رافع الفاهوم
بقلم الاستاذ : مصطفى الأسعد قنانبة
الأردن - إربد
تلفون : 00962786537135
اندور قرية قرب الناصرة والناصرة أم القرى في فلسطين للمسلمين والمسيحيين وهذه القرية لآل الفاهوم ومنهم رافع فكان يجري على الصدق من العروق في بيته وأهله كأنه مرآة قرون متجاورة بين هاتين اللمعتين لمعته ولمعة توفيق ( توفيق الابراهيم ) كان رافع حرا من أحرار الرجال ومقداما لا يبسم إلا الحق ولا يقطب وجهه إلا في وجه الباطل .
كان رافع سيدا من سادات البحر في شمال في شمال فلسطين وكان في حبه للزراعة يباري اليهود بل يسبقهم وكانت له مزرعة زاهية حباها كل جهده ، مخضرة زاهية فيها كل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء إسمها " بستان الصفافة " الأربع تشير إليها ، فراع اليهود من أمرها أنها عربية لعربي ، فسال لعابهم عليها وراحوا يقرون رافعا بأثمان ارقامها خيالية فلكية يبتغون أن يستلبوها منه بالشراء فما أجداهم الإغراء شيئا .
عز الدين القسام في زيارة آندور
في حيفا كان عز الدين وفيها كانت لقاءاته مع شرائح المدينة لإعداد تنظيم شعبي ثوري بدايته نشر روح الثورة على المحتل البريطاني والمهاجر الصهيوني ولجان تدريب تريب ولجان شراء وجمع أسلحة ولجان اتصالات وأخيرا ثورة مسلحة
الشيخ عبد الحميد حايك من ابناء أندور يقيم في بلد الشيخ كان رفيقا للقسام ومن الرعيل الأول للحركة الجهادية رافقه عز الدين القسام في زيارة الى قريته والتقى عزالدين مع رافع الفاهوم ووكيل اعماله ابو ابراهيم الصغير عام 1933 وحادثهم بالإعداد لثورة فلسطينة واتفق على تفويضهم إعداد فصائل جهادية في قضاء الناصرة استعدادا لانطلاقة ثورة فلسطين .
في مطلع عام 1933 م بدأ الإعداد للتنظيم وشكلت قيادات محلية في صفورية وإكسال وسولم والمجيدل وطرعان وعولم وسمخ وعرب الصبيح وعين ماهل ولوبيا وسيرين والمرصص .
بقي التنظيم سرا ً حتى 12 / 11 / 1935 م حال خروج عز الدين من حيفا ف فوصل أندور يرافقه كاتب الثورة محمد الصبيحي " أبو خليل "واجتمع في بيت رافع الفاهوم مع قادة فصائل الحركة الجهادية لمرافقته الى عرين الانطلاقة في مدينة جنين رافقه ابو ابراهيم الصغير ، ونايف الزعبي ، ويوسف الحايك ، ومحمد بن عيسى المغربي ، وذياب شكور ، وسعد الخالدي ، ومحمود شتيوي ، وأحمد أبو يوسف ، وسالم الحايك ، وموسى التمام ، وسليمان العدوي ، وعبد الرحمن حبشي ، ومحمد سكجي ، ومحمود صالح المغربي ، ومناور بشتاوي ، وعبد ابو رحال ، ومحمود المخزومي .
وتحرك المجاهدون نحو قرية المزار الى أحد كهوفها كان الشيخ فرحان السعدي بعيدا عن اعين الانجليز واعوانهم .
أكمل القائد مسيرته إلى أحراش يعبد ( خربة زيد الكيلاني ) ورافقه 25 مجاهدا وتمركز هنا ريثما يصل باقي الثوار ، لكن اشتباكا مسلحا ً أدى إلى افتضاح وجودهم وحوصر من قوات بريطانية وهنا كانت حكمته في انتشار المجاهدين وعودتهم للجبال واستبقى عنده ثمانية ليخوض معركة غير متكافئة وحصل الاشتباك واستشهد معه ثلاثة وأسر أربعة .
اشترى رافع أسلحة من ماله الخاص وشكل فصيلا من أبناء قريته وهم عواد النسو ، يوسف شلبك ، مفضي المطر ، إبراهيم قطيش ، شهاب قطيش ، عبد الله سبروجي ، عرسان سبروجي ، ذياب المطر ، عقاب المطر ، يوسف شويحط ، يوسف المطر ، ويوسف أبو رميشة مناصرة .
