مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أنهيت كتابي هذا في زمن الذهول والاحباط ، وفقدان الوعي والتخلي عن الذات 0 في الزمن العربي الأنكد ، وفي زمن المسلمين الأردأ ، في زمن أعنف صدمة تعرضت لها امتنا ، هذه الصدمة التي أعادتها الى نقطة العدم 0
في زمن النفايات العربية والإسلامية ، قدمت الغطاء والعطاء ، والمال والرجال لأعدائهم ضد انفسهم ، فانتصر عليهم عدوهم ، وصادر كرامتهم القومية ، وأمم عزتهم الأسلامية ، وحكم عليهم بحرمانهم من الأسلحة المتطورة ، وامتلاك الأسلحة النووية ، بينما تبيح ليهود تكديس أسلحة الهجوم وتطويرها ، والاحتفاظ بترسانة أسلحة نووية ، وأكثر من ذلك أمرهم بأطفاء شعلة الأسلام وروح الجهاد في ذاتهم ليجردهم من سلاحهم المعنوي الذي خبره طيلة الفترات المضيئة في تاريخهم 0000
كتبت كتابي هذا عن بلدتنا الخالدة قالونيا ، حتى تظل الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا مرتبطة بأرضها وبقريتها وببلادها فلسطين قاطبة من البحر الى النهر، كتبت لهم عن كل شيء في بلدتي ، عن البيت وملحقاته عن حيواناته وعن طيوره ، عن الحقل والكرم والبستان والحاكورة ،عن الجهد والعطاء ، عن الينابيع والعيون فيها ، عن آبارها وبيادرها عن جبالها ووديانها عن مغرها وجرونها ، عن أقسامها وأرضها وذكرى وبعضا من اصحاب الجذور فيها ، كتبت عن اجدادنا الذين عاشوا فيها الى قبل عام الشتات 1948م ، متعاونين متحابين معززين مكرمين تحدوهم فلسفتهم الخاصة بهم ، فكان فرحهم وتواصلهم وتفكيرهم 0 كتبت عن حياتهم البسيطة التي كانوا يسعدون بها 0
أحببت ان يعرف ابن قريتي ، قرية قالونيا وأهلها بكل تفاصيلها ، بحسناتهم مع سيئاتهم ، فيقوي إرتباطه بأرضه ويزداد إصراره على التمسك بها ، فلا يقبل التفريط بها، مقابل " الشلوم " لعدوه يهود ، ومقابل استسلام العرب الأنكد وفلسطينيي الخذلان الأكبر 00وليأخذ ابن قريتي وكل الأبناء في كل قرى فلسطين ، ليأخذوا حذرهم من تصريحات التفريط بالأرض وبالوطن التي كان أخرها ما قرأته قبل طباعة هذا الكتاب ، وعلى لسان أحد المسؤلين الفلسطينيين في اللجان المتعددة الأطراف لبحث قضية "لاجئين" ذلك التصريح الذي طالب فيه بالتكيف مع الواقع الدولي ، حتى لا يخسر الفلسطينيون فلسطين ، كما خسر المسلمون اسبانيا ، مشيرا أيضا أن جدول الأعمال المتفق عليه للجنة "اللاجئين " لا يحتوي على اي بند يتحدث عن حق العودة ، او ترتيبات العودة ، أعوذ بالله من الخذلان 0
" 000فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون " صدق الله العظيم
غالب سمرين
الاثنين 18 اكتوبر 1993م
شارك بتعليقك