إذا كان هناك عمل جليل بالغ الخطورة على حياة الإنسان ولكن يضمن له الجنة مثل الجهاد في سبيل الله، فهل المفروض أن يحرص عليه الشباب الصغار الذين هم في مقتبل العمر، أم الشيوخ الذين هم على أعتاب القبر (كما يقال) ومن الطبيعي أن يحرصوا على ختم حياتهم بالعمل الجليل الذي يضمن لهم الجنة...؟.
أعتقد أن الإجابة لصالح الافتراض الثاني، فهكذا يقول العقل، وهو ما يسنده الواقع، فالجهاد في سبيل الله في عصر الخلفاء الراشدين مثلا كان يشترك فيه الشباب الصغار ولكنه كان يقوم على الرجال الأشداء، وكان الشيوخ يساهمون بما يتفق مع طبيعة سنهم، فما دام أن الأمر كذلك وأن الجهاد كان يحرص عليه الكبار مثل الصغار - فلماذا يا ترى نجد الآن أن كل الذين يزاولون تلك الأعمال التي يقولون عنها إنها جهادية سواء في العراق أو عندنا هنا هم من الشباب الصغار ولا نجد من بينهم كهولا ولا شيوخا، مع أن طبيعة تلك الأعمال تختلف كثيرا عن طبيعة تلك الأعمال الجهادية الحقة في العصر الإسلامي الأول إذ إن الشيوخ فيها يمكن أن يقوموا بالمهام على خير وجه، فقيادة السيارة المفخخة وتفجيرها في الموقع المحدد يمكن أن يقوم بها شيخ فوق المئة ربما بأكثر مهارة مما يقوم بها شاب في العشرين.
في حالة من حالات البحث عن الجنة سافر شاب في مقتبل العمر من بلده إلى بلد آخر بغرض قتل أحد الرجال المتهمين بالإلحاد ليتقرب بقتله إلى الله أملا في دخول الجنة، وصادف أن كان هذا الرجل المتهم بالإلحاد هو أول من قابل ذلك الشاب، وقد حصل هذا في أحد المقاهي، فقد رآه الرجل جالسا وأدرك أنه غريب ومن جنسيته، فاتجه نحوه وصافحه ورحب به واستأذنه ليجلس معه، فأذن الشاب، وتبادل الاثنان حوارا وديا وأنس كل منهما للآخر، ثم سأل الشاب الرجل فقال هل تعرف فلانا، ووجد الرجل أن الشاب ينطق باسمه، فتعجب لكنه سيطر على مشاعره وكان بعيد الغور، فقال للشاب، ولماذا تسأل عن هذا الرجل؟ فصارحه الشاب وقال إنه ملحد شرير وإنه ينوي تخليص الناس من شره تقربا إلى الله وأملا في دخول الجنة، فزاد عجب الرجل، ومارس ضبطا أكثر لمشاعره وقال للشاب وكيف تأكدت أن ذلك الرجل ملحد يستحق القتل وأن قتله سيوصلك للجنة؟ فقال الشاب: بعض المشايخ قالوا لي ذلك... فتعجب الرجل وقال للشاب: هل قلت إن بعض المشايخ قالوا لك إن فلانا ملحد وشرير وإن تخليص المسلمين من شره سيوصلك للجنة؟ قال الشاب: نعم... فقال الرجل: ألم تسأل نفسك لماذا آثرك هؤلاء المشايخ بالجنة وفضلوك على أنفسهم؟، قال الشاب: نعم...؟ ماذا تقصد...؟، قال الرجل: أقصد لماذا لم يسع هؤلاء المشايخ ليحصلوا هم على الجنة وتنازلوا لك عن هذا العمل الجليل الذي يؤدي لها...؟ فاحتار الشاب وقال: هاه...؟ لا أدري...؟.
لقد حصل هذا منذ سنوات عديدة وهذا السؤال الذي طرحه الرجل على الشاب الباحث عن الجنة يمكن أن يطرح الآن على هؤلاء الشباب الذين يفجرون أنفسهم ويفجرون السيارات المفخخة وهم داخلها بهدف الحصول على الجنة... فهم بلا شك متأثرون بفتاوى وأفكار وتوجيهات وأوامر أشخاص اكتسبوا ثقتهم وعظم تأثيرهم عليهم، كما أن هؤلاء الأشخاص المؤثرين على عقول هؤلاء الشباب هم الذين أوهموا هؤلاء الشباب بأن ما يقومون به هو عمل جهادي يوصل إلى الجنة، والمفروض أن يسأل هؤلاء الشباب أنفسهم لماذا فضلهم هؤلاء على أنفسهم وتنازلوا لهم عن هذا العمل الجليل الذي يوصل إلى الجنة...؟.
في الأعمال الجهادية الحقة كان الجميع يشتركون في العمل الجهادي بمن فيهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وصحابته الكرام أما الآن فالذين يقومون بتلك الأعمال الخطيرة التي يظنون أنها جهادية هم الشباب الصغار الذين تم التأثير عليهم وتحويلهم إلى طلقات رصاص، فأين رجال التنظيم وكهوله وشيوخه؟. أين كبار السن المتأثرون بفكره؟... ألا يوجد ولا إنسان واحد طاعن في السن يقتنع بأنه عمل جهادي ويفجر نفسه أو يفجر سيارة مفخخة؟ فيا أيها الشباب الباحثون عن الجنة أين مشايخكم عن هذا (العمل الجليل)...؟ ألا يريدون الجنة هم أيضا؟.
إذا اقتنع إنسان بأن أمامه مهمة خطيرة حاسمة ستقوده إلى الجنة، فهل من المعقول أن يؤجل ذلك وينشغل في مهمة أخرى مختلفة؟ هل يضمن هذا المسوف أنه لن يحدث له ما يحرفه عن المسار السليم إلى مسار آخر قد يذهب به إلى النار...؟ طبعا لا يمكن أن يضمن ذلك أحد... والجميع بالتأكيد يطمعون في الجنة فلماذا أيها الشباب الباحثون عن الجنة يسوف شيوخكم ولا يشتركون معكم في مهامكم (الجليلة) التي ستأخذكم إلى الجنة كما تعتقدون[/align]
شارك بتعليقك
هذه العمليات التفجيرية الدموية التي دمرت العراق وقسمته بين سنة وشيعة وهذه التفجيرات التي دمرت الامة الاسلامية في واشنطن وافغانستان والقدس وداخل الارض المحتلة لم تقتل سوى الابرياء والمدنيين وانا ارى ان ديننا الحنيف لا يحث على قتل الصغار والشيوخ والعجائز والنساء بل يحرم فتلهم حتى الاشجار
وايضا ان كان يجب ان يقوم الشخص بتفجير نفسه فعليه ان يذهب الى معسكرات الاعداء ويفجر نفسه وسط الجنود او وجها لوجه مع جنود الاحتلال في كل مكان
والعنصر الاساسي الذي نحتاجه وهو غير موجود حتى يساعدنا على الجهاد والقتال هو عنصر الخلافة ووجود امير للمؤمنين من اجل ان يقودنا حتى التحرير ونشر الاسلام وتنقصنا ايضا الوحدة فبلادنا مقسمة بين السعودية ومصر والاردن وسوريا وباقي الدول التي تصبح سنة 22 دولة وسنة اخرى 21 وسنة لا نرى معظمهم
الشئ الاكثر اهمية ان ابناء المسلمين من صغار السن متلهفين للجنة وانما الاعمال بالنيات ولكن بعض مشايخنا الذين يسمون انفسهم مشايخ يورطونهم او يعطونهم الاجازة بغير دليل ولا حكم سوى دفع الشباب وتشجيعهم لتفجير انفسهم لا يهم اين او متى وانا اشك انها مكاسب دعائية ليقال الشيخ الفلاني افتى بجواز ذلك او حلله
انا ارى ان نجاهد ولكن بعد الوحدة ووجود امير وخليفة للمسلمين يقودهم بجهادهم ويعود عهد الفتوحات والعزة للمسلمين كما كنا والله المستعان
لذا ادعو كل اخواني من الشباب المسلم الى التريث وعدم الانجرار وراء دعوات لا اصل لها وانشاء الله الى الجنة كل شباب ونساء ورجال وشيوخ وصغار المسلمين يا رب يا الله
مشكور سلام
وبعد
ليس ما يوصل الى الجنة فقط الجهاد وانما هناك امور كثيره .
لكن اعلمي ان في تلك العمليات الاستشهادية يموت الكثير من الابرياء .
فالانسان العاقل هو الذي لا ينجر وراء الاخرين وانما يحكم عقله قبل الاقام على اي عمل .
فالدين الاسلامي دين رحمة وايخاء لجميع الشعوب