إلى روح الراحلة فدوى طوقان زهرة فلسطينية بيضاء
يصادف اليوم تاريخ 13/12/2010م رحيل شاعرتنا الفلسطينية الكبيرة بنت نابلس جبل النار – الشاعرة فدوى طوقان رحمة الله عليها ، حيث إنتقلت إلى الرفيق الأعلى تاريخ 13/12/2003 حيث صادف آنذاك يوم جمعة عن عمر ناهز خمس وثمانين عاما0
أولا أود حقيقة أن أشكر فضائيتنا الفلسطينية الحبيبة على بثها اليوم فيلما مصورا حاك فيه هذا الفيلم بالصوت والصورة والكلمة أحدى القلاع الشعرية الفلسطينية حيث سلط الضوء على أكبر ملاحم الألم والمعاناة والوجع الفلسطيني الذي مازال مستمرا حتى هذه اللحظة حيث ما زالت المعاناة مستمرة وما زال الاستيطان البغيض يقضم أرضنا الفلسطينية الحبيبة0
من خلال متابعتي الدقيقة لأحداث الفيلم حيث حقيقة عشت للحظات لحظة سرد معاناة كل كلمة تلفظت بها شاعرتنا الكبيرة المرحومة شقيقة شاعرنا الكبير المرحوم إبراهيم طوقان وحيث تعليق شاعرنا الكبير المرحوم أحد أعمدة وقلاع الشعر في العالم المرحوم محمود درويش ومن خلال الفيلم عرجت شاعرتنا المرحومة على شاعرنا المرحوم الكبير شاعر الثورة والمقاومة عبدالرحيم محمود ابن طولكرم الباسلة0
صحيح رحل جسد شاعرتنا الطاهر ورحلت أجساد شعراؤنا الطاهرة رحمة الله عليهم ولكن كلماتهم ومعاناتهم وآلامهم وأمالهم وبطولاتهم وعنفوانهم تجسد فينا نحن الفلسطينيون أولا حيث ما حيينا سننقل تلك الآلام والآمال معا إلى أطفالنا وشبابنا وأجيالنا القادمة0
كانت رسالة شاعرتنا الكبيرة رسالة عتاب ورسالة سخط ورسالة ألم تحاول من خلالها الثورة على الجهل والثورة على الظلم والثورة على الألم نفسه!
نعم مضت أكثر من 75 سنة على حادثة الزهرة البيضاء التي أهداها ذاك الفتى الفلسطيني الذي عبر من خلال تلك الزهرة البيضاء – عبر عن مدى تقديره وإعاجابه بتلك الفتاة الفلسطينية الطالبة في المدرسة عندما كان عمرها لا يتجاوز 12 سنة حيث تتصرف ببراءة تامة ولا تعرف شيئا عن عالم الغزل والمغازلين! نعم ،، تلك الزهرة البيضاء الجميلة كانت قد حولت حياة تلك التلميذة إلى حياة جحيم حيث صرامة العادات والتقاليد في تلك الفترة وذاك الزمان حيث حرمت من التعليم على إثر تلك الحادثة البريئة!!
نعم ،، تحولت تلك الزهرة البريئة ذات الثني عشر ربيعا ،، تحولت إلى بركان ثائر غاضب على سوء معاملة المرأة وعلى الظلم والقسوة في التعامل- ولا أقول فقط الفلسطينية بل المرأة الشرقية بشكل عام! تفتحت قريحة تلميذتنا البريئة حيث أصبحت من كبار الشعراء في العالم!
رحمة الله عليك يا بنت نابلس بنت جبل النار بنت الجبل الفلسطيني الصامد ورحمة الله على جميع شعرائنا ورحمة الله على جميع من سقطوا من أجل تراب فلسطين!
شعبنا عظيم بامتياز! شعبنا الصابر الصامد المحتسب الذي يعاني سواء داخل الوطن أو في الشتات! لماذا هذه المعاناة ولماذا هذا الألم المتواصل منذ عشرات السنين! ما هي الخطيئة وما هي الجريمة التي ارتكبها شعبنا الفلسطيني العظيم حتى تستمر معاناته وآلامه وأوجاعه!!!
شارك بتعليقك