وين كاين يا صرصور أيام الحصايد
مَثل بلدي ...يضرب لذاك الصرصور الذي يمني نفسه كثيرا بأنه سيكون في مأمن أيام فصل الشتاء القاسية حينما تحِنُ عليه تلك النملة البائسة التي انفقت عمرها في جر حب القمح او الشعير كي يكون لها رصيدا في تلك الايام العصيبة ...بينما هو يجلس يرقب سيرها وهي تكد وتتعب ...ليخرج لها أصواتا تسلي عنها العناء والشدة ...يحسبها ستحن عليه يوما ...ستشعر معه كما شعر معها وهو يخرج لها اصواته...ستحس بجوعه وشدة حاجته لحبة القمح التي عانت هي فيها طوال نهارها كي تنقلها ...ففي ساعة الضيق وعندما يشتد الحال على ذلك الصرصور فيلجأ لها مستغيثا
فتقول له وين كاين يا صرصور أيام الحصايد
إن هذا لهو بحق مثال الطالب الكسول المسوف الفاشل في دراسته ...يلوم غيره ويلقي وزره على ظهر غيره ...فتارة يكون السبب في فشله ذلك الاستاذ او تلك المدرسة أوغير هذه أو تلك ...المهم أنه يبرر لنفسه الفشل المرة تلو المرة بدل أن يشد ويجتهد ...إنه ذلك الصرصور الذي يكتفي بالتسلية ...مع علمنا أن الصرصور مجتهد في حياته فهو يكد ويتعب ولا يهمه إنا ضربنا به المثل ...فهو مثل يقال ...وليس شرطاً أن يكون الصرصور مثال الكسل والخمول
ان هذا المثل لهو بحق مثال العامل الخامل الذي يمني نفسه الهبات الدولية والاعطيات المحلية ...يلوم هذا ويشتم ذاك ...يعزي نفسه بأنه خلق فقيراً ...مع إصراره على أن يبقى فقيراً ...لم يحترف حرفة أو صنعة ...بل اكتفى بأن يهمس في نفسه
أنا العبد الفقير فليس لي الا ان ابقى كما انا
ان هذا لهو بحق مثال كل انسان فاشل كسول خامل ...يرمي كل إنسان ناجح في حياته بأصوات الصراصير ...ولا يبقى الا ان نقول
وين كاين يا صرصور أيام الحصايد
شارك بتعليقك
تحياتي لأبو عجوه وليلى وحسونه ودكتورنا ابوالبهاء محمود
كفاح الرواشده
فتراثنا كباقي تراث فلسطين ، فلربما قيل هذا المثل في انحاء متفرقه من فلسطين فهو ليس حكراً على السموع
يعطيك العافية