قوة الإرادة 00
يهرول التلميذ الصغير باكرا مع طيور الفجر إلى مدرسته حالما درسا ممتعا 00
يهرول ذاك التلميذ عائدا مع طيور المساء حيث الأعشاش وقد أنهكه التعب 00
ينطلق والد ذاك التلميذ يجاري القمر في البحث عن قوت أطفاله بين أفاعي الأدغال0
تنطلق والدة ذاك التلميذ حيث تلامس أناملها تراب الأرض زراعة قوت الارض00
يتقهقر الأب 00 وتتقهقر الأم 00 عائدان منتصران ببضع دريهمات حيث الطعام 00
تتدحرج عبرات، دموع ذاك الطفل على وجنتيه حيث يرفض المدرسة 00
يرفض ذاك الطفل تلك المدرسة حيث يتألم من لدغات ولسعات هؤلاء الأشقياء 00
يرفض ذاك الطفل تلك المدرسة حيث كثرة الكتب وصعوبة فهم مواد الدرس 00
يطرق ذاك الطفل شتى الأبواب صارخا سائلا متحديا 00 هل من مساعد وناصح00
يعتذر الأب عن مساعدة حل واجب طفله حيث لا يقرأ ولا يكتب بل همه كسب القوت 00
تعتذر الأم عن مساعدة حل واجب طفلها حيث حتى لا تستطيع معرفة عد محصول الأرض 00
ينطلق الوالد كالعادة وإذا بعدو غادر متربص في عمق الأدغال ينفث سمومه في عينيه00
يقاوم يدافع ذاك الأب بكل قوته حيث بمنجله وبمعوله يحطم ويثقب عيون عدوه 00
تنتصر إرادة وعزيمة وكرامة ذاك الأب بمنجله البسيط على ذاك الأفعى السام الغادر 00
تنطلق الأم كالعادة وإذا بعدوا غادر آخر يتربص في الحقول حيث ينفث السموم في العيون00
تقاوم تدافع تلك الأم بكل قوتها حيث بأظافرها القوية تستطيع ثقب تلك العيون 00
تنتصر أرادة وكرامة وشرف تلك الأم بقوة إيمانها ونقاوة طهرها حيث تثقب تلك العيون 00
يتعلم ذاك الطفل البريء من قصص معاناة والديه معنى الصبر والصمود والإباء00
يقرر ذاك الطفل البريء وبحب أكثر واندفاع أقوى العودة إلى المدرسة حيث حب الدرس00
يكبر ذاك الطفل وتكبر معه كل أحلامه حيث لا حدود لأحلامه 00
يجتهد ويثابر ذاك الطفل في مدرسته حيث بذكائه واجتهاده لا يجاريه منافس 00
عيون الأب وعيون الأم على ولدها هذا وعيون الولد هذا على كل حرف في كتبه 00
شاخت عيون الأب وشاخت عيون الأم وازداد طموح هذا الصبي حيث علمه تخطى مكانه00
ذبلت عيون الأب وذبلت عيون الأم حيث أصبح الطفل عالما صاحب مركز وقرار00
رحلت عيون الأب ورحلت عيون الأم إلى الأبد وبقي أمل تلك العيون في عيون الابن العالم00
تغرس يد هذا التلميذ العالم القائد زهرة جميلة كل صباح وكل مساء على قبر والديه 00
تضع يد هذا القائد إكليلا من أجمل زهور الأرض على قبور هؤلاء حيث تحلق الأرواح 00
* أحمد الدغامين / أبو سلام 00 الخميس 10/4/2008م
شارك بتعليقك
تحياتي لك ولكلماتك الرائعة
عبدالله رواشدة