كان عند المختار احمد حسين مبعاري (ابو مصطفى) مضافة كبيرة يجتمع بها رجال اهل البلد والضيوف والزائرون دائما في الصيف والشتاء في الربيع والخريف وفي المساء يحلو السهر والسمر قهوه سادة حكايات ونقاشات. و في مقابل بيت المختار كان هناك قطعة ارض صغيرة فيهازيتونة لاحد الصفديين . قام بشرائها اخو المختار نايف ميعاري . ما لبث ان قام ببناء غرفة . كانت قريتنا غنية جدا بمواشيها فكثرت المنتجات المرتبطة بها من حليب و غيره. فاتى الى القرية تاجران يهوديان احدهما ابو حبيب . فاستاجرا الغرفة المقابلة لبيت المختار و حولاها الى مصنع جبنة. و كان عملهما يستمر حتى ساعة متاخرة من الليل. و خلال فترة الاستراحة او انتظار غليان الحليب او تبريده او تخميره كانا يذهبان الى ديوان المختار.و في اوائل الثلاثينات من القرن العشرين كانت العلاقات بين اليهود والعرب طبيعية جدا ان لم نقل جيدة.وفي هذا التاريخ في احد ايام الصيف جاء ابو حبيب للسهر عند المختار تاخر ابو حبيب في السهر فذهب الجميع كل الى بيته.و استمر ابو حبيب بالسهر والسمر مع المختار فافشى ابو حبيب للمختار بسر في قلبه فقال له محذرا اياه سياتى على العرب في فلسطين يوما سيقوم اليهود بترحيلهم سبع مراحل.فاستشاط المختار غضبا و قال له كيف تقول هذا فان قمت بلكمك لطرت الى الباب.فقال له ابو حبيب بصوت هادئ هها يا مختار هذا هو الفرق بين اليهودي و العربي,اليهودي يستخدم عقله اما العربي فيستخدم عضلاته. و مرت السنين و اصبحت الغرفة معصرة زيتون .و صدق ابو حبيب القول في يوم اسود في غفلة من التاريخ ومن عقول العرب اتت القدم الوحشية فعاثت في الارض فسادا فدمروا المضافة والغرفةو دفنت حكايات المضافة.و مات المختار عام 1977 حاملا في وجدانه حسرة و هو يقول الم يحن للعربي ان يستخدم عقله
شارك بتعليقك
IHSAN/Abo-Bassam
[email protected]
أعتقد أن حكايات جدي وجدك وحكايات المضافات أيام البلادلم تدفن بعد والدليل أنك أنت مازلت تروي عن ما كنت تسمعه من أجدادك هذا لأنك من نبتة طيبة زرعها المرحوم ابو عصام فأنجبت وخير ما أنجبت ، تحياتي لك
انور شواهين