فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

الجانيه: صفحات من التاريخ

مشاركة أبو بثينة في تاريخ 31 تموز، 2008

صورة لقرية الجانيه - فلسطين: : المسجد القديم أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
صفحات من التاريخ
تيسير فخيدة
الرحيل إلى بيت سيرا:
نقمت سلطات الانتداب الإنجليزي على أهالي القرية ، لأن عناصر من الثوار كانوا يترددون عليها ويختبئون فيها ، و لم تجد تلك السلطات تعاونا واستجابة من أهل القرية ، في منع الثوار من التردد على القرية أو الإخبار عنهم ، والمساعدة في القبض عليهم . وكثيرا ما كانت قوات الإنجليز تداهم القرية بحثا عن الثوار دونما فائدة , مما جعل سلطات الانتداب تفكر في الانتقام من أهالي القرية.

وفي يوم من أيام الشتاء العاصفة ، وأثناء تساقط الأمطار وعصف الرياح، أمرت سلطات الانتداب أهل القرية رجالا ونساء وأطفالا بإخلاء بيوتهم ، واقتادتهم مشيا على الأقدام إلى قرية بيت سيرا، التي تقع إلى الجنوب الغربي من القرية و تبعد عنها حوالي عشرين كيلومترا ، مع ما في ذلك من معاناة ومشقة ، وخاصة على كبار السن والنساء والأطفال. ولم تسمح سلطات الانتداب لأهل القرية بالعودة إلى منازلهم إلا بعد فترة من الزمن ، وبعد أن قامت بتفتيش القرية تفتيشا دقيقا. بحثا عن الأسلحة وبحثا عن الثوار. وكما روى لنا بعض الآباء فقد تزوجت في تلك الرحلة إحدى فتيات القرية وهي "أمينة مصطفى أحمد شبايح"من أحد أهالي بيت سيرا. وروى بعضهم أن سبب ترحيل أهل القرية كان بسبب التقاط شباب القرية للذخائر التي كان جنود الانجليز يتركونها متعمدين في شوارع القرية لاختبار أهلها.



من أحداث ثورة عام 1936م :
شارك أهالي الجانية في أحداث ثورة عام 1936م . وقاموا بمقاومة المحتلين وكانت القرية مسرحا للثوار ، يترددون عليها بين الفينة والأخرى ، وكثيرا ما كانت تصل إلى سلطات الانتداب أخبار تفيد بوجود الثوار داخل القرية فيداهمونها . وفي ذات ليلة من ليالي عام 1936م وبينما كانت مجموعة من الثوار تتواجد داخل القرية ، فوجئت بقوات عسكرية كبيرة للمحتلين تحاصر القرية ، مما اضطرهم إلى الانسحاب تحت غطاء ناري كثيف. عند ذلك قامت قوات الانجليز باستدعاء مختار القرية و استجوابه فأنكرمعرفته بوجود الثوار داخل القرية، فقامت قوات الانجليز بتفتيش منازل أهل القرية واعتقال كل مشتبه به ، وتم جمع المعتقلين في ساحة الجامع القديم ، وتم ترتيبهم على شكل صفين متلاصقين ، فجعلوا الصف الخلفي ملاصقا للأمامي لكي يقتلوا بكل رصاصة ، شخصين اثنين ، ثم أطلقت النار على المصطفين فقتل عدد منهم وأصيب بعضهم الآخر. وتمكن بعضهم من النجاة . وكان من بين الأشخاص الذين استشهدوا في هذه الحادثة : هدى بدوان يوسف ، وشخص من المزرعة الشرقية كان ضيفا في القرية اسمه " طالب " . ومن بين الذين أصيبوا" يوسف أبو زريف "حيث أصيب في ذراعه ، وسقط على الأرض ، مضرجا بدمائه كاتما أنفاسه ، حتى ظنه الانجليز ميتا فتركوه، بينما أجهزوا على الشهيد الآخر (طالب) الذي كان يصيح متألما من الجراح التي أصابته. ومن الأشخاص الذين نجوا من الموت بأعجوبة " روبين أسعد سمحان " الذي اختبأ تحت أحد شبابيك المسجد القديم وهو مقام " أحمد الدجاني ". وقد قامت قوات الإنجليز بعملية بحث عنه بالمصابيح الكهربائية داخل المسجد ، إلا أنهم لم يعثروا عليه. وهكذا كانت تلك الليلة صفحة سوداء في تاريخ القرية الحديث .
من أحداث الانتفاضة الكبرى انتفاضة عام 1987م :
كانت مشاركة شباب القرية في أحداث انتفاضة عام سبعة وثمانين متأخرة نسبيا ، وربما كان ذلك لتأخر شبابها في الانتظام ضمن التنظيمات العاملة على الساحة الفلسطينية . و لكن دور الشباب كان قويا وفعالا ، فلم تكد الشعارات ذات الطابع التنظيمي تظهر على الجدران حتى بدأت أعمال الرشق بالحجارة ، ووضع المتاريس الحجرية على الطرقات ، و إشعال الإطارات.

وبما أن القرية كانت ممرا دائما للمستوطنين الذاهبين إلى المستوطنات المحيطة بالقرية ؛ فقد شكل ذلك إزعاجا كبيرا لسلطات الاحتلال ، مما حدا بها إلى وضع نقاط عسرية دائمة داخل القرية ، ثم قامت بوضع معسكر دائم في المدخل الغربي للقرية ، لتوفير الحماية للمستوطنين. و رغم كل الاحتياطات التي اتخذتها سلطات الاحتلال ؛ فقد وقعت في القرية وحولها أحداث كبرى كان منها :

حادثة الملتوف :
في ليلة التاسع من حزيران من عام 1988م ، وبينما كان أهل القرية يغطون في سبات عميق بعد منتصف الليل ، سمع في القرية صوت انفجار قوي هز أرجاءها ، تبعته انفجارات وإطلاق نار متواصل . وقد تبين فيما بعد أن دورية عسكرية إسرائيلية كانت تتجه إلى الغرب نحو راس كركر، وأنها عندما كانت تمر بالقرب من المسجد القديم ، ألقيت عليها زجاجة حارقة أصابتها بشكل مباشر، مما أشعل فيها النار ، وأدى إلى قتل ضابط إسرائيلي ، وجرح آخر، قيل أنه توفي متأثرا بجراحه ، بينما نجا ثالث قطع عن الاتصال بقيادته ، مما جعله يطلق النار بشكل متواصل طالبا النجدة من المستوطنة المجاورة( دولب ). وقد هرعت إلى القرية عشرات السيارات العسكرية والشرطة وحرس الحدود ، وفرض على القرية حظر للتجول استمر ثمانية أيام . لم يرفع خلالها إلا لساعات قليلة . وقام جنود الاحتلال بتفتيش المنازل وجمع الرجال في ملعب مدرسة اتحاد الجانية راس كركر. كما فرض حظر التجول على قرية راس كركر المجاورة . و اقتيد رجالها إلى ملعب المدرسة . وقام رجال المخابرات بالتحقيق مع أهالي القريتين . واعتقل بعض الشباب الذين اشتبه بأن لهم علاقة بالحادث . وبعد انتهاء التحقيق سمح للناس بالعودة إلى منازلهم ، بينما أخذت السيارات العسكرية تلاحقهم ، وتوجه إليهم الشتائم المهينة .

وبعد ستة أيام من حظر التجول حضر إلى القرية وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت ( اسحق رابين ) وقام بتفقد موقع الحادث ، وتم قطع التيار الكهربائي عن القرية مما زاد من معاناة الأهالي . وبعد ثمانية أيام من الحصار وحظر التجول. رفع عن القرية الحظر وأعيد ربط القرية بالتيار الكهربائي . وعلى أثر هذه الحادثة تم هدم منزل "زياد حسن يوسف " الذي وجه إليه اتهام مباشر بهذا الأمر، و هدم منزل في راس كركر لنفس السبب يعود لـ "عبد السلام محمد رشيد نوفل".

صدامات ومواجهات في25/12/1989م :
كان جنود الاحتلال ومستوطنوه يواجهون صعوبة في عبور شوارع القرية ؛ بسبب رشق الشباب لهم بالحجارة ، وخاصة أثناء الليل .

وبعد ليلة حافلة بالأحداث ، في الخامس والعشرين من كانون الأول عام 1989م حضرت إلى القرية في ساعات ما بعد الظهر دورية عسكرية إسرائيلية, أخذت توقف السيارات العائدة من رام الله والمناطق المجاورة ، و التي تحمل العمال و الموظفين العئدين من عملهم ، وتنزل الشباب منها، و تجلسهم على الأرض وتعاملهم بصورة مهينة . ثم أخذت ترسل بعضهم لاستدعاء الشباب الآخرين من البيوت ، فاجتمع عدد كبير من شباب القرية في ساحتها الرئيسية ، وتتابعت التعزيزات العسكرية. ثم أخذ جنود الاحتلال يقومون بأعمال استفزازية ، منها: إطلاق صافرات السيارات بشكل متواصل بين المجتمعين ، و إطلاق قنابل الصوت وتفجيرها بينهم . هذا بالإضافة إلى الشتائم والإهانات المختلفة. عند ذلك هب الشباب هبة رجل واحد وأخذوا يكبرون بأصوات ترددت أصداؤها في أرجاء القرية، مما حمل أهل القرية جميعا على إطلاق التكبيرات من كل الاتجاهات ، وبدأت عمليات رشق كثيف بالحجارة للسيارات العسكرية الإسرائيلية ، ورغم قنابل الصوت والدخان والأعيرة المطاطية ، لم يستطع جنود الاحتلال الثبات أمام هذا المد الجماهيري ، فاضطروا إلى الانسحاب بعد أن أطلقوا أعيرة الرصاص الحي على المجتمعين ، حيث أصيب الشاب " فرج ظاهر أبو فخيدة " بعدة رصاصات في الصدر , نقل على أثرها إلى المستشفى في مدينة رام الله. ولم يلبث أن توفي متأثرا بجراحه. وقد شيع جثمانه إلى مثواه الأخير فجر السادس والعشرين من كانون الأول في ظل منع التجول . ولم يسمح إلا لعدد قليل من المشيعين بالمشاركة في جنازته ، بعد معركة بين المشيعين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا خلالها الأعيرة المطاطية وقنابل الدخان والصوت . وقد أصيب في المواجهة ستة أشخاص بأعيرة مطاطية في أماكن مختلفة من أجسامهم .

تفجير عبوة على طريق دير بزيع:
كانت الدوريات الإسرائيلية تصل إلى القرية من مستوطنة (دولب )عبر الطريق الواصلة بين دير بزيع والقرية . وفي ليلة من ليالي نيسان عام 1988م. وبينما كانت دورية إسرائيلية عائدة من القرية باتجاه مستوطنة ( دولب ) ، وعند منعطف حاد إلى الجنوب الشرقي من القرية، في منطقة "حيطان أبو حسن " انفجرت عبوة من صنع محلي - بحسب الرواية الإسرائيلية -وضعت على جانب الطريق ، مما أدى إلى احتراق الدورية بشكل جزئي. وإصابة بعض الجنود . وقد ذكر جنود الاحتلال أن التفجير تم بواسطة أسلاك الهاتف القديمة ، التي تمر من القرية . وقد قام جنود الاحتلال بتفتيش بعض المنازل ، والتحقيق في الحادث . كما قامت الجرافات الإسرائيلية بتجريف الأراضي المجاورة ، واقتلاع عدد كبير من أشجار الزيتون في المنطقة المحيطة بمكان الحادث انتقاما من أهل القرية.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الجانية كغيرها من قرى فلسطين مثال على الصمود والتضحية
رحم الله شهدائنا العم فرج ظاهر والبطل طلال سمحان والبطل حسن شبايح وجعنا معكم بجنات الخلد

نموت لتحيا فلسطين
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع