عزون أبان الحكم الأردني:
العلاقات تاريخية بين الضفة الشرقية لنهر الأردن وفلسطين منذ مئات السنين, اقتصادياً وإدارياً بالإضافة للتشابك العائلي, وفي زمن الانتداب البريطاني عمل على ضم ضفتي نهر الأردن منذ بدايتة, حيث اعتبر المنطقتين وحدة واحدة اقتصادياً وجغرافياً.
وأقيمت إمارة شرق الأردن عام 1921 وأصبحت كياناً سياسياً, لكن على الرغم من ذلك ظل يعتبر جزءاً من فلسطين حتى نيله الاستقلال عام 1946.
وظل مستقبل الأردن مرتبطاً بمستقبل الضفة الغربية بعد ذلك أيضاً ، ربط عدد كبير من الفلسطينيين مصيرهم السياسي والشخصي مع الأردن مثل آل النشاشيبي الذين أقاموا العلاقات معها منذ عهد الانتداب البريطاني.
وشارك الفلسطينيون في حكومات الأردن منذ ضم الضفة الغربية حيث كانوا سابقاً يشكلون نصف الحكومة.
أقام الفدائيون قواعد لهم في الأردن زادت أعمالهم الفدائية ضد إسرائيل, انطلاقاً من الأراضي الأردنية, ومعها تكررت عمليات الانتقام الإسرائيلية المضادة, وبلغت شهرة الفدائيين الآفاق بوصفهم حملة لواء الصراع ضد إسرائيل خاصة بعد معركة الكرامة 1968, حيث اقتحمت قوة إسرائيلية كبيرة بلدة الكرامة بهدف ضرب قواعد الفدائيين هناك وأسفرت المعركة عن مقتل حوالي تسعين فدائياً ومائة جندياً وأسر ما يزيد على مائة فدائي, والحق بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة نسبياً بلغت 28 قتيلاً و90 جريحاً وتركت معدات إسرائيلية مدمرة في الأرض الأردنية.
سعت الحكومة الأردنية إلى إيجاد سبل لتقوية العلاقات مع الضفة الغربية بعد تراخيها الاحتكاكات مع الفدائيين وتصفيتهم, فاتخذت خطوات لتوطيد عرى هذه العلاقة أبرزها تأسيس الاتحاد الوطني الأردني عام 1971." "
لقد كان سكان فلسطين أنفسهم من المقيمين في القطاعات الأردنية في الضفة الغربية أو الذين نزحوا إلى الضفة الشرقية يعارضون فكرة الاتحاد معارضة شديدة لأنهم كانوا يخشون أن يؤدي كيانها الهزيل إلى ضياع البقية من فلسطين بسبب ضعفها الناشئ عن صغر مساحتها وفقر أهلها, ولقلة ثقتهم بأقوال الدول العربية التي خبروا بها ما خبروا.
كان الفلسطينيون تنقصهم الأسلحة والوقوف الحقيقي للدول العربية بجانبهم للوقوف في وجه العدو الصهيوني ساهمت الأردن مساهمة كبيرة في جمع التبرعات النقدية والأسلحة, حيث تألفت في جميع المدن والقرى جمعيات كانت تعرف باسم جمعيات الدفاع عن فلسطين, وكانت هذه الجمعيات تعمل بجد واهتمام لجمع التبرعات من مختلف طبقات الأهليين الذين كانوا يقبلون على التبرع بحماسة وطيبة خاطر." "
فترة الاحتلال الإسرائيلي:
خضعت الضفة الغربية وقطاع غزة للحكم العسكري الإسرائيلي في 7/6/1967 ، بقي حوالي ( 156) ألف فلسطين يعيشون في ديارهم التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1948 ، ولجأت إسرائيل إلى تطبيق مجموعة من القوانين من أجل السيطرة على الأراضي الفلسطينية سواء في المدن أو القرى مثل:
1. قانون أملاك الغائبين عام 1967.
2. قانون التعويضات, بهدف تصفية أملاك الغائبين.
3. قانون أراضي الدولة المسجلة.
4. أملاك الأراضي غير المسجلة على أراضي للدولة." "
وبذلك استولت على الكثير من الأراضي المحيطة بالبلدة وحولتها إلى مستعمرات ازدادت مع الوقت ومن هذه المستعمرات التي تحيط بعزون.
1. مستعمرة قرنية شمرون.
2. مستعمرة معالية شمرون.
3. مستعمرة ألفي منشة.
4. مستعمرة أونفي مناحم.
لا يتم اختيار موقع المستعمرة عشوائياً وإنما بعناية كبيرة بحيث يكون ذا موقع استراتيجي يشرف على شبكة طرق أو يحاصر المراكز العمرانية للمواطنين العرب, ويغلب على هذه المستعمرات النمط العمراني الريفي, ومادة البناء في هذه المستعمرات هي الخرسانة المسلحة المحاطة من الخارج بمادة الحجر, ويتبع النمط الأوروبي أسلوباً للبناء الذي يزود بكل الخدمات وكل وحدة سكنية تحوي ملجأ حصين. " "
وشهدت عزون الكثير من اعتداءات هذه المستوطنات على الأهالي إلا أن الناس في البلدة كانوا يتصدون لهم بكل شجاعة وبطولة ويخرجونهم من البلدة.
صادرت قوات الاحتلال الكثير من المساحات الزراعية وخصوصاً حقول الزيتون وسيطرت على كميات عظمى من المياه وأغلقت الأسواق الإسرائيلية أمام الإنتاج الزراعي بهدف حماية المنتجات الإسرائيلية.
حماية منتجاتهم الزراعية:
عانى الناس من الفقر والبطالة, بسبب الاحتلال, مما أدى إلى تراجع فرص العمل وانعدام الاستقرار والأمن بالإضافة للحواجز الموجودة بين المناطق والتي تعيق حركة المواطنين وسياسات منع التجول التي كانت تمارسها السلطات الإسرائيلية وتدخلت السلطات الإسرائيلية في كل كبيرة وصغيرة مثل : تدخلها بالمناهج التعليمية وحذفها كافة الفصول المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
شهدت كذلك المنطقة الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987 ضد الممارسات التعسفية الإسرائيلية التي أثرت على اقتصاديات المناطق بشكل كبير وسقط في هذه الانتفاضة البعض من أبناء عزون الذين أظهروا بطولتهم وشجاعتهم, ثم انتفاضة الأقصى لعام 2000 نتيجة لزيارة شارون للمسجد الأقصى حيث كانت الانتفاضة مثالاً رائعاً للتضحية والصمود الفلسطيني في وجه الظلم والعدوان, حيث جسدت وحدة الشعب الفلسطيني في أروع صورها هذه الانتفاضة.
الجدار الفاصل:
هذه نبذة صغيرة عن هذا الجدار الذي فرضته إسرائيل على المناطق العربية في 23/ حزيران عام 2002م, ويتراوح طوله ما بين 600- 1000كم, وبارتفاع حوالي 7- 8 أمتار ليفصل بين أراضي عام 1948 وأراضي عام 1967 إلا أن هذه السياسة الماكرة الخادعة كان من روائعها ابتلاع أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية." "
وتظهر الصورة رقم(3) الجدار الفاصل وهو يبتلع أراضي البلد
كانت عزون من بين القرى والمدن التي تضررت من هذا العمل العنصري الجشع, فوقعت العديد من الآف الدونمات تحت قبضة الأطماع التي لا تشبع, وكلما أفاق أصحاب الأراضي من صدمة المصادرة السابقة, أصابتهم مصيبة أخرى من مصادرة جديدة وخسران جديد.
لقد اجتثت الآف من أشجار الزيتون والبيارات المحيطة بالبلدة لتصبح هذه المناطق بوراً بعد أن كانت ترتوي من قطرات عرقهم وتعطي كل ما لديها للفلاح الذي أحبها كحبه لابنه.
لقد كانت الخسارة التي منيت بها بلدة عزون كبيرة نتيجة لهذا الجدار الذي تلوى كالأفعى بين قرى فلسطين وابتلع معظم أراضيها.
كما أن ابتلاع أراضي البلدة قد أدى إلى غلاء الأراضي الزراعية, وأراضي البناء على حد سواء, واكتظت المناطق السكنية بالبيوت المتراصة, وارتفعت أجرة الشقق السكنية, وهذا وجه من الوجوه المتعددة لمأساة اسمها جدار الفصل.
شارك بتعليقك