الشهيد سعيد شحادة كان ورعاً وبارعاً في دقة التصويب لدرجة أنّه يراهن على إصابة رأس العصفور الصغير من مسافة بعيدة، بل ويسقطه وهو طائر، عاد من بلدة الريحانيّة بعد خروج أهل القباعة من قريتهم خرج من المسجد وطلب من ابنته أن تناوله بندقيّته الفرنسيّة القصيرة وحزام الرصاص (الجناد) كان يرتدي القمباز والحطّة والعقال وكان بديناً بعض الشيء ، واتّجه إلى ماروس في الشهر السابع لعام 48م لينضمّ إلى مجموعة من جيش الإنقاذ كانت تتمركز هناك في ماروس، ولكّنه وجدهم قد أخلوا القريّة للتوّ حين شاهدوا حشوداً إسرائيليّة تتّجه إليها وتركوا الخراف معلّقة لم تطبخ بعد وانسحبوا إلى الشمال الغربيّ، فآثر سعيد المقاومة وكمن لهم ، وكان مسؤول شبكة المياه في القرية الشركسيّ شاهد عيان، فقد أطلق سعيد ثلاث عشرة رصاصة فأصاب جنوداً من المهاجمين بعدد الرصاصات التي أطلقها، وكان يجري خلف اليهود ، والتفّ له بعض المهاجمين اليهود من الخلف وأصابوه في خاصرته، فتبعه رجال من قريته وحملوا جثمانه من ماروس إلى علما ومن شدّة حقد اليهود عليه رشقوا جنازته بالرصاص فأصابوا جثمانه بثلاث رصاصات في حين أخذ حاملو النعش يطأطئون رؤوسهم إلى أن خرجوا من دائرة الخطر، وقد دفن في علما، واستشهد في معركة ماروس أيضاً مصطفى أبو عجاج ولم يتمكن أحد من انتشاله وبقي جثمانه في القرية، وعندما مات محمود العيسى في قرية بنت جبيل اللبنانيّة نقل جثمانه ليلاً إلى علما ودفن مع الشهيد سعيد شحادة في القبر نفسه، لصلابة الأرض والخوف من الحفر.
شارك بتعليقك