موعد مع الشيطان
مرة عدت إلى بيتي وحيدا .. عدت من موعدا مع الخيانة ..موعدا مع من أحببت يوما .. كان يومي شتاء وكانت الأمطار غاضبة .. لا اعلم لماذا ؟؟
جلست .. وكل ما أردت هو أن اشرب فنجان قهوتي ..
وفجات ولأول مرة في حياتي سمعت صوتا يناديني .. صوتا جميلا .. رهيبا .. حنونا .. صوتا جعل قهوتي حلوة المذاق ..
صوتا نادي باسمي مرارا .. مرارا ..
ولكني لم العلم ولم استوعب نفسي .. حتى إنني لم أرى شيئا ولم أدرك ذاتي أيضا ..
كل ما اعلمه إنني ابتسمت ونظرت إلى السماء ..
وأعددت فنجان قهوة آخر ووضعت به الكثير من السكر ..
وجلسنا أنا وضيفي على شرفه بيتي ..
جلسنا وحدنا ..
وحين كنت جريئا بما يكفي .. سالت ضيفي ؟؟
فأجابني قبل سؤالي .. أجابني كلاما لطيفا رفيعا لم أذق ألذ منه ولا طاب غيره كلام ..
أجابني .. انه رفيقي .. وصديقي .. جاء من بين الغيوم أو من السماء أو من خلف الأفق .. أو .. لا اعلم فلم يدعني حتى أفكر أو أناقش ؟؟
وراح يحدثني أنني ضعيفا .. وأنني لازلت طفلا أداعب النجوم وأحب الفتيات .. والأحق الفراشات ..
وسألني ؟؟
كيف أحب ..ولا اصطاد .. فكيف نملك الأقفاص بلا عصافير .. أو كيف نصبح أقوياء بلا قتال بلا أكاذيب ..
سألني كيف أنا وحيدا .. ولما أنا حزينا .. رغم أن من أحب يمتلك أسطولا من الابتسامات ..
لما أنا غريقا وحبيبتي عندها أطواق النجاة ..
ولم الليل رفيقي وحبيبتي شقراء
لم اقدر حتى أن أفكر أو أن اقنع ضيفي أنني اعذرها ..فبصراحة ..ضيفي يكشف أكاذيبي
وهذا ما حببت فيه !!
ضيفي ساحر .. يرى مالا نرى .. ويعرف كل ما اعرف ويعرف أيضا أن ما اعرفه هراء وباقة من الأكاذيب ..
يرى ما أرى ويستطيع أن يرى بأعيني .. ولكنه يرى أشياء لم اقدر أن أراها ..
جعلني اقدر أن أرى الخيانة وان أرى الجذور العميقة تحت ارض محبوبتي ..
جذور كلها حب للتغذية على نظرات المعجبين ..
وأسفا رأيت نفسي جالسا على احد الجذور العميقة جدا ..
رأيت نفسي أسيرا
وطال الحديث .. وطال الليل .. وزاد حقدي .. وقل الإيمان وأصبحت السماء ليست سمائي ولا الأرض مناسبة ليعم عليها السلام ..
وراح ضيفي يغزو خلايا العقل .. وطيف الأعين .. حتى أصبحت مستوحشا .. حتى أصبحت أحبه .. واعتبره اعز الأصدقاء
صديقي .. ضيفي .. يفعل كل ما أتمناه .. كل ما اسأل عنه .. حتى أن صوته جميل .. ورائحته بخوريه ..
لم نبقى مكانا ..
ولكننا ذهبنا بعيدا .. فضيفي يريد أن أرى بنفسي .. كيف تكون الخيانة ليلا طيفا للحب نهارا
وكيف تكون الحاجة مقدمه للنزوة وكيف تكون النزوة مرضا على فراش الغدر ليلا ..
ذهبنا لا اعلم كيف ..
ورأيت كل البيوت . ورأيت أيضا .........بيت محبوبتي ..
نظر رفيقي إلي مبتسما .. وأنا نظرت إلى محبوبتي مبتسما أيضا وظننت أنني اصدق من رفيقي ..لان محبوبتي نائمة وهادئة
ولكن سريعا ما اشتد رفيقي ضحكا .. واهداني .اهداني سحرا ومقدره رهيبة ..
أتعلمون ..جعلني استطيع أن أرى ما تحلمه محبوبتي ..
ورأيت .. وعلمت .. أن محبوبتي تحلم وتتأمل عشق غيري .. مع الكثير من المعجبين ..
ورحت اضحك والدموع بعيني .. و آه من رفيقي ..
يعلم كل شيء
وبجولتنا على أسطح البيوت رأينا الكثير من الخيانة .. رأيت الأصحاب .. والزملاء ..
سمعت ما سمعت عني وعن ما املكه من مساوئ
لم اسمع شيئا يقنعني أن الإنسان أطيب المخلوقات .. وان الكلمات العابرة الغبية ومنها الحب .. مازال موجودا ..
بل رحت اشك انه كان يوما موجودا وشائعا بين الخلق ..
وعدنا سويا .. وجلسنا حيث التقينا وما زالت قهوتنا ساخنة ..
وكم كنت محرجا .. وحزينا .. وتائها بل كم كنت اتالم والأحق أفكاري الهاربة ..
لم أتكلم ولم وانظر إلى ضيفي أبدا .. فلا أريد أن يعلمني بأشياء أخرى .. فانا لا اقدر ..
لا اقدر
..
وبخفه اتكأ ضيفي على كتفي .. وأشار بيده إلى السماء وقال ..
أترى أترى الأرض ؟؟
وعندها ولأول مره ..تعلمت من ضيفي كيف يكون الكذب ..
وأجبته
نعم أرى الأرض
وأشرت أنا إلى الأرض وسألته أترى السماء ..
فابتسم ووضع يده على صدري وقال ..
هنا اهرى سماء ونجوم ..وارى كل المدارات وارصد الفلك ..
و راح الحديث يطول .. ويطول ..
وأصبحت تلميذا يجيد احترام المعلم ..
نعم
تعلمت كيف أكون ملكا ..رخاميا تعشقه كل النجوم ..
وتلتف حوله ألاف الفرسان ..تعلمت كيف أكون قمرا ارضع حليبا جمعته النجمات ..
تعلمت كثيرا وكثيرا جدا ..
وهنا اصطفت الأفكار صفا .. وقادها ألاوعي
ورفع راية الانتقام رفيقي
لم اصبر ولم أفكر .. لا علم إلا أنني خلعت ثوب البشرية . ولبست عباءة ضيفي .. كانت عباءة مصنوعة منذ الجاهلية لأقدم الملوك .. واخبرني أنها مصنوعة من جلود العشاق ..
وغادرت منزلي .. وحدي .. ووعدت ضيفي أن أعود بجلود كل من أحب .. أن أعود وحدي .. أن اغتصب البرائه ..
وسمعت صوتي محبوبتي .. أمام بيتها ليلا .. فانا هناك انوي قتلها ..انوي أن اطردها من قلعتي .. أن.. أن..
.....
لم تخرج .. فدخلت إليها . . أرعبتها .. لأني فقدت معنى الرجولية هنا .. وما أنا إلا جسما بعباءة.. يلوح بالغدر من بعيد ..
ولكني ..
وجدها في صلاة الصبح راكعة .. تلبس العباءة البيضاء ..التي أهديتها لها في عودتي من الحج يوما ..
لم اقدر ..!! فوقفت .. !!
وحين انتهت ... ابتسمت واستحلفتني أن اذكر الله تعالى ..
ففعلت
وما كان إلا أن احترقت عباءتي .. ووجدت نفسي غريبا في بيتها لا اعلم كيف أتيت ولما .. وارتعدت خوفا ..
ولكن محبوبتي إلى صدرها ضمتني .. وصلينا سويا ..
عدت إلى بيتي لم أجد ضيفي
ولكني وجدت الكثير من رائحة الكفر ..
فعلمت تنه كان لي موعدا مع الشيطان ..لا اله إلا الله محمد رسول الله
واني لأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
..
وعلمت أنني املك آلاف المحبين .. املك الأصدقاء
ولن ادع الشيطان مره أخرى يلتهمني
فانا أحبكم جميعا
وأتمنى أن لا تدعو أنفسكم ليلا .. فقد يكون هناك موعدا مع الشيطان صدفه ..
ولذا سأدعو لكم واصلي لكم جميعا .. أن يحفظكم الله ويحميكم
إلى كل من أحب
tower qupid
شارك بتعليقك