فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

السافرية: حكاية قرية السافرية المهجرة../د.محمد عقل

مشاركة د.محمد عقل في تاريخ 7 شباط، 2021

صورة لقرية السافرية - فلسطين: : احد الصور التي تنقل لنا روح الحياة قبل النكبة. الناس يجتمعون وسط القرية، .. للمصور فرانك شولتن أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
حكاية قرية السافرية المهجرة(قضاء يافا).../د.محمد عقل
الموقع:
السافرية من أكبر القرى المهجرة في قضاء يافا، تقع في الجنوب الشرقي لمدينة يافا على بعد نحو 11 كيلومتر منها. في قلب السهل الساحلي بين المثلث يافا واللد والرملة على ارتفاع نحو 40 مترًا عن سطح البحر. وهي على جانبي سكة الحديد الموصلة بين اللد ويافا. على مسافة كيلو ونصف من شارع يافا القدس. من القرى المجاورة لها قرية بيت دجن في الغرب وصرفند العمار في الجنوب، واللد في الشرق، وساقية ويازور وسلمة في الشمال الغربي وعانة والعباسية في شمالها الشرقي.
التسمية:
السافرية بلدة قديمة كما تدل على ذلك الآثار الموجودة فيها . يقول مصطفى الدباغ إن كلمة سفرايا بالسريانية تعني الصباح والاشراق. لذا ثمة من أطلق على البلدة مجازًا اسم نجمة الصباح. وسافرة أمّة من الروم كأنهم لبعدهم وتوغلهم في المغرب . والسافر الكاتب. في العهد البيزنطي كانت تسمى Sapharea وفي العهد الصليبي Sapheria.1
السافرية مركز العلماء:
كانت البلدة مسكونة في العهد الروماني، وتابعة لمقاطعة اللد. فلما فتحها العرب سكنوا فيها. في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز توفي فيها الفقيه والمحدث هانئ بن كلثوم بن عبد الله بن شريك بن صمصم الكندي ويقال الكناني الفلسطيني. يروى أنه عرضت علية إمرة فلسطين عربها وعجمها فامتنع لورعه فلا عجب أن لقب بالعابد الزاهد.2 وينسب إلى السافرية أبو الحسن حميد بن عياش السافري وهو من أصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري وقد وصف بأنه صدوق.3
السكان والعائلات:
في عام 1596م ميلادية كان في السافرية 53 من دافعي الضرائب، لذا يقدر عدد سكان القرية ب 265 نفرًا. كانت نسبة الضريبة ثلث المحصول، وبلغ مجموع الضريبة 18800 آقجه، فرضت الضريبة على محاصيل القمح والشعير والسمسم والفواكه والماعز وخلايا النحل. كانت البلدة آنذاك كلها تابعة للوقف، وتابعة لناحية الرملة من لواء غزة.4
في عام 1863م زارالرحالة الفرنسي فيكتور جيرين السافرية فذكر أن عدد سكانها بلغ 450 نسمة، وأن المسجد في وسط القرية تظلله شجرة تين كبيرة. 5
كان في السافرية في عام 1922م 1306 نفوس، ارتفعوا إلى 2040 في عام 1931م منهم 1011 ذكور و1029 إناث. مسلمون ولهم 489 بيتًا. في عام 1938 بلغ عددهم 2373 شخصًا وفي سنة 1945 قدروا ب 3070 مسلمًا. في عام 1948 قدر سلمان أبو ستة عددهم ب 3561 نسمة.6
يقول المؤرخ حسن محمد عوض إن جميع سكان السافرية كانوا في عهد الانتداب البريطاني من طبقة واحدة وذات مستوى واحد ليس بين غنيهم وفقيرهم فرق كبير، وتجمع بينهم أواصر القربى والنسب، ورغم انهم موزّعون على عدد من الحمائل(الدور) إلا انهم تجمعوا في أربعة أرباع، لكل ربع منها مختار:
1.أبو زيد وأفخاذهم السوطري وعبد الواحد والقوادرة ودار يوسف ومعهم في الربع دار عسكر وحمد والنوري وخزنة والبلة والمشني ومختارهم محمد أحمد أبو زيد.
2.دار عوض ودار نوفل ودار الزبيدي ودار صوان ومختارهم عطية رشيد عوض.
3.القدسه ومعهم في الربع المصاروة وفروعهم دار البنا وزايد وعزب والدميسي والقاحوش ومختارهم محمد يحيى من القدسة.
4.المصالحة(مصلح) وراجحة والمحروق والشملتي ومختارهم حسن راجحة.7
أما الباحث عباس نمر فذكر أن ما استطاع جمعه من أسماء الأسر والعائلات هو:
أبو زيد ، زايد ، البله ، عوض ، مصلح (المصالحة) ، نوفل ، البنا ، أبو عزب ، عواد ، السعديه ، عطية ، الزبيدي ، القدسه ، الشملتي ، ريان ، ناصر ، المحروق ، المسراطي ، صوان ، عبد النبي ، سعد ، حميدة ، جاد ، جودة ، ياسين ، شاكر ، إصليح ، بوادي ، الدميسي ، عسكر ، شلعين ، البسبس ، المصري ، المصاروة ، راجحة ، سطريه ، مرعي ، عبد الواحد ، عقرش ، سليمان ، صالح ، جبر ، شحادة ، بدر ، جاد الله ، حلبيا ، مصطفى ، حسن ، إبراهيم ، الحج ، يوسف ، الطوخي ، قاحوش.8 ولم يذكر عائلة اليماني رغم سقوط شهداء من هذه العائلة التي سكنت في السافرية.9
الأراضي في السافرية
في سنة 883 هجرية/1478 ميلادية أوقف السلطان المملوكي قايتباي على جامعه بغزة وعلى مدرسته في القدس الشريف أوقافًا كثيرة. من هذه الأوقاف 15 قيراطًا من أراضي قرية السافرية. 9ب
في سنة 1924 ميلادية نشب نزاع بين أهالي السافرية وأهالي قريد صرفند العمارعلى أراضي وقف سنان باشا الواقعة بين القريتين، وقد توجه أهالي السافرية إلى محكمة الأراضي طالبين إعادة 1916 دونمًا لهم، فعينت هذه المحكمة لجنة تحكيم لرسم الحدود. قررت لجنة التحكيم أن مساحة ألأراضي التي تخص قرية صرفند هو 13358 دونمًا، وأن مساحة الأراضي التي تخص السافرية هو 4093 دونمًا، وأن على أهالي صرفند إعادة 450 دونمًا فقط لأهالي السافرية. فرفض أهالي السافرية هذا الحل، واستأنفوا لدى محكمة الاستئناف في القدس فجاء القرار ضدهم، فأرسلوا في شباط 1926 كتابًا لمجلس الملك في لندن يطلبون أعادة النظر في هذه القضية. يبدو أنهم حصلوا على مبتغاهم، فتكون مساحة أراضي السافرية 6009 دونمات. ناب عن أهل السافرية كل من: موسى حسين عوض، حسن حسين راجحة، محمد أحمد علي وعبد الواحد. وشارك في التحكيم الشيخ يعقوب.9ج
في 17 تشرين الثاني 1933 زار المندوب السامي ومندوبون عن وزارة المستعمرات قرية السافرية. ورد في البيان الذي ألقاه الأستاذ حسين عوض أمام المندوب أن السافرية تملك 8000 دونم تقريبًا، بينما عدد سكان البلدة 2000 نسمة ونيّف. فيكون نصيب الشخص الواحد أربعة دونمات فقط في حين أن المندوب السامي نفسه قال في نفس الاحتفال إن الشخص الواحد لا يستطيع العيش بأقل من عشرة دونمات. وقد ذكر حسين عوض في نفس السياق ان سكان القرية مدينين بنحو 50000 جنيه فلسطيني، وقد طالب باسم أهالي السافرية بوقف الهجرة اليهودية ومنع بيع الأراضي لليهود. وتعقيبًا على بيان أهالي السافرية قال صاحب جريدة فلسطين إن أهالي السافرية أحسن حالاً من أهالي القرى الأخرى.10
يقول مصطفى مراد الدباغ إن للسافرية أراض مساحتها 12842 دونمًا، منها 575 للطرق والوديان والسكة الحديدية، و3722 دونمًا تسربت لليهود.11
اعتمد السكان في معيتشتهم على زراعة الحمضيات بخاصة في الجهة الغربية والشرقية، وعلى زراعة الحبوب والسمسم، والبندورة في الجهة الشمالية حيث اعتبرت البلدة أكبر منتج للبندورة ولقبت بأم البندورة التي كانت تباع في أسواق يافا والرملة وتل أبيب.12
التعليم في السافرية
في العهد العثماني كان في السافرية كُتّاب يتعلم الصبية فيه القراءة والكتابة والقرآن الكريم. وقد بقي هذا الكتّاب مرحلة أولية تسبق الانتقال إلى المكتب وهو اسم المدرسة الابتدائية التي افتتحتها الدولة العثمانية في القرية. في سنة 1327 هجرية/1909 ميلادية كان يدير هذا المكتب الشيخ سعيد أفندي الخليل كما يشير إلى ذلك أحد سجلات المحكمة الشرعية بيافا. 13
يبدو أن الكتّاب كان في جامع القرية. يقول المختار هاشم راجحة: "أول من بدأ من المعلمين في السافرية شكيب الشرابي وكان معلمًا في المسجد(الجامع) وطعامه على حساب أهل البلد دوريًا بواسطة ناطور البلد"... وكان الشرابي أفنديًا وليس شيخًا معممًا.. ومن بعده جاء محمد العنابي من عنابة اللد.. إلى أن جاء الإنكليز .14
في سنة 1920 استجاب القائمقام لطلب أهالي السافرية بافتتاح مدرسة رسمية للبنين في القرية. بدأت بمعلم واحد، ثم أخذت تتقدم حتى أصبحت سنة 1926 للصف الرابع الابتدائي في أربع غرف تتوسطها غرفة للمعلمين.15 في العام الدراسي 1945-1946 أصبحت ابتدائية كاملة حتى الصف السابع. بلغ عدد تلاميذ المدرسة في تلك السنة 348 طالبًا. يعلمهم 8 معلمين وتدفع القرية رواتب اثنين منهم وللمدرسة مكتبة تضم عشرات الكتب، وأرض زراعية يستفاد منها في تعليم الزراعة العملية.16
من الذين أداروا هذه المدرسة كان الأستاذ أنيس مكي من قرية الجورة، وكان آخرهم الأستاذ عبد الجبار أحمد شهاب من عنبتا الذي بقي في القرية حتى عام النكبة ورافق أهل القرية عند نزوحهم، وهو خريج كلية خضوري.
ومن الأساتذة الذين درسوا في هذه المدرسة نذكر:
1.أسعد عمرو من الخليل نائبًا للمدير
2.حازم اللبابيدي من غزة
3.جمال عنبتاوي من عنبتا.
