ديمقراطية الانتخابات في العالم العربي 00
عزيزي القارئ 00 أولا صياما مقبولا وبعد ذلك إفطارا هنيئا ما لذ وطاب من نعم الله في من أرض الله الواسعة في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الفضيل أعاده الله علينا وعليكم وقد تحرر وطننا الحبيب فلسطين وخرج أسرانا الأبطال الأحبة الرجال والنساء من خلف قضبان زنازين الإحتلال0
حقيقة لفت انتباهي عملية الانتخابات في وطننا العربي الكبير سواء على مستوى الرئاسة أي اختيار رئيس الدولة أو على مستوى اختيار رئيس مجلس قروي أو مجلس بلدي أو جمعية خيرية أو نادي رياضي أو حزب معين أو تنظيم معين أو فصيل معين في إقليم معين0 كلمة ديمقراطية جاءت من الكلمة الفرنسية democratie ثم من اللاتينية لاحقا democratia وتعني ببساطة " حكم الشعب 00 حكم الأغلبية " 00أن يكون الإنسان حرا في اختيار وانتخاب أي شخص دون إكراه أو إجبار أو ترهيب أو ترغيب0 معنى ذلك أن الناخب يرى بعقله وفكره الشخص المناسب دون تأثير من أفراد أو جماعات أو عائلة أو عشيرة ؟ لكي ينتخبه ليمثل مصالحه الوطنية في المستقبل عن حكمة ودراية ووعي كامل عن هذا الشخص أو ذاك الشخص0
للأسف الشديد ما يحصل عندنا في انتخاباتنا شيء مرعب وغريب ومستهجن ومرفوض في كثير من الأحيان0 ترى الناس يتهامسون ويهرولون وكأن القيامة ستقوم غدا وسينهض الموتى من قبورهم لمحاكمة جلاديهم في زمن الظلم والكذب والافتراء والنصب والاحتيال!!
ترى الناس يهرولون بعد ساعات منتصف الليل يتهامسون يتحركون يتمايلون يترنحون تتدعثر أقدامهم أحيانا وتسقط على الأرض صولجاناتهم وتنكب عن عيونهم نظاراتهم الطبية من شدة وهول الحديث والجدل حول كيفية انتخاب فلان وكيفية إقصاء فلان وكيفية تجميع أكثر الأصوات لفلان وكيفية خداع تلك العائلة أو تلك العشيرة لكي لا ينجح ذاك الشخص وكيفية مرجلة وشطرنة الوصول بكل الوسائل إلى ذاك المنصب أو ذاك المركز0
للأسف الشديد تقوم هذه الجوقة من الناس غير المنتمية حبا وتجذرا لتراب هذا الوطن الحبيب 00 تقوم هذه الجوقة بعد ساعات منتصف الليل بزيارة كل بيت لإقناع جميع أفرادها بانتخاب ذاك الشخص من الناس لكي تبق مصالح تلك العائلة أو تلك العشيرة قوية اجتماعيا وعنصريا ومصلحيا بين شقيقاتها الأخريات من القبائل أو العشائر0 للأسف يقوم ذاك الشخص مجبرا مكرها على إنتخاب ذاك الشخص بغض النظر عن فحص الصفات الأخلاقية والعلمية والوطنية الحقيقية وأقول الحقيقية و الصفات الثقافية ومدى استقامة ونزاهة وانفتاح هذا الشخص على الناس والمجتمع والعالم0
عزيزي القارئ 00 عندما تريد أن تنتخب فلان من الناس عليك أولا وأخيرا أن تضع مخافة الله بين عينيك وأن تحكم ضميرك جيدا بعيدا بعيدا عن العصبية العشائرية والعصبية العائلية وعصبية الزمالة أو الصداقة أو القرابة !! إختار بحريتك دون ضغوط عليك من هذا الشخص أو ذاك الشخص من هذه الجماعة أو تلك الجماعة0 أليس لك رأي عزيزي الناخب!! أليس لشخصك قيمة!! أليس لعقلك عمل!! هل أنت دمية تتأرجح كلما رفصتها أحذية الرجال!!
هل أنت تابع وتدور في فلك غيرك من البشر!! أليست لك كلمة وقرار!! ألست قادرا على أن تفرق بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الوطني الحقيقي الغيور على مصلحة الوطن ومن يتشدق ويتلون ويتأفأف ويترجل ويتظاهر بحب الوطن!!!
حقيقة نحن في أزمة قيم وأخلاق وفكر ناضج0 أنظر عزيزي القارئ إلى دمقرطة الغرب الناجحة المذهلة في جميع الميادين والمجالات بدءأ من صناعة إبرة الخياطة حتى إبرة ضاغط الصواريخ العملاقة العابرة للقارات !! أنظر إلى العقول المتفتحة في الغرب التي تربي وتعلم أجيالها فن الإبداع في كل شيء في كل صناعة00
* أحمد الدغامين / أبو سلام 00 الخميس 20/9/2008م
شارك بتعليقك