فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

زرعين: زرعين في اطارها الجغرافي

مشاركة Abdallah Fayed في تاريخ 17 أيار، 2025

صورة لقرية زرعين - فلسطين: : منظر عام قديم، اُنقر الصورة لتكبيرها. 1918 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
 زرعين في اطارها الجغرافي
اللفظ والتسمية :
     زرعين من المسميات التي يتزاوج فيها المبنى بالمعنى ، او اللفظ بالددلالة، فهي مشتقة من الفعل زرع وهكذا تعني في مجمل الفاظ اللغات السامية التي اطلقت على هذا الموقع . فأول مسمى نعرفه عن هذا الموقع هو الاسم الكنعاني يزرعيل حيث      ظهرت هنا بلدة كنعانية هامة . ويعني الاسم بالكنعانية يزرع ، يبذر ، والاسم العبري  للقرية يزراعيل ، ويعني اسم الله مانح الزرع . اما زرعين في السريانية فتعني مزارعون ، وفلاحون . وسميت ايام الصليبيين ( الفرنجة ) باسم le petir gerin ، تمييزا لها عن جنين le grand gerin .
     اما اول ذكر للقرية باسم زرعين، فقد جاء على لسان ياقوت الحموي. وقد وردت بالدفتر العثماني في القرن السادس عشر زرعون حيث كانت قرية صغيرة . وكان التاجر اللندني جزن ساندرسن قد قام برحلة في بداية القرن السابع عشر للميلاد ، وزار قرى عديدة في فلسطين كان من بينها زرعين، وذكر ان اسمها في ذلك الحين هو زرني .
     وقد حمل سهل مرج ابن عامر اسم القرية لوقت طويل ، فالكنعانيون سموه باسم   سهل يزرعيل نسبة الى بلدة يزرعيل / زرعين ، وتطلق الخرائط الاسرائيلية الحديثة على السهل تسمية عيمق يزراعيل الذي اختلف الباحثون في امتداده ، فمنهم من قال ان اسم جيزريل او اسدراليون لاحقا ، يطبق على هذه المنطقة من حيفا الى بيسان شرقا ، ومنهم من قال بان زرعين يطلق على السحل حتى بيسان ، ومنهم من يقول ان اسم زرعين كان يطلق على المنطقة المحيطة بالقرية ، وهذه الاخيرة هي الاكثر قبولا ، وقد عرفت في الفترة العربية الاسلامية ، ولا مشاحة في ان يكون اسم القرية بهذا اللفظ والدلالة ، فهي قرية من قرى المرج الكبير مرج ابن عامر المعمور بالزرع والزراعة منذ عرف الانسان هذه الارض واستوطنها . وكثيرة هي المسميات التي تستمد اسماءها من طبيعة مواقعها الجغرافية او التاريخية او الثقافية.
تحديد الموقع :
     تقع زرعين على خط عرض 33 : 32 وخط طول 20 : 35، وحسب الاحداثيات للخارطة الفلسطينية فهي تقع على خط 2182 شمال خط الاستواء و1819 شرق خط غرينتش ، ويبعد موقع زرعين 11 كم شمال شرق جنين ، و 4 كم جنوب شرق العفولة ، و 18 كم تقريبا شمال غرب بيسان .
     وتتوسط زرعين مجموعة من قرى ومواقع تحدها من جهاتها الاربعة: فمن الشمال الشرقي نجد الناعورة وقومية وسولم ، ومن شمالها الغربي العفولة ، اما من الغرب فسهل سيلة الحارثية واليامون ، ومن الجنوب والجنوب الشرقي المقيبلة والمزار    وصندلة ونورس ، ومن الشرق مستوطنة عين حارود ، وتقع بقعة عين جالوت / جالود   في منتصف الطريق بين قريتي نورس وزرعين .
