من أبناء السافرية الصناديد ، من طينة السهل الساحلي بفلسطين التي استعارت منها الحناء لونها ومن مياهها أخذ العسل عذوبته ، ومن نسائم بحرها المعطرة بشذى أزهار البرتقال تخلقت ونمت هذه الشخصية فلم لا تكون من الصناديد ، ولم لا يكون المترجم شاعرا مفرطا في الحساسية والشفافية ليحلم ثلاثين عاما بكتاب يوثق فيه المأثور الشعبي الشفهي لبلدته وتاريخها وأناسها والطير والزهر والشجر تطرز به الآيادي الفلاحية المعطاءة وجه السهل الساحلي الفلسطيني مهد الخصب والخيرات .
ثلاثون عاما او تزيد جال خلالها هذا الفارس في بطون الكتب والمراجع وفي الدواوين والمخيمات وفي جلسات الشيوخ والعجائز يجمع وينسق ويدقق المأثور الشعبي من أمثال وعادات وحكايات وأقاصيص توارثتها ألاجيال وعبرا وماثورات ضانا عليها من الضياع والنسيان في فيافي التشريد . ثلاثون عاما أتحفنا بعدها لا بل أتحف المجتمع العربي والمكتبة العربية بمرجع شامل عن بلدته السافرية ووثق للمجتمع العربي الفلسطيني بعامة كتابه " من تراثنا الشعبيفي السهل الساحلي الفلسطيني في السافرية " الذي يعتبر بحق وأمانة من أفضل ما كتب عن بلدة عربية فلسطينة .
الآستاذ حسن محمد عوض درس المرحلة الابتدائية ثم تتلمذ على يدي نفسه واقفا تحت أخمصي قدر نفسي ليكمل المرحلة الثانوية ويجتاز امتحانها ( التوجيهي ) بنجاح . بعدها التحق بكلية الحقوق بجامعة دمشق وحصل على شهادة ليسانس حقوق عام 1966 م . تنقل بعد ذلك في الوظائف الحكومية ثم تفرغ لمزاولة مهنته المحماة الى أن بلغ سن التقاعد .
خلال هذه المسيرة ظل الشاغل الوطني همه الاول والآهم فعاش مأساة شعبنا صباح مساء دون ملل أو كلل لتنضج معاناته بهذا الكتاب الذي اعتبره واجبا مقدسا ودينا مستحقا للوطن.
شارك بتعليقك
نبيل موسى مصلح
السافرية
رفح - قطاع غزة