هو في الحقيقة موضوع بمناسبة الذكرى 59 لطردنا من قريتنا قالونياويمكنا ااعتبارها وجه اخر لقصتنا خارخ قالونيا
بعنوان
لماذا يجب ان نعود
ان هدف العودة الى فلسطين ظل وسيبقى القضيه الاولى في حياة كل فلسطيني فرض عليه ان يعيش بعيدا عن ارضه وبيته.اذ يدرك الفلسطينيون ان معنى الحياه وتحقيق قيمه ومعنى الوجود على هذه الكرة الارضية يبدأ من حيث تنتهي جريمه الطرد وتتحقق العودة الى مهد البدايه الطبيعيه لانطلاقه الحياه.
ان تراكم سنوات اللجوء والشتات للانسان الفلسطيني خارج ارضه التي أرغم على تركها بالبطش والقوة هو وابناءه لايعني سوى انفاق عبثي لعمر هذا الانسان، حيث تمضي به السنين دون ان تأخذ قيم الحياه معانيها الحقيقية لديه، فلا يغدو لنعم الدنيا وجمالها اي قيمة فعلية وسبب لسعادة حقيقية طالما تقبع في ذاكرته صور القهر والظلم والدم ودموع الجدات وقبور المنافي ، ولن يتمثل وجوده ككيان انساني طبيعي اذ لم تعاد له فرصه البدء انطلاقا من مكانه الاول الذي سيمكنه من مصالحه معنى الطمانينه والاستقرار والسلام في هذا الوجود. وطالما بقي بعيدا عن ارضه ملكه و ملك اجداده واباءه وابناءه فان ذلك سيعني بقاءه معرضا لكابوس الانعدام والتشظي في عالم تتوحد شعوبه ويتجمع اعضاءه نحو السلام.
ان عدم عودة اللاجئين تعني بقاء الآم وعذابات وهاجس التعرض للظلم وانتهاك الحقوق تطاردهم وتصادر شعورهم الانساني بامكانيه نيل اسباب الحياة الطبيعيه كسائر الشعوب على هذة الارض. حيث ان هذا الابعاد المفروض المتواصل عبراكثر من جيل قد تسبب بتشويه معاني الاستقرار في انماط الحياة التي يعيشها اللاجئين الفلسطينين ، وكذلك لم يزل يمنعهم من تحقيق فرصة الانخراط الفاعل في مختلف جوانب النشاط الانساني العالمي من موقع الاستقرار والازدهار على ارضه التاريخية ، مثل بقية الشعوب الارض.
ان عدم العودة يعني أن هذا الانسان الفلسطيني متروك في عالم يدعي قادته السياسين الحرص على قيم العدالة والانسانية ، لم يزل يتلقى سلسلة مصائب تفرضها عليه دولة وجدت استثنائيا وما زالت تفرض حضورها على دمه واحلامه وازمانه ، بدءا من العام 1948 حتى ساعتنا هذه.
ان نعود الى فلسطين انما يعني ذلك العودة الى بدايه الحياة وصواب الكينونه في هذة الدنيا.
ان نعود الى وبيوتنا ما بقي منها وما تهدم يعني أننا نأخذ يد الصيرورة ونمضي لبدء الحياه.
ان نعود يعني تماما اننا نوقف زمان القهر الذي يشعل موت آبائنا في قبورهم قهرا على قهر.
ان نعود يعني أننا نمسك ينبوع الحياة فنعيد للطفولة والقرية والشجرة ألوان الحياة فيها.
ان نعود يعني أن نمسح دمع جداتنا وامهاتنا ونهب اطفالنا دفئهم بديل برد الصفيح والخيام.
ان نعود يعني أن في الدنيا حق متاح للحياة وعالم يصدق القول حين يتلو مبادىء العدالة.
ان نعود يعني ذلك اننا سنتفهم معنى السلام المنتظر ونعلن للعالم ان مأساة شعب قد انتهت.
ودون العودة، ماذا تعني هذه الحياة ،هذه الفرصه الوحيدة لاجتماعنا البشري على الارض طالما مضت ظلما وعذاب .
شارك بتعليقك