شهداء القرية
من كتاب "الجانية التاريخ والأرض والإنسان" تأليف : تيسير فخيدة
وقعت الجانية تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد الخامس من حزيران عام سبعة وستين، شأنها شأن بقية القرى والمدن الفلسطينية ، وقد نزح عنها أكثر من نصف سكانها. وتفرقوا بين الأردن والدول العربية المجاورة ، كسوريا ولبنان ، والتحق قسم من أبنائها بصفوف الثورة الفلسطينية وخاضوا معارك الشرف دفاعا عن الثورة والوطن . وقد سقط العديد منهم شهداء في سبيل قضيتهم ، فظلوا شموعا مضيئة في تاريخ القرية وتاريخ القضية الفلسطينية. ومن هؤلاء:
الشهيد محمود علي أبو فخيدة " أبو مسعد "
من مواليد الجانية عام 1930م بدأ حياته مزارعا شأن غيره من أهالي قريته ، ثم التحق بالحرس الوطني الأردني وكان مسؤولا في الانضباط العسكري ، ولكن طموحه لم يقف عند هذا الحد بل دفعه إلى التفكير في الهجرة إلى البرازيل طلبا للرزق ، حيث كان بعض أبناء قريته قد سبقوه إلى ذلك ، فغادر قريته مهاجرا إلى البرازيل عام 1954م وقد عرف عنه المرح و الطموح والأنفة وعلو الهمة والدعابة. فقد كانت الابتسامة لا تفارقه .
لم يحقق أبو مسعد في المهجر طموحه الذي كان يسعى إليه ولم يحالفه الحظ بتحقيق ثروة مادية كبيرة ، فعاد إلى الأردن عام 1968م ، بعد أن وقعت قريته تحت الاحتلال الإسرائيلي. واستقر مع زوجتيه البرازيلية والعربية في الأردن ، وأخذ يعمل في التجارة ، غير أنه تعرض عام 1970م إلى مضايقات واستفزازات ، حملته إلى مغادرة الأردن إلى سوريا ، فأقام في مخيم " السيدة زينب "، حيث التحق بقوات اليرموك التابعة للثورة الفلسطينية. ثم نقل مقر خدمته إلى " لبنان " وشارك في معارك ضد العدو الإسرائيلي . في جنوب لبنان : في " كفر شوبا " و" راشيا الفخار " و غيرها. وقاتل ضد قوات الكتائب والأحرار في " الدامور" و " برج البراجنة ". ثم انتقل طائعا إلى( تل الزعتر) الذي كان يعاني من الحصار، واتخذ موقعه فوق " تلة المير " إلى جانب صديقه "حسن إبراهيم شبايح" واستطاعا معا أن يسجلا مواقف بطولية شهد بها العدو قبل الصديق ، فقد صدا بمدفعيهما كل هجمات الكتائب والتي تجاوزت خمسة وخمسين هجوما. و سقطا معا شهيدين في السادس والعشرين من حزيران عام 1976م بعد صمود أسطوري خلده التاريخ الحديث.
الشهيد حسن إبراهيم شبايح ( أبو إبراهيم )
ولد في الجانية عام 1949م ودرس في مدارسها ، ثم في مدارس كفرنعمة و بيتونيا . و التحق بصفوف الجيش الأردني في أيام شبابه الأولى عام 1965م . عاصر أحداث أيلول عام 1970م. ثم التحق بصفوف الثورة الفلسطينية وغادر الأردن إلى سوريا ملتحقا بقوات اليرموك .
اتخذ ( أبو إبراهيم ) موقعه في لبنان فوق " تلة المير " في مخيم " تل الزعتر " و ملأ قلوب أعاديه بالغيظ لما أوقعه بينهم من خسائر. وكان جهازه اللاسلكي في بعض الأحيان يلتقط مكالمات قوات الكتائب المليئة بالشتائم ضده , فقد كانوا يعرفونه لقدم عهده بذلك الموقع فكانوا يسمونه " بحسن الأصلع".
أصيب أبو إبراهيم عام خمسة وسبعين برصاصة أحد قناصي الكتائب من حرج ثابت المقابل لتل الزعتر . وقد روى عنه أحد الأطباء وكان يكتب مذكراته في مخيم تل الزعتر فقال: كان أبو إبراهيم يقول: " أنا فلاح. ابن فلاح. ومما قاله هذا الطبيب في وصف الدور الذي قام به أبو إبراهيم وأبو مسعد في الدفاع عن المخيم قال: [ لقد كان صوت المضاد هو الأغرودة بل اللحن الذي يبعث الحياة في سكان مخيم تل الزعتر، فكانت كلما هدرت أصوات المضاد تنفس الناس الصعداء وشعروا بأن المخيم بخير] . وصوت المضاد هو صوت مدفعي أبي إبراهيم وأبي مسعد. وكما روى زملاؤه في المخيم فإن أحد المدفعين قد توقف عن العمل بسبب عطل فني مما جعلهما يعملان على مدفع واحد فأصيبا معا بصاروخ مباشر مزقهما إلى أشلاء . وكان ذلك في 26/6/1976م. فانطوت باستشهادهما صفحة مضيئة في تاريخ الجانية الحديث.
الشهيد شوقي أحمد شبايح " أبو أحمد "
" أبو أحمد " من مواليد الجانية عام 1947م درس في مدارسها . التحق بصفوف الجيش الأردني ، قبل عام سبعة وستين ، ثم التحق بصفوف الثورة بعد عام 1970م. انتسب إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وأرسل في دورات عسكرية إلى روسيا، حيث حصل على رتبة ملازم طيار، وشارك في معارك الثورة ضد العدو الإسرائيلي وضد الكتائب ، وسقط شهيدا أثناء قصف اسرائيلي جوي لبيروت الغربية في 15/7/1981م، واستشهد معه ولداه " بسام " و" باسم " ونجت زوجته من الموت بأعجوبة.
الشهيد نبيه جمعة مظلوم:
ولد نبيه جمعة عام 1951م في قرية الجانية ، وتعلم في مدرستها وغادر قريته عام 1967 نازحا إلى الضفة الشرقية.
التحق بصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وقام بتنفيذ عدة عمليات ضد العدو الإسرائيلي في الأغوار وغيرها من المناطق ، واستشهد إثر انفجار لغم أرضي فيه ، فاطفئت بموته شمعة مضيئة وصفحة مشرقة من حياة مناضل شاب ، ناضل من أجل وطنه، وحمل قضية في قلبه وقضى في سبيلها . و كان ذلك عام 1969م.
الشهيد فرج ظاهر أبو فخيدة: " أبو نبيل "
ولد في الجانية عام 1962م ، وتعلم في مدارسها الابتدائية ، ثم في مدرسة كفر نعمة الإعدادية . التحق بميدان العمل ، وكان في أيامه الأخيرة يعمل في مصنع الأعلاف التابع للجمعية التعاونية لمربي الدواجن ، كعامل فني . عاد من عمله إلى قريته عصر الخامس والعشرين من كانون الأول عام 1989م ، ليجد قوات الاحتلال تجمع الشباب في ساحة القرية ، وتقوم بأعمال استفزازية ضدهم، وعندما انطلقت صيحات التكبير كان بين المكبرين ، ولما تحول الموقف إلى صدام مع قوات الاحتلال ، كان بين الشباب الذين أمطروا قوات الاحتلال بوابل من الحجارة ، مما أثار غيظ الضابط الإسرائيلي، فقام بإطلاق الرصاص الحي عليه ، فأصيب في صدره بعدة رصاصات نقل على أثرها إلى مستشفى رام الله ليفارق الحياة بعد ساعات قليلة . وقد شيع جثمانه الطاهر فجر السادس و العشرين من كانون الأول في ظل منع التجول . وقد عرف رحمة الله بنقاء السريرة وطيبة القلب والبسمة الدائمة.
الشهيد طلال فايز سمحان :
ولد الشهيد البطل في الجانية حوالي عام 1945م ، وغادرها نازحا بعد عام 1967م ، هو وعائلته متوجها إلى الأردن ، والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية ، وسلك طريق الكفاح المسلح ضد العدو الإسرائيلي وسقط شهيدا وهو يؤدي واجبه الوطني عام 1969م ملتحقا بموكب الشهداء الأبرار.
الشهيد محمد حسين درويش سمحان :
ولد الشهيد البطل في قريته " الجانية " حوالي عام 1940م ، وتعلم في مدارسها الابتدائية ، ثم التحق بقوات الجيش الأردني قبل عام سبعة وستين ، وعندما اشتعلت حرب عام 1967م كان يقضي إجازته في مسقط رأسه ، فالتحق بوحدته العسكرية وشارك في المعارك ضد العدو المحتل . التحق بصفوف الثورة وسقط شهيدا وهو يدافع عن قضيته عام1971م.
الشهيد أحمد محمد شبايح :
من مواليد الجانية حوالي عام 1942م. دخل سلك الجندية ملتحقا بقوات الجيش الأردني، قبل عام 1967م ، وقاتل ضد العدو الإسرائيلي ، غادر وطنه نازحا بعد احتلال الضفة الغربية ، والتحق بصفوف الثورة ، حيث سقط شهيدا عام 1970م.
الشهيد محمد عبد الحميد خطاب :
من مواليد الجانية حوالي عام 1919م ، غادر وطنه نازحا إلى الأردن بعد عام سبعة وستين، وأقام في منطقة الكرامة . وفي الحادي والعشرين من آذار عام 1968م ، قامت قوات العدو باجتياح منطقة الكرامة في محاولة منها للقضاء على قواعد الثورة فيها ، فسقط أبو عطا شهيدا برصاص قوات الغزو الصهيوني في 21/3/1968م.
الشهيدة عيشة عبد الكريم الطويل :
وهي زوجة " ناجي محمد نصار " كانت تبلغ من العمر 29عاما ، عندما وضعت طفلها الخامس أثناء انتفاضة الأقصىالتي تفجرت عام 2000م بعد زيارة شارون للحرم القدسي الشريف . وقد كانت تعاني من فقر الدم ، فنقلت بواسطة سيارة خاصة إلى مستشفى رام الله ، لكن جنود الاحتلال رفضوا السماح لها بالمرور عبر الحاجز العسكري ، مما حدا بزوجها إلى طلب سيارة إسعاف لنقلها ، لكن الجنود أعاقوا عمل الطاقم المسعف ، مما أدى إلى استشهادها قبل وصولها إلى المستشفى ، وكان ذلك في 23/1/2001م .
شارك بتعليقك
five children, died after the Israeli forces denied her access to hospital. Nassar had undergone a Cesarean
operation on 27 December 2000, and her health condition deteriorated, so she had to be evacuated to hospital.
Eyes On Aljania