حين تنثر الأشجار شعرها
أحيانا نرى الدنيا بأعين الفراشات.. وحين آخر نرى أصغر الفراشات الخضراوات بأعين الصقور ..
ولكنا لسنا صقورا" ولا حتى سنونو أسود حزين ..
ولكنا َ ولدنا على الرغبة والغباء الجميل الذي يدفع الصقر إلى تقليد الفراشات..
أو يجعل من ألمحبه لعبه .. كما يلهو السنونو بأعين ألفتيات السمراوات ...
. ولا بد آن تسقط أجنحه التراب
وان يقتنع النجم أن البعد أصبح لطيفا جدا وقد نصبح يوما أجمل الأصدقاء....
واقتنع أني سوف أحاكي سوادا كما يناغم دخان اسود شفاه هادئة جدا أو تصطنع الهدوء الغبي ككلام المسافر ليلا بعيدا إلى النجوم ...
وكيف أصبح غموضا ضروريا ألاعب به بعض الغباوات السمراويه التي مادامت تحاول النوم على جفن يكره الجفن الآخر؟ .
وحقيقة" كيف يستطيع ثعلب أفكارنا أن يقنع الروح بان تنزع الثقة ألقديمه بمسكنها ؟ ..
وان نجعل الحاضر يلهو و يسهر مع أيام اللعب المنسية …
…. فمازال الصنوبر يحك بأجنحته رغبات السماء .. وأحيانا تتعدى النزوات حدودها وتمطر فرحا ..
ولا تعلم السماء أن ليمونتي تحك رغباتها باجنحه سنونو .. تركها كقافيه لقصيده لم تكتمل بعد …
كيف ضاجعت أعيني رموشها مرة" .. وكيف كان الصمت ضروريا في كلماتي ؟ .. كل ما اعلمه أنني ..
لم أوهب من خالقي معرفه التجانس مع نزوة الروح ..تلك الروح التي رأيتها مرة" ولم استطع الوصول إلى زواياها وممراتها الزعفرانية الهادئة !!
فعندما يتعارك الغروب مع بيتي .. أطلق سراح كل املك من رغبات حتى أنني أطق الروح
.. واعلم كيف يكون القتال هناك !! كيف تسحق الرغبات كل ليله من ليالي .. واعلم أيضا كيف تعود الروح منهكة" وشعرها منثور .. فتذكرني بجدتي ألجميله الرائعة ..
قف هناك ؟ ! وهناك .. هناك لا استطيع الشعور بأنني خلقت أو أني استطيع معرفه أي شيء .
هناك .. لا يقف سوى من ضاجعت أعينه رموشا" واضطربت جيوشه الرخامية الخضراء .
هناك ألاف المعارك ألجميله القاتلة .. هناك لا صوت الا الصدى .
هناك لا أريد الا أن أحمد خالقي كيف أوهبنا نحن البشر شيئا رهيبا وغريبا ..شيئا يتعدى اكبر الاحتمالات ويتجاوز كل المدارات .. شيئا لا اسم له ولا استطيع وصفه شخصيا !! بالرغم من آلاف الأسماء
التي وهبها له كل ابشر !!
ولكن ……
قد سقطت من روحي سهوه" ورأيت كيف تستطيع الصقور حقا أن تقلد ارشق الفراشات ..
ورأيت أيضا كيف تراقص السنونوات بعض الغربان .. غربان رأيت كم هي جميله ..كأنها فتيات سمراوات .
وفي سقوطي الكبير صادقت آلاف النجوم .. وصادفت كثيرا من المسافرين ليلا ولامست أيادي أجنحتهم ..
وعلق في رموشي الكثير أيضا من غبارهم ..
حين كان من الضروري أن ارتشف ما تبقى من خمرنا في كؤوس النرجس المسافر ليلا إلى ابعد المدارات ..
وأدركت جيدا كيف كان سقوطي حتميا .. فهناك الكثير من ثعالب الروح المتلهفة إلى رائحة السقوط من أعالي الربا ..
