يعتبر مقام سيدنا علي المطل على البحر المتوسط اليوم معقلاً من معاقل الصمود الفلسطيني في أراضي 48 ..
وسط ما تسمى مدينة " هرتسليا " والتي تبعد 16 كم عن مدينة يافا ، يقف شامخاً بمئذنته المطلة على البحر وبضريح الولي الصالح "علي بن عليل المعروف بابن عليم "..
بفضل الله وبفضل كفاح ودفاع الأهل بداخل فلسطين 48 بقي هذا المسجد بل وأصبح قبلة للمرابطين من أبناء 48 ، أولئك الأبطال من قال عنهم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء ، حتى يأتيهم أمر الله ، وهم كذلك ، قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس " يعمرون هذا المقام ويتحدون بوجودهم الدائم فيه كل مغتصبٍ جبان ، حتى أن عدد منهم قرروا السكن الدائم فيه رغم أنف المحتلين وتولوا مسؤولية رعايته وحمايته من ذئاب بني صهيون ..
في الأسبوع الماضي زرت المقام ، وشاهدت صورة مشرفة لكل عربي ومسلم رسموها أولئكِ الأبطال من أبناء فلسطين 48 ، فمنذ ساعات صباح يوم الجمعة توافد العشرات رغم بعد المسافة ، وأحضروا الطعام معهم ومنهم من أحضر الذبائح لذبحها بالمقام وشويها على شاطئه المهمل من الدولة العبرية ، وتفا جئت لعدد المصلين من نساء ورجال وأطفال ، حتى أن باحات المسجد لم تتسع لهم وقت الصلاة ، وتوالت مواعظ وخطب رجال الدين والعلماء حتى موعد صلاة الجمعة ، وللأسف منعاً لإزعاج الصهاينة بمدينة هرتسليا التي يقطنها العديد من الدبلوماسيين الأجانب منع استعمال مكبرات الصوت عند الأذان ..
أولئك هم الأبطال حقاً ، لم تنسيهم الأيام وحياة الدولة العبرية التي فرضت عليهم عنوة واجبهم تجاه أرضهم ودينهم ومقدساتهم ، ولم يكتفوا بالكلام والشعارات الرنانة ، ولم يتأثروا للمعاملة والنظرة السيئة التي يلقونها من أبناء جلدتهم كونهم يحملون الهوية الإسرائيلية ، فتحدوا الصعاب وتحدوا جبروت الصهاينة وأقبلوا بأطفالهم ليعمروا بيتاً من بيوت الله تكالبت عليه الأيام ..
سلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعين بمنازلكم قلبي معكم و سلامي لكم
...
شارك بتعليقك