إن اشتّت الطمي ، وإن ما اشتّت الطمي
قصّة صيغت بقلم : أيمن عبد الحميد الوريدات .
الأردن ؟ الزّرقاء
هناك في قرية وادعة تُرخي ظفائرها على وادٍ ذي زرع ، كان الفلاّح يعيش ، يشاركه الهناء أبناؤه الثلاثة ، وابنتاه ، وسيّدة المنزل صاحبة الشّأن الرفيع وبؤبؤ عينه ، سنوات مرّت كلمح بالبصر ، وتقدّم لخطبة الكبرى مزارع من قرية في الجانب الآخر من الوادي ، يزرع الأشتال ثم يبيعها ويوزّعها على النّاس ، ويزرع أيضا ما لذّ وطاب معتمدًا على الله ثم ما يسقط من مطر ، وكان النصيب ، تجهّزت ثمّ أعلنت الأفراح ودقّت الطبول وزُفّت إلى عريسها فأكرمها وصارت حبيبة روحه ، أشهر بعد الزيجة كانت كافية لفتح الباب أمام أختها ، فكان نصيبها في قرية أخرى لرجل يصنّع الفخّارويصنع منه الجرار والقواريرو...، ومرّت الأيام تتبعها الشهور ، قرّر الأب أن يزور ابنتيه صلة للرّحم واطمئنانًا ليس أكثر ، زار الأولى فوجدها في أحسن حال ، وعند مغادرته سألها إن كانت تحتاج إلى شيء ، فقالت يا أبي العزيز : زوجي جمع مالنا وما نملك ، ووضعه في هذه الأشتال ، وننتظر سقوط المطر لتنمو ، فادعُ معنا أن يسقط المطر غزيرًا غزيرًا ، فرفع يديه إلى السماء : اللهمّ غيثًا مغيثا .... ، وحمل نفسه وتوجّه إلى فلذة كبده الأخرى ، فوجدها في حال جيّدة ، وقضى ليلته في بيتها ، ولمّا همّ بالرحيل صباحًا ، ألحّ عليها أن تسأله إن كانت بحاجة إلى شيء ، فقالت له : الحمد لله ، لكنّك تعلم أنّ زوجي ( فاخوريّ ) وقد صنع كمية كبيرة وننتظر أشعة الشمس اللاهبة لتجفّف ما صنع ، وإلاّ ساء حالنا ، فادعُ لنا الله أن يبعث الشمس لاهبة ، فرفع يديه : اللهمّ شمسًا لاهبة ،وابنته تؤمّن آمين آمين ، وعاد الشيخ الحائر إلى زوجه الرائعة الّتي تنتظر أخبار ابنتيها ، فبادرها : (( إن اشتتْ الطمي وإن ما اشتت الطمي )) ، وهذا هو حال أصحاب الأحوال ، واللهمّ اجعل أحوالنا على خير حال .
للاطّلاع على ما يكتبه : أيمن الوريدات : مدونة من مدادي .
[email protected]
شارك بتعليقك