4.سعيد النجمي من يازور
5.فوزي طهبوب من الخليل
6.عبد الغفور أبو حاشية من سلمة17
في عام 1946 تأسست في السافرية مدرسة للبنات. بلغ عدد طالباتها 45 طالبة تعلمهن معلمة واحدة.18
كان الذين يريدون إكمال دراستهم يذهبون إلى اللد والرملة. من الجدير بالذكر أن ثلث رجال القرية كانوا يلمون بالقراءة والكتابة وهي نسبة عالية في تلك الأيام.19
فريق نادي السافرية الرياضي
ذكر خير الدين أبو الجبينن، رئيس الاتحاد الرياضي في يافا، أنه في الأربعينيات من القرن الماضي كان في السافرية فريق لكرة القدم من الدرجة الثانية اسمه فريق نادي السافرية الرياضي، وكذا كانت نواد في العباسية واليازور وبيت دجن وغيرها من قرى يافا20. وقد ذكر طاهر اديب القليوبي أن رئيس نادي السافرية الرياضي كان هاشم راجحة وهو شخصية جذابة ويتمتع بسمعة طيبة.21 والصور التي نشرها الباحث عارف زايد، ابن السافرية، تشير إلى أن فريق السافرية اقيم في سنة 1940 وبقي قائمًا حتى حلول النكبة الفلسطينية.22
السافرية في ثورة 1936-1939 :
في 20 نيسان 1936 أعلن العرب الإضراب العام مطالبين بوقف الهجرة اليهودية ومنع انتقال الأراضي لليهود وإنشاء حكومة وطنية. وكانت الأعمال العدائية بين اليهود والعرب قد بدأت من قبل، وسرعان ما اندلعت الثورة ضد سلطات الانتداب البريطاني. استمر الإضراب مدة ستة أشهر وتأججت الثورة المسلحة فشملت جميع المدن والقرى في فلسطين.23
في السافرية تشكل فصيل من الثوار يقوده محمد أبو الشيخ، ومعهم جماعة من اليمانيين وشخص يدعى موسى الأردني. جميع هؤلاء كانوا يتبعون لقائد المنطقة الوسطى المجاهد حسن سلامة وهو من قولة في لواء اللد. قام هذا الفصيل مع ثوار اللد بعدة هجمات ضد الإنكليز، وبخاصة على القطارات المارة بين اللد ويافا مرورًا بالسافرية، حيث كانوا يتلفون خط سكة الحديد مرات عدة ابتداء من وضع الأسافين بين الفواصل ونزع أحد القضبان وانتهاء بوضع الإلغام تحت القطارات، ولما أخذ الإنكليز يرسلون قاطرة استكشاف(تروللي) تسبق القطاركانوا يمطرونها بوابل الرصاص فتسرع وتنقلب.24
في 18 حزيران 1936 انتزع الثوار أحد قضبان سكة الحديد بين اللد والسافرية فانقلب قطار يحمل بضائع مؤلف من ست عربات. وقد اصيب برضوض سائقه اليهودي الآدون ليبا ومساعده العبد محمد بوادي وهو من السافرية. وأشار مراسل جريدة فلسطين الذي زار المكان إلى أن هذا الحادث هو الأول من نوعه في البلاد، وأن الخسائر فادحة، وكان الثوار قد أمطروا القطار بوابل من الرصاص. أما مراسل جريدة الدفاع، فذكر أن قوات كبيرة من الجند حضرت إلى المكان وأن البوليس بدأ بتفتيش قرية السافرية بحثًا عن آلات تستخدم لنزع البراغي ولا يعلم ما النتيجة.25
في 27 حزيران 1936 وقف قطار أمام قرية السافرية، ففتح حراسه النار على عليان البنا فأصابوه برجله، فلما هب ولداه محمد وحسني لمساعدته أطلقوا عليهما النار ونجيا بأعجوبة.26
منذ أواخر شهر تموز1936 بدأت عمليات الثوار تتزايد ضد القطارات المارة بين اللد والسافرية، حيث استعمل الثوارالقنابل اليدوية والألغام. ويبدو أن لدخول القاوقجي إلى فلسطين تأثيرفي ذلك. في 3 أيلول 1936 خرجت عربة تروللي عسكرية عن الخط بين السافرية وبيت دجن بعد أن هاجمها الثوار وأمطروها وابلاً من الرصاص وقذفوها بعدة قنابل، فضاعف الحرس سرعة التروللي ، وأخذ يطلق الرصاص من المدافع الرشاشة الموجودة فيها، ولما ابتعدت عن مكمن الثوار خرجت التروللي عن الخط بالنظر لسرعتها الزائدة وأصيبت عجلاتها الأمامية بضرر بليغ...وقد حضرت إلى مكان الحادث قوة كبيرة من الجند والبوليس. 27 وقد جاء أحد أهالي السافرية إلى مقر صحيفة الجامعة الإسلامية في يافا فذكر أن عربة التروللي العسكرية عندما مرت في قرية السافرية واصلت إطلاق النار من المدافع الرشاشة بكثرة على القرية بدون سبب فأصاب الرصاص جدرانها ونوافذها وأزعج سكانها. 28 لم يمر سوى أيام حتى شن الثوار ليلاً هجومًا شديدًا على مستعمرة ريشون ليتسيون(عيون قارة) استمر أكثر من ساعتين. 29
أخذت الأحداث تتسارع ففي مساء 15 ايلول 1936 كانت القاطرة العسكرية تفحص الخط الحديدي بالقرب من السافرية ، فأطلق الثوارعليها الرصاص بكثرة هائلة. وقد أجاب الحرس بالمثل من مدافعهم الرشاشة وبعد ربع ساعة سكت أزيز الرصاص. وفي 17 أيلول 1936 انفجر لغم تحت الخط الحديدي بين اليازور وبيت دجن عند الكيلو 8. وقد ذكرت صحيفة الدفاع ان الجسر الواقع عند الكيلو 8 نُسِفَ، وأن قاطرة الاستكشاف أنذرت القطار في الوقت المناسب. 30 من الجدير بالذكر أن الجسر المذكور قريب من السافرية التي تقع عند الكيلو 11 . في 16 أيلول 1936 نسف الثوار بالديناميت خزان ماء في مستعمرة ريشون ليتسيون(عيون قارة)، ثم أحرقوا ما حوله من الغرف الخشبية. وفي اليوم التالي هاجموا مرة أخرى عيون قارة.31 ذكرت صحيفة دافار أن الثوار هاجموا مستعمرة ريشون ليتسيون في يوم الخميس 17 ايلول 1936 وليلة الجمعة.32 فلم تر سلطات الانتداب بدًا من القيام بعمل ضد أهالي قرية السافرية الذين ما انفكوا يقدمون الطعام والمأوى للثوار.
يورد المحامي حسن محمد عوض في كتابه عن السافرية القصة التالية: "انفجر اللغم الذي وضعه الثوار في منطقة بيادر السافرية في العربة التي كانت تسبق القطار(التروللي)، وكان عليها سبعة من الجنود الإنكليز المسلحين، وطارت جثثهم في الهواء عشرات الأمتار، ورأيت الحادث بنفسي من أحد كرومنا القريبة، وعدت فورًا للبلد لأجد المرحوم المختار محمد أحمد أبو زيد ينادي بأعلى صوته ويقول، موجهًا كلامه للنساء،: اللي بتخاف على عرضها، وشرفها، تخرج من البلد إلى بيت دجن، وفعلاً فقد أُخليت بلدة السافرية كلها تقريبًا، وجاء الإنكليز بمصفحاتهم ومشاتهم وطائراتهم التي ظلت تحوم فوق البلد من الصبح حتى العصر، وبعد ذلك فقد قاموا بنسف عدد من البيوت، وكنا نشاهد عملية النسف فيها من بيت دجن" وفي الملاحظات ذكر أن البيوت التي نسفت كانت ثمانية منها بيت العبد أبو شمعة، بيت ابراهيم عسكر، وبيت مختار القدسة خالد محمود القدسة، وتضرر بيت عبد الرحيم موسى عوض، بيت المختار محمد أحمد أبو زيد، وبيت محمد يعقوب يوسف أبو زيد وإخوانه.33
أما عيسى السفري في كتابه "فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية"، الصادر في يافا سنة 1937، فذكر أن الإنكليز نسفوا في السافرية بيتًا واحدًا.34 بينما ذكرت صحيفة اللواء في عددها الصادر بتاريخ 23 أيلول 1936 أنه جرى بالأمس نسف بيوت عدّة في قرية السافرية(قضاء يافا) وذلك بعد أن حضرت قوة كبيرة من الجنود وطوقت القرية المذكورة وأجرت فيها عملية النسف.35
للبت في تاريخ وقوع هذه الحادثة وما جرى دعونا نقرأ رسالة الاحتجاج التي أرسلها أهالي السافرية إلى المندوب السامي البريطاني بواسطة قائمقام الرملة 36:
(نحن سكان وأهالي قرية السافرية التابعة لقضاء يافا نحتج بشدة على أعمال العنف التي أوقعتها السلطة بقريتنا صباح يوم الأحد الواقع في 20/9/1936، فقد حضرت للقرية قوة من الجند البريطاني تقدر بأربعمائه جندي مع مساعد اللواء المستر بولاك، وهذه القوة مزودة بكامل أسلحتها من بنادق ومدافع رشاشة وسيارات مصفحة مما أوقع الرعب في قلوب النساء والأطفال.
وفي الساعة العاشرة والنصف تجولت القوة في أنحاء القرية وجعلت تسرح فيها بلا رقيب، ثم وقع الاختيار على بيت عبد المحسن محمد شمعة لنسفه وهو مكوّن من فرن عمومي للقرية ودار للسكن.
وفي الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة صباحًا سمعت الأبواق تنذر بإجراء عملية الهدم فملأ الدخان ولبد جو القرية، وقد تأثرت ثمانية بيوت وأصبحت غير صالحة للسكن.
ولم تكتف السلطة بما وقع من نسف البيت المذكور وتخريب ما جاوره وإيقاع الرعب الشديد في قلوب النساء والأطفال بل فاجأتنا بأن أنذرت سكان اثنتي عشرة دارًا بلزوم نسف دورهم إذا وقع إطلاق عيارات نارية على حدود القرية، وبما أننا لا نعلم الغيب ولا نعرف الأفراد الذين يتجولون ليلاً من أي بلد كان وليس لنا أمان على أنفسنا بمغادرة بيوتنا خوفًا من أفراد السلطة الذين يتجولون ليلاً لهذا ليس بإمكاننا أن نأخذ على عاتقنا منع من يتجول في الليل من غير أهالي قريتنا، بل نعتقد كل الاعتقاد أن ما تلحقه السلطة بأفراد الشعب المسالم إنما يدل على الانتقام وإذا كان الانتقام يحلو للحكومة بهدم بيوت ومساكن المسالمين العزل من السلاح فلتهدم السلطة جميع القرية ونحن بدورنا نتخذ بدلها بيوت شعر نأوي إليها مع أولادنا بعد أن سئمنا من كل أمل في العدالة. وتفضلوا....)(بقبول فائق الاحترام)
في 8 تشرين الأول سنة 1936 قام الثوار بحل براغ سكة الحديد وإطلاق النار على قطار محمل بالبضائع بين تل أبيب واللد. فذهبت قوة كبيرة من أفراد الجيش والبوليس إلى قرية السافرية وبعد تطويقها وتصويب المدافع الرشاشة إلى بيوتها دخل الجند والبوليس بعض البيوت وفتشوها بدقة ولما لم يعثروا على شيء ممنوع عادوا إلى يافا.37
وفي 11 تشرين الأول 1936 بينما كانت تروللي حرس الخط الحديدي بين محطتي تل أبيب واللد اطلق الثوارعليها الرصاص بقرب السافرية فوقفت وأجاب الحرس على الرصاص بالمثل من المدافع الرشاشة، وقد دامت هذه المناوشة نصف ساعة ثم تابعت التروللي سيرها. في نفس اليوم هاجم الثوار سيارة عسكرية بين بيت دجن ومستعمرة ريشون ليتسيون، فلما جاءت قوة من البوليس إلى مكان الحادث وجدت عمودين من أعمدة التلفون قد قطعا.38
في 20 تشرين الأول 1936 اضطر فوزي القاوقجي إلى مغادرة فلسطين وذلك بسبب ضغط الجيش البريطاني الهائل ومحاصرته لقواته من كل جانب، وكان الملوك والأمراء العرب قد توجهوا بنداء إلى عرب فلسطين لوقف الإضراب العام بدءًا من صباح 12/10/1936، وبذلك توقفت الثورة في فلسطين. امتازت الثورة في تلك المرحلة بالتكاتف والتعاضد والوحدة بين جميع فئات الشعب والنقاء إذ لم تشبها شائبة.39
في 26 أيلول 1937 قتل حاكم الجليل اندروز، واندلعت الثورة من جديد، وعاد الثوار إلى مهاجمة القطارات وقطع خطوط التليفونات، وإطلاق الرصاص على الدوريات العسكرية. وصار تفتيش البيوت بدقة يحدث في السافرية يوميًا. في 19 تشرين الأول 1937 جرى تفتيش السافرية على إثر قطع أسلاك التلفون، وأعلم حاكم اللواء وقائمقام الرملة اللذان حضرا إلى القرية الأهالي عن عزمهما أيجاد نقطة بوليس إضافية في السافرية مؤلفة من خمسة أشخاص تكون نفقتهم على أهل القرية نفسها. 40
انغمس الشباب في الثورة، وحتى الصبية منهم، وفيما يلي قصتان:
قصة الفتى هاشم مرعي
في 16/10/1938 طوقت قوات بريطانية مغاور بيت دجن، وألقت القبض على مجموعة من الثوار العرب. من بين المعتقلين كان الفتى اليافع هاشم مرعي يوسف يونس من قرية السافرية وعمره 14 سنة. وجهت له تهمة حيازة 55 رصاصة ذخيرة لبنادق تركية والمانية الصنع، وقد اعترف المتهم بأنه وجدها في بيارة وكان ينوي تسليمها للشرطة. في 23/11/1938 حكمت محكمة القدس العسكرية على هاشم بالموت شنقًا. في 28/11/1938 صدق القائد العام للجيش البريطاني على الحكم ولكن خفضه إلى السجن المؤبد. وقد ذكر هذه الحادثة المحامي حسن محمد عوض وقال إن عمر الفتى كان 15 عامًا. وأرسله الثوار لتعبئة 15 فشكة فارغة من جديد، نظرًا لقله الذخيرة. وقد بقي في السجن حتى أواخر عهد الانتداب، وعاش في عمان ومات فيها.41
وقصة أخرى من قصص النضال:
في 13/12/1938 حكمت المحكمة العسكرية في القدس بالإعدام على أحمد علي جابر(عمره 36 سنة) وحسن علي عبد الله (عمره 38سنة) لحيازتهما على أسلحة نارية وإطلاقهما النار على الجيش. أما ياسين يونس ياسين فحكم عليه بالسجن المؤبد لأن عمره دون جيل 18 سنة، وكانت قد قبضت عليهم دورية بريطانية في قرية السافرية قضاء يافا بتاريخ 7/12/1938.
