شارك الكثيرون من قرى القباعة والجاعونة وعلما في الدفاع عن الأرض وكانت مع المدافعين فتاة تحمل على رأسها تنكة ماء لتسقي المقاتلين وتخلي الجرحى، ودارت المعركة بسفح جبل النطّاح بوادي الشبابيك وهي منطقة حرجيّة، وجرح في المعركة أحد الرجال من قرية علما وأصيب في ساقه واعتذر جيش الإنقاذ عن حمله بسيّارة فحمله النّاس على دابّة إلى علما ثمّ نقل إلى بيروت وعولج هناك.
كما يتذكر الناس إحسان كم الماظ الذي صدّ أربع مصفّحات يهوديّة مع رفيقه فتحي الأتاسي، في منطقة اليارونيّة وتصدّى لهذه القوّة المهاجمة القادمة من مستعمرة روشبينا وجرح برصاصة تحت إبطه وجرح فتحي كذلك، وحين قدّم الطعام لإحسان رفض الأكل إلاّ بحضور رفيقه فتحي
كان الجوّ قائظاً عندما مررنا في طريقنا إلى علما بمزارع فول أخضر، كانت الجموع تبيت على بيادر القرية، ثمّ اتّجهت إلى قرية بنت جبيل اللبنانيّة، وآثر والدي الذهاب إلى مارون الراس حيث كانت تربطه علاقة صداقة مع سعيد صليبي ،و هذه القرية واقعة على رأس جبل تشرف على بنت جبيل وما حولها، ومكثت أسرتي في ضيافة سعيد صليبي لمدّة أسبوع، وكانت بحوزة والدي بندقيّة فرنسيّة قصيرة اشتراها سابقاً بمبلغ 49 جنيهاً فلسطينيّاً، وعند خروجنا من بلدة مارون الراس أهدى والدي صديقه البندقيّة، واستأنفنا السير إلى بنت جبيل فوجدناها تعجّ بالنازحين، واصلنا السير متّجهين إلى خان أرنبة بالجولان، وقد استضافتنا عائلة جريدة وأخبرنا والدي بأن علاقة قربى من الدرجة الأولى تربطنا بهذه العائلة حيث كنا ندفع معاً في الديّات، ووفّر لنا مختار القرية إبراهيم جريدة مسكناً مناسباً، وآثرنا المكوث هنا إلى أن نعود إلى ديارنا، والتقينا في هذه القرية ¶
شارك بتعليقك