أقام تجمع شباب عائدون وأهالي قالونيا صلاة ظهر الجمعة اليوم على أرضها في تزامن مع ذكرى النكسة وإحتلال القدس ، وإحتجاجا على مخططات إلتهام أراضي القرية لشق طرق رئيسية وأنفاق في أراضيها ، لطمس ما تبقى من معالمها .
وشارك العشرات من الشخصيات المقدسية ووفد من الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني وفي مقدمتهم رئيسها الشيخ رائد صلاح والشيخ علي أبو شيخه وأهالي قالونيا والقدس بالصلاة.
وتعتبر هذه الصلاة ضمن فعاليات ونشاطات تجمع شباب عائدون لترسيخ العودة وتجسيدها على أرض الواقع ، وهي خطوة على درب العودة .
خطبة الجمعة للشيخ رائد صلاح
وقد ألقى خطبة الجمعة رئيس الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح قائلا " نريد أرضا بلا شعب لشعب بلا وطن ، منذ ان رفع هذا الشعار إستباح الاحتلال تدمير فلسطين وقرى ومدن فلسطين وتشريد أهلها وأن يوقع المجازر للعشرات والمئات ، لو أن تينها ورمانها وزيتونها تكلم لحدثتنا عن مآسي شاهدتها ، وعن أوجاع وآلام تسري فيها حتى هذه اللحظات ، كيف لا وهذا المشروع الصهيوني منذ بدايات نكبة فلسطين ، لقد إستباح في الأربعينات تدمير 38 قرية فلسطينية ومن ضمنها قالونيا ودير ياسين ولفتا والقائمة طويلة ."
وأضاف " المشروع الصهيوني يوم أن قام بتدمير تلك القرى والمدن ، لم يتردد أن يوقع المجازر في مواقع كثيرة من قرانا ومدننا الفلسطينية ، ففي مذبحة دير ياسين كيف إستباح المشروع الصهيوني أن يقتل الأطفال ويبقر بطون النساء الحوامل ، كيف إستباح أن يوقع المجازر في اللد وكفر قاسم وقبل ذلك عشرات المواقع جرائمه .
وتابع :" قد يملك المشروع الصهيوني سلاحا ومالا ودعما من كل ظالمي الدنيا ، ولكننا نملك الحق الذي سينتصر عليهم إن شاء الله تعالى ، نحن اليوم جئنا لنصلي في قالونيا صلاة نؤكد فيها أننا باقون في قالونيا هنا باقون ، كما رددها شاعرنا " إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون" ، جئنا لنصلي هذا اليوم صلاة عهد ووعد وإنتماء وبيعة مع قالونيا ، مع أرض وأشجار وبيوت ومقدسات قالونيا ، لنؤكد لأنفسنا وشعبنا الفلسطيني وللعدو كذلك ، أننا هنا باقون والظلم زائل والغاصب زائل وهنا حاضرنا وهنا مستقبلنا ، هنا جذور آبائنا وأجدادنا ، هنا عمود حياتنا اليوم وطريق مستقبل أبنائنا وأحفادنا ."
ولفت الشيخ صلاح أن هذا هو العهد الذي جئنا نؤكده اليوم في هذه الصلاة في قالونيا ولكل القرى المنكوبة ال 38 ، نعم وفي نفس الوقت نؤكد متفائلين أنه لن يطول الزمان ، حتى نصلي صلاة جمعة أخرى هي صلاة العودة إلى قالونيا ، هي صلاة إعادة بناء بيوتنا وزرع زيتوننا ورماننا وتيننا ولوزنا في قالونيا ، هي صلاة بداية بناء مسجد قالونيا وإعمار قالونيا وحماية كل مقدساتنا في قالونيا ، ولن تزيدنا الآلام إلا صمودا والظلم إلا ثباتا ولن يزيدنا الاحتلال إلا تفاؤل .
وأشار أن هناك معادلة تقول " بيت المقدس لا يعمر فيه ظالم" ، أيها الاحتلال إنك لم تتعلم من السابقين ، أين هم الصليبيون وجيوشهم وسلاحهم ...؟ ، لقد زالوا وبقيت أرضنا وقدسنا وأقصانا , وأين هم التتار بعد ذلك ..؟ لقد زالوا وبقيت أرضنا وقدسنا وأقصانا بيوتنا ، وأنت أيها الاحتلال الاسرائيلي رغم أنفك وغرورك وغبائك بإذن الله أنت ستزول كذلك وستبقى أرضنا وقدسنا وأقصانا وبيوتنا ، وسنعود إلى قالونيا ودير ياسين ولفتا وعمواس وكل قرى القدس ، وكل قرى ومدن فلسطين في المثلث والجليل والساحل والنقب .
