لما أنظر بعين الرجى في مقالات اخوان الصفى أجد التدابر والتناحر على مساقط الرؤوس وسواقط الفؤوس بأن هذا الجذر وذاك الفرع وهذا تابع وذاك متبوع مع أن المساكين عموا عن الاطلال المبتورة الشجر وتناثرت أوراقها الغضة في بقاع ،فغدا منها المخضرالذي لا زال فؤاده منفطر وعيناه قطر منهمر المتمسك بأصله لافضا كل تغريب - ومنهاالمصفر المتعلق قلبا ومنصرفا قالبا شاح ببصره الى العالم الجديد فاعلا فيه فعل المتجذر في الغريب ومتقمصا لبوساأعجمي الديار ،ان سألته من أنت؟ ذكر الآخر وتناسى الاول-ومنهااليابس الموات الذي هاجر بكل خلاياه من تلك الديار ناحرا اياها فاهريق دمها فجفت الديار في عروقه فلم يعد ينتسب لها الا ذكرا باردة .
فيا أخي الحبيب أي الاجناس أنت !
أما أنا وان لم يكن بيت عطاب مسقط رأسي لبعدعمري عن النكبة لكن أملي القريب أني مخلوق من تربتها وأرجو أن أقبر فيها لأن المرء يدفن في التربة التي خلق منها .
فهذه دعوة لكل المهجرين طوعا وقسرا أن يبقوا ورقا أخضر .
وكتب : أمجد عزمي محمد اللحام.
عمان-الاردن
شارك بتعليقك
خالد عواد جميل اللحام
أبو عمر