كان من عادة الرجال أن لا يسيروا إلاّ ورؤوسهم مغطّاة بالعمائم ومن العيب أن يسير الرجل حاسر الرأس وكان إبراهيم ابن مختار القرية علي المصطفى شرطيا في سلك البوليس، يعمل في مركز شرطة الجاعونة، ويذهب إلى عمله يوميّا سيرا على الأقدام مرورا بقرية المغار التي تقع في منتصف الطريق،وقد أتى من يخبر والده أنّ إبراهيم يخلع قبّعته ويسير حاسر الرأس عندما يجتاز قرية المغار، وهذا عيب ومنقصة من إبراهيم ابن مختار القرية الذي كان يحافظ على العادات والتقاليد ويراعي الأعراف ويصالح بين المتخاصمين، فانتظره والده في الشرفة فقد كان يملك بيتا مكونا من طابقين وفيه مضافة في الدور الأوّل، وصاح به عندما رآه قادما: لقد سوّدت وجوهنا وألقى عليه إحدى الكراسي من الشرفة.
شارك بتعليقك