ولد الأسير البطل أمين يوسف إسماعيل الطلول في حارة المسكنة في بلدة الظاهرية جنوب الخليل وذلك عام 1978، وهو أعزب وله سبعة أشقاء وخمس شقيقات، وتوفي والده أثناء اعتقاله فيما تقف والدته المريضة متضرعة إلى الله أن يمن بالإفراج عنه.
وفي بيئة صالحة ومن أبوين كريمين إيمانهما بالله إيمان العجائز الأطهار تربى المجاهد أمين، وفي المسجد الكبير في بلدته (الظاهرية) نشط خاصة في تعلم وتعليم في علوم القرآن والحديث حتى أصبح مدرسا في حلقات المسجد لرواده وخاصة من الصبية.
ودس الشهيد المرحلة الابتدائية في مدارس الظاهرية، ثم انتقل إلى القدس المحتلة للدراسة في المدرسة الصناعية هناك، ثم الحق بجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل بعد نجاحه في الثانوية العامة.
وعرف عن الأسير حبه الشديد لوطنه، فظلت صورة القضية الفلسطينية حاضرة في ذاكرته وما زالت، وانطلاقا من ذلك التحق في ريعان شبابه بالحركة الإسلامية وشباب المساجد، كما حرص ثناء دراسته في المدرسة الصناعية على الصلاة في المسجد الأقصى واختيار الصحبة الصالحة، وبعد حصوله على الثانوية العامة في بتفوق التحق بجامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل لدراسة الهندسة الكهربائية وهناك أصبح أحد أبرز وجوه الكتلة الإسلامية وحملة فكرها وتوجهها.
الجهاد والاعتقال
ومن متردد على المسجد.. إلى عضو في الكتلة الإسلامية في المدرسة الصناعية فكادر بارز في بوليتكنك فلسطين تدرج المجاهد البطل أمين ليكون أحد منتسبي حماس ومن ثم أحد أبطال جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.
ومع رفيق دربه الشهيد إياد البطاط كوّن الأسير خلية عسكرية تابعة لكتائب ونشطت هذه الخلية في المنطقة، واتهمت هذه الخلية لاحقا فيما بعد بطعن حارس مستوطنة تينا المقامة على أراضي الظاهرية بعشرين طعنة وخطف سلاحه وهو عبارة عن بندقية الm16 وذلك بعد عدم تمكنهما من اختطافه.
تابع الأسير البطل أمين مشواره الجهادي وعلى الشارع الرئيسي القريب من الظاهرية وتحديدا قرب بلدة السموع أطلق النار على جيب عسكري فأصاب ثلاثة جنود عام 1998، وفي ليلة القدر عام 1998 بينما تحرك جندي القسام أمين الطل وإياد البطاط ونصبوا كمينا على مدخل مغتصبة "عتنئيل" ينتظرون الصيد الثمين فإذا بقوة خاصة صهيونية متخفية هي الأخرى متمركزة في المكان وبين الأشجار تتربص بالمجاهدين فبدأ الاشتباك الذي أسفر عن جرح عدة صهاينة من أفراد القوة الخاصة، وتمكن المجاهد الشهيد إياد من الانسحاب بسلام بينما أصيب أمين بجروح بالغة وانسحب نحو حرش مجاور فتبعته القوة الصهيونية المدعومة بالطائرات العمودية مستخدمة وانسحب إلى حرش مجاور.
وبمساعدة قنابل الإنارة بدأت التمشيط في ذلك الحرش عن الشهيد بتتبع آثار الدماء حيث أصيب الشهيد بسبع رصاصات في أنحاء جسده، فأطلقت عليه النار مجددا واتكأ إلى حجر وبدأ ينتظر فريسته فتقدم ضابط مسؤول في القوة العسكرية التي تلاحقه لمعاينة جثته ظنا منها أنه قد استشهد فما كان من إياد إلا أن أطلق الرصاص من مسدسه فقتل الضابط وأصاب جنديا آخر بجراح خطيرة قتل على إثرها لاحقا حسب اعتراف العدو، ثم اعتقل أمين ونقل إلى مستشفى "سوروكوا" في بئر السبع وبقي هناك أسبوعا كاملا يتلقى العلاج.
التحقيق والعذاب
لم تهمل مخابرات العدو وأجهزته الأمنية المجاهد أمين الطلول الوقت الكافي لاستكمال العلاج من الجراح البالغة التي أصيب بها، بل اقتيد بعد أسبوع من وجوده في المشفى إلى التحقيق في جحيم سجن عسقلان، وهناك مورست ضده أبشع ألوان التعذيب حيث عمد المحققون إلى إدخال أقلامهم المسمومة في جروح البطل وفي مواقع إصابته، بل ذهب المحققون إلى أبعد من ذلك حيث قاموا بالضغط على الجراح وفك غرز العمليات الجراحية في جسده، وحرموه من النوم وتركوه مقيدا اليدين والرجلين لأكثر من تسعين يوما، كما خضع للهز والضرب والشبح أيضا.
الإدانة والحكم
بعد أقل من عام على اعتقاله أدين المجاهد البطل أمين الطلول أمام محكمة العدو العسكرية الصهيونية في معسكر المجنونة بالانتماء لكتائب الشهيد عز الدين القسام وتقديم الخدمات لكوادرها والتخطيط للقتل والقتل العمل ومحاولة اختطاف جنود، فحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وبعد المحاكمة والإدانة نقل أمين إلى سجن نفحة الصحراوي متمتعا بهمة عالية وإرادة صلبة لا تلين فانخرط في صفوف الأسرى يقرأ القرآن حتى من الله عليه بحفظه كاملا، ولأنه يحمل أصلا إجازة في التجويد قبل الاعتقال أصبح يعلم الأسرى أحكام التجويد ويعلمهم أيضا الحديث الشريف.
والآن يعتبر الأسير أمين من خطباء السجون البارزين في صلاة الجعة وغيرها من المناسبات الإسلامية. ويمارس ببعض الرياضيات المتاحة هناك وعلاقاته ممتازة مع كافة الأسرى.
ا
شارك بتعليقك