وكتب فريد السعد ، قائمقام الناصرة وأحد أعضاء االلجنة القومية في حيفا أن تعاونا بينه ورافع الفاهوم في أعمال تفجير انابيب البترول القادمة من كركوك العراق والمار من جوار قرية اندور حتى مدينة حيفا ، نفذه فصيل أندور بدعم و مؤازرة رافع الفاهوم .
في ثورة 1936 م كان أبو إبراهيم الصغير قائد منطقة الجليل وزيادة في الكتمان كان يصدر بلاغاته العسكرية التي ينفذها ضد قوات الاحتلال البريطاني ومستوطنات اليهود في المنطقة الشمالية باسم المتوكل على الله عبد الغفار ، وكذلك كان منطقة القادة الشمالية فكتب أبو إبراهيم الكبير بلاغاته تحت اسم ابو عبد الله و القائد يحيى هواش ( ابو محمد ) والقائد ابو عاطف المغربي ( ابو اسماعيل ) وابو محمود الصفوري ( ابو علي ) ومحمود شتيوي ( الأسمر ) ومحمد بن عيسى ( ابو سعيد ) .
نسف الانجليز منزل رافع في قرية أندور
بتاريخ 29 /8 /1936م كان القائد أبو إبراهيم الصغير يرافقه سعد الخالدي ، سالم حايك ، علي الحسين ، إبراهيم قنانبة ، محمد خليل قنانبة ، صبري حايك ، حسين أبو حسان ، سعيد الحسين ، سالم طافوري ، محمود فياض ، احمد سعيد ، يوسف عبيد ، عبد الله صالح ، منيزل سبروجي محمود قصاص .
وهاجم الثوار دورية انجليزية واعترف الانجليز بمقتل جنديان وجرح ثلاثة واستشهد من الثوار سعيد الحسين من قرية أندور .
30 آب 1936 م حاصرت قوية بريطانية قرية أندور للبحث عن الثوار الذين هاجموا الدورية البريطانية وقامت قوتهم بتعذيب المواطنين واصدر المندوب السامي البريطاني أمره بنسف منزل رافع الفاهوم ومحمد خليل قنانبه وبكل وحشه أمروه إخراج أثاث بيته لان قرار النسف بعد ساعة فأبى أن ينصاع إلى ما يريدون وتحول إلى صخره عنيفة ولما كرر عليه الحاكم الإنذار ( الحاكم مستر فردي البريطاني) أجابه رافع بجواب حفظته الأيام ولما تنساه ( أنت وحكومتك وداري على رجلي هذه)وما هي إلا دقائق حتى أصبحت الدار متطايرة في الفضاء ولم يخرج منها رافع مما فيها وهي مليئة بالحبوب والأثاث ولم انته الانجليز من تفجير داره المؤلفه من36غرفه وقدرة بما لا يقل عن 15الف جنيه فلسطيني ثم اعتقل الانجليز رافعا إلى سجن الناصرة والى سجن عكا المعروف سجن المزرعة وبقي معتقلا ستة أشهر ثم خرج وهو رافع الرأس وأكثر أباء اشتعلت ثورة 1926 ميلادي في أنحاء فلسطين وتكبد الانجليز قتلى وجرحى وفشل فشلا ذريعا في القضاء على الثورة رغم محاولات إخمادها بإرسال لجان تقصي حقائق لكن أسلوبهم لم ينجح فاستقدم الاحتلال ألاف الجنود من المستعمرات البريطانية وزاد فشلا وأخيرا استعان الانجليز في إحدى كبار قادته الجنرال " ونجت " خبير في حرب العصابات وإخمادها واستخدم شعار " اقتل الثورة بيد الثورة " أسلوب خادع ماكر انتهجه الانجليز في فلسطين لخلق حالة فوضى بين الثوار وشعب فلسطين وذلك بان درب مجموعه من عناصر الهاغناه على أساليب اغتيال زعماء فلسطين المؤازرين للثورة على أن ينتحل أفراد الهاغناه شخصية الثائر ومداهمة بيوت الفلاحين ليلا وإطلاق النار على مخاتير وزعماء البلاد وقتلهم وحال انسحابهم يتركون دليلا على ان الفاعلين ثوار فلسطين لم تنطل هذه الأساليب على شعب فلسطين وعرفت أن الفاعلين هم