اللهجة و الدلالة الاجتماعية
أ- عمر عبد الرحمن نمر
تتغيا هذه الورقة تسليط الضوء على تحايث اللغة الفصحى وعاء المعرفة , و حمالة الفكر , و أداة تنميط المعرفة للهجات العامية. و تشكيل حوارية حول هذه اللهجات التي تشكل بنية التنظيم الإجتماعي العضوية , باعتبارها أداة التواصل و التفاعل و صياغة العلاقات ... علاوة على أنها مراّة تعكس مجمل مناشط المجتمع المادية و المعنوية , و في الوقت ذاته فهي إفراز لمجمل هيكلة الإنتاج , و التي تتوسع أبعاده لتتضمن مختلف القطاعات المادي منها و المعنوي .
لذا فمن بدهيات القول أن يمتد حوارنا في هذه الجدلية بين اللهجة المنتمية و المجتمع الحاضن ليتضمن الشكل و المضمون , الأثر و التأثير , اّليات التكوين و التفاعل , و من هذا الإمتداد الحواري يمكن الكشف عن بعض الإتجاهات التي تربط اللهجة بالمجتمع من خلال الدلالة ..
كل هذا سيتم على أرضية أن لا خطر من دراسة اللهجة على الفصحى .. بل بالعكس فإن اللغة الفصحى هي البوصلة التي توجهنا لفهم حقائق اللهجات بما تكشفه من أوجه اجتماعية .. والفصحى هي الأم السرمدية , في حين أن اللهجات تفرعات من هذه الأم .. تأتت بسبب بعد الشقة بين اللغة و الناطقين , أو لاتساع الحيز الذي شغلته اللغة , أو لأسباب تربوية بيئية إجتماعية طرأت على مستخدمي اللغة .
و اللهجة كما " اللغة تنظيم اجتماعي ترتبط أساساً بحركة الإنسان الذي يشكل نواة المجتمع , و تنظم حياة المجتمع بكافة على أبعادها من خلال ممارسة الفرد لمصطلحاتها " (1) "فالألفاظ تعيش مع الناس , تنتقل من جيل لاّخر وهي بانتقالها تكتسب دلالات اجتماعية يتعارف الناس عليها , فقد يتسع مدلولها و قد يضيق و يتخصص" (2) و الألفاظ بهذا المعنى حاملة ومحمولة حاملة لرزم من العلاقات الإجتماعية المنمطة .. محمولة بممارسة الأفراد لها و نقلها من جيل لاّخر , علاوة على امتلاكها لذاكرة , فيما تمثله من سيرورة متحولة من معنى إجتماعي لاّخر ..
و ما يعترضها في هذه السيرورة من عوامل اجتماعية و اقتصادية منوعة تعمل بالضرورة على تلونها تبعاً لطبيعة المجتمع الممارس , و الذي يصبغها بصبغته السائدة , و خير مثال على ذلك الرائحة المادية التي تشتم من بعض تراكيب اللغة الإنجليزية و التي تعطي اللغة بعداً مادياً .
تأمل :
Pay a visit : يدفع زيارة
pay compliments يدفع تمنيات :
pay attention يدفع انتباه :
spend time يصرف وقتاً :
save time يوفر وقتاً :
" و لعل في هذا دلالة على اهتمام واضح بالحياة الإقتصادية المادية و التي ضمت هذه الألفاظ ضمن مصطلحاتها المادية , و أعطتها هذا النوع من الجرعات الإقتصادية , هذا كله في حين أن اللفظة العربية المقابلة ( ادفع ) لا تستخدم هذه الإستخدامات" (3).
و تلعب الفلسفة السائدة , و دوران اللفظة على أكثر من جيل دوراً في تهذيب اللغة "فبينما كانت اللاتينية تسمى الأشياء بمسمياتها , فإن العربية بعد الإسلام استخدمت ألفاظاً مهذبة .. ففي حين سميت العورات , و القذارات في اللاتينية بأسمائها المكشوفة , و التي يمجها الذوق الإجتماعي , وجدنا العربية تهذب هذه الألفاظ بالنقل من الدلالة الحقيقية للمجاز مثل:
قبل , دبر , لامستم النساء, قضاء الحاجة , نساؤكم حرث لكم , الهجران في المضاجع " (4)
وإذا انتقلنا من العنوان الأصل ( اللغة ) , إلى متفرعات عنه اللهجات , فإنه يمكن القول أن ما ينطبق على اللغة من مقاربات يطرد على اللهجة , علماً أن دراسات الأنثروبولوجيا , و دراسات المأثور تعتقد أن اللهجة أداة أكثر دقة في كشف العلاقات الإجتماعية بكل تفاعلاتها و مستوياتها , والتي يمكن أن يتفرع منها صور الحيوات الثقافية و السياسية و الإقتصادية . ذلك أن اللهجة هي وسيلة التواصل و التفاعل الإجتماعي التلقائي بين أفراد المجتمع مع الإحتياط " أن كل فرد ينحو إلى استخدام اللهجة على نحو مغرق في الذاتية و الشخصية , وهو ما يعرف باسم ( اللكنة ) أي اللهجة الفردية في سياق اللهجة المحلية"(5)
و يذكر الدكتور "علي وافي" أسباباً لتولد اللهجة و انتشارها يلخصها في عوامل ثقافية واجتماعية و اقتصادية . و التباين في تمظهر هذه العوامل هو الذي يشكل الفروقات اللغوية من بيئة لأخرى في المحيط نفسه (6) و المدقق في هذه العوامل يرى أنها تنقلب لتتحول إلى مؤثرات تلعب دوراً في تشكيل حياة الشرائح الإجتماعية المختلفة .
اللهجة نظام اتصال اجتماعي :
إن للهجة دوراً أساسياً في نقل الرسالة للمتلقي .. لأنها أحد عناصر عملية الإتصال كونها تحمل معاني أو أفكاراً تشكل الرسالة , و من بدهيات القول أن تشابك هذا العنصر مع عناصر الإتصال الأخرى و تداخله معها , يولد شبكة من الإمكانات الإحتمالية التي تجبه واقع المتلقي .. فالمتلقي يفهم الرسالة تمام الفهم , و يندغم معها .. أو ينقص هذا الفهم , و قد يخطئ المتلقي في الفهم .. أو يحرف المعنى عن مواضعه .. و كل احتمال من هذه له أثره على المتلقي , و تأثيره في التغدية الراجعة .. وبالتالي يؤثر على شكل العلاقة المتولدة بين مرسل و متلق ..
و هناك بوتقة أخرى لتشكيل هذه العلاقة و بلورتها .. و هذا ما يمكن أن نطلق عليه ( بلاغة الموقف الإجتماعي ) إن دق التعبير .. و الموقف الإجتماعي مجال يتسع للمعنى المعجمي للتركيب , علاوة على السياق الذي قيل فيه و الاّلية التي قيل فيها .
إن هذا الثالوث المركب و الذي يحل موقفاً وظيفياً .. يفجأنا كل لحظة .. ففي كل لحظة في تفاعلك الإجتماعي , و اتصالك بالاّخر يطلب منك تقديم هذا الثالوث و ممارسته , و بناءً على ذلك تحصل على درجة من الرضا أو عدمه تبعاً للأثر الدي تركته في المتلقي ..
بعد فترة فراق طويلة .. التقيت صديق الطفولة .. كنت قد اشتقت للقائه .. وهو كذلك .. بادرته بالسؤال :
كيف حالك ؟؟ .. أجابك : بخير .. و سكت .. اكتفيت بذلك .. عند تأمل هدا الموقف الإجتماعي :
نجد أن المعنى الوظيفي , وهو السؤال عن الحال في هذه الحالة قد تم ، و لكن لم يحصل التفاعل , و تبادل المشاعر بما يليق بالمناسبة الإجتماعية ، بالعكس خلف هذا الحوار المقتضب
جواً من الجمود و فتور العلاقة .. بدلاً من تجديدها .. و بث الحرارة فيها .. السبب .. ببساطة , لأنه لم يراع السياق الملائم للمعنى المعجمي , و هذان لم يتلاءما و الاّلية التي قيل فيها التركيب .. بمعنى اّخر إن تركيباً واحداً مفصولاً عن سياقه غير كاف للتعبير عن الموقف الإجتماعي التفاعلي .. مع أنه عبر عن معنى وظيفي .. و لكي يستوفى ذلك التعبير .. لابد أن نتبع التراكيب تراكيب أخرى ..
تدور حول المعنى الوظيفي نفسه ..
كيف الحال ؟؟ .. اشتقنالك .. واين أنت يا زلمي ؟ .. والله وأهلاً و سهلاً .. و في هذه الحالة , يصاحب الإستطراد نوع من التنغيم* التلقائي الذي يستدعيه الموقف ..
إذن " المعنى المعجمي ليس كافياً في إدراك معنى الكلام .. فثمة عناصر غير لغوية ذات دخل كبير في تحديد المعنى بل هي جزء أو أجزاء من معنى الكلام مثل شخصية المتكلم** , المخاطب , العلاقة , التنغيم ... إلخ
الصورة الثانية من صور بلاغة الموقف ( بلاغة الموقف الإجتماعي ) , تنبثق من فكرةالإختزال أو الإختصار أو الإيجاز .. فالألفاظ هنا أقل من المعنى ( الإجتماعي ) .. في هذه الحالة : إن لفظة واحدة , أو مجرد إشارة يصدرها عامل في مصنع يمكن أن تدلل على وجود خلل إحدى اّلات المصنع , و يمكن لهذه الرسالة البسيطة المفردة ( لفظة , إشارة ) أن تدلل على نوع الخلل أيضاً .. وفق ما تعارفت عليه المجموعة .. حيث تميل المجموعات إلى إيجاد قواسم مشتركة لغوية بين أفرادها .. وهو ما يسمى بتوحيد المصطلح و ذلك توفيراً للجهد و الزمن و طلباً للدقة ..
و المستوى الثالث هو التعادل بين اللفظ و المعنى تلبية لحاجة الموقف الإجتماعي .. و يمكن ملاحظة هذه الصورة في التجليات التي تظهر في تواصل الموظف الرسمي مع المراجع .. حيث المراجع يسأل و الموظف يجيب بالقدر المطلوب .. و العكس أيضاً يحدث .. من هنا فإنه " عندما ينطق شخص ما بعبارة معينة و في ظروف خاصة يمكن لنا أن نتصور ذلك تبعاً لمختلف وجهات النظر التي تتشابك في هذا الموضوع , حيث تلتصق العبارة بالتاريخ الشخصي للناطق , كما أنها تتكيف داخل متوالية من الأفعال و تتطابق مع المعايير الإجتماعية و تقيم العلاقات بين التخاطبين"(8)
إن الدلالات الإجتماعية المرمزة باللهجة , و المحمولة عليها و نتيجة للإستخدام التلقائي المستمر سرعان ما تتنمط , و تتشكل في قوالب جاهزة للإستخدام لتحقيق مقاصد مثل :
1- طلب تقدير :
في هذا الغرض يتحتم على المرسل أن يرى نفسه أقل قيمة و قدراً من المستقبل .. و التفاعل في هذه الحالة يحتم على المستقبل العمل على رفع قيمة المرسل لمرتبة أعلى منه ، باستخدام تراكيب الرد و التي يتعارف المجتمع عليها*** و في هذه الحوارية تتواصل ألفاظ المجاملات و تمتد وتحافظ على استمرارية التفاعل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* قد يختلف التنغيم من منطقة لأخرى ، اختلاف في طريقة إخراج الصوت ، و يمكن أن تختلف الألفاظ و التراكيب المنغمة من منطقة لأخرى .
** لهذه العناصر الدور الأساس في توصيل الرسالة ، فالتركيب الواحد قد يختلف معنى تبعا ًلهذه العناصر ، و ما يحكمها من علاقات بينية .
***كأن يقول المرسل : ولا أمر عليك . فيرد المستقبل : ما يأمر عليك ظالم .
نلاحظ ملاءمة الرد ، وكأنه رد عجز على صدر ، أو شكل "من فمك أرد عليك"
و من أشكال طلب التقدير :
بلا : أداة النفي هنا تعمل على سلب الموقف الإجتماعي مما يعيبه ، أو تعمل على تهذيب التركيب و تصحيحه ليصبح مقبولاً من المستقبل .. و من الأمثلة على ذلك :
بلا مؤاخدة : أي اسمح لي بهذا القول ، تقبله مني .
بلا زغرة : بلا (صغرى) أنت كبير في نظري ..
بلا أمر عليك : أنت أعلى مني مستوى .. لكن من فضلك افعل كذا من أجلي .. و في السياق يحدثنا التاريخ عن حرب كبيرة جرت بين عمرو بن كلثوم و عمرو بن هند ملك الحيرة . لأن أم الثاني سألت أم الأول أن تناولها طبقاً من الطعام بدون أن تقول لها "بلا أمر عليك" ..
و من هذه الألفاظ أيضاً بلا خجل ، بلا قافية .. إلخ . وبعد النطق بهذه الألفاظ يصح للمرسل أن يتبعها ما شاء من التراكيب ، بقي أن نقول إن هذه القوالب المنمطة يمكن أن تتصدر الرسالة المنوي إرسالها .. أو تتبعها كأن نقول :
أنا ما رحتش عنده بلا مؤاخذة ، أو بلا مؤاخذة أنا ما رحتش عنده ..
2- إلصاق قيمة اجتماعية للمخاطب :
وذلك في مثل التلفظ ب : تكرم ، أجلك الله ، حيشاك ، الدار دارك .. إلك صدر البيت .. أنت فصل واحنا بنلبس . عند محاولة تحليل هذه الألفاظ ، و التدقيق فيها ، نلحظ ما ترشح به هذه الألفاظ من قيم اجتماعية تعتز بها الجماعة مثل الكرم , و الجلال و العظمة ، و رفعة المنزلة , علاوة على أن المرسل يحاول إلصاق هذه القيم بالمستقبل .. و جدير بالذكر أن هذه القوالب تتصدر الكلام المرسل ، و يمكن أن تتبعه أيضاً ..
3- خدمة المعنى : أو مقاربته و يتمثل ذلك في إعطاء اللفظة شحنات إضافية لحمل معنى إضافي ، وذلك من خلال زيادة لبعض الحروف أو الأصوات لها .
خذ مثلاً لفظة سهل و مقارنتها بلفظة ( سهسلانية ) إن الثانية تعطي بأصواتها الزائدة مجالاً أوسع لتعميق الدلالة و تكبيرها ..
ومن هذا القبيل ؟ خدمة المعنى ؟ نجد ألفاظاً تذكر المؤنث و أخرى تؤنث المذكر ، فمن ألفاظ الفئة الأولى استخدم لفظة ( حجي أو حجه ) للمذكر و ذلك لإضفاء صبغة الدلع و الحميمية على الموقف الإجتماعي ، و ما ينم عنه من تواصل و تفاعل . و من ألفاظ الفئة الثانية نجد لفظة مثل : غاسل ، و قاطع .. حيث تدل الأولى على و صول الفتاة سن البلوغ ، و الثانية لوصول المرأة سن اليأس .. أظن تذكير المرأة في هذا السياق يقصد به جلب المفاجأة و الدهشة للمتلقي في سبيل تدعيم انتباهه ..
البراغماتية :
عند تعرض أحدنا لموقف ما ، فإنه و بشكل فطري تلقائي يصدر ردة فعل تلائم الموقف ، وقد تكون ردة الفعل هذه سلوكاً معيناً،أو نطقاً لتراكيب معينة ، وقد تكون سلوكاً مصاحباً تراكيب معينة .. فلو افترضنا أن شخصاً سقط على رأسه حجر و بشكل مفاجئ ، فإننا نتوقع أن يصدر سلوكاً حركياً لألفاظ مثل : اّخ .. اشمط ، اجبد ، اظرب .. ( لاحظ صيغ الأمر في الألفاظ الثلاثة في الشكل .. و لكن دلالاتها لاتفيد إلا الإستغراب و الدهشة و الألم و التوجع .. ) هذه الالفاظ يبثها الناطق لإنسان يسمعه .. ربما بجانبه ، و إن لم يكن هناك من سامع فإنه يبثها لنفسه .. و يشي هذا المنولوج المقطوع بدلالات نفسية قد تعين مرسلها على مجابهة الموقف ..
و إذا كانت هذه لاألفاظ تبعت موقفاً عملياً للتعبير عن دلالات .. فإننا في الوقت ذاته نجد الموقف العملي يتبع الألفاظ المنمطة .. مثل قول أحدهم للاّخر ( انطح فالك ) أي تقدم و شاركنا الأكل ..
" ففي البرغماتية تفاعل بين المتكلمين ، و هذا التفاعل يفضي إلى الأداء الخطابي ، و حقيقة الأمر هناك علاقة بين الناطقين و ملفوظاتهم " (9) .
الصور و التعابير و الكنايات :
" تراكيب غزيرة المعنى ، تلفت الإنتباه ، فيها كناية و تشبيه مما ليس بينهما و بين الأدب الرسمي الجميل غير الصياغة النحوية " (10) تعمق هذه التراكيب المعنى المراد ، و تختصره لكنها تكثفه أحياناً أخرى ، و ترسمه أثراً واضحاً في ذهن المتلقي .. ناهيك عن نقل أثر هذه التعابير من المتلقي الأول ، للثاني ، و الثالث ..
و الأمثلة لهذه الصور و التعابير كثيرة في النص اللهجي :
" كل الناس في جيبتي الصغيرة " ، " فلان لحمته مرتبة " ، " فلان بوكل لوز و سكر "، قلة و ذلة و كحل أسود ..
واضح أن هذه الكنايات ترسم صوراً لأناس ، أو حالات ، أو مواقف اجتماعية ، و هذه الصور موحية مؤثرة في ذهنية المتلقي ، يفهمها و ينقلها لتسهم في حياكة النسيج التفاعلي بين أفراد المجتمع ..
أضواء على تشكل اللهجة :
لا لهجة بلا أم فصيحة ، فمن الفصحى تتولد هذه الأخوات الللهجية و التي يمكنها التحايث و التجاور في منطقة واحدة " و ربما تتشعب لغة المحادثة في البلد الواحد أو المنطقة الواحدة إلى لهجات مختلفة تبعاً لاختلاف طبقات الناس فيكون مثلاً لهجة للطبقة الأرستقراطية ، و أخرى للجنود ، و ثالثة للعمال ، و هذا ما يطلق عليه العلماء اللهجات الإجتماعية " (11)
إن عملية تفكير بسيطة يمكن أن توزع الألفاظ : هاك ، خَ ، خُذ ،خَذ ، خوذ .
- و التي تحمل دلالة واحدة ؟ على هذه الطبقات الإجتماعية المختلفة .. و من هنا يمكن اعتبار هذه الألفاظ دالات و قرائن تكشف بها عن علائق المجتمع المختلفة ، و أوضح هذه العلائق " مظاهر النشاط الإقتصادي الذي تقوم به كل طبقة و يطبع اللغة بطابع خاص في مفرداتها و معانيها و أساليبها و تراكيبها " (12)
و يناقش الدكتور " يحيى جبر " دور اللغة في الكشف ، و يتم ذلك بتعقب التغيرات التي طرأت على دلالة اللفظ الذي يعبر به عن الحدث " (13)
و في تشكيل اللهجات هناك ظاهرة جديرة بالدرس وهي تشكل ما يمكن ان نسميه اللهجة النوعية ، بمعنى اّخر تشكل لهجة الرجل في المجتمع متوازية مع لهجة أخرى للمرأة ..
" فقد يحدث في بعض الشعوب التي يقل فيها اختلاط الرجال بالنساء أن يعيش فيها كلا الجنسين بمعزل عن الجنس الاّخر تحت تأثير نظم دينية ، أو تقاليد اجتماعية ، أن تختلف لهجة الرجال عن لهجة النساء اختلافاً يسيراً أو كبيراً " (14)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شارك بتعليقك