لما قامت اسرائيل بالمجازر في القرى التي هجرت وخصوصاً دير ياسين حيث انها قريبة من بيت ثول, دب الذعر في قلوب اهل القرية ومن القصص المروية عنها من قتل وتشريد واغتصاب, حيث انهم خافوا على العرض والنساء اكثر مما خافوا من اليهود,وبمعنى العامية (احنا ما بنخلي اليهود يلمسوا نسوانا),فكان قرار النزوح من بعد بدء احساسهم بأن اليهود والهاغانا ستدخل القرية,الكل خرج بما استطاع ان يحمل وتركوا البيوت كما هي على امل العودة.
خرج الاهالي وكان من ضمنهم جدي وجدتي واربع اعمام وعمة, وطبعاً مع باقي الحمولة.كان جدي له علاقة بشخص من قرية من قرى رام الله فاخرج جدتي وأولاده الى خارج البلد حيث كان اصغر واحد في الاولاد لا يزال رضيعاً.وكان ممن خرجت به جدتي بقرتين كانتا لهما.
اصر جدي على عدم الذهاب وبقي يذهب بالخفاء الى البلد ليحضر باقي اغراضه من البيت , في حين ان جدتي وصلت القرية المطلوبة ونزلت هي والاولاد والقطيع والبقرتين ليقيما في تلك الليلة في حكورة .
استمر جدي لمدة 3 ايام وهو يذهب الى البلد بالخفاء حتى احضر باقي الاغراض.وكان من بين هذه الاغراض الموجودة عندنا لحد الان (طاحونة وصينية قش).
بعد الانتهاء من عمله ذهبوا ليستقروا في القرية حيث سكنوا عند احد افراد القرية مقابل اعطائه جزء من حليب الابقار, وكان بقوم جدتي ببناء الطوابين لاهل القرية.واستمر هكذا لمدة تقارب 10 سنوات وهو يعمل بالمحاجر حتى تدبر امره واشترى قطعة ارض وبنى غرفة كانوا يعيشوا فيها .
توفي جدي في 1988 وتوفيت جدتي بعده بفترة وها نحن نعيش الى الان في هذه القرية.
شارك بتعليقك