عناصر الهاغناه الذين يحملون اسم زمرة الليل رغم ان عملياتهم نجحت في اغتيال عدد من زعماء فلسطين مهم الدكتور انور الشقيري وسامي طه وعز يطوري حجار ورافع الفاهوم الذي اغتيل عذرا على يد فاتل مسلم في طريقه إلى بيته في الناصرة بتاريخ 30 \ 12 \1937 م وهو لم يبلغ الخامسة والثلاثين قتل رافع ظلما ومن يمر حاليا عند بستان الصفصافه يقول هنا كان رجل عربي هنا كان رافع الفاهوم روى صبري حايك : كان توأمه الشيخ توفيق الإبراهيم (أبو إبراهيم الصغير ) في دمشق حين سمع نبأ اغتيال رفيقه وصديقه رافع الفاهوم فتأثر كثيرا وحزن حزنا عميقا وفال كلمته المشهورة الآن انتهت الثورة وأقام بيت عزاء المرحوم في ديوان الشيخ محمد الأسمر احد قاده ثورة أهالي الميدان بدمشق
شارك بتعليقك
وفي اليوم الثاني حاصر الانجليز قرية اندور يتقدمهم الضابط الابريطاني (مستر لي ومستر فردي) وقد تعرض الاهالي المدنيين للضرب والاهانه ...من جاء التعذيب قد جرحه المختار قاسم مناصره واسعد قنانبه وامين ابويوسف وحسن لبراهيم وشافع الحايك وبراهيم عنيزان واخرون.....وقد امر المندوب السامي بنسف بيت الزعيم وشيخ البلد رافع بيك الفاهوم وبيت محمد الخليل وبيت الصروع وقد فريضت غرامه على اهالي البلد 300جنيه فلسطيني وقد اعتقل رافع الفاهوم وارسل الى سجن عكا ...تخليدا لمعركة الشرار قال الشاعر فرحات سلام من قرية لنجيد قضاء الناصره خلد فيها المعركه التي خاضها اهالي اندور ضد الانجليز في معر كة الشرار وقد كان مطلعها...
ابو ابراهيم يامغوار يلي للعدا قهار
بين القصر والشرار صار اشي عمره ما صار
الدبابه احرقوها والعسكر راحة دمار
اجا من العسكر ميه مارجع غير ست انفار
يامتفرج تع اتفرج الموت اببوز البروده
اجا الصايح على اندور يتناخو زي النمور
اجا الصايح على نين من عين احمد لحسين
اجا الصايح على الشركس والصايح فيهم اتعركس
اجا الصيح غلى تمره ساروا على مهره حمره
وما زالت هاذيهي القصيده يرددها اهالي اندور في اعراسهم وافراحهم ....افتيخارا ببطولات اقاربهم اهالي اندور ومايزال يرددها اليد حسين سليم الدلقموني في جلساته الى اولاده ليبقى على صله وروابط بتاريخ قريته اندور المهدمه والاكنها سوف تبقى سهرة الجليل الجالسه على حضن ثرى مرج ابن عامر بحنان تنضر وترقب لحضت عودت ابنائها ثانيتا الى نسائم بيادرها وعذوبة ماؤعين الدلافه وسهولها اليانعه التي كانة عباره عن لوحة فسيفساء بالوانها الجميله تنثر عبقها مسكا على كنائس جبل قابور ومقام الصحابي دوحيه الكلبي ...
هذه هي اندور زهرة الجليل وقيادة الثوره القساميه التي انطلقة منها الى جبال الجليل حين قاد ابنائوها معالرك عرابت البطوف وتحرير طبريا عام 1938 ومعركة كفر كنا في 15/1/1948 ومعارك الشجره بقياده ابو ابراهيم الصغير واذياب الفاهوم وابو عاطف المغربي ومكس الالماني وعبد محمد علي الخطيب ومحمد عورتاني وراسم الهلسه ومئات الجاهدين الذين دافعو عن عرب اصبيح وطردو عصابةالهاغا نا منها وتكبيدهم مخاصر فادحه ومعارك الناصره والشجره وطبرياالى ان حصلت النكبه بخيانة جيش الانقاد وعلى راسهم الضابط مدلول عباس الي تعرف مدينة الناصره وصفوريا خيانته في صقوط المدينتين ....