     ويتصل مرج بن عامر مع غور الاردن بالطريق التجارية التي تمر بسهل         زرعين ، وتبلغ مساحة وادي سهل زرعين الذي يصل مرج بن عامر بغور الاردن 65 كم مربعاً
وزرعين اخر اعمال جنين من الشمال ، ويشكل موقعها عقدة مواصلات حيوية في شمال فلسطين ، فمنذ عهد الرومان كانت الطريق الداخلية الجبلية من مصر الى الشام    تمر عبر موقع زرعين موصلة بذلك جنين ببيسان ومنها الى دمشق . وقد مرت  بالقرب من زرعين في العهد العثماني طرق رئيسية ، تصل احداها بحيفا والاخر يمر ببيسان . وقد تم تطوير خطوط المواصلات هذه زمن الانتداب البريطاني ، فغدا الطريق القادم من جنين يمر بالعفولة ـ الناصرة ـ حيفا . والطريق الى بيسان يذهب الى شرق الاردن عبر جسر الشيخ حسين ، والى طبريا ايضا ، كما وتم مد خط سكة حديد يمر باراضي زرعين الشمالية قادم من سوريا الى حيفا . وقد اقام الانجليز مطارا غربي    القرية مساحته 997 دونما وتم استئجاره من اهل القرية ، بتاريخ 18/10/1940م لاغراض التدريب ابان الحرب العالمية الثانية . اما الاسرائيليون فقد شقوا في المنطقة ، وبعد تدمير القرية ، الخط السريع : طبريا ـ مرج ابن عامر ـ وادي عارة ـ الخضيرة ـ تل ابيب .
المساحة :
كان الفدان هو وحدة المساحة المعمول بها في زرعين حتى رحل منها اهلها . وبلغت مساحة اراضي زرعين العامة 85 فدانا اي ما يعادل 23920 دونما . منها 1711 دونما تسربت لليهود و 175 دونما للطرق والوديان وما اليها . اما مساحة مسطح القرية نفسها 81 دونما . وتاتي زرعين في الترتيب الخامس في قضاء جنين من حيث كبر المساحة حسب احصائيات الدباغ للقرى العشر الاولى في القضاء . وتبلغ نسبة مساحة اراضي زرعين الى اراضي سهل مرج ابن عامر 1 : 15 ، اي ما  يعادل 7% من مجمل مساحة المرج.

أسماء أراضي القرية :
     أرض زرعين واسعة ، ونتيجة هذا الاتساع كان اهلها قد توارثوا الاسماء التي اطلقعا الاباء على نواحيها لتمييزها ، واهم تلك الاراضي هي 
     أرض الجالود من الشرق ، ثم تليها الى الشمال الغربي ارض النيلة ، ثم جزيرة الحمام ، ومن الشمال ارض كارة وهي من اوسع اراضي القرية وبعيدة عن مركزها ، ثم تاتي ارض الكتوف ثم المصرارة ثم الربايعة ثم الوزرية ثم السباتي ثم المرج الغربي ثم المرج الشرقي ثم ذيبة ثم المصايات ثم وعرة الخيل ثم المحنية .
جيولوجية القرية :
     يعود العمر الجيولوجي لاراضي مرج ابن عامر التي تشكل اراضي القرية الى عصر البليوسين قبل خمسة ملايين سنة ومن الحقبة الجيولوجية الثالثة . وتتكون اراضي القرية من حبات رملية خشنة في الاسفل تصبح اكثر نعومة في الاعلى . وقد اثر نظام الانهدام الافريقي الاسيوي الممتد من اثيوبيا في الجنوب ، ومرورا في غور نهر الاردن ، وانتهاءا بحدود تركيا في الشمال ، على تركيبة الطبيعة البنيوية للمنطقة واشكالها التضاريسية حيث نتج عنه صدوع عرضية وطولية محلية ، وقد بدأ هذا الانهدام منذ 180 مليون سنة في الحقبة الجيولوجية الثانية واستمر حتى عصر البليوسين .