فهنا لا مكان للصنوبر أو السماء أو حتى لرائحة أليمون الغاضب ..
هنا لا يتعارك الليل مع أي بيوت .. ولا مكان لاقف عليه لا أنا ولا تلك الجيوش الرخامية الخضراء ..
هنا لم أتذكر الا أن اشكر خالقي أيضا ومرة" أخرى ..
واليوم يا من ضاجعت رموشي أعينها .. قفي أنت هناك ولست أنا ..!!
قفي حيث وقفت مرارا ..وتذوقي ما لم يوهبك الله تعالى مذاقه ……
واعلمي :
أن الإيمان واحة مخضله الجوانب لا تبلغ في صحراء القلب لا تبلغ إليها قوافل الفكر والمصداقية .
يا آنستي إن السلاحف أكثر خبره بالطرق من الأرانب , فلا تتعجلي في نظراتك النجومية ..
واعلمي أن للرجل الحكيم قلبان .. قلب يتأمل وقلب يتألم ..فتأملي كم في رجوليتي من الم حين تطاردين بنظراتك أرنبا مسرعا لا يكترث لتفاصيل قصيدتك وزوايا الروح ..
أما أنا .. فدعيني كما أنا .. سلحفاتا كما كنت .. ما زلت اصعد إلى قمة تلالك وما زلت اقتنع أن الجاذبية أرهقتني .. وجمعت كل العبارات الساقطة من الروح .. في تلالك سأدفن زرعا ..و ستنمو ثعالبنا ..
تعلم جيدا ما ستفعل ..!!
كانت السماء ستمنحك القوة على الذوبان في العروق .. والقوه على كتابه الشعر الساذج …. ولكن سمائي أنا لن تمنحك القوه على فهم ما في شعري الغير مكتوب من هيام يرقص السنونو ويكحل كل العذارى ..
أتعلمين ..
إني لأراكي اليوم أخيرا ….
إني أراكي كطيفنا مسرعا لا يمتلك هيام و جمال الطرقات ورائحة الزعفران والزعرور ..!!
كنت قد ترنمتي في إنشاد جمالك .. فهيا .. لا بد وان تجدي من يصغي لثعالبك ولو كنت في صحراء العين ..الخضراء المخالفة للطبيعة ….!!
فكثيرا ما نغنى لأولادنا.. ولكن لننام نحن أنفسنا ..وكثيرا ما نتغنى بجمالنا لنحصد نظرات المعجبين بنا كثعالب خشبية ..
يا أيتها الصحراء ..
إن ما في روحي أكثر مما في يدي ..وفي سمائي أكثر مما في لساني ..
وفي صدقي ما لم تعلمك إياه الحياة بعد .. وفي ارضي اغرس مشاعر لا تنمو بصحرائك ..مشاعر كلها زعفران..تحتضن لمعان الزعرور والرمان ..
هيا قفي هناك .. حيث لا صوت الا الصدى .. ليس صداي أنا .. ولا رائحة الا رائحة الغروب وليس غروبي ..
فاليوم أنا لا املك سوى القليل القليل من الأرض يكفي ويكفي لألتقي مع روحي عليها ويحل عليها السلام …يا فاقدة السلام حتى مع روحك الخضراء ..!!
في الماضي عندما وقفت هناك .. كنت سأقول ……….
أني رجل لا اقل ولا أكثر .. وقد أحببتك كامرأة لا اقل ولا أكثر
لا وعود ولا انتظار .. بل لا أسرار ولا دموع ما كان هناك وقت لنضيعه
كانت لتكون كلمه بها أحاول وصف أقوى العلاقات التي أورثني إياها ادم _ عليه السلام
سامح لنفسي واعتذر من نفسي حين وقفت هناك وحاولت أن أقول :
أني سحت في تلك العيون على سفن كانت من ظنون
واني كنت فاتح البلاد .. ظننته اللقاء الحنون
اشق صباحي كأنه مرجا من الياسمين .. وتعلم عيناك أني كنت أحدق عبر القرون ..
أكون جزرا واغرق جزرا ..فهل كنت تدركين ؟
أنا كنت أول المبحرين إلى أزل من جنون .. أنا اليوم تغنيت وجرحت السكون
تساءلت ومعي الفلك والنجم والمشرق كانوا عن وهمك ينشدون ..
وقذفت بضلوعي إلى البحر لربما أوهامي تهون ..
ويسعدني أني كنت سأعيش على مرفأ .. ألان لن يكون ..
وعزائي أني نجوت من أن يقال .. انتهى غرقا في ظلمات العيون ..
إذا قفي كستنائيه النظرات …. معي في صلاة المساء التائبة
ولنرى الليل يرسم بنجماته على كتف قريتنا وفوق قراميدها .. يرسم شريطا من الصور الخالية ..
قفي وغني مواويلا من شفاك .. على كرز الأفق فقد قام المساء.. وغرد ت الكنارات .. وفرش الصباح جناحيه على كتفي ..
وتشرين كان شهر مواعيدنا هناك .. هل تذكرين ؟
جاء الآن يلوح بالرموش الشاحبة .. شحوب على مد عيني يغطي شمس الامنيه الخائبة ..
إطار حزين مزيف كنت سأقع فيه كرسمه صامته .. كنت ساحبك فيه ..
كان سيحترق بناره اللاهبه
في النهد كان يعلق طوق الحرير .. وكنت أنا معلق بالكف الغاضبة ..
ومعلق في اللون وفي الصوت وفي دمعه الراهبة ..
كنت ساحبك أوسع من كل الدنيا .. كنت سأخجل من ألريشه الكاتبة ..
كان حبك طير مهاجر اخضر .. يبتعد كما تبتعد السنين ..
كيف أتى .. لم أفكر .. يا من كنت محبو بتي إن من يحبك لا يفكر ..
حبك طفل أشقر .. يكسر في طريقه ما يكسر ..
و يزورني حين السماء تمطر ويلعب في دفاتري وكنت اصبر ..
حبك لا ينمو أبدا .. كما الحقول تنمو وتزهر ..
كما على أبوابنا ينمو الشقيق الحمر ..
كما على السفوح ينمو اللوز والصنوبر …
كما بقلب الخوخ يجري السكر ..
بل كان كالهواء يحيط بي من حيث لا اشعر ..
الا تعلمي أني كتبت العهد فوق جدار القمر ؟ كما لا احبك يوما بشر ..
الم تقرئيها ؟
كانت فوق مقاعد الحديقة وجذوع الشجر .. وفوق السنابل والجداول ..
كنت سأكتبها داخل الثمر .. ؟!!
وفوق الكواكب أيضا زرعت مروجا من ياسمين .. لتمسح عنك غبار السفر
بداخل عقيق السحر في حدود السماء .. حفرت القدر .. الم تبصريها ؟؟!!
على ورقات الزهر على الجسر على المنحدر .. على صدفات البحار على قطرات المطر ..
كتبت على وجه الشمس أحلى خبر .. فليتك كنت قد قرأت الخبر ..
أما الآن فقد ذابت المياه من مراقدها وتمايلت في الاوديه والمنحدرات ..
فهيا .. إن أردت .. سيري معي لنصعد إلى أعالي الربا لنتبع آثار الربيع في الحقل البعيد ولنتأمل تموجات السهول وخضارها ..
ها قد نشر الربيع ثوبا طواه الليل ألشتائي فاكتسبت به أشجار الخوخ والتفاح لونها ألنهدي كلونك المزيف .. فهل تذكرين ؟
كأعراس في ليله القدر ..كما استيقظت الكروم قديما وتعانقت مع الزمن القادم .. كعناق سنتي هذه مع المولد الجديد .. مع سقوط أول أوراق خريفك ..
أتذكرين ؟ لا تخجلي .. لن أبوح للشمس .. حين جرت الجداول راقصه بين الصخور مغنيه أنت معها أغنيه أحبها ثعلب الروح ..
فهيا بلا حرج أو انتظار ..
هيا لنشرب أنا وأنت بقايا دموع المطر من كؤوس النرجس ونملا أنفسنا بأغاني العصافير المهاجرة ..ونغتنم استنشاق عطر النسيمات ونجلس بقرب تلك الصخرة التي اسميها أنا القمر ..
وهيا نسوي الأمر فيما بيننا ….
اذهبي وخذي معك كل السنونوات ..كل السماوات ..
ولكن خذي معك اعز العبارات :
أن بين حبي وحبك آلاف العبارات الناقصة ..
واعمي أني اليوم لست أنا من كنت واقفا هناك ..
لست من تحاضنت الرموش من اجله مع النسيمات ..
أنا جيش من رخام ومن نهوند .. إذا أردت أن تسقطي على طريقي، وليمونه يدي وسنونو عيني : فلا تدخلي منطقتي عارية" في سماء ليست سماؤك ولا تثقلي ا أظافرك على رخامي ، فرخامي عذري قديم ورهيب ملمسه .
ولا أخاف النساء ولا اسق من نجمه في السماء إلى خيمة في الطريق ، فق أنا عذري قديم لي سماء اسكنها ليست ككل السماوات .
فقد كنت أنت في صغري خيطا رفيعا أو كيمامة" في سرب من الحمامات ..
فلا تجلسي على رخامي ارجوكي فانا فارس متعب جدا .. ولا أريد القتال .. الفوز بأرض ليست ارضي أو جدولا لا ماء فيه بل وهما وسرابا كما أنت تعلمين ..
ولا تعزفي على قيثارتي لحنا جاهليا .. فأنت بكلك .. قافيه لقصيده لم تكتمل بعد ..
بل كوني أنت رغبة" لتتسارع السنونوات إلى حك أجنحتها بأظافرك وتبتعد ..
عندها سأحك أنا أيضا رغبتي ..ولكن بليمونة" واشرب حليبا من قمر جائع في أقاصي الكلام وابتعد ..
أنت ليل كان يمث غموضا على لغتي .. كلما اتضح ليلي زاد خوفي من الغد
أنت ليل يحدق في نفسه ليس آمنا إلى ما لا نهاياته
ليل لا تحف به غير مرآته .. وأغاني الرعاة القدامى .. أغاني من عصر أباطرة يمرضون من الحب .
ليل ترعرع في حبه الجاهلي على نزوات كل طفل واخفي مرضه وراء كل عناق .. وأشهر سيفه في كل وداع .
ليل وسع للحالمين طريق الحليب المعسول إلى طفل يشتهي الحب وينقر من بين أصابعه كما الطيور تنقر .. وكما أنتي وكما أنت كنت تنظرين وتكبرين ..
ووراء مرآتك كل الأكاذيب تخفين وترسمين الابتسامات وتتباهين ..وعلى طفل تكذبين ..بأنك أميرة" و قد تزوجها القمر ..
فيا أميرة" ويا سماء أو زعفرانا أو أي اسم قد وضعته على مرآتك ….
سمي نقسك بما تشائين .. وكوني ما تريدين ..
وسأقول ألان كرجل لا اقل ولا أكثر ..
لك.. كامرأة لا اقل ولا أكثر..
وقد خجلت معاني الانوثه من أن تكون حليا لك :
أني اكتفيت انك أقنعتني أن الحب رغم انه سلطان عظيم ..
ولكن سلطانك أنتي في مملكتي كم عاش مطرودا وكم داسته أقدام البشر .
فلكم أيها العاشقين ..
دائما احذروا الرياح التي تهب من مراقدها ..احذروا ثعالب الروح المكسيه بذلك الفرو الأبيض الجميل المزيف ..واعلموا كيف تلهو العين أحيانا مع رموشها شغفا للحب الغامض ..
لكم أيها العاشقين أزف كل أليالي الحزينة القديمة .. وابسطها تحت أشجار التوت .. والخوخ والرمان ..
واعلموا جيدا ..
كيف تتألقون .. فانتم العظماء إن ملكتم أنفسكم وانتم كالسلاطين إن ملكتم حق ملكيه الحب .. ولكن سلطانكم كسلطاني والسلاطين تعرف بعضها جيدا
فوق أناملكم وبين ضلوعكم سينمو مرجانا احمر غالبا وقريبا سيقتنع أن لا اسماك هنا في بحيرة الحب الصامتة ..
وبين أنفسكم و أجسادها سيزحف الحب
.. خدرا .. في عروقكم كخدر الثعالب ونعاسها بعد الصيد ..
فالكفر والإيمان والحل والسلام والعشق والموت .. أشياء ليست ككل الأشياء .. و الحب أيضا لن أنساه ولكنه ليس شيئا ولا وزنا له ولا مكانا في م التاريخ الأصيل ..
فقد أكون قد حطمت كل الاحتمالات .. وفرضت على نفسي أن أواجه آلاف العبارات الغاضبة و الهائجة التي مازالت تدافع عن الحب ..
لا تغضبوا مني .. فانا أحب أيضا .. و انسج من الحروف خمرا واشربها مع كل العاشقين وراء التلال كل مساء ..
ولكن جل ما أعانيه إنني لم أصل يوما إلى ممرات الحب السرية .. وانتم تعلمون أنني لا اقتنع إلا بالاصاله ألقديمه و وزوايا البيوت وأحضانها ..
.... فهيا نساءل الروح معا ونقف وراء الصدق بضع لحظات :
عندما يكون الإنسان مشغولا بمن يحب فانه يتمنى لو أن العالم لونه ابيض لو أن العالم بلا حدود بلا أقفاص بلا حقد لا أبواب للبيوت ، نتمنى لو أن نجد لغة بيننا وبين طبيعتنا الفاتنة بين السماء وأرضها وبين العيون وجمالها بين النعمة والشكر وبين اليمان والعبادة .. بين النفس والنفس ..
وعندما تمتد أيادي أمنا إلينا صباحا .. لنستيقظ .. نسمع أناملها وهي تغني لأولادها حنانا يحط في محيط الصدر .. كأنه يعزف على الضلوع المتعبة أو كأنه التماسا من السماء يرجو النزول إلى الأرض احتراما وتفانيا لعظامه سلطان أنامل الأمهات ..
وبعد أن نصحو .. من نومنا من هذا اللاوعي نجد أنفسنا بلا مقدرة على الخروج من منازلنا .. فنرى العالم كله حدود كله مقاطعات كأنه قفصا.. لا وجود لأي سنونوات فنبتاع تذكرة رخيصة لنظره ارخص في حديقة الطيور إلى سنونو اسود حزين ..
وأصبحت الطبيعة خرساء لا صوت ولا صدى ..
فمن نحن ؟ وكيف نهوى ؟
ولم نهوى أصلا ؟ ونحن بحاجه إلى القلوب الطاهرة البريئة ..
أحقيقة أننا نملك قلوب تعلم كيف تحب ؟ كما تعلم الطبيعة كيف تحب أشجارها ؟ وكما تتباهى الطيور في حب أعشاشها ؟
أو كما يعلم الثعلب كيف يحب صغيره .. فيعلم كيف يقتل الحمل الوديع من اجله ؟
أنستطيع نحن أن نقتل الأشياء الطيبة من اجل أحبائنا .... أم أننا نقتل أحبائنا من اجل الأشياء الأخرى التي نحبها ؟
وتستعبد قلوبنا ؟
وهل من الضروري أن يكون ثمن الحب واللذة أن نقتل تلك الأشياء الطيبة ؟
وما هي الأشياء الطيبة ؟
إن كنا نستطيع أن نأسر من نحب .. فإننا نبعده عن من يحب هو أصلا .. وان أسرنا نحن ..زالا نملك من نحب ؟
أم أن هذه هي فاتورة الحب وضريبته ؟
هل صحيح أن الليل لمن يعشق النوم ؟ أم أن الليل لمن يعشق الوحدة ؟
وهل النوم وحده ؟ أم الوحدة هي النوم على سرير الذكريات الدافئة ؟
وهل الصمت شكل من أشكال الكلام ؟ أم عدم مقره على الكلام ؟ وهل الدموع شكل من أشكال الحزن ؟ آم حزن مغمور بالفرحة المؤلمة ؟
وهل من الضروري أن يكون الألم ناتج عن مرض ؟ أم أن المرض سببه الم شديد يجرح القلب ؟
لا اعلم حقا ..
ولكن ما اعلمه جيدا أنني أحب كل ما خلق الله تعالى ..
ولا اعلم كيف يكون ضروريا أن نعشق ونحب .. من غير أن نحب نحن أنفسنا أولا .
أفلا تعلمون أن ادم عليه السلام لم يكن يعلم إلا بوجود حواء هذا فقط .. كان رجلا لا اقل ولا أكثر .. وكانت امرأة لا اقل ولا أكثر ..
يوما قد رآها ورضي بها
فلم لا تحبون حبا يكون فقط حبا لا اقل ولا أكثر ؟
لم لا تدركون أن أول المحبين رسولنا _صلى الله عليه وسلم _ قد وصف علاقته بالله وقال أحب الله .. ونحن إذ نحب رسولنا ونقول رسولنا الحبيب .. أيعقل أننا لن ندرك جمال هذا الوصف الرائع الحنون .. يا الله امنحنا الحب والسلام ..
كيف تحب الأم طفلها .. كيف تحب الأشجار بذورها .. كيف تحتضن السماء
غيومها .. وكيف ينشد البرق ويرقص القمر وكيف تقتنع ألاف النجوم بأنها
متساوية الحب للقمر .. وكيف لا يحب القمر أي من النجمات ..
بل كيف
يحب الكون كله خالقه ..وكيف نحن تعاركنا وأسرنا وقتلنا وسلبنا و عصينا ..
مثل كل ذلك أنا يوم أحببتك ..
أحببتك مثلما أنت لم تعلمي .. انك كنت معلمتي وأول ما تعلمت منك معلمتي
أن لا حب إلا حب الله تعالى ..
وان الحياة حلم طويل قصير أحيانا وكله ظنون .. ملئ بالحب وآلاف الرغبات وبعض الجنون .. والغريب فيها أن أكثر الناس لا ينامون
...
ورغم أنني عشقت ألف امرأة وصادقت الغروب وزرعت بعض النجوم في بيتي ..
وعندي مجاد من رسائل الملوك .. ورغم أنني تعلمت السحر وأبحرت في
تاريخ الفلك وجمعت كل المدارات في سوار حول جيد حصاني الرخامي
رغم ذلك ما زلت لا اعلم كيف ينكسر القلب وأصبح غير مدركا من أنا ..
كأنني أريد أن اسقط من الروح ..
وكأنني اخصص لنفسي موعدا في الحب وموعدا في الخيانة وأنا لا املك
الوقت فكل أوقاتي بها وعودا في الحقد والألم ..وأنني الآن مشغولا عذرا
فعندي موعدا في الانتقام ..
بعد آلاف الأعوام سأبوح لكم عن محبوبتي .. فيكن سرا بيننا أنا وانتم والصفحات :
محبوبتي أنا لا تكلمني أبدا .. واراها في كل طفل .. واشم رائحتها في كل عطر ..
أحس بها في كل عناق .. وافتقدها في كل وداع ..محبوبتي تجرحني كجرح التجاعيد في كف عجوز مرت بجانبي ومضت ..
محبوبتي كحد سيف يده من عاج .. كيف المسه ولا اقتل ..
محبوبتي ..
ليلها ظلها .. قطعه ارض خزافيه ما أنا بالمسافر أو المقيم عليها ..
أنا هو من كان يوما أنا .. كلما عسعس الليل بأفكارها وتساءلت من أنا ..
وتناقلت النجوم الشائعات بان القمر يهواها ويرضعها حليبا معسولا جمعته النجيمات ..
محبوبتي ليلها يشع كحبر الكواكب .. ليل على ذمه أليل .. ليل يزحف في جسدي خدرا .. كما الثعالب بعد الصيد ..
بين الحين والأخر تنثر شعرها فاقتنع أني ما زلت تائها في أوسع المدارات
وأنا وراء الحب اخفي آلاف العبارات وآلاف السلامات..
هي تتكئ على القمر وتشرب من الشمس بأيدي بعض النجوم
هي لا تعشق إلا ما لا اعشقه أنا وأنا لا اعشق شيئا فمن يعشقها
لا يعشق إلا طيفا رفيعا هاربا بين النجوم ..
مازالت تحاول الدخول بيني وبين جلدي ..
وأنا ارتدي ليلا لا يدخله إلا من ضاجعت أعينه شفتاي سرا ..
من الأرض نلتقي عليها ويحل عليها السلام
ما قصه الانسجام الذي يعبر آلاف المرات وفي كل الشوارع إلى صدور
العشاق وكيف أصبحوا عشاق ؟ولما ذلك الخوف الضروري في خطوات
العاشق الصغير فانا لا زلت أحاول زيارة كل المنجمين وابحث عن السحرة ..
وفي زياراتي كلها مازلت أيضا أجدهم قد ضاعوا في كلمات العشق الضرورية
إن ما يزعجني أني لم أكن ممن ضاعوا في تلك الضرورة .. أكنت نائما عندما
نثرت ألساحره شعرها وكست الدنيا بأطياف العشق الضرورية ؟هكذا تساءلت
وهكذا تألمت ولكني فجأة بين الغروب وغبار الخريف ..
رأيت !!!! شيئا غريبا ساحرا حلوا ومرا .. رأيت الروح ملفوفة باجنحه الفراشات ..
وتحملها آلاف الساحرات تزفها إلي سرا .. بصمت رهيب ..ونثرت كل الساحرات
شعورهن فأصبحنا وحدنا أنا وهي والقمر والريح وحين تبادلت أعيننا القبل ..
فورا وسريعا جدا لم اعلم إلا أن احمد خالقي
فقد رأيت العين التي بداخلها راية ألجنه وآلاف المؤمنين كيف ابتعدت عنها طوعا
وكيف لامست أعيني أناملها فجرحنا السكون وأمطرت السماء قمحا وحليبا على
العبارات الجائعة وفي بعدي لم اقدر إلا أن اتجرا وألامس ذلك الخيط الرفيع من ردائها ..
وبين الأنامل والرداء وقف الجان والإنس قليلا وقوفا به احترام الماء للتراب
مضت وأنا مازلت أقاتل الجاذبية.. لا استطيع التذكر ؟ كيف يكون بمقدوري أن امضي بعيدا ..
كنت صغيرا .. تلاعبني أمي .. ألاحق الفراشات .. أحب السماء ..ولطالما اعتقدت أنها لي والنجوم والقمر لي أيضا..
فأحببتها.. أحببتها جدا وطلبت من القمر أن يطفئ النور ليلا .. فكنت اخجل منها ومن أعين النجوم ألمراقبه
ها هي أتت ..
ها هي السماء تنظر وها هي الأنامل ترتجف والأعين تجلس بمكانها لا تقوى على النهوض
شعرها مشرق مغرب ووجهها عليه هاله من السماء تشرق
وحين تبتسم أو تحاور تفلت إيماءة من أشعه غماز تيها
فتكسر كاس النبيذ وتبعثر ضوء النجوم
محبوبتي تريد أن
أهواها واحتاجها واعشقها واكبر من اجلها وان أقول شعرا سخيفا فيها
وان اكلم أمي وأبي عنها .. وكذلك كل الأصدقاء وكل المقاعد ..
تريدني أن أتزين بها وأتجمل وأتفاخر في كل ما لديها ..
أن أكابر طويلا واضحك كثيرا ..
محبوبتي لا تعرفني بل تراني .. محبوبتي لا تتعطر في بل تجمعني في زجاجات رخامية قد تهدى إلى الأصدقاء .. هي غجرية وزعفرانية .. هي خيوط من دخان .. تدخل الأنفاس بلذة في الطريق إلى الضياع ..
أما عيونها .. حين تتفتح كالنسيمات أو أزهار النرجس . حين تتفتح يخرج منها الإنس والجان .. منها ها أنا ما زلت اصطاد أفكاري وارسم شكل الخيانة بلونه الأصلي ..
محبوبتي من الشرق أتت .. ومن الغروب أرست تلك الخصلات من شعرها فامتزج العشق وعارض كل القوانين وكل الاحتمالات .. ومزج الغروب بالشروق .. وأنا حيث أنا انظر .. واعلم أنني المختار .. اعلم أنني رمزا يحتاج إلى الكثير من الحلول لتقتنع بها الفتيات .
.محبوبتي تراني قمحا .. وتلف على رأسها عباءة فلاح
تراني لغزا أخيرا في احجبه العشق التي تناقلتها الصديقات ..
محبوبتي تلهو دائما وتحب أن تلعب لعبه تخبا منيح ..
محبوبتي فتها طفله .. كانت وحيده على اريكه في السماء ولم تكن مليكه لأي بشر ..أهديتها سلة كانت مليئة عطر ..
محبوبتي وهي لا تعلم أيها الأصدقاء :
كانت كحمل وديع في انتظار الجزار ليصبح شيئا مذكور ..أو كسلحفاة تجري عند الصبح كجري الجذور .. بل كانت قط طيب تحت منضدة غير منظور ..
محبوبتي أنا حملتها .. ولامستها للسماء .. وعلى الصنوبر رفعت راياتها ..
محبوبتي ..في جلدي خبأتها وبين كل الأفكار أدمجتها .. وفي سريري حرستها ....
محبوبتي كانت .. كلمات في الوصف الإعرابي تشكل الماضي .. ولا حاضر لها ..
هي بين المبتدأ والخبر .. كنت قد قتلتها ....
فهل أيها الأصدقاء من يعربها أو يعرفها ..
لا لن تعرفوها ..
فهيا ابتسموا وأغلقوا الصفحات ..وأبقوه سرا بيني و بينكم وبين الصفحات التي ما زالت مطوية على كل وادي ومنحدر ..
ولنبقى معا أنا والليل .. وبقايا الأشياء الطيبة .. وبعض النجيمات .. ننشئ قلاعا فوق ألاوعي .. نحاول أن نضع القوافي لقصيده الحب الناقصة والمنسية في ملف السلام .بين القلب والقلب .
هكذا أنا كلما اصطاد بعضا من الأفكار الهاربة .. فرت مني أفواج من المشاعر واختبأت بين أشجار الخيانة الكثيفة ..
فأحيانا نرى الدنيا بأعين الفراشات.. وحين آخر نرى أصغر الفراشات الخضراوات بأعين الصقور ..
ولكنا لسنا صقورا" ولا حتى سنون أسود حزين ..
وان الحياة حلم طويل.. قصير أحيانا وكله ظنون ... ملئ بالحب وآلاف النزوات والرغبات وبعض الجنون ..
والغريب في كل ذلك أن أكثر الناس لا ينامون ، فكيف يحلمون وكيف يعشقون ؟؟
tower qupid
شارك بتعليقك