بسم الله الرحمن الرحيم
فرعم تجاهد في سبيل الله (2)
3ً ًوفي خريف 1938على اثر معارك رام الله والقدس-محاولة الثوار العرب تحرير المدينتين وطرد الانكليز منهما- قرر أهالي فرعم احتلال روشبينا وكانت الخطة بان تطلق فئة النار على أول روشبينا ليخرج اليهود من ملاجئهم وهي كهوف وأقبية ضمن مساكنهم فتلتف الفئة الثانية عليهم . وبالرغم من إطلاق النار بكثرة والتجول بشوارع روشبينا ومقتل قسم من الحيوانات لم يتجرأ أي يهودي أن يخرج من مخبئه فقرر العرب التضحية والدخول إلى الأقبية والملاجئ وكانت القوات الانكليزية قد أسرعت مع بوليس روشبينا بالتدخل فانسحب العرب دون أية خسارة وكالمعتاد طوقت القرية وفصل الرجال عن النساء وفتشت البيوت ثم أمر بسجن وجوه القرية في سجن عكا . وسوق الباقين إلى معسكر المالكية حيث التقوا هناك بكثير من إخوانهم من أهل القرى المجاورة. وفي هذا المعسكر كان الانكليز يتحرون الأشخاص واشتبهوا بشخص من فرعم لان اسمه يشبه اسم قائد ثائر من فرعم أيضا هو محمود عثمان، فعذبوه كثيرا بشكل خاص فكانوا يحملونه يومياً كيس من الحجارة ويجبروه على الهرولة أكثر من نصف ساعة متواصلة جيئة وذهاباً في منطقة محصورة بالأسلاك الشائكة ثم يتبعون كلابهم تعضه جيئة وذهاباً لمدة ثمانية أيام. وفي المساء يركبون المعتقلين بالسيارات ويأمرونهم بغناء الأهازيج وتسير بهم السيارات طليعة للجيش الانكليزي بين الجبال ليكونوا الغداء إذا صادفهم لغم وليحتموا بهم من الثوار . ولم تنطل الخدعة على الثوار فامتنعوا عن اعتراض السيارات مدة يومين وفي الليلة الثالثة رابطوا في منعطف بين المالكية ومنطقة الحولة وانتظروا حتى اجتازت السيارات التي تقل المعتقلين المنعطف ثم انقضوا على الانكليز فقتلوا كثيراً منهم ونجا المعتقلون ولم يعد الانكليز لمثلها .
مشتراة السلاح : وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية اشتدت روح المقاومة العربية للانكليز واليهود وسارع الناس لشراء السلاح . وكانت الإمكانيات المادية ضعيفة حيث أسعار الحاصلات الزراعية رخيصة ولم يكن مايزيد من موسم الفلاح عن مؤونة عائلته يكفي لكسوته وتأمين الضروريات المستوردة ومع ذلك فكانت بعض الأسر ثرية نوعاً ما. وهكذا فمن الناس من باع شجرة أو قطعة ارض أو بقرته ليشتري السلاح ومن أين ؟ من الأقطار العربية وخاصة سوريا . وكان السلاح قديماً وصدئاً وبأثمان غالية لاتقل عن عشرين جنيهاً وتصل حتى المئة وخمسين جنيهاً فلسطينيا للبندقية الواحدة وقد لاحظت أكثر من اثنين من قريتنا يتسلحون بسلاح من مخلفات الحرب العالمية الأولى بل ومن صناعة قبل 1870 أما الذخيرة فبضع رصاصات لكل قطعة . أما السلاح الآلي فمسدسين رشاشين من نوع ستن وتمكن أهالي القرية من جمع ألف ومئتان جنيه فلسطيني ثمناً لرشاش برن قديم ولكنه حسن نوعاً ما . وهكذا فيكون السلاح على التقريب :حوالي سبعين بندقية وعشرين مسدساً وثلاث مسدسات من نوع ستن ورشاش واحد من نوع برن فقط وكان للقرية أربع سيارات شحن صغيرة وسيارة تكسي واحدة .
( يتبع)........القرية في خطر.......
شارك بتعليقك