تضاريس القرية :
     تنتسب زرعين لمسطح سهل مرج ابن عامر ، الذي يسود فيه مظهر سهلي منبسط     تعلوه بعض التلال الاصغيرة التي تقبع هليها خرب قديمة تدل على إعمار قديم للسهل ، ويعتبر التل الذي عليه زرعين احد اهم تلك الخرب التي استوطنها البشر منذ القدم    وينحدر سطح السهل بصورة رئيسية باتجاه الشمال الغربي ، وينحدر قسمه الشرقي   الاصغر جهة الشرق ـ الجنوب الشرقي . والمنطقة الفاصلة بين الانحدارين هي منطقة العفولة التي تؤلف خط تقسيم المياه بين غور الاردن ونهره في الشرق ، والبحر المتوسط في الغرب . وتسيل مياه الامطار والسيول والينابيع من هذه المنطقة في اودية صغيرة تتجمع لتشكل نهر جالود في الشرق ، وشبكة مياه نهر المقطع في الشمال الغربي ، وهما المصرفان لمياه السهل ، ويعد سهل مرج ابن عامر المعلم التضاريسي السائد في المنطقة . ويرسم حدوده من جهة قرية زرعين جبل فقوعة ، وقد استفادت المياه الجارية من السيول والانهار من ذلك ، فسالت على امتداده ووضعت على ارضه مجروفاتها ولحقياتها ، مما ادى الى ردم منطقة سهل مرج ابن عامر باللملحقات والطمي العائد للحقبة الجيولوجية الرابعة ، وجعلها تتميز بتربتها الخصبة ، ولما كانت نسبة المواد العضوية مرتفعة في الاجزاء الوسطى من السهل حيث توجد بعض المساحات الصخرية البركانية ـ الاندفاعية الاصل ، فان التربة التي تغطيها ضعيفة الانفاذ للمياه    مما يكون بعض البرك والمستنقعات بعد هطول الامطار .
     وتعتلي زرعين تلاً منبسطا لا يرتفع كثيرا عن اراضي مرج ابن عامر من جهاته الغربية والجنوبية ، بينما تنحدر اطرافه الشمالية والشرقية على وادي الجالود .
     وتقع زرعين في نصف المضلع الشرقي لسهل مرج ابن عامر تقريبا الذي ينسدح في جهاتها الشمالية والغربية والجنوبية ، وفي الافق يقابل زرعين في الغرب   سلسلة جبال الكرمل وبوابة البحر المتوسط عند حيفا ، ومن الشمال يقابلها جبال      الجليل الادنى ( الناصرة ـ جبل الدحي ـ جبل الطابور ) ، ومن الجنوب يقابلها سلسلة الهضاب الجبلية التي تشكل الجزء الشمالي من جبال فلسطين الوسطى ( جبال نابلس ـ وجنين ـ وفقوعة ) ، اما من الشرق فيقابلها غور بيسان فغور الاردن وبحيرة طبريا ، ويصفها الرحالة روبنسون : ( انها تحتل موقعا جبليا مقارنة بالمسطح الجغرافي الذي يحيطها مما اكسبها منظرا خلابا ) ، وهي بهذا ترتفع عن سطح الارض من 75 ـ 100 متر
المناخ :
     ينصبغ المناخ في زرعين بمناخ سهل مرج ابن عامر ، وهنا لا تختلف الاوضاع المناخية السائدة في سهل مرج ابن عامر عن الاوضاع المناخية للمناخ المتوسطي في   شمال فلسطين ، ولكن للسهل بعض الخصائص المميزة نتيجة الموقع والاوضاع   التضاريسية ، فهو قليل الارتفاع عن سطح البحر ، اذ تقع اجزاؤه دون 100م ، ويقع  وسط ممر طبيعي مفتوح بين المتوسط وغور الاردن ، ولهذا صلة واضحة بوصول المؤثرات المناخية المميزة لكل من مجال البحر المتوسط وغور الاردن .