وقال الشيخ صلاح " هذا هو العهد والوعد الذي نلتقي عليه اليوم ، قلناها في الماضي بعزم وإرادة لقد قررنا أن نعيد بناء كل بيت ومدينة وقرية هدمها المشروع الصهيوني ، لقد قرننا زراعة كل شجرة زيتون قلعها المشروع ، لأننا نحن ملح هذه الأرض وشمس سمائها وهويتها ونحن هنا الباقون بإذن الله تعالى ."
وخاطب أهل قالونيا مضيفا " لذلك يا أهل قالونيا والقدس نحن هنا معكم في هذه الأرض المباركة ، نؤكد أن لنا مشروعا مقابل المشروع الصهيوني ، المشروع الصهيوني رفع له إستراتيجية عالمية قال فيها ان لا قيمة للقدس بدون الهيكل وهو يسعى اليوم الى تهويد القدس وطرد أهلنا منها ، وإلى تصفية وجودنا في المسجد الأقصى ، طامعا أن يبني هيكلا مكان المسجد ، نحن اليوم نؤكد أن لنا مشروع هو المنتصر إن شاء الله على المشروع الصهيوني ، نقول فيه " نحن هنا في أرضنا المباركة ولا قيمة لأرضنا المباركة بدون قدسنا المباركة ، ولا قيمة لقدسنا المباركة بدون المسجد الأقصى المبارك ، هذا مشروعنا ومعادلتنا ."
وتابع " لن يطول الزمان فالقدس سيبارك الله فيها وستصبح عاصمة إسلامية عالمية بخلافة عالمية قادمة على منهاج النبوة ، هذا إيمان ويقين ومبشرات قرآنية ونبوية ، سنحيا بها وستحيا بنا ."
وطالبهم بأن نبقى للقدس ونعطي للقدس ونضحي ونبذل للقدس ، ونبقى مصممين على شعارنا الدائم بالروح بالدم نفديك يا أقصى ، نعم هذا هو الانتماء الحقيقي لأرضنا والمعنى الحقيقي لوطنيتنا ، هذا هو المعنى الصادق لقوميتنا ، هذا هو التحقق الصادق لإسلامنا ، فرسول الله عليه السلام قال بالأحاديث الكثيرة أن القدس والمسجد الأقصى لنا ، ونحيا ونموت في القدس والمسجد الأقصى .
وخاطب أهالي قالونيا بقوله " لقد بدأتم السنة الحسنة يا أهل قالونيا عودة اللحمة والانتماء والحضور والعودة إلى قالونيا إن شاء الله . "
ونوه صلاح أن هناك في النقب مخطط برافر سيء الصيت يحاولون أن يفرضوا فيه التطهير العرقي على أهلنا في النقب ، وفي نفس الوقت في الشيخ جراح وتلة أم هارون وسلوان ورأس العامود والعيسوية وبيت صفافا جراح كثيرة .
ودعا الشيخ إلى وحدة صف وكلمة وعطاء وتضحية وصمود وتحدي للاحتلال الاسرائيلي ، ونحن المنتصرون .
فراس صباح
وفي كلمة لتجمع شباب عائدون قال فراس صباح أن قرية قالونيا تعتبر ضمن القرى ال 38 التي دمرها الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 ، حيث تم تدمير الأحياء السكنية والجامع ومقبرة القرية ، والشارع القادم من قرية القسطل للقدس شق على حساب تدمير قبور القرية ، وايضا هناك في قالونيا 12 عين مياه كانت دفاقه بالمياه .
وأشار إلى أن قالونيا تقع شمال غرب القدس ومن القرى الرائعة وفيها جميع الاشجار المثمرة ، وكان عدد سكانها قبل تدميرها ألف وست وخمسون شخصا وهجروا منها إلى الشتات .
المشاركون في الصلاة
وبعد الخطبة أم الشيخ علي أبو شيخه بالمصلين ، وشارك بالصلاة عدد من الشخصيات منهم عضو الهيئة الاسلامية العليا الشيخ جميل الحمامي ، والمهندس مصطفى أبو زهرة ، ومسؤول ملف القدس بحركة فتح حاتم عبد القادر ، ورئيس لجنة المرابطين في القدس يوسف مخيمر ، ومدير مؤسسة القدس للتنمية المحامي خالد زبارقة ووفد من الحركة الاسلامية بالداخل الفلسطيني ، كذلك المقدسيين عزام الهشلمون وخالد العموري وحازم غرابلي ورفعت ناصر الدين وعلي خميس ، وعدد من أهالي قالونيا نساء ورجال وأطفال ، وممثلين عن قرى وأحياء القدس منها سلوان والشيخ جراح ورأس العامود وواد الجوز ومخيم شعفاط والعيسوية وقرية لفتا .
ووزعت نشرات تعريفية ووثيقة عائد لتعريفهم بالقرية والنكبة وآثارها لغاية اليوم .
http://pls48.net/?mod=articles&ID=1164243
شارك بتعليقك