في 21/12/1938 صدق القائد العام للجيش البريطاني على قرار الحكم الصادر ضد المذكورين أعلاه.
في صباح يوم الخميس 22/12//1938 تم تنفيذ حكم الإعدام فيهما في سجن القدس المركزي في الساعة الثامنة والتاسعة على التوالي.42
دافع عن الثلاثة المحامي حنا عطا الله. في دوسية هذا المحامي ورد بخط اليد أن احمد علي جابر مصري الجنسية، وأن حسن علي عبد الله حجازي، وأن ياسين من السافرية، ولكن في الاستدعاء الذي قدمه بالإنكليزية ذكر أن ثلاثتهم من السافرية. يرجح أن المصري والحجازي عاشا في السافرية ولكن لم يقبرا فيها.43
يقول المحامي حسن محمد عوض أن ياسين يونس ياسين شاب عمره حوالي 15 سنة، وجد الإنكليز أثناء تطويق السافرية مسدسًا على مقربة منه، سقط من أحد الثوار عندما فاجأهم الإنكليزفي ليلة مقمرة، ورغم إنكاره ، فقد حكم عليه بالإعدام، ولأنه دون سن الرشد فقد استبدلت العقوبة بالأشغال الشاقة المؤبدة. ويقول ياسين نفسه إن اثنين من اليمانيين اشتبه بأن المسدس قد سقط منهما، وقعا في الأسر وشاهدهما بنفسه في معتقل صرفند وقد حكما بالإعدام وفعلاً شنقا حتى الموت ضمن قافلة الفداء لفلسطين.44
كان أهالي السافرية من المؤيدين للمفتي الحاج أمين الحسيني وضد فخري النشاشيبي. في 26/11/1938 أرسلوا برقية إلى وزارة المستعمرات بواسطة المندوب السامي هذا نصها:
(نحن عموم أهالي قرية السافرية نستنكر بشدة مذكرة فخري النشاشيبي المأجورة ولا نعتبره معبرًا إلا عن نفسه فقط. نعلن في ثبات وإيمان قوي تمسكنا بزعامة سماحة المفتي الأكبر الحاج أمين الحسيني ونعتبره الرجل الوحيد الذي يتمتع بثقة البلاد جميعها ولا نعترف بحق المفاوضة إلا لسماحة الرئيس الجليل وصحبه الكرام أعضاء اللجنة العربية العليا).
عن أهالي قرية السافرية- مختار أول محمد أحمد علي، مختار-محمد يحيى عبد الجواد، حسن حسين راجحة، محمد مصطفى حمد، عبد الله محمد علي)45

التهجير والكفاح:
في عام 1939 خبت نار الثورة وذلك بعد أن استشهد القائد عبد الرحيم الحاج محمد وتم القبض على القائد يوسف سعيد أحمد أبو درة، واضطرالقادة الآخرون إلى النزوح إلى الخارج. خلال فترة الحرب العالمية الثانية ساد الهدوء في جميع أرجاء فلسطين، وانصرف الناس في السافرية إلى أعمالهم في الزراعة. بعضهم عمل في شركة النافي للمواد الغذائية ، وآخرون عملوا في معسكر صرفند. كان هذا المعسكر من أكبر معسكرات الجيش البريطاني في فلسطين.
في 29 نوفمبر 1947 اتخذت هيئة الأمم المتحدة قرارًا بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود. فرفض العرب هذا القرار وبدأت المناوشات بين سكان يافا وسكان تل أبيب، وسرعان ما اندلعت الحرب. وقد كان لاستشهاد القائد عبد القادر الحسيني في 8 نيسان 1948 ولمذبحة دير ياسين في اليوم التالي الأثر الأكبر في إثارة الفزع والخوف لدى العرب، فراحوا يبحثون عن السلاح للدفاع عن أنفسهم وقراهم. كانت البندقية تباع ب100-150 جنيه فلسطيني، لذا اضطر بعض من أهل السافرية إلى بيع حلي نسائهم. 46
في تلك الفترة كان فوج أجنادين في يافا بقيادة المقدم عادل نجم الدين وهو عراقي من جيش الانقاذ ومدفعية عراقية جاءت بقيادة المقدم مهدي صالح العاني لنجدته. في 28 نيسان بدأت المدافع العراقية بدك تل أبيب، ولكنها توقفت فجأة بسبب تدخل الإنكليز الموجودين في معسكر صرفند. فانسحب الفوج العراقي مع مدافعه إلى اللد. فتقدمت القوات اليهودية نحو سلمة والخيرية وساقية وكفر عانة ويازور فاحتلتها.47 قبل ذلك اليوم بيوم واحد تدفق على السافرية سيل من النازحين، فاستضافهم أهلها وقدموا لهم الطعام، ولكن القوات اليهودية تقدمت نحو بيت دجن، فاضطروا إلى النزوح عن قريتهم. قسم منهم بقي في البيارات الواقعة شرقي البلدة ومعظمهم وصل إلى اللد. 48 قامت القوات البريطانية الموجودة في صرفند بإنذار اليهود، فتوقفوا في بيت دجن ولم يدخلوا السافرية. أطلق اليهود على هذه العملية اسم عملية حاميتس (خميرالفصح)، وشاركت فيها قوات من لواء إلكسندروني ولواء جبعاتي ولواء كرياتي. 49 كانت السافرية خالية من أهلها ومجاهديها، ما يفسر ملاحظة عارف العارف التي تشير إلى سقوط يازور والسافرية في ذلك اليوم.50 في 15 أيار 1948 انسحب البريطانيون من معسكر صرفند وسلموه للعرب الذين كانوا تحت قيادة القائد حسن سلامة، غير أنهم أدخلوا من الباب الخلفي قوات يهودية تابعة للواء كرياتي ولواء جبعاتي. لقد صب اليهود نيران رشاشاتهم على المجاهدين الذين اضطروا إلى الانسحاب في ليلة 17/18 أيار 1948. 51 كان دخول اليهود إلى السافرية في 20 أيار 1948، وقد نشرت هذا الخبر الصحف العبرية وتناقلته وكالات الأنباء. 52
من الجدير بالذكر أن مجاهدي السافرية شاركوا في احتلال معسكر تل لتفنسكي الذي أخلاه الإنكليز في ليلة 14/15 نيسان 1948 وسقط منهم شهداء في معركة الشرف.53
محاولة استعادة السافرية:
في يوم الخميس 10 حزيران 1948 تم الاتفاق على الهدنة بين الطرفين، على أن تدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي. كان كل طرف يسعى في الساعات الأخيرة إلى تحسين مواقعه العسكرية واحتلال ما يستطيع من القرى. تجمع 150-200 مناضل من أهالي السافرية والقرى الواقعة إلى شمالها وشنوا هجومًا على القوات اليهودية الموجودة في السافرية، وقد نجحوا في فجر يوم الجمعة من تحرير ثلاثة أرباعها، بعد أن تعطل مدفع رشاش لليهود، لكنهم اضطروا للانسحاب بعد وصول المصفحات اليهودية ودخول الهدنة حيز التنفيذ، وقد خسر المجاهدون في هجومهم هذا 18 شهيدًا و 63 جريحًا. وكانت القيادة العربية في اللد قد وجهت المصفحات العربية إلى العباسية فتمكنوا من تحريرها، ولو خصصوا قسمًا من هذه المصفحات إلى جبهة السافرية لنجح المجاهدون في تحريرها.54 وهكذا بقي أهالي السافرية في اللد وما جاورها حتى سقوط المدينة بعد انتهاء الهدنة الأولى فنزحوا عنها مع آلاف النازحين.
شهداء السافرية:
1.أحمد حسن اليماني: استشهد في 14/4/1948 في معركة معسكر تل لتفنسكي
2.محمود حسين محمد علي عوض: استشهد في 15/4/1948 في معركة معسكر تل لتفنسكي. دفن في السافرية
3.أحمد علي أمين أبو زيد: أصيب في ملجأ الرجاء في صرفند في شهر نيسان 1948، ومات بجراحه في 6/6/1948 ودفن في اللد.
4.حبيش اليماني: استشهد في معركة تل لتفنسكي ودفن في السافرية في 15/4/1948
5.هاشم عليان المحروق: استشهد أثناء محاولة استعادة السافرية، ودفن في اللد في 11/6/1948
6.يوسف العبد المحروق: استشهد أثناء محاولة استعادة السافرية ودفن في اللد في 11/6/1948
7.عساف عبد الرحمن أبو أدهم: استشهد أثناء محاولة استعادة السافرية ودفن في اللد في 11/6/1948
8.أحمد اسماعيل جابر مصلح: استشهد في اللد أثناء سقوطها في 11/7/1948
9.صالح محيي الدين: استشهد أثناء وجوده في حقول السافرية بعد احتلالها ودفن في اللد
10.اسماعيل ناصر: شيخ في السبعين ، قتله اليهود، في بيارته، وهو أعزل مع ابنته المريضة بعد سقوط السافرية بأيام.
11.العبد داود أبو عزب: ثار به لغم عندما تسلل إلى السافرية عام 1949
12.خمسة تسللوا إلى السافرية وماتوا مسمومين بعد عودتهم، وهم: عبد الله عبد العزيز الطوخي، عبد الله قاسم جازية، يوسف قاسم جازية، موسى محمود ذيب أبو زيد، محمد سليمان البنا. 55
المستوطنات على أراضي السافرية :
في عام 1949 وصلت إلى قرية السافرية مجموعتان من المهاجرين اليهود:
الأولى: من مهاجري هنغاريا وتشيكوسلوفكيا. هذه المجموعة سكنت في بيوت العرب في القسم الغربي من القرية. سميت بالسافرية ألف.
الثانية: من مهاجري روسيا من حركة حباد الدينية. هذه المجموعة سكنت في بيوت العرب في القسم الشرقي من القرية. سميت في البداية شفرير ومع مرور الوقت صارت تسمى بكفار حباد.
في عام 1951 انضم إلى المجموعة الأولى مهاجرون من يهود اليمن. فصارت تسمى توحيلت.
على أراضي القرية أقيمت مستوطنة تسفاريه، ومستوطنة أحيعيزر. فصارت أربع مستوطنات، ثم غلب عليها اسم كفار حباد، بعد طرد المهاجرين اليمنيين.56
وما زالت بعض المباني العربية صامدة في القرية وبياراتها حتى يومنا هذا.
يعيش أهالي السافرية اليوم في قطاع غزة، ومخيم الوحدات وعمان حيث توجد لهم فيها رابطة والعراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت والسعودية وغيرها من بقاع الأرض.
ملاحظات:
1.مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، دار الهدى، كفر قرع، 1988، ق2/ج4، ص 320-321 . مادة "سفر" في لسان العرب لابن منظور. إلى الشرق من قرية كفر كنا في الجليل الأسفل كانت قرية درزية اسمها السافرية، ذكرها الشيخ محمد بن عبد المالك الأشرفاني سنة 1659 ميلادية في كتابه عمدة العارفين، وقد خربت تلك البلدة واندثرت، راجع: שמעון אביבי, "היכן שכנה א-סאפריה" , אופקים בגאוגרפיה, גליון 90, 2016, עמ' 48-63
2.المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج3، ص 144. ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، ج3، ص 171 حيث ذكر أن السافرية قرية إلى جانب الرملة. توفي هانئ بن كلثوم في ولاية عمر بن عبد العزيز ودفن بالسافرية إلى جانب الرملة. أبو زرعة الدمشقي، تاريخ أبي زرعة الدمشقي، (موقع الوراق)، ج1، ص 106.
3. الرازي، الجرح والتعديل، بيروت، 1429-1430 هجرية، المجلد 3، (موقع جوجل)139. السمعاني، كتاب الأنساب(موقع يعسوب)، ج1، ص 255. نسخة جوجل، ج6، ص 34. حدثنا حميد بن عياش بسافرية، راجع: أبو عوانة يعقوب بن اسحاق الاسفرائني، مسند أبي عوانة، دار المعرفة ، بيروت، 1419 هجرية-1998م، ج4، 229
4.راجع هيثورت وعبد الفتاح، الجغرافية التاريخية لفلسطين وشرق الأردن(بالإنكليزية)، ص 155
5.فكتور جيرين، وصف جغرافي وتاريخي لفلسطين(الترجمة العبرية)، ج1، ص
6.مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، طبعة دار الهدى، كفر قرع، 1988، القسم الثاني، ج4، ص 321-322
7.حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في السهل الساحلي: في السافرية، وزارة الثقافة، عمان، ج1، ص 44. مقابلة مع حسن محمد علي عوض، من مواليد 1932 في السافرية ، سلسلة التاريخ الضفوي للنكبة، أجرى المقابلة عبد الحميد دنديس 28 كانون الثاني 2004.
8.عباس نمر، من بلداتنا الفلسطينية المدممرة-السافرية قضاء يافا، موقع جارديا، بتاريخ 18 كانون الثاني 2017
9.طاهر أديب قليوبي، عائلات وشخصيات من يافا وقضائها، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2006، ص 200 . وقد ذكر حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره الشهيد أحمد حسن اليماني الذي استشهد في معركة تل ليتفنسكي في 14/4/1948
9ب)محمد ابشرلي، محمود داود التميمي، أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين، مركز الابحاث والفنون .ز استانبول، 1402ھ/1982، ص 14
9ج)"نزاع على الحدود بين السافرية وصرفند -وقف سنان باشا" ، أرشيف الدولة في القدس، ملف ف-8/158
10."بيان أهالي السافرية إلى مندوبي الوزارة والمندوب السامي" جريدة فلسطين 18 تشرين الثاني 1933ن ص 7 ، "حتى صديق الفلاح"، ص8 عمود1
11.مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، القسم الثاني، ج4، ص 320 . في عام 1934 وضعت دائرة المساحة أرقامًا للأحواض(بلوكات) في السافرية من رقم 6249 إلى 6288 بدلاً من الأرقام من 1 إلى 40. راجع ملحق الوقائع الفلسطينية(بالإنكليزية) رقم 452 الصادرة في 12 تموز 1934، ص 608-609
12.مقابلة مع ابراهيم عودة من مواليد سنة 1931 في السافرية أجراها فواز سلامة بتاريخ 18 كانن أول 2004، سلسلة التاريخ الشفوي للنكبة. حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في السهل الساحلي الفلسطيني: في السافرية، وزارة الثقافة، عمان، 1994، ص 63
13.احمد سلامة المجالي، الأوضاع التعليمية والصحية في اللد أواخر العهد العثماني، 2016، ص 227 ملاحظة 54 هناك.
14.حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في السهل الساحلي: في السافرية، وزارة الثقافة، عمان، 1994، ج1، ص 141
15.مقابلة مع ابراهيم مصطفى عودة من مواليد سنة 1931 في السافرية، أجرى المقابلة فواز سلامة، سلسلة التاريخ الشفوي للنكبة، بتاريخ 18/11/2004
16.مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، ج 4، ص 321
17.حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ج1، ص 142 . د.محمد عقل، "ماذا تقول تقارير الهاغاناه عن قرية عنبتا"، موقع عرب 48، 3 تموز 2020 . راجع المصدر المذكور في ملاحظة 3
18. مصطفى مراد الدباغ، مصدر سبق ذكره، ج4، ص 321
19.مصطفى مراد الدباغ، مصدر سبق ذكره، نفس الصفحة
20.خير الدين أبو الجبين، قصة حياتي في فلسطين والكويت، دار الشروق، عمان، 2002، ص 431
21. طاهر أديب قليوبي،عائلات وشخصيات من يافا وقضائها، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2006، ص284
22. انظر أسماء فريق كرة القدم في السافرية لدى حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ج1، ص 210-2011 . الصور في موقع فلسطين في الذاكرة(السافرية).
23.محمد عقل، سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، أي كتب، لندن، 2017، ص 16-17
24. حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في الساحل الفلسطيني: في السافرية، ج1، ص 215-216 يقدر حسن محمد عوض عدد الثوار في السافرية بعشرين مجاهدًا، مقابلة أجراها معه عبد الحميد دنديس بتاريخ 28 كانون الثاني 2004
25. "انقلاب قاطرة بست عربات-قلع خط حديدي يسبب تدهو قطار"، فلسطين 20 حزيران 1936، ص4 . "قطار ينقلب فينهال عليه الرصاص"، الدفاع 20 حزيران 1936، ص 4 . ذكر الراوي عطا الله محمد يعقوب أبو زيد أن العبد السوطري كان يقود القطار الذي نسف فلما جاء الناس ونهبوا محتويات القطار طلب العبد السوطري منهم أن يكتفوه خوفًا من تنكيل الإنكليز به. ما يدل على أن العبد سوطري كان يعمل لصالح الثوار. مقابلة ضمن التاريخ الشفوي للنكبة أجراها راكان محمود في 3 آذار 2009.
26."قتل حمار وجرح رجل صاحبه" ، فلسطين 28 حزيران 1936، ص 4
27."خروج عربة ترولي عن الخط أثناء هربها من كمين أعده الثوار"، فلسطين 4 أيلول 1936، ص 6
28."المجهولون يطلقون النار على الدورية وهذه تطلق النار على جدران القرية ونوافذها"، الجامعة الإسلامية 7 أيلول 1936، ص 4
29."هجوم عنيف على عيون قارة"، فلسطين 8 أيلول 1936، ص4
30."النار على القاطرة"، الدفاع 16 أيلول 1936، ص 5 ."انفجار لغم تحت الخط الحديدي"، اللواء 18 أيلول 1936، ص 1 . "نسف جسر وتأخر القطارات-شل حركة المواصلات وقتًا طويلا"، الدفاع، 18 أيلول 1936، ص 4
31."نسف خزان ماء" ، فلسطين 17 أيلول 1936 . "مهاجمة عيون قارة"، فلسطين 20 أيلول 1936
32."عمليات القتلة في ريشون ليتسيون والمنطقة"، صحيفة دافار(بالعبرية)، 19 ايلول 1936
33.حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في الساحل الفلسطيني: في السافرية، ج1، ص 42-43ز وانظر ص 235 . مقابلة مع عطا الله محمد يعقوب يوسف أبو زيد، أجراها راكان محمود بتاريخ 3 آذار 2009 ضمن سلسلة التاريخ الشفوي للنكبة.
34.عيسى السفرى، فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية، مطبعة مكتبة فلسطين الجديدة بيافا، 1937، ج2، ص 90
35."النسف في قرية السافرية"، جريدة اللواء، 23 أيلول 1936، ص 7
36. "احتجاج اهالي قرية للمندوب السامي"، الدفاع، 23 أيلول 1936، ص 7
37."إطلاق الرصاص على قطار بضائع"، "تطويق قرية السافرية وتفتيشها" فلسطين 9 تشرين الأول 1936، ص 8 .عن فظائع التفتيش في السافرية راجع:حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ص 41-42
38."إطلاق الرصاص على ترولي عسكرية"، "إطلاق الرصاص على سيارة عسكرية"، فلسطين 12 تشرين الأول 1936، ص 4
39.محمد عقل، سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، ص 24 . عيسى السفري، مصدر سبق ذكره، ج2، ص 170-171 . في يوم الجمعة 16/10/1936 اجتمع أهل السافرية في الجامع لتأدية صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وقرروا صيام ثلاثة أيام وتقديم ما يتوفر إلى المنكوبين والمحاويج. الجامعة الإسلامية 18/10/1936، ص6
40."ذهاب قوة إلى قرية السافرية-تعيين نقطة تكون نفقتها على حساب البلدة"، الدفاع 20 تشرين الأول 1937، ص 4
41.محمد عقل، سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين، ص 255-256 . حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي في الساحل الفلسطيني: في السافرية، ص42
42.محمد عقل، مصدر سبق ذكره، ص 83-84
43.أرشيف الدولة في القدس، ملف رقم: ف-55/225
44.حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ج1، ص 42
45. "من السافرية"، فلسطين 26/11/1936، ص2
46.حسن محمد عوض، من تراثنا الشعبي..في السافرية، ص 218-219
47.عارف العارف، نكبة فلسطين والفردوس المفقود، دار الهدى، كفر قرع، ج1، ص 257 وملاحظة رقم 1 هناك.
48.حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ص 219 وما بعدها
49. لواء إلكسندروني في حرب التحرير(بالعبرية)،تل أبيب، 1964، ص 170-184 . لورك نتانئيل، تاريخ حرب الاستقلال(بالعبرية)، تل أبيب، 1989، ص 190 والخريطة الموجودة في بداية الكتاب. نير مان، "عملية حوميتس" موقع تل أبيب في حرب الاستقلال(بالعبرية). "عملية حوميتس"، موقع ويكيبيديا(بالعبرية).
50. عارف العارف، مصدر سبق ذكره. وليد الخالدي، كي لا ننسى، مؤسسة الدراسات الفلسطينيةن بيروت، 1997، ص 702-703
51.لواء جبعاتي في حرب التحرير(بالعبرية)، تل أبيب، 1959، ص 578-584 .
52. "الجبهة الوسطى:احتلال السافرية" صحيفة هآرتس 21/5/ 1948، ص 1 . صحيفة دافار 21/5/1948 العنوان الرئيسي، ص1. وليد الخالدي، مصدر سبق ذكره، ص 702
53.لواء إلكسندروني في حرب التحرير، ص 160-168
54.مصطفى مراد الدباغ، بلادنا فلسطين، ج4، ص 335 . حسن محمد عوض، مصدر سبق ذكره، ص 222-223 . " احباط محاولة العدو في قطاع اللد-الرملة" جريدة دافار، 14 حزيران 1948، ص 2 ، "معركة السافرية" موقع خريطة أماكن حرب الاستقلال" (بالعبرية). زلمنوبيبيتس، معارك حرب الاستقلال- خرائط وعمليات، تل أبيب، 2018 .
55. راجع: عارف العارف، نكبة فلسطين والفردوس المفقود، سجل الخلود، ج6. حسن محمد عوض، ص 230-231، اديب طاهر قليوبي، عائلات وشخصيات من يافا وقضائها.
56. אלי אלון, רשמי סיור בכפר חב''ד וסיפורו ההיסטורי, ניוז 1, 14 אוקטובר 2018 . נגה קדמן, בצדי הדרך ובשולי התודעה-דחיקת הכפרים הערביים שהתרוקנו ב 1948 מהשיח הישראלי, הוצאת ספרי, 2008, 60-61, 100-101, 150 . وقارن: وليد الخالدي، كي لا ننسى، ص 702 .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع