فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

ام الزينات: إم الزيـنات لا زالت أمي تعلمني عنها وتوصي بها : بقلم : عبد القادر الزيـناتي

مشاركة Mohammad A.Edghaim في تاريخ 30 آذار، 2008

صورة لقرية ام الزينات - فلسطين: : على انقاض مدرسة ام الزينات , لوحة تثبت في يوم مسيرة العودة, بنيت سنة1888 ودمرت 1948, ميراث من جيل الى جيل7/5/2003 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
ام الزينات لا زالت امي تعلمني عنها وتوصني بها
بـقـلـم : عبد القادر الـزيـناتي

في طفولتي كانت ليالي الشتاء الطويلة والباردة قصة او قصص كثيرةوحكايا من حكايات الهجرة واللجوء.

وعلى نور لمبة 60 واطا اعطت المكان لونا يميل الى صفرة موحشةعلى الجدار المطلي بدهان اذكر ان لونه يميل لاخضرار باهت لقدمه.

وامامنا مدفاءةعلاء الدين اذكرها وشكلها وطولها ودوران شكلها ولونها المائل ايضا لخضرة وسواد وكان الالوان، ابت الا ان تتفق اكثر من اتفاق امة باكملها لتعطي للجوئنا ميزة خاصة.

ولونا ذو اصفرار مقيت

كان السواد باديا في عدة نقاط لكثرة استخدامهاولون النار المشتعلة فيها يتغير فكلما احمرت نارها صفعتها امي بباطن اصابع يدها لتحولها الى لون ازرق وهي تضع فوق مشبكها قطع الكستناء التي جلبها اليوم ابي معه حين عاد مساء من عمله او سهرته لا اعلم .

بدا ابي يقلبها بيده على نار علاء الدين ويتحدث مع امي

انه الشتاء!! ولا لذة للكستناء الا به.

اخوتي يغطون في نوم عميق ووالدتي تذكره بالتحدث بصوت منخفض حتى لا يصحوا وكان عددنا سبعة

فيقول لها ,اريدهم ان يصحوا وياكلوا معنا الكستناء وما جلبت اليوم معي من فواكه ليذكروني حين يكبرون ويخبروا ابنائهم عني و وفي كل مرة اخبرك بذلك.

حين ذاك كنت انا كطفل في روضة استمع واستمتع باكل الكستناء الذي يعطيني اياه ابي بعد شيه وانظر للنائمين من حولي عل احدهم يصحوا ويشاركنا ونلهو معا.لكن والدتي اكتفت بوجودي معهم تلك الليلة واصرت على ابي للتحدث بصوت خافت.لقد كان والدي رحمه الله حنونا علينا عطوف نشعر ونحس به رغم صغرنا .

وبدا يذكرها بليالي الشتاء والكستناء والبلوط وكيف كانوا يشونه على نار الطابون .

هل تذكرين قريتنا الصغيرة وكيف كنا نجلس ونتسامر مع اهلنا واقربائنا بليالي كهذه ونسمع لحن المطرونجلس حول النار المشتعلة لنتدفاء بها وباحاديثنا الجميلة ونضحك من القلب ونعزم فلان وفلان ويعدد اسماء اناس لم اسمع باسماءهم من قبل

هل هم اقارب ام اصدقاء لا علم لي ؟

قالت وبعد الشتاء هل تذكر الربيع في ام الزينات

تنهد وامال راسه وتمدد واضعا راسه على كف يده اليمنى. اي ربيع تقصدين فيها ؟ ربيعها في الطفولة ام في الشباب او بعد زواجنا ؟!

الم تكن كلها متشابهة قالت

اجاب نعم مع فروقات بسيطة

قالت مستدركة الامر كيف

الربيع في الطفولة ربيع لعب ولهواركض طيلة النهار وراء الغنم من اقاربنا واصدقاء اهلنا في القرى المجاورة هناك

واصعد الى الجبل وانزل الى السهل واتحسس جمال كل شىءببراءة اقطف الزهوروالزعتر والمرمية والعكوب وااكل مما تنبته الارض ,واشرب الماء من عين الناطف ومن النحية الشرقية بير الهرامس دون ان يمنعني احد لاني صغير ففي بلدتنا كما تعلمين من العيب على الرجل الذهاب الى عين الماء لا ن به نسوة وهذا عرفته حين كبرت فيما بعد

قالت وفي الشباب؟

احسست بها وبربيعها اكثروعرفت جمال بلدتنا وحواريها وبيوتاتها واحدة واحدة ونعرف البيوت من الزهر المتدلي فوق اسيجتها الطينية والوانها المختلفة حين ننظراليها من الجبل نعرف البيوت من خلالها نعرف بيت من هذا او ذاك

ومن خلال كبار اهلي عرفت كل الاقارب ومنهم والدك فهو ابن عم ابي وعرفت القرى المجاورة لنا ولي اصدقاء كثيرون فيها كنا نسهر سوية ونرمح في القرى المجاورة لنا ونبيت في تلك القرية او تلك حسب وجودنا فيها

فهذه اجزم , وتلك عين غزال ,والاخرى جبع,وبير الهرامس

وخربة ام الدرج التي حصلت معركة بها سميت باسمها بين الثوار والانكليز سقط فيها شهداء وحمل عمي والدك نيشان الاصابة ومعه مصطفى المفلح من جبع في ساقه ووالدك في كتفه

واسترسل وانا احيطه بنظراتي

لقد كانت اشجار الحرش حينها تطل على البلدة بجديلتها المتشابكة كامراءة ظلت طريقها وتبحث عن من تحب بتلك البلدة الصغيرة وتنتظر مجيئه بفارغ الصبر يغطيها الصبير المنتشر في المكان وكانه يقول لها الصبر ستجدينه قريبا

لقد توفي ابي وكبرت الهموم معي وابلغ الان عشر من السنين

بدات كلمة اللاجيء التي كنت اسمعها تكبر شكلا وحجما ولا زلت لا اعي معناها بالكامل واصبحت امتلك شيئا لا يملكه الكثير من حولي امتلك ثلاثا من الاشياء هجرة ولجوء ويتم

وبدات افهمها شيئا فشيئا

فالهجرة تعني حين هجروا بلدتهم قصرا لمكان ما داخل البلد

واللجؤ حين يستقبلك بلد اخر تلجأ اليه فانت لا جىء سمة وصفة تحملها على راسك ثم على كتفك ثم على ظهرك بعدها تسلمها امنة لمن بعدك كما يسلم الجندي رايته لاخر في ارض المعركة اذا لم تتحرر بلدك .

ان اللجوء مرض مزمن لا يزول الا بالعودة او بزوال الروح عن الجسد

وكبرنا واخوتي وكبر فينا الاحساس باليتم واللجؤوانا في العاشرة من عمري هذا يتيم وعلى الناس المقربين والاغراب معرفة ذالك !

ولكن في مكان اخر خاج المنزل وبعيدا عن الجيران هذا لاجيء

وليس ابن هذا البلدالذي ولد فيه ونما

كبرت الغربة فينا نعيشها بين الاهل يتيما وبين الاصحاب في المدرسةلاجئا يعيرك بعضهم بها حين تنشب مشاجرة بينك وبين احدهم في المدرسة او الشارع الذي تقطنه من ابناء الجيران من غير اللاجئيين ابناء البلد بانك بعت ارضك واتيت الى هنا.

حينها لم اكن اعرف المعنى.ولا اعرف من يروج لها او هل هنالك من شاهدنا ونحن نبيع واعود لامي

امي: هل فعلا نحن بعنا ارضنا لليهود

قالت: بغضب ووجوم لالا لم نبع ولن نبع من اخبرك بذلك

قلت احدهم في المدرسة

قالت : لا تهتم وكانها حينها تحمل اللجوء وتريد ان تسلمه لي

انه صغير ولا يعي ما يقول ونظرت هي بعيدا في الا شيء

واسترسلت في كلامها ان ارضنا موجودة ومثبته باوراق وسند ملكية باسم جديك نملك الكثير من الاراضي ولوالدي جدك

في قرى اخرى مجاورة ولنا فيها معاصر زيتون وفي عثليث لنا مركب صيد لجدك لاباك وبيت صغير يشرف على البحر

فرحت بتلك المعلومة كمن قبض على جائزة قيمة

اذن انا لاجيء ويتيم ولي ارض تنتظرني ومركب يمخر عباب البحر الابيض المتوسط حملتها معي على مر الايام

بدات امي تعليمنا مرحلة اخرى جديدة . القرية التي لم اراها وارتني اياها في الحلم وكانها حقيقة زرعتها بنا تجري كمجرى الدم في الجسد

هؤلاء اعمامكم وتلك صورهم واخوالك وخالتكم وعماتكم وباسمائهم واحدا واحدا تزرع فينا البذرة

جميعم من ام الزينات وجميعهم رحم لكم اوصانا الله به ويحملون نفس حملكم اللجوء حتى في مخيمات الوطن

ورسمت لي خريطة دون قلم هنا اجزم وهنا عين غزال وجبع وووووو وراحت تعدد مناقب كل قرية وطيب اهلها واسماء البعض ممن تعرفهم بالاسم لا بالشكل

وعلمتنا بان جميع القرى ترتبط برباط واحد هو القربى في النسب فاكبرتها فينا وكبرت معنا قريتنا التي لم نراها

حتى اني كتبت عنها ورسمت لها الصوروسلسلتها اكثر من ذي قبل حدثتني عن قرية احبتها فاحببتها انا تصفها وكأن الصورة واقفة امامها تريد ان ترثني اياها.

لقد بقي الكثير من اهلنا هنا كما عرفت فيما بعد اسمائهم منهم دار الاسعد وابو جميل وعلي الفايزومنهم من في الشام والعراق والاردن ولبنان ومخيمات النزرح في الوطن ان ما يميز ام الزينات انهم كلهم من اصل واحد تقريبا من الاربعة اخوة الذين جاءو اليها حين انشؤها

تحياتي لك امي ولكل ام الزينات وكل زيناتي فيها وخارجها الى نعود

عـبد القـادر الـزيـناتي/ 26/3/2006



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع