديدة, خاصة في قريتي كفر ثلث وعزون اللتين اعتبرتا حاضنتي لفصيل الموت ثم سائر القرى التي تؤويه مثل: حبلة, وصير, وقلقيلية, والزاوية.
بعد أحداث كثيرة قام بها الثائر فارس ومعارك اشترك فيها ضد العدو, قبض عليه الإنجليز عام 1939 ووجهوا له لائحات اتهام كثيرة تدينه, وحكموا عليه بالإعدام في تاريخ 9/2/1939 رمياً بالرصاص." "
وهناك الكثير من الثوار الذين كانت لهم أعمال بطولية في عزون مثل الشهيدة فاطمة غزال التي كانت تنقل الزاد للثوار وقد ضربتها طائرات العدو في منطقة الواد الشامي حيث استشهدت, وكذلك الفارس عابد اشبيطة الذي كان له دور في التصدي لحملة نابليون وهذا ما سنتطرق إليه لاحقاً.
أحداث ومعارك زمن الحكم العثماني يسبق الحكم البريطاني:
حينما داهم البلاد نابليون كان متسلم يافا محمد آغا الأمين العزوني جد آل العزوني في يافا وقد أرسل ولده محمود بجرده لمساعدة حاميه غزة فقتل في المعركة وتخليا لذلك أطلق آل العزوني اسم المحمودية على بيارة ومكتبة وبئر, ويظهر آل السعيد حصلوا على قائمقاميه يافا لقرابتهم بآل العزوني وصهارتهم, والراجح أن آل العزوني نسبة لقرية عزون المعروفة وأن جدهم ذهب إلى بلاد الأناضول وهناك توظف في بعض الوظائف ثم اتصل بأحمد باشا الجزار فعينه حاكماً على يافا, ولآل العزوني أبناء عم في مصر وقد ساعدوا بعضهم بعد النكبة الأخيرة سنة 1948 أي أنهم ظلوا يتواصلون ويتعارضون ببعضهم ومن الحوادث التاريخية التي ما زالت تذكر ويحكيها أهالي عزون لأبنائهم حتى الآن هي معركة وادي عزون, عندما زحف نابليون عام 1213هـ إلى فلسطين بجيشه البالغ خمسة عشرة ألفا, فتقدم نحو غزة فسلم أهلها إليه فأطلعهم على تعهد بعدم الاشتاك ضده في الحرب, فلما تقدم نحو يافا ذبح حاميتها بحجة أنهم عاهدوه في غزة.
استنجدت يافا بجبل النار, فخرج الشيخ يوسف الواكد والشيخ محمود أبو عودة الجيوسيين بجموع بني صعب وهاجموا الفرنسيين في يافا فردتهم ميمنة الجيش الفرنسي, فانسحبوا نحو وادي عزون, وكان قائد هذه الحملة يدعى ( دوماس) وعندما اقتربت من عزون, فأشعل العرب النيران في الأراضي التي حولهم وقد عرف قائدهم دوماس من بين الجنود من نحاسية الخوذه التي على رأسه وكان بينهم رجل مدرب على الرماية يدعى ( عابد المريحة العدوان) فصوب بندقيته على رأسه فقتله وكان عابد متدرب على الرماية, فانسحب الفرنسيون مخذولون بعد أن أحرق بعضهم وقتل قائدهم ، كان القائد كليبر بانتظارهم ليدخلوا نابلس, فراعة ما أصابهم " " ، ويقال لهذه المعركة معركة وادي عزون لعام 1800." "
أحداث ومعارك زمن الاستعمار البريطاني:
عندما احتل الإنجليز فلسطين وبعد صدور وعد بلفور عام 1917 فرضت عصبة الأمم الانتداب الإنجليزي على فلسطين وقد تخوف أهالي فلسطين من ذلك وقاموا بعدة ثورات حيث شاركت عزون بها وهي:
1. ثورة سنة 1921 بقيادة الشيخ شاكر أبو كشك ضد مستعمرة ملبس ( بتاح تكفا) وكفار سابا وكفار سابا, وقد تصدى للثورة الجنود الإنجليز فاستشهد فيها رزق المصري, وأبو فريج, وجرح الكثير." "
2. ثورة سنة 1936: أضربت فلسطين مدة ستة أشهر, واشتعلت الحرب بين الفلسطينيين من جهة والإنجليز واليهود من أخرى.
حاولت بريطانيا إخماد الثورة وفك الإضراب الذي رافقها وقامت بفرض عقوبات وحشية على أبسط التهم كحيازة أبسط أنواع الأسلحة, وتحول الإضراب إلى ثورة عارمة التحق فيها متطوعون من الأردن وسوريا, ولبنان, والعراق, وتسلم قيادة الثورة فوزي القاومجي آنذاك.
ولكن تدخل الكثير من الدول العربية كالسعودية والأردن وغيرها لإيقاف الثورة على أن تسعى هذه الدول لدى الحكومة البريطانية لمساعدة عرب فلسطين قد حل الإضراب وأحبط الثورة وحال دون تحقيق هدفها, أما انجلترا فما كان منها إلا أن أرسلت لجنة تحقيق ( لجنة بيل الملكية)." " وبعد أن فك الإضراب ودخلت لجنة بيل فلسطين في العام اللاحق ووصل إلى عزون رئيس اللجنة واستمع لرأي السكان فرد عليه مختار البلدة الشيخ مصطفى سرور قائلاً:" من جرب المجرب عقله مخرب, لقد جربنا بريطانيا ولم تصدق في وعودها وتعهداتها". " "
3. ثورة سنة 1937: بعد توقف الثورة فترة من الزمن استؤنفت من جديد في أواخر عام 1937 بعد إصدار لجنة بيل قرار تقسيم فلسطين قام ( فصيل الموت) الذي شكله فارس العزوني واشتبك مع الإنجليز في معركة قرب عزون سنة 1937 شاركت فيها الطائرات والجنود المشاة, الثائر فارس واسمه نمر القنبر,2, علي بدران, 3. كامل البعمة, 4. أحمد الحاج, 5. أحمد ذيب, 6. حامد أبو خديجة, ونجا فارس من الموت في هذه المعركة.
4. بعد قرار التقسيم في 29/11/1947 شارك أبناء عزون في الدفاع عن فلسطين واستشهد من أبنائها في معركة كفار سابا بتاريخ (13/5/1948) صالح مشعل وكذلك في معركة الشجرة قرب الناصرة استشهد يوسف إبراهيم سعيد شبيطة, 2. وأسعد محمد البم, وفي معارك يافا استشهد محمود عبد اللطيف يوسف إسليم, واستشهد غربي جلجولية إبراهيم أمين أبو هنية, وجرح آخرون في معركة بيار عدس وقفيش قرب قلقيلية." "
5. بتاريخ 28/6/1954: هاجمت دورية إسرائيلية قرية عزون رداً على تسلل عدد من شبابها لداخل إسرائيل وقاموا بأعمال فدائية داخل إسرائيل فاستشهد منهم محمد حسين الأعرج ولدى وصول الدورية الإسرائيلية مدخل القرية الشمالي حيث كان يعسكر الجيش الأردني في وادي الشامي رصدت القوة المهاجمة وأسر ضابط من بين أفرادها.
6. معركة قلقيلية: في ليل 10/10/1956 حيث تقدمت دورية لإسرائيلية حتى وصلت عزبة الطبيب غربي عزون, وقد هب الناس للتصدي لها ومعظمهم من الحرس الوطني والجيش الأردني, وكمن اليهود لهم ونسفوا عدد من سياراتهم واستشهد الكثير منهم ودفنوا في ذلك الموقع, وأقيم نصب تذكاري لهم في أرض المرحوم عمر عبد الله.
7. حرب سنة 1967: عندما اندلعت حرب سنة 1967 قامت المدافع الإسرائيلية بقصف مدينة قلقيلية ومواقع المدفعية الأردنية في قرية عزون مما أدى إلى رحيل معظم سكان قلقيلية وعزون إلى القرى المجاورة, وبعد أن دخلت القوات الإسرائيلية ساحة البلدة خلال نصف ساعة ومعه حاجاته الضرورية وأخذت السيارات تحمل الناس, وتنزلهم في نابلس أو على نهر الأردن, وبعد أن هدئت الحرب قليلاً عاد الناس إلى بيوتهم التي كانت معظمها قد نسف وتهدمت من قبل العدو الإسرائيلي.
لقد سقط شهيداً من أبناء البلد المرحوم الدكتور عبد السلام الذي كان رئيساً بالجيش الأردني قرب جنين حيث كان يعمل على إسعاف الجرحى ولم يعرف مكانه, وظل مصير الدكتور عبد السلام مجهولاً إلى أن تتم التعرف على جثمانه بتاريخ 23/8/1967 بعد نبش قبر في مدرسة الزبابدة ونقل إلى قرية عزون.
وبعد حرب سنة 67 ظهرت المقاومة الفلسطينية, وشكل أحد أبناء عزون وهو العقيد طاهر ذبلان فصيلاً حيث كان المذكور ضابطاً في جيش الإنقاذ سنة 48 وانتقل إلى سوريا وانخرط بالجيش السوري ووصل إلى مرتبة عقيد وبعد أن أحيل على التقاعد انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية, وتوفي سجيناً في عمان ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه عزون.
كما سقط الشهيد ربحي محمد المسكاوي و كان طالباً في المانيا قبل سنة 67, وبعد حصول النكسة ترك الدراسة وانضم إلى صفوف المقاومة وشارك في معركة الكرامة حيث فجر نفسه في دبابات العدو بعد أن لف وسطه بحزام من المتفجرات وسقط شهيداً ودفن هناك." "
8. معركة الزايدة: هذه المعركة هي المعركة التي انتهى بها فصيل فارس العزوني, حيث كان هناك مجموعة من الثوار يقارب عددهم عشرون ثائراً, كانوا مجتمعين بين قريتي عزون وجيوس في وادي بمكان يدعى الزايدة كما يعرفها أهل عزون, وبينما كانوا مجتمعون كانت الطائرات الإنجليزية تحلق بعلو منخفض وقد رصدت تجمع الثوار ومعهم خيولهم.
اختار الثوار الاشتباك مع الإنجليز فأطلق أحدهم طلقة على الطائرة التي تحلق فوقهم في سماء المنطقة مما سهل انكشافهم, وأمطرت الطائرات الثوار بقذائفها الملتهبة وجوبهت بسلاح ناري بسيط, وهو السلاح الذي كان الثوار يحملونه, وبسبب كون المنطقة مكشوفة تكبد الثوار الكثير من الخسائر فاستشهد ثماني أشخاص ولم يتكبد البريطانيون خسائر تذكر آنذاك." "
شهداء قرية عزون:
1. أحمد ناصر اسليم.
2. يحيى محمود سويدان. استشهدوا في عزون أثناء الاحتلال البريطاني عام 1918.
3. أحمد حمد الحواري.
4. زرق معدي عدوان. استشهد في معركة املبس عام 1922.
5. أحمد القدومي.
6. محمد أبو حمزة عدوان. استشهدوا في عزون سنة 1936.
7. العبد الهمشري عدوان.
8. فاطمة خليل غزال.
9. نمر أحمد قنبر رضوان.
10. زعل بدران.
11. كامل البعمة حواري.
12. أحمد الحاج حواري. استشهدوا في معركة الوادات شمال غرب عزون عام 1939.
13. حامد محمد حواري.
14. أحمد محمد ذيب.
15. فارس الحواري العزوني. أعدم شنقاً لقيادته إحدى فصائل ثورة 36 ؟ 39.
16. يونس الشايب أبو طلحة. أعدم شنقاً بتهمة تصفية أحد سماسرة الأراضي عام 1937.
17. محمود غزال سويدان. أعدم شنقاً بتهمة حيازة سلاح عام 1937.
18. يوسف إبراهيم اشبيطة.
19. أسعد محمد البم. استشهدا في معركة الشجرة عام 1948.
20. صالح حمدان مشعل. استشهد في معركة كفر سابا عام 1948.
21. إبراهيم أمين أبو هنية. استشهد قرب بيار عدس عام 1948.
22. محمد حسني عدوان. استشهد في الأراضي المحتلة عام 1945.
23. عبد السلام رشيد عبد السلام. استشهد في الزبابدة في جنين عام 1967.
24. ربحي محمد حسين حامد. استشهد في معركة الكرامة عام 1968 بعد أن فجر نفسه.
25. ناجي أحمد سليمان حواري. استشهد في الأراضي المحتلة عام 1968.
26. أحمد مصطفى عدوان. استشهد في الأغوار الشمالية عام 1969.
27. مفيد مصطفى عنايا. استشهد في الأغوار عام 1969 أثناء عملية فدائية.
28. فريد أسعد قاسم. استشهد عام 1970 بعد أن التحق بقوات الثورة الفلسطينية.
29. فوزي أسعد يوسف أبو بكر. استشهد في معارك أيلول عام 1970.
30. طاهر سالم ذبلان. استشهد بعد حياة حافلة في الجهاد ضد العدو الصهيوني عام 1972.
31. محمد أحمد سكر. استشهد في الانتفاضة الأولى عام 1992.
32. ناظم محمود عمران. استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي عام 1993.
33. علي صايل اسحق سويدان. استشهد أثناء تصديه لقطعان المستوطنين عام 2000.
34. محمد حامد عبد الرحمن مجد. استشهد أثناء محاولته اقتحام إحدى المستوطنات عام 2001.
35. عبد اللطيف علي سويدان.
36. عبد الرحمن خليف رضوان. استشهدا في الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى عام 2000.
37. حسني عبد الرحمن حسن سويدان.
38. عبد الفتاح عبد الرحمن رضوان. استشهدوا في الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى لعام 2000.
39. محمد نزار إبراهيم سليم.
40. عبد الرحمن زهدي عابد." "
شارك بتعليقك
الشهيد فارس الحواري لم يكن قاطع طريق ،وأقسم لو ان الثورة الفلسطينية المعاصرة المغدورة سارت وفق مبادئه لما إستطاع احد القضاء عليها
وهل اصبح ذكر الشهداء الحقيقيون بسب عائلاتهم والفكر العنصري والتوجه العائلي لا تذكر اسائهم وهل اصبح قطاع الطرق مثل فارس الحواري العزوني. أعدم شنقاً لقيادته إحدى فصائل ثورة هل كانت الثوره قتل النساء ونهب المنازل وقطع الطرق علي الفلاحين ( فارس العزوني )