ويشاهد في الخطوط المتساوية للحرارة والامطار والتبخر وبقية العناصر المناخية ، انحناءات والسنة ترسم جيوبا تمتد على محور السهل ( الشمالي الغربي ـ الجنوبي الشرقي ) ، وتتقدم وتتراجع حسب سيطرة الاوضاع الجوية المتوسطية او  الاوضاع القارية الداخلية . فبالنسبة الى خطوط الحرارة المتساوية يلاحظ بوضوح التاثير القادم من الداخل والغور في المعدلات السنوية الصيفية ، ويتراجع هذا التاثير في الشتاء . ويعود هذا الامر فيتكرر بوضوح اشد في خطوط الامطار السنوية المتساوية ، إذ يسود تاثير الاوضاع المطرية المعروفة في شرق فلسطين وسفوح جبالها المطلة على   غور الاردن ، ويندس هذا التاثير بلسان متجه نحو اطراف سهل مرج ابن عامر الشمالية الغربية . ولجبل الكرمل ذي المحور ( الشمالي الغربي ـ الجنوبي الشرقي ) تاثير فعال   في توجيه حركة المؤثرات المناخية ، اذ تقوم بدور الحاجز الذي يعيق وصول التيارات الهوائية ، والغيوم والرياح القادمة من الغرب والجنوب الغربي . وهكذا يصبح المجال مفتوحا لتوغل المؤثرات الداخلية القارية باتجاه السهل ، وتتراوح درجات الحرارة    السنوية المتوسطة للسهل بين 19 ـ 21 درجة ، لترتفع في صيف الى 26 ـ 28 درجة ، وتنخفض في الشتاء الى 10 ـ 12 درجة . وما متوسط سقوط الامطار السنوية فهو  300 ـ 550 مم بين شرق السهل وغربه .
العيون والآبار :
     تتوفر مياه الينابيع في القرية وحولها كما عليه الحال في بقية نواحي المرج ، ان لم تكن هي من اوفر المواقع في ذلك . واهم العيون والسيول في القرية او المحيطة بها :-
1.  نهر الجالود : يخرج من مغارة شرقي زرعين ماراً بـ ( بيسان ) وغورها ويلتقي مع الاردن مقابل زقلاب عند خربة محمد البكر المنخفضة 244م عن سطح البحر . ماراً بالقرب من عين حارود ، تل يوسف ، شطة ، بيسان ، يبلغ طوله 15كم ، ويتراوح عرضه بين 3 ـ 4 أمتار .
2.  عين الميتة : وهي من اكثر المواقع شهرة ، كعين جارية . تقع على مسافة 2 كم شمال القرية . وتعتمد زرعين في استهلاك الماء عليها سواء في الشرب او الاحتياجات البيتية حيث كان الناس ينقلون الماء الى بيوتهم بواسطة القطاريز  او الحيوانات ، او لري المحاصيل الزراعية ، كما انها كانت مورد السقي    الرئيسي لقطعان الماشية التي كانت تخيم في زرعين في مواسم الرعي . وقد استقطبت هذه العين الكثير من المزارعين وارعاة من قرى ومناطق قريبة وبعيدة .
     ويصف الرحالة روبنسون الذي زار المنطقة في القرن التاسع عشر هذه العين وتطور استخدامها بالقول : ( غادرنا زرعين صباحا واتجهنا شرقا الى ينبوع في اسفل القرية ، ووصلنا خلال 20 دقيقة مارين بمنحدر حاد ووعر ، وكانت المياه عذبة تندفع من ينبوع كبير ، وتنساب كخيوط من عدة اماكن لتشكل مجمع مياه صغير ، لقد قبل لنا بان هذا الينبوع كان في الماضي يجف طوال فصل الصيف . وقد قام السيد حسين عبد الهادي ، بحفر الينبوع الى عمق بحيث اصبح الماء يندفع بقوة واحاطه ببناء ليجعللا المياه تنساب باستمرار ، وبناء عليه اصبح الينبوع يحمل اسم " عين الميتة " لكونه كان جافا ثم احيي من جديد ) .
3.  بئر سويد : يقع في وسط القرية ، وكان نبعه قويا ، تسيل مياهه في المرج محدثة اوحالا في طرقات القرية معيقة بذلك حركة الحراثين والفلاحين في ذهابهم وايابهم ، مما دعاهم الى سد بابها بخشبة كبيرة ضغطت ضغطا محكما لتخفيف سيله وتغيير مجرى اندفاعه .
4.    بئر الحاج حيدر : وهو نبع قليل الاستخدام .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع