فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

عوريف: الاستشهادي البطل احمد مصطفى الصفدي 9-10-2003

مشاركة جابر مصطفى صباح في تاريخ 18 كانون ثاني، 2008

صورة لقرية عوريف - فلسطين: : شخصيات من عوريف(1) الشهيد احمد الصفدي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
لشهيد البطل احمد الصفدي

على الحاجز العسكري الاحتلالي الذي يفصل مدينة طولكرم عن الداخل الفلسطيني انتهت يوم الخميس 9/10 رحلة الشاب أحمد مصطفى أحمد الصفدي التي بدأها باحثاً عن الشهادة فنالها بعملية استشهادية أوقعت عدداً من جنود الموقع بين قتيلٍ و جريح و ارتقى هو إلى العلياء شهيداً .

كان الشهيد أحمد و هو الابن الأكبر بين الأبناء السبعة للمواطن مصطفى الصفدي ، قد غادر مسقط رأسه في بلدة عوريف قضاء نابلس متّجهاً للدراسة في المدرسة الثانوية الصناعية بمدينة نابلس في مطلع العام الدراسي الحالي ، و هناك استقلّ هو و أحد أقربائه سكناً خاصاً للمبيت فيه تجنّباً للسفر اليومي بين عوريف و نابلس و ما يرافق ذلك من مشاقّ و متاعب على حاجز حوارة العسكري .

و حتى يوم استشهاد أحمد ، لم يكن والده يدرك ما الذي يدور في ذهن نجله عندما قرّر التحوّل للدراسة في الفرع الصناعي بعد أن أتم بنجاح موفق دراسة الصف الحادي عشر في الفرع العلمي بمدرسة عوريف الثانوية و جعله يضحّي بسنة إضافية لدراسة الصف الحادي عشر في الفرع الصناعي .. لكن ، و بعد تلقّيه نبأ استشهاد أحمد في عملية الخميس الماضي تكشّفت له الكثير من الخفايا التي لم يكن يستطيع فهمها قبل ذلك التاريخ ، فلم تكن عملية انتقال أحمد من مدرسة عوريف إلى المدرسة الصناعية بنابلس إلا غطاء بالنسبة له للمكوث في نابلس بعيداً عن أعين الأهل و متابعتهم و من ثم الاتصال بنشطاء المقاومة في المدينة لتجهيزه لتنفيذ عملية استشهادية .



إعداد متقن :

و في إطار استعداداته لتنفيذ عمليته غاب أحمد عن منزل العائلة في عوريف أسبوعين كاملين و تذرّع بضغط الدراسة لعدم زيارته لعائلته خلال تلك المدة ، و يرجّح أفراد أسرته أنه تعمّد ذلك ليتفرّغ للتجهيز للعملية بعد أن نجح بالاتصال بإحدى خلايا كتائب شهداء الأقصى في نابلس ، و مما يعزّز ذلك الاحتمال أنه كان طوال المدة المذكورة يخرج إلى المدرسة صباحاً و لا يعود إلا في ساعات متأخرة من الليل ، و كان تبريره لتأخره أمام قريبه الذي يشاركه في السكن هو المذاكرة مع زملائه في المدرسة .

و في نهاية الأسبوعين اتصل أحمد بعائلته هاتفياً و أخبرهم أنه يعتزم زيارتهم يوم الخميس 2/10 و طلب من والده الذي يعمل داخل الخط الأخضر أن يبقى في المنزل لرؤيته حيث إنه لم يرَه منذ انتقاله إلى نابلس للدراسة بسبب ظروف عمله ، و بالفعل قام أحمد بالسفر إلى عوريف في ذلك اليوم ، و عندما التقاهم عانق جميع أفراد أسرته بحرارة لم تعهد عنه في الزيارات السابقة ، لكنهم أرجعوا ذلك إلى طول المدة التي غابها عنهم .. أما هو فكان يعانقهم و في ذهنه هدف آخر ، فهذه هي المرة الأخيرة التي يراهم فيها قبل أن ينطلق إلى الدار الآخرة .

و خلال وجوده في بيت العائلة قال أحمد لجدته مازحاً : "إني ذاهب إلى الجنة ، فهل تأتين معي ؟" .. و كان أن ثارت شكوك الجدة فأخبرت والده بما قاله أحمد ، لكن أحمد استطاع أن يقنع والده بأنه لا ينوي فعل شيء ، و أن ما قاله هو من قبيل المزاح .. ليس إلا ، و بعد عودته إلى نابلس كان أحمد كثير التقرّب إلى الله بالدعاء و الصلاة التي داوم عليها منذ صغره حتى أنه كان يطيل سجوده .. باكياً ، خاشعاً لله ، مقبلاً عليه ، مستعداً للقائه .



عرس في الأرض .. و آخر في السماء :

قبل يومٍ من استشهاده ، فاجأ أحمد قريبه الذي يسكن معه بقوله إن يوم غدٍ هو يوم عرسه و أوصاه بأن تقيم له العائلة عرساً يوم الجمعة للاحتفال به ، لكن قريبه أخذ الكلام على سيبل المزاح ، و لم يأخذ كلامه على محمل الجد ، و في صباح يوم الخميس توجّه أحمد كعادته إلى المدرسة و بقي فيها حتى نهاية الدوام لينطلق بعدها إلى لقاء ربه ، فتوجّه إلى مدينة طولكرم و من ثم إلى الحاجز العسكري على الخط الأخضر ليفجّر حزامه الناسف في الجنود الموجودين بالموقع في تمام الساعة الثانية و النصف .

روايات شهود العيان أكّدت فيما بعد أن أحمد ظلّ يسير باتجاه المقصورة التي كان فيها ضابط الموقع و فجّر الحزام الناسف هناك ، و أكّد بعضهم رؤية جنديين على الأقل قتلى على الأرض و عددٍ آخر من الإصابات ، أما جيش الاحتلال فلم يعترف إلا بإصابة عددٍ من جنوده منكراً وقوع قتلى في صفوفه.

و بعد ساعات من وقوع العملية اتصل ضابط الارتباط الصهيوني بمجلس قروي عوريف ليخبرهم بأن منفّذ العملية هو أحمد مصطفى الصفدي استناداً إلى بطاقة الهوية التي عثر عليها في الموقع ، غير أن سكان البلدة لم يتمكّنوا من تحديد منفّذ العملية ، فهذا الاسم يحمله أربعة شبان من سكان البلدة ، و لم يتم معرفة صاحب الاسم إلا بعد أن تلقّى أبو أحمد اتصالاً هاتفياً في الساعة العاشرة و النصف ليلاً من أحد نشطاء كتائب شهداء الأقصى الذي هنأه باستشهاد نجله في العملية البطولية قرب طولكرم .

و فور التأكّد من هوية منفّذ العملية شرعت العائلة بإفراغ منزلها المكوّن من طابقين تحسّباً لإقدام سلطات الاحتلال على هدمه ، و هو ما حصل بالفعل ، فقد قدمت قوة عسكرية قوامها نحو اثني عشرة آلية عسكرية في الساعة الواحدة من بعد منتصف الليل و أجبروا العائلة على مغادرته و تم تلغيمه بالمتفجرات ليتم نسفه في الساعة الثالثة فجراً حيث هدم بالكامل و أسفر الانفجار عن تضرّر المنازل المجاورة بشكلٍ كبير بفعل قوة الانفجار .

روايات أهالي بلدة عوريف تقول إن قوات الاحتلال فرضت خلال اليومين السابقين للعملية حصاراً و طوقاً مشدّداً على البلدة بشكلٍ لم يسبق له مثيل وأن الجنود أخبروهم أن سبب الحصار هو أن أحد أبناء بلدتهم يعتزم تنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف صهيونية ، و قبل يوم من العملية احتجز جنود الاحتلال العمال و المزارعين من سكان عوريف و البلدات المجاورة حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً و لم يطلقوا سراحهم إلا بعد وقوع عملية إطلاق نار قرب مفترق بلدة بيتا المجاورة و التي أصيب فيها ثلاثة جنود بجراحٍ مختلفة ، حيث ظنّ جنود الاحتلال أن منفّذ تلك العملية هو من يبحثون عنه و أن العملية قد وقعت بالفعل فقرّروا إطلاق سراحهم .

و في يوم الجمعة التالي ليوم العملية قرب طولكرم ، أقام أهالي بلدة عوريف عرساً حافلاً للشهيد أحمد بعد صلاة الجمعة تنفيذاً لوصيته التي أوصى بها قبيل استشهاده ، فكان عرساً بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى و لم يسبق أن أقيم لأيّ عريس من أبناء القرية حفلاً مماثلاً ، فكان عرساً في الأرض .. و عرساً هناك في السماء .

و عن أهم ما كان يميّز أحمد خلال حياته ، تقول عائلته إنه كان ملتزماً منذ صغره بالصلاة و طاعة الله ، و كان دمث الخلق ، محبوباً من الجميع ، و لم تعرف له أي انتماءات سياسية و إن كان إسلاميّ التوجه ، و خلال قيام أفراد العائلة بإفراغ المنزل من الممتلكات عثر في أدراج أحمد على كتابات و رسومات يعبّر فيها عن حبه لوطنه و اعتزازه بإسلامه ، و هو ما كان حريصاً على عدم إبدائه لأيّ إنسان ، مما يشير إلى أن أحمد كان يفكّر بصمت دون أن يتحدّث بذلك لأحدٍ ، حتى أن سكان البلدة حينما تلقّوا اسم منفّذ العملية توقّعوا أن يكون صاحب الاسم هو أحد الثلاثة الآخرين الذين يحملون ذات الاسم ، و لم يعطوا نسبة 1 % لأن يكون أحمد هذا هو المقصود .

و في صباح يوم الجمعة و في جو يسوده التآخي و التضامن مع عائلة الشهيد أحمد شرع أهالي بلدة عوريف في التحضير لإعادة إعمار المنزل الذي هدمه الاحتلال و تم جمع مبلغ من المال للمساهمة في تكاليف بناء المنزل ، و تحوّل بيت التهنئة بالشهيد إلى تجمّع لأبناء البلدة قاموا خلاله بإزالة الأنقاض تمهيداً لإعادة بنائه الأمر الذي أثار استفزاز جنود الاحتلال الذين أطلقوا ثلاث قنابل حارقة بواسطة دبابة من مستوطنة "يتسهار" المجاورة باتجاه المواطنين المجتمعين في بيت التهنئة كادت إحداها أن تصيب مواطناً في رأسه لولا رحمة الله .


بيان كتائب شهداء الاقصى



بلاغ عسكري

(قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)

صدق الله العظيم

ردا على العربدة الصهيونية وتأكيدا على الاستمرار بالمقاومة خيارا وحيدا حتى دحر المحتل الغاصب عن أرضنا وردا على الاغتيالات الجبانة والتي كان اخرها اغتيال الشهيد القائد سرحان سرحان .

بعد التوكل على الله نفذ الاستشهادي البطل احمد الصفدي 18 عاما من عوريف قضاء نابلس عملية نوعية بطولية جريئة حيث استطاع عبور حاجز الارتباط والوصول إلى الحاجز الصهيوني بالقرب من طولكرم وفجر جسده الطاهر مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة بين أفراد الجنود الصهاينة .

وقسما يا شعبنا سننتقم ونثأر لدماء الشهداء الأبرار وقسما سيكون هناك المزيد من العمليات الإستشهادية حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وسيكون ردنا على مجازر شارون وحكومته النازية قاسيا.

هذا هو ردنا على الاحتلال القذر والاغتيالات الجبانة التي قام بها بحق المجاهدين.

وكتائب شهداء الأقصى إذا قالت فعلت وإذا وعدت أوفت



الجيش الشعبي

كتائب شهداء الاقصى

فلسطين 9/10/2003



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الله يتقبلك من شهدائه
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع