ظلم الانسان لأخيه الإنسان وصراع القيم والحضارات
مرحبا بك مرة أخرى عزيزي القارئ وأتمن أن تكون كل أوقاتك سعيدة وهانئة0 في هذه المقالة المتواضعة سألقي الضوء على حقد الإنسان على أخيه الإنسان في هذا العالم الزائل حيث يوما سيحاسب كل إنسان على ما اقترفت يداه ونفسه من ظلم لأخيه الإنسان في محكمة ربانية بعيدة عن الأحلاف الآدمية الأرضية بكل مفاهيمها0
أنظر قليلا إلى الوراء 00 إلى الأمس أوقبل الأمس وتذكر عزيزا لك غادر هذه الحياة الفانية !! أنظر إلى أبعد من ذلك كثيرا بمسافة زمنية تزيد عن قرن غابر حيث اختفت بيوت بل وقرى بل ومدن كاملة عن وجه الخريطة الآدمية هذه!! أنظر بعيدا إلى مسافة زمنية في المستقبل بعد قرن قادم 00 ماذا تتوقع من تغيرات هائلة في الجغرافيا والأنساب والتقنية الحديثة!! كل ذلك يشير إلى أن الملك هو فقط لله سبحانه وتعالى الواحد الأحد الباقي الخالد حيث لا بقاء ولا خلود ولا ديمومة لبني البشر ،، هذا الإنسان عدو نفسه!!
تذكر عزيزي القارئ أنك لا تعيش في هذا العالم لوحدك في جزيرة منعزلة وتعيش عقلية القلعة ! الناس في هذا الكوكب منتشرون في كل مكان بمختلف دياناتهم وعقائدهم وأشكالهم وألوانهم ومبادئهم !! إنهم – إن جاز لي هذا التشبيه – مثل كل أنواع النباتات متجذرة في غابات وأدغال جغرافيا هذا العالم !! لكل نبته شكلها الخاص ولونها الخاص وسميتها ودواؤها الخاص! إحترم هذا التنوع العقائدي والثقافي والحضاري لهذه الأقوام والشعوب لأن كل فرد من هذه الأقوام حصل وتوارث بامتياز منذ عشرات الآلاف من السنين : توارث عادات وتقاليد آبائه وأجداده وليس من السهولة وبصوت نشاز أو بجرة قلم معوق أن نلغي ونقصي مفاهيم وعقائد وتراث هؤلاء الناس هؤلاء الأقوام!!
هناك تشابك ثقافي مجتمعي في كل دول العالم،، تجد مثلا صائغا تابع لعقيدة معينة وتجد نجارا تابعا لعقيدة معينة وتجد مزارعا تابع لعقيدة معينة وتجد كاتبا تابع لعقيدة معينة وتجد مهندسا تابع لعقيدة معينة وتجد حدادا تابع لعقيدة معينة وتجد خبازا تابعا لعقيدة معينة وهكذا لا تستطيع فصل وعزل أبناء المجتمع المتماسك الواحد إلى أفراد وأشخاص منعزلين منقسمين منبوذين مقصيين حسب أهوائك النفسية منذ رأت عيناك نور شمس هذا العالم المنفتح على احترام ذات وقيم الآخر!!
نعم ،، لا توجد هناك عدالة مطلقة لأن الإنسان هو إنسان خطاء وبطبعه هلوع ! ولكن وفي نفس الوقت هناك من البشر من أصحاب القرار في هذا العالم – الحكماء والعقلاء والمؤمنون يمتلكون صفة القيمة والقيم حيث مداركهم واسعة يتحسسون نبض معاناة البشر في كل مكان ويعملون جاهدين على إنصاف المظلومين في كل مكان في هذا العالم0
نعم ،، تذكر عزيزي القارئ ،، أن تكون فاعلا وعنصرا ايجابيا في المحافظة على السلم المجتمعي في كل مكان وفي كل أماكن تواجدك وفكر مرة بل وألف مرة أنك قد تحمل موروثات اجتماعية ومجتمعية موغلة في الجهل والحقد حيث عليك أن تتخلص سريعا من هذه الفيروسات النفسية قبل أن تفتك بك وتطيح برأسك ولا نريد ولا نتمن إلا سلامتك وعافيتك وانخراطك في أي موقع أو مجتمع بشكل إيجابي فعال حيث الإبداع والبناء والتطور دائما0
* أحمد الدغامين / أبوسلام الجمعة 14/5/2010م
شارك بتعليقك