فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

الجانيه: الخنازير البرية سلاح الصهاينة الجديد للاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية

مشاركة khaldon mazloom في تاريخ 2 حزيران، 2008

صورة لقرية الجانيه - فلسطين: : الأودية المحيطة أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
خلدون مظلوم

يواصل مزارعو قرية الجانية إلى الغرب من مدينة رام الله بكثير من الحسرة والاستياء، الإحجام عن زراعة أراضيهم وفلاحتها، ليس فقط خوفا من اعتداءات الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، بل كذلك خشية الخنازير البرية التي تدمر الأخضر واليابس أمامها.وضمن سلسلة الأساليب الإجرامية للاحتلال من إجرام وقتل ومجازر وتهجير واعتقال، ومصادرة لتفريغ الأرض من أصحابها الحقيقيين، ومواصلة بناء جدار الهضم والقضم والذي سوف يكون عبارة عن أسلاك شائكة في هذه القرية، عمدت سلطات الاحتلال إلى أسلوب نشر الخنازير البرية والمتوحشة في الأراضي الفلسطينية، وكانت قرية الجانية إحدى مختبرات التجارب التي إتخذها الاحتلال نموذجاً لتطبيق فكرة نشر الخنازير البرية للتضيق على المزارعين، وإجبارهم على تركها خرابا، ليسهل سرقتها مستقبلا، ولم يكتف بما سرقه من أراض لصالح الاستعمار، أو ما تم مصادرته بحجة الأوامر العسكرية. فلم تعد العشرات من الخنازير البرية التي أطلقت في الأحراش القريبة من قرية الجانية تحافظ على التوازن البيئي ؟ كما إدعى الإسرائليون ؟ فقد باتت تهاجم المزروعات في حقول القرية وتعيث فيها فساداً وخراباً...

قرية محاطة بست مستوطنات

فأهالي قرية الجانية، التي تقع إلى الغرب من مدينة رام الله وهي محاطة بست مستوطنات صهيونية المقامة على أرض القرية ويبلغ عدد سكانها 980نسمة، باتوا يعانون الأمرّين جرّاء سياسات الاحتلال الذي أغلق لهم الطريق الرئيسي الذي يصلهم بمدينة رام الله، وهو يحتجز عدد من أبنائها في سجونه، علاوة على تهجير أكثر من 500 من مواطنيها إلى الأردن وسوريا، وأيضاً قام الاحتلال بالاستيلاء على أكثر من 500 دونم من أراضيها المشجرة بالزيتون ومنعهم من فلاحتها أو حتى قطف ثمارها لفترات طويلة من الزمن وصلت إلى أكثر من أربع سنوات... واليوم يتبع الاحتلال سياسة جديدة مع أهالي القرية لتضييق الخناق عليهم وهي " ظاهرة الخنازير البرية " التي قام الاحتلال بإطلاقها في الأحراش القريبة من القرية- ومن المعروف أن الخنزير البري حيوان وحشي شرس، وهو حيوان ليلي يقضي نهاره مختبئاً في الأماكن الوعرة، وينشط في الليل حيث يتسلل إلى القرية ويفتك بالمزروعات ويفسد الحقول، ويساعده في ذلك حافره القوي حيث يقوم بحفر الأرض للوصول إلى النباتات وجذورها مع الاستعانة بأنيابه الحادة، إلى أن يطلع الصبح فيفر هاربا. ويذكر أن مثل هذا النوع من الخنازير يهاجم البشر وإن لحق بأحدهم فتك به عن طريق أنيابه التي تحتوى على السموم، وضربته تحتاج إلى زيارة الطبيب كل يومين أو ثلاثة حتى يقوم بتطهير الجرح والتغيير عنه!... وعن هذه الظاهرة كنا قد التقينا عدد من مزارعي وأهل قرية الجانية الذين أكدوا على أن مثل هذه السياسات من قبل العدو الصهيوني والتي يرمي من خلالها إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي وتخويف الناس لن تجبرهم على ترك فلاحة الأراضي وزراعتها حتى لا تصبح بوراً ويستولي عليها الاحتلال، وأنهم عازمين على إفشال مثل هذه السياسات وتفويت الفرصة على الاحتلال بكل الطرق والوسائل الممكنة. وكان أحد المواطنين من القرية والذي رفض الكشف عن إسمه قال لنا أن خسارته في ليلة واحدة فقط تجاوزت الـ 500 شيقل جرّاء دخول " الخنازير" إلى أرضه والعبث بالمزروعات وأكل بعضها كالفقوس والذي تفضله هذه الحيوانات الوحشية على غيره من المزروعات ...، وأنه رأى في تلك الليلة ما لا يقل عن 15 خنزيراً عدا عن أبنائها الصغار تغزو أرضه وتفتك بمزروعاته. أما المواطن أبو خالد والذي أكد انه يخلع كل شيء تأكل منه الخنازير خوفاً على أبنائه من المرض "..ولأن مثل هذه الحيوانات " نجسة " وحرم أكل لحومها أو مشتقاتها على المسلمين.." وقد أكد لنا المجلس القروي في القرية على لسان أحد أعضائه أن المجلس قام بالاتصال بوزارة الزراعة وإبلاغها عما يدور في القرية من مهاجمة " الخنازير" للمزروعات والأشجار والفتك بها، وقد قاموا بدورهم بالاتصال بالارتباط المدني الإسرائيلي الذي لم يحرك ساكناً حتى هذه اللحظة تجاه هذا الأمر.

شهرة القرية في خطر..

من المعروف أن قرية الجانية تستمد شهرتها من خلال موسمي البرقوق والتين والتي "..باتت في خطر بعد ظهور مثل هذه الحيوانات البرية المتوحشة" كما أفاد لنا المواطن ناجح نضال وهو أحد مزارعي القرية المتضررين جراء هذه السياسات الاسرائيلية التعسفية ضد المزارعين الفلسطينيين...وأضاف: " إن الحقول الزراعية خاصة حقول العنب بدأت تتعرض لهجمات متتالية من قبل الخنازير البرية مما يستدعي تدخل الجهات المختصة والمؤسسات المعنية في وقف هجماتها".وأشار نضال إلى أن صناعة الزبيب والقطين وعدداً من الصناعات الغذائية، تعرضت لنكسة بسبب هجمات الخنازير التي لا تتوقف في القرية مما يتسبب في تدهور القطاع الزراعي الصناعي في القرية. وتابع: " .. إنني أعاني من ويلات الخنازير كل عام، وأحجمت هذه السنة عن زراعة أرضي من القمح أو الفقوس خشية تدميرها من قبل الخنازير، كما حصل في العام السابق، ولم يبق لي مصدر دخل لهذا العام غير العمل في برنامج البطالة. حيث أنتظر دوري كباقي العاطلين عن العمل.."

مكافحة متواصلة..

وعن الطرق التي اتبعها أهل القرية لصدّ مثل هذا الهجوم على حقول القرية حدثنا أبو خالد قائلاً:" ..في بداية الأمر كنت أسهر طوال الليل وأحياناً حتى الفجر لكي أبعد هذه الحيوانات عن أرضي ومزروعاتي.. ولكني تنبهت إلى أمر بدا نافعاً حتى هذه اللحظة ولكنه كلفني الكثير في ظل الأوضاع الإقتصادية السيئة التي أمر بها ولكن كما قال المثل العربي ( قال شو أجبرك على المر غير الأمّر منه)، فقد قمت بعمل سور حول الأرض ووضع سياج عليه حتى لا تتمكن هذه الحيوانات المتوحشة من الوصول إلى المزروعات.." وتابع قائلاً:" إن الخنازير تتسبب بخسائر فادحة للقطاع الزراعي في قرية الجانية والقرى التي حولها أيضاً كل عام دون العثور على طريقة فعالة لوقف هجماتها وتخريبها للمزروعات".أما المجلس والذي يئس من الإتصال على الإرتباط الإسرائيلي فقد قررقتل هذه الحيوانات عن طريق السموم وأوكل هذه المهمة للمواطن محمد موسى، والذي أكد لنا أنه قام بجلب السّم في بادئ الأمر والذي ظهرت آثاره جيدة في البداية قبل أن يغشه الصهاينة ويضعوا بدلاً منه مادة " البودرة " من قبل التجار الإسرائيليين، حيث أن المصدر الأساسي لمثل هذا النوع من السموم هو الجهة الإسرائيلية فقط. مشيرا إلى أن جهودهم تبقى متواضعة في ظل ضعف الامكانيات وقلة الخبرة في مكافحه ظاهرة الخنازير .

مستوطنات محصنة..

ولا تستطيع الخنازير دخول مناطق المستعمرات بسبب وجود أسلاك شائكة، وحرس الاحتلال حولها، حيث قام الصهاينة بمهاجمة الخنازير بالبنادق الرشاشة وبنادق الصيد واستئجار صيادين من داخل الأراضي المحتلة عام 48 وتركزت مهمتهم على طرد الخنازير إلى أراضي القرية أو قتلها إن لم يستطيعوا طردها حتى لا تخرب كروم العنب الخاصة بالمزارعين الصهاينة...وهي بالتالي تتوجه مباشرة إلى حقول القرية، حيث تأكل الخنازير وتخرب كل ما تجد في طريقها، فالمزارع الفلسطيني يخسر سنوياً آلاف الدنانير بسبب تلف محاصيله الزراعية بفعل الخنازير البرية والمتوحشة القادمة والمرسلة من قبل المستوطنين. من هنا نصل إلى نتيجة مفادها أن الاحتلال يهدف من خلال هذه السياسات إلى تخريب الأراضي الزراعية فتصبح بوراً فيسهل بعدها الإستيلاء على الأراضي، وأيضاً إن لم يستطع تخريبها أمام تجلد وصبر المزارع الفلسطيني إضعافها على الأقل حتى يصبح إعتماد المواطن الفلسطيني على البضائع الاسرائيلية فيقوي إقتصاده على حساب الاقتصاد الفلسطيني .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

سلمت يداك يا صديقي
موضوع كتير مهم يلي كاتب عنه يا خالدون
خلينا نحكي عن الموضوع